النصف الاخر......

[محمد الغيثاني]

الحب .. هو ذلك الشعور الخفي الذي يتجول في كل مكان ويطوف الدنيا
بحثاً عن فرصته المنتظرة ليداعب الإحساس .. ويسحر الأعين ..
ليتسلل بهدوء .. ويستقر في غفلة من العقل ورغماً عنك ..
داخل تجاويف القلب .... ليمتلك الروح والوجدان ..
ليسيطر على كل كيان الإنسان ..
الحب .. هو ذلك الوباء اللذيذ المعدي الذي يصيب جميع الكائنات بدون استثناء ..
له مغناطيسية تجذب الكائنات إلى بعضها البعض ..
وبدونه لن تستمر الحياة على أي كوكب ..
للحب .. معاني عظيمة وتعاريف عديدة تختلف من عاشق لأخر .. فكل محب لديه تصور وتعريف
خاص لمعنى الحب ..
.
.
.
.
الحب بنظري هو الإبتسامة والأهتمام والكلمة الحلوة والإنسانية والشخصية .. وهي المعاني الاوليه
أما المعاني العميقة فهي .. الوئام والحنان والعطف والتفاهم وغض الطرف والوفاء .. إنها السعادة الحقيقية
.
.
.
.
خلق الله البشر بالحب .. وأول شخصين تحابا هما أبانا آدم وأمنا حواء فهم أساس البشرية ..
عبادتنا لله لا تكمن إلا بالحب فالمداولة على الشيئ بالرضا معناته محبته ..
أساس الإيمان .. يكمن في الحب فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
(لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما)
الحب من طبيعة البشر .. فالإنسان يعتبر نصف مخلوق .. ومن خلال حياته ومعاشرته للناس
يجد نصفه الآخر ..
.
.
.
.
إيجاد هذا النصف لا يحتاج إلا خرائط أو علامات معينة .. ولكن ناقوس المشاعر يضرب في القلب
فيرضخ كيان الإنسان .. بدون أن يشعر عندها يكون وجد نصفه الآخر .. وإكتمل النصفان ..
ليس بالحري كل من ضرب له ناقوس المشاعر .. يعتبر نصفك .. فلعله يكون جزء منك ولكن
غير مكمل او يكون هناك خلل ما .. لا يجعل هذه التركيبة تدوم ..
.
.
.
.
المرأة .. نصف المجتمع ولا يخفى على حياتنا كم هي مهمة بل أحيانا لا نستطيع بوصفها بغير الشجرة .. التي
نستظل فيها من حر الشمس .. وأحيانا كالغيمة ..
ولكن ليست كل شجرة ذات ظل .. وليس كل غيمة تحمل الماء في طياتها ..
الرجل نستطيع تشبيهه بالماء .. الذي تحتاجه الشجره لتمنوا وتكبر وتزيد من عطائها وثمارها .. واحيانا يكون
الأرض التي ترتكز عليها الشجرة وفي أحضانها تستمد قوتها ..
ولكن ليس كل الماء يروي الضمئ وليس كل أرض صالحة للحرث والزراعة ..
الحياة لا تخلو من الأعصاير والاغبرة .. وتقلب المناخ .. والأرض الطيبة والشجرة المباركة هما من يبقى في
النهاية .. أسقوا محبتكم لغيركم بالوفاء .. والكلمة الطيبة .. أسقوا مشاعركم بالامل .. ففي الفشل للمرة الأولى
والثانية والثالثة .. لايعني الفشل المحتم .. وكونوا جاهزين .. فلعل الناقوس على وش أن يدق !!