ما وجد الترف سبيلاً إلى نفوس إلى أفسدها وبدد ما لديها من ثروة وأسقط مالها من رفعة ودمر ما عندها من عمران .
المترفون في كل أمة تفسد أخلاقهم بما يكثر لديها من دواعي التنعم وما يحيط بهم من أسباب الفسوق .
الترف يسوق على السرف والسرف داعية التلف فالمترفون ضعفاء العقول ضعفاء الأجسام ضعفاء الإرادة خاملوا الأذهان لا يعرفون للحياة معنى فلا يسعون لما يفيد الأمة ولا يفكرون فيما يعمر البلاد .
إن دعوتهم لتخفيف مصاب الأشقياء وتجفيف دمعة الفقراء وبذل المال لتعليم الجهلاء غصت حلوقهم وشرقوا بريقهم وأمالوا أعناقهم ولووا رؤوسهم .
ومتى لهت بأهوائها واشتغلت بشهواتها وغفلت عن مقومات حياتها أسرع إليها الفساد وعمها البلاء وحاطتها الأرزاء فكم من أمة بعد أن كانت في ذرا المجد والسعادة هوى بها الترف إلى مكان سحيق ونزل بها التبسط في هوى النفس إلى الحضيض .
فتنبهوا أيها الناشئون إلى ما يحيط بكم من سباع الملذات وما يحوطكم من ضواري الشهوات ولا
تتخلقوا بأخلاق المترفين ولا تسيروا سير العادين كيلا تكتبوا في الذاهبين .
أخذت من أحد كتب الكاتب مصطفى الغلاييني