الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
فانه قد انتشر بين كثير من شباب العجمان وغيرهم تلقيب قبيلة العجمان (بألمان العرب) من باب المديح والفخر !! وقبل الكلام على مشروعية التسمي والتلقب بهذا اللقب وبالأدلة الشرعية باذن الله اود ان اقف وقفتين .
الوقفة الأولى : اوضح فيها أصل هذه التسمية فأنه وحسب كثير من الروايات التي اتفقت على أن أول من اطلقه هو أحد المستشرقين الأوربيين على اختلاف هذي الروايات على اسم هذا المستشرق بين أسماء عدة لاتهمنا الآن .. مع اتفاق جميع هذه الروايات على ان هذا المستشرق انما أطلق هذا اللقب أو هذه التسمية ذما" لا مدحا" .. فتنبه لهذا !!
لأنه من المعلوم وعند أقل الناس معرفة وثقافة أن الألمان من أبغض الشعوب والأمم عند جيرانهم الأوربيين بل وحتى عند غير الأوربيين منذ زمن قديم وحتى اليوم .. فلذا لا يعقل ان هذا المستشرق قد أطلق هذا اللقب على العجمان مادحا" لهم وهو مبغض لأصحابه الأصليين ! وهذا أمر بديهي .. لأن من كان يبغض شيئا" فلن يجعل من اسمه شعار مدح وثناء ! أبدا" لا يعقل هذا ! الا اذا كان هذا المستشرق مخالف لما عليه بنو جلدته في كره وبغض الألمان ! هنا يتبين ان هذا اللقب انما هو في اصله كان قد اطلق (ذما") .. فعجبا" لمن جعله اليوم مدحا"!
الوقفة الثانية : الألمان وكما تقدم مكروهون من قبل جميع الأوربيين فهم شعب ذو عادات وتقاليد سيئة ومنحرفة خاصة بعض الطوائف منهم وعلى رأسهم الطائفة النازية وهي احدى أشر فرق النصارى المنحرفة عقديا" واخلاقيا" .. مع علمنا ان كل النصرانية منحرفة عقيدة وخلقا" الا أن الطائفة النازية تزيدهم شرا" .. وهذه الطائفة مبغضة ومعادية لكل أحد من غير عرقها ولا ترى الا نفسها وانها أفضل الأعراق ولا يجب ان يسود غيرها .. وليس في جدول عداوتها وكراهيتها الذي يشمل كل أحد من هو أعظم عداوة" وكرها" عندها من المسلمين .. والمستشرق الذي أطلق هذا اللقب قد عني بالأخص هذه الفرقة النازية وان كان الألمان على العموم في دينهم واخلاقهم من اعظم الشعوب انحرافا" كما تقدم .
فبعد هذه الوقفتين أقول وبالله استعين : يقول الحق سبحانه وتعالى : (ياأيها الذين آمنوا لاتتولوا قوما" غضب الله عليهم)<المجادلة 14> .. ويقول عز وجل : (لا تجد قوما" يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) <المجادلة 22> .. ومما لاشك فيه ان النصارى واليهود وجميع ملل الكفر من الذين حادوا الله ورسوله وان الله جل وعلا قد مقتهم وغضب عليهم .. وفي هذه الآيات المتقدمة ينهانا ربنا عز وجل عن موالاتهم ومودتهم ..وان من موالاتهم التسمي بأسمائهم والأنتساب اليهم والاعتزاء لهم .. ولو بمجرد المزاح .. قال صلى الله عليه وسلم : (ليس منا من تشبه بغيرنا , لا تشبهوا باليهود ولا النصارى)<صحيح الجامع> .. فهذه براءة منه صلى الله عليه وسلم ممن تشبه بغير المسلمين .. مجرد التشبه ! فكيف بالأفتخار بهم والاعتزاء لهم ؟ وقال عليه الصلاة والسلام : (ومن دعا بدعوى الجاهلية فانه من جثى جهنم) فقال رجل : يارسول الله .. وان صلى وصام ؟ قال : (وان صلى وصام , فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله)<رواه احمد والترمذي> .. فأي زجر أعظم من هذا ؟ فالمسألة مسألة ولاء وبراء .. والولاء والبراء من اولويات مسائل العقيدة بعد مسألة التوحيد .. ولولا خشية الاطالة لاسترسلت بسرد النصوص من القرآن والسنة في هذا الموضوع ولعل فيما تقدم منها كفاية ان شاء الله .. فالله الله اخواني من أبناء عمومتي وغيرهم من اخواني في الله بنبذ هذا اللقب الذي والله لا أرى فيه عدا حكمه الشرعي أي مفخرة اواعتزاز به .. بل لا أراه الا منقصة وعيبا" .. ومع الأسف كما تقدم في أول الموضوع هناك كثير من أبناء العجمان (من الشباب الذين ألتمس لهم العذر بجهل هذا الأمر) قد أصبح في ظنهم ان هذا من الالقاب الداعية للفخر والمباهاة .. ووالله لقد رأيت كثير منهم وخاصة في الشبكة الالكترونية قد أتخذ شعار الحزب النازي وهو الصليب المعكوف الأطراف رمزا" لاسمه او لقبه ! فلا حول ولا قوة الا بالله ! وما علم ان حمل الصليب فقط ولو من غير اعتقاد به .. مسألة عقدية خطيرة .
ان الافتخار بالنسب لا محذور شرعي فيه اذا لم يتجاوز حده من الأعتداء والانتقاص في قدر أنساب بقية المسلمين .. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كثيرا" مايفتخر بنسبه فمنها قوله : (أنا النبي لا كذب أنا أبن عبدالمطلب)<رواه البخاري> .. وقد صح عنه في هذا الباب كثير .. والفخر بالأنساب باق في هذه الأمة كما أخبر صلى الله عليه وسلم بذلك .. فقد قال عليه الصلاة والسلام : (ثلاث لم تزل في أمتي : التفاخر بالأحساب , .......... , .......... )<صحيح الجامع> .. لذلك لا يمنع ان يفتخر الناس بأنسابهم دون الطعن في أنساب غيرهم واحتقارهم وتنقصهم .. لكن بالمفاخر والعزاوي المشروعة .. فكم هناك من القاب وعزاوي لهذه القبيلة جميلة في معناها سائغة شرعا" .. وأذكر منها الآد مرزوق , مرازيق مرزقة ونحو ذلك .. عدا الألقاب الخاصة بكل فخذ او عائلة .. فحبذا ان يتمسك الشباب بهذه الألقاب التي توارثناها من آباءنا والتي لاتحمل في مضمونها أي شبهة شرعية أو شبهة أدبية .. وهنا اتذكر أني سألت أحد كبار السن من ذوي الدين والسمعة الطيبة من رجالات العجمان عن هذا اللقب فقال : مانعرفه !. فسألته عن رأيه فيه فقال : مهوب زين .. فسألته عن رأيه فيمن يعتزي ويفاخر به فقال : هذا ناقص عقل او انه بزر .. هكذا كان جواب رجل من رجال هذه القبيلة المحسوبين الذي أنكر هذه التسمية وأنكر على من ادعاها .. هذا عدا الأنكار الشرعي عليها كما تقدم ..فارجوا ان لا يوأخذني أحد او يعتب علي فيما قدمت خاصة ممن يرون أنه لا بأس بهذا اللقب فاني والله ماقصدت الا بيان الحق الذي اجتهدت بتحريه في هذه المسألة نصحا" لذوي القربى والأخوة من العجمان وغيرهم والله جل وعلا يقول : (وأنذر عشيرتك الأقربين) ويقول : (وتواصوا بالحق) .
وأخيرا" فان أعظم النسب هو الانتساب لهذا الدين .. فهو وربي العزة والرفعة .. فهذا بلال رضي الله عنه عبد حبشي .. وسلمان رضي الله عنه جيء به مملوكا" من بلاد فارس .. قد رفع الله قدرهما وذكرهما بهذا الدين .. وفازوا بالصحبة والأجر العظيم .. فمامن مسلم موحد سني يسمع بهما الا وترضا عنهما وعن بقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .. وهذا أبوجهل وأبولهب سيدان من أسياد قريش أعظم العرب نسبا" .. لعنهما الله ورسوله .. ولم يشفع لهما نسبهما وقربهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لايكونا من أهل النار .. عياذا" بالله .. قال عز وجل : (ان أكرمكم عند الله أتقاكم) .
أسال الله ان ينفع بما قدمنا وقلنا ..
فما كان فيه من صواب فمن الله وحده ..
وما فيه من خطأ فمني ومن الشيطان ..
والسلام .. اخيكم ومحبكم .. فهد الجلوبة
منقول
17-06-2008, 03:18 PM
العرض الشجري
المواضيع المتشابهه
