دخان الحرائق غطى كربلاء بعد اشتباكات متواصلة بين أنصار الصدر والحكيم والشرطة العراقية (أ ب)
كربلاء - وكالات: شهدت مدينة كربلاء التي تضم اهم المراقد الشيعية امس يوما كربلائيا اثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين حراس المراقد في المدينة التابعين للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم وعناصر من جيش المهدي الموالين لمقتدى الصدر منذ مساء اول من امس ولا يزال مستمرا حاصدا نحو 60 قتيلا و180 جريحا فيما اعلنت القوات العراقية حظر التجول في المدينة واخلت الزوار الذين بلغ عددهم بحسب جهات رسمية نحو 5 ملايين شخص مع اشتعال المعارك بين قوات الامن والمسلحين بالقرب من مزارين من أقدس المزارات الشيعية.
وسارعت القوات العراقية الى استقدام تعزيزات محمولة جوا الى المدينة في محاولة منها لوقف الاقتتال الذي يتخوف المسؤولون العراقيون من انتقاله الى مناطق اخرى بعد ان اضرم مؤيدون للصدر النار في مكتب تابع للمجلس الاعلى الاسلامي في منطقة الكاظمية الشيعية في بغداد.
وتضاربت الروايات حول اسباب الاقتتال ففي حين اكد اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم الداخلية أن القتال يدور بين مسلحين موالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر (ميليشيا جيش المهدي) من جهة, والشرطة المرتبطة بجماعة سياسية شيعية أخرى هي المجلس الاعلى الاسلامي العراقي من جهة اخرى, بعد اعتراض مجموعة من الزوار على اساليب التفتيش التي تعمد لها الثانية.
وقالت مصادر اخرى ان مسلحين يحملون أسلحة الية ومسدسات كانوا يحاولون السيطرة على المنطقة المحيطة بضريحي الامام الحسين والامام العباس. وهما نقطة محورية في الاحتفالات الدينية الجارية حيث هاجم مسلحون مركزا للشرطة بالقذائف الصاروخية مشعلين النار فيه.
في وقت قال حازم الاعرجي المعاون الرفيع للصدر من كربلاء ان الاشتباكات اندلعت حينما عارضت الشرطة أن يردد الزوار شعارات مؤيدة للصدر وبدأوا بضربهم. فيما شدد معاون آخر للصدر هو عمار السعيدي على ان معاملة الزوار أغضبت الصدريين في كربلاء وأثارت أعمالا انتقامية من قوات الامن.
وفي ظل ذلك فرضت الشرطة حظراً للتجول مما أدى لوقف مفاجئ للاحتفالات في ذكرى مولد الامام محمد المهدي اخر الائمة الاثني عشر الذين يقدسهم الشيعة التي كان من المفترض أن تستمر حتى اليوم, ودعت الزوار للعودة بالحافلات الى مناطقهم وهو ما قوبل بالرفض من قبل بعض المجموعات.
ومن المرجح أن يعتبر القتال محرجا لرئيس الوزراء نوري المالكي الحريص على اظهار أن قوات أمنه مستعدة لتولي السيطرة من القوات التي تقودها الولايات المتحدة.