مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 02-04-2016, 03:54 PM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
Post هتكـــــ أســــــــــــــتار المنافقيـــــــــن

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




هتكـــــ أســــــــــــــتار المنافقيـــــــــن



..... قلوبهم عن الخيرات لاهية .. وأجسادهم إليها ساعية .. والفاحشة في فجاجهم فاشية ..
وإذا سمعوا الحق .. كانت قلوبهم قاسية .. وإذا حضروا الباطل وشهدوا الزور .. انفتحت أبصار قلوبهم ..
وكانت أذنهم واعية.....

فهذه – والله – إمارات النفاق .. إذا عاهدوا لم يفوا .. وإن عاهدوا أخلفوا .. وإن قالوا لم ينصفوا ..
وإن دعوا إلى الطاعة وقفوا .. وإذا قيل تعالوا إلى ما أنزل الله والرسول أعرضوا .. وإذا دعتهم أهواؤهم
إلى أغراضهم أسرعوا إليها وانصرفوا.

فذرهم وما اختاروا لأنفسهم من الهوان والخزي والخسران .. فلا تثق بعهودهم ..
ولا تطمئن إلى وعودهم .. فهم فيها كاذبون .. وهم لما سواها مخالفون.

قال تعالى : ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله
بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه
وبما كانوا يكذبون)

وزرع النفاق ينبت على ساقيتين؛ ساقية الكذب وساقية الرياء، ومخرجهما من عينين؛
عين ضعف البصيرة، وعين ضعف العزيمة، فإذا تمت هذه الأركان الأربع استحكم نبات النفاق وبنيانه.

ولكنه بمدارج السيول على شفا جرف هار .. فاذا شاهدوا سيل الحقائق يوم تبلى السرائر ..
وكشف المستور .. وبعثر ما القبور .. وحصل ما في الصدور .. تبين حيئذ لمن كانت بضاعته
النفاق أن حواصله التي حصلها كانت كالسراب (يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا
وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب).

ولقد هتك الله سبحانه أستار المنافقين، وكشف أسرابهم في القرآن، وجلى لعباده أمورهم؛
ليكونوا منها ومن أهلها على حذر، فذكر طوائف العالم الثلاثة، في أول سورة البقرة:
المؤمنين والكفار والمنافقين، فذكر في المؤمنين أربع آيات، وفي الكفار آيتين،
وفي المنافقين ثلاث عشرة آية لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله.

فإن بلية الإسلام بهم شديدة جداً؛ لأنهم منسوبون إليه وإلى نصرته وموالاته، وهم أعداؤه
في الحقيقة يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وإصلاح، وهو غاية الجهل والفساد،
لا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية،
ويزعمون أنهم بذلك مصلحون ﴿ أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ﴾.

لبسوا ثياب أهل الإيمان على قلوب أهل الزيغ والخسران، رأس مالهم الخديعة والمكر:
﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾.

أسماع قلوبهم قد أثقلها الوقر، فهي لا تسمع منادي الإيمان، وعيون بصائرهم عليها غشاوة العمى
فهي لا تبصر حقائق القرآن، وألسنتهم بها خرس عن الحق فهم به لا ينطقون:
﴿ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ ﴾ لهم علامات يعرفون بها مبينة في السنة والقرآن،
بادية لمن تدبرها من أهل بصائر الإيمان، قام بهم الرياء؛ وهو أقبح مقام قامه الإنسان،
وقعد بهم الكسل عما أمروا به من أوامر الرحمن، فأصبح الإخلاص عليه لذلك ثقيلاً:
﴿ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾.

أسروا سرائر النفاق، فأظهرها الله على صفحات الوجوه منهم وفلتات اللسان،
ووسمهم لأجلها بسيماء لا يخفون بها على أهل البصائر والإيمان، وظنوا أنهم إذا كتموا كفرهم
وأظهروا غير ذلك وقد كشفها لهم: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ
أَضْغَانَهُمْ وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ﴾.

فكيف إذا جمعوا ليوم التلاق، وتجلى الله جل جلاله للعباد، وقد كشف عن ساق ودعوا
إلى السجود فلا يستطيعون: ﴿ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ
وَهُمْ سَالِمُونَ ﴾.

تالله لقد قطع خوف النفاق قلوب الصادقين .. لعلمهم بدقته وجله .. وتفاصيله وجمله ..
ساءت ظنونهم بنفوسهم حتى خشوا أن يكونوا من جملة المنافقين .

قال عمر بن الخطاب لحذيفة رضي الله عنهما "يا حذيفة" نشدتك بالله .. هل سماني
رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ؟ قال : لا ولا أزكي على الله أحد.

وقال ابن أبي ملكية: (أدركت ثلاثين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم
يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل)

ولقد ذكر عن بعض الصحابة أنه كان يقول في دعائه " اللهم إني أعوذ بك من خشوع النفاق :
قيل وما خشوع النفاق ؟ أن يرى البدن خاشعا والقلب ليس بخاشع.

تالله لقد ملئت قلوب القوم إيمانا ويقينا .. وخوفهم من النفاق شديد .. وهمهم لذلك ثقيل ..
وسواهم كثير منهم لا يجاوز إيمانهم حناجرهم .. وهم يدعون أن إيمانهم كإيمان جبريل وميكائيل.

فاتقوا الله عباد الله وجانبوا الخيانة في الأمانة والكذب في تصوير الواقع والغدر بعد
توثيق العهود يسلم لكم الدين وتكونوا من المهتدين .

والله الموفق المراجع ابن القيم الجوزية
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 06:38 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع