مجالس العجمان الرسمي


المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 29-09-2008, 02:10 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

فإذا قال المؤذن
: أشهد أن محمداً رسول الله وكرَّرها انطلقت نفس المؤمن سارية إلى البيت الحرام مجتمعة برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلة برفقته على الله فتكون له بذلك صلة وحياة.

فإذا أتبع ذلك المؤذن بقوله
: حيَّ على الصلاة.. سمعت ذلك منه وهي تشعر وترى أن لا حياة لها ولا حياة للخلق إلا بالصلة بالله فتقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ويكرر المؤذن وتكرر معه.

ثم يتابع فيقول
: حيَّ على الفلاح.. فتقرُّ له وهي ترى أن سعادتها موقوفة على ما تقوم به من أعمال البرّ والفلاح في هذه الحياة، فتلتجئ إلى الله طالبة منه أن يمدّها بالعون على ذلك وهي تقول، لا حول ولا قوة إلا بالله، ويشارف المؤذن أن يختم الأذان فيقول: الله أكبر الله أكبر فتزداد إقراراً بالعظمة والرحمة التي لا حدَّ لها ولا انتهاء.

فإذا قال المؤذن
: لا إله إلا الله، عاد هذا المؤمن المستمع فدخل في ذلك الحصن الحصين ورأى أنه وأن الكون كله في قبضة هذا الرب العزيز الرحيم، نواصي الخلق كلهم بيده وهو وحده المسيِّر يسيِّرهم فيما يعود عليهم بالسعادة والخير.

وأخيراً يختم المؤذن بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم اعترافاً بفضل هذا السيد العظيم الذي كان دليلاً لتلك الأنفس إلى الله وسبباً في قربها من الله وشهودها لجلال الله ووصولها إلى ما وصلت إليه من سعادة مدى الحياة. وذلك طرفٌ مما تشعر به النفس المؤمنة إزاء الأذان. أمَّاالإقامة: فليس المراد منها ألفاظاً تتلى ولا نهوضاً من بعد جلوس كما يتبادر لأذهان طائفة من الناس إذ تراهم قعوداً لا ينهضون إلاَّ إذا سمعوا كلمة قد قامت الصلاة وهنالك يقفون منتظمين في صفوفهم وما وعوا شيئاً مما يتلى عليهم. الإقامة في حقيقتها إيقاظ مشاعر النفس وعودة بها إلى الطريق الذي مرَّت به خلال الأذان لتعود بها هذه الذكرى إلى مشاهداتها فلعلَّها انصرفت من بعد الأذان بعض الشيء عن هذه الوجهة فإذا ما وقفت بين يدي الله للصلاة فسرعان ما تعود بها ألفاظ الإقامة إلى ذلك المجال. مجال الإقبال على الله والدخول في ذلك الجناب. وما أسرع ما تعود بها الذكرى إلى ذلك الشهود العالي شهود الرحمة والعظمة والجلال والقدرة والله أكبر الله أكبر مما شاهدت هذه النفس من هذه المعاني لتلك الأسماء وتعود النفس بكلمة أشهد أن لا إله إلا الله تذكر شهودها للتسيير الإلهي لملكوت السموات والأرض، وتنغمس بهذا التكرار في تلك الرؤية وذلك الشهود، وتشتبك هذه النفس المؤمنة من جديد بنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تذكّرها كلمة أشهد أن محمداً رسول الله، وتستشفع بالصلة به إلى الله فإذا هي قائمة بين يدي الله، مستغرقة في تلك المشاهد لتلك الأنوار الإلهية منغمسة في لجج الجمال والكمال الإلهي فتعبّر عن أذواقها وتشعر بكلماتها عما يجري في قراراتها وتقول حيَّ على الصلاة حيَّ على الصلاة فما الحياة إلا بالصلة بالله حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، وما الحياة بمتحصِّلة إلا لمن قام بعمل الخير والإحسان وحيث أن هذا المؤمن قد تحقق بما يقول وقدَّم من عمل الخير والإحسان ما جعله يخوض غمار هذه الصلة ويقف هذا الموقف العالي بين يدي بارئ الكون وخالق الأرض والسموات وحيث أن نفسه أضحت في ذلك الجناب العالي تستمتع بشهود ذلك الجلال الإلهي وتنعم برؤية ذلك الجمال، فهنالك تعبر عن ذلك بقولها: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة: أي لقد أصبحت نفسي الآن في صلة مع الله. لقد قامت في نفسي تلك الصلة بالله، لقد أصبحت منغمساً في لجج الإقبال على الله والشهود لجلال الله، الله أكبر الله أكبر مما أشاهده وأراه إذ لا حدَّ لعظمة وفضل هذا الرب الكريم ولا انتهاء لا إله إلا الله.
ذلك طرف وبعض الشيء مما يتذوّقه المؤمن أثناء الأذان وإقامة الصلاة، وليس الوصف كالذوق وليس البيان والشرح كالمشاهدة والعيان ولكلٍ درجات ومشاهدات وأذواق بحسب ما هو فيه من حبّ لخالقه وتقدير وإيمان
.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-09-2008, 02:10 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

والمحروم كل المحروم من حُرِمَ الصلة بالله، والخاسر من ترك الصلاة وما تشرَّفت نفسه في يوم من الأيام بالوقوف بين يدي الله والإقبال عليه تعالى بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
. إنه المسكين يلهو بالدنيا وأكدارها وكدوراتها وينغمس في رذائلها ودنيء شهواتها ويحرم نفسه من نفائس الإقبال والتمتُّع بشهود أسماء ذي الجلال.

إنه ينصرف إلى المخلوق ويدع الخالق، إنه يتمسك بالأكدار ويدع الجواهر واللآلئ إنه الأعمى، أعمى القلب، وإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
. إنه ميت القلب وما يستوي الأعمى والبصير، ولا الظلمات ولا النور، ولا الظل ولا الحرور، وما يستوي الأحياء ولا الأموات، فيا خسارة إنسان لحق الدنيا وترك منابع السعادة وموارد الإيمان، آن الآن لهذه النفس من بعد أن أذَّنت هذا الأذان وأقامت الصلاة هذه الإقامة وإن شئت فقل آن لهذه النفس من بعد أن قامت صلتها بالله أن تقف بين يدي ربها للصلاة التي أمرها بها تسبِّح بحمده وتناجيه وتستمع إلى أوامره تعالى ونصائحه فتشترك بالتبعية في تلقي نصائح خالقها وأوامره كيما تستنير بها في حياتها وتسير عليها، ففيها مناسكها، وما يجب أن تطبقه في أعمالها، وهي نبراسها ونورها.

ومن لم يصلِّ هذه الصلاة التي قدَّمنا لها هذا التقديم، ومن لا يعي ولا يعقل في صلاته شيئاً مما يتلى من آيات الله، ظلَّ في جهالة، وظلت نفسه واقفة عند حدٍ واحد لا تتقدم في طريق معرفة أوامر الله خطوة واحدة، بل إنما هو ناقل لما يراه في الكتاب وما يسمعه من غيره غير عاقل لها
.

أما هذا المصلي وعندما يكبّر تكبيرة الإحرام فإنه يشير بذلك إلى إلقائه الدنيا وما فيها من مشاغل وأعمال وراءه ظهرياً، ملتفتاً بكلِّيته إلى الله جامعاً نفسه على الله
.. تراه يبدأ أول ما يبدأ بدعاء الثناء، فهو يقول: (سبحانك اللهم)وما كلمة (سبحانك)إلاَّ تعبير لفظي عن سبح النفس في عظمة ربها تلك العظمة التي لا تتناهى. وما كلمة (اللهم)إلاَّ تعبير عن مشاهدة النفس للتسيير الإلهي لسائر الكائنات، فإنها بكلمة (سبحانك اللهم) تعبر عن سبح نفسي مقرون بشهود للتسيير الإلهي لسائر ما في الكون، ورؤية أن هذا الكون بجميع ما فيه من عوالم سائر كله بإرادة هذا الرب العظيم، فلا نهاية والحالة هذه لجلال الله ولا حدَّ له ولا انتهاء. وتفيد كلمة (وبحمدك)إقراراً من النفس بأن هذا التسيير الإلهي لجميع ما في الكون، هذا التسيير كلَّه مبني على رحمة وفضل، فهو سبحانه يُحمد على هذا التسيير، ونتائجه كلها فضل على هذا المخلوق وإحسان وخير، ولا يصدر من هذه الذات العليّة إلا محض الإحسان والخير. لقد شاهدت هذه النفس المؤمنة التي وقفت تصلي هذه الصلاة طرفاً من هذا الحمد في التسيير الإلهي، ورأت من قبل شيئاً منه فقامت تعبِّر عن مشاهدتها بقولها (سبحانك اللهم وبحمدك)، فإنها تقول ما أعظم جلالك أيها الرب العظيم، وما أعظم فضلك أيها المسيّر الحكيم، إن كل ما في الكون سائر بأمرك، وإن كل ما تسيِّره بما تُحمد عليه إنه يسير سيراً مقروناً بحمدك.

أما كلمة
(وتبارك اسمك)فهي تعني أن اسم الله هذا الاسم الذي يشير إلى الذات العليَّة، هذا الاسم العالي، وهو كلمة "الله" ينطوي تحته معانٍ كلُّها خير وكلها فضل وإحسان لسائر العباد والمخلوقات، ففيها البركة على العباد وفيها الخير المستمر على سائر المخلوقات.

وإن كلمة
(تبارك) تعني تتالي الخير الإلهي وتتابعه على المخلوقات. وكلمة (اسمك)تشير إلى ما ينطوي تحت كلمة (الله)من معان وأسماء. إنها تشير إلى اسم الرحمن الرحيم، والحكيم العليم، والقوي القادر، المقسط العادل.. إنها تتضمن سائر الأسماء الإلهية التي انطوت تحت كلمة (الله) كلها خير وفضل وإحسان. ذلك بعض ما نفهمه من كلمة (وتبارك اسمك).

وذلك حال النفس تعبر عن إيمانها ومشاهدتها لما يتتالى على الخلق من خيرات هذه الحضرة الإلهية تتالياً متتابعاً لا ينقطع طرفة عين أو لحظة من اللحظات، ثم ينتقل المصلي إلى كلمة
(وتعالى جدك)، وكلمة وتعالى جدك مأخوذة من الجد تقول جد فلان في الأمر أي انصرف إلى إتمامه وإنجازه انصرافاً تاماً لا يدع معه أدنى خلل أو نقص فيه.

وهكذا فالله جل جلاله متواصلٌ خلْقُهُ وإمداده لا ينقطع، وخلقه إنما يأتي دوماً على أبدع وجه من الكمال فما من نبات ولا حيوان وما من تنظيم لشؤون هذا الكون وما من مخلوق من المخلوقات إلا ويتم خلقه وتتواصل العناية الإلهية به على أكمل وجه وبصورة لا يستطيع أحد أن يجد فيه نقصاً أو خللاً فضلاً عن أن يدرك لكماله نهاية
. هذه المخلوقات كاملة من كل ناحية تامة من كل وجه لا يستطيع الإنسان أن يجد نهاية لكمالها في حسن ترتيبها ودقة صنعها وإذا الكون كله في كماله وإذا كل مخلوق من مخلوقاته وإذا كل عضو من أعضاء لأي مخلوق كان وإذا وظائف الأجهزة والأعضاء وإذا الترابط الوظيفي بين هذه الأجهزة والأعضاء، وإذا الكون كله مهما دقت أجزاؤه ومهما عظمت وكثرت مخلوقاته كل ذلك جاء خلقه ويجيء على التوالي تاماً كاملاً يعجز الإنسان أن يرى لكماله نهاية وكيف يدرك لهذا الكمال نهاية وهو نسيج يد القدرة الإلهية؟
ولذلك يعبر المصلي عن طرف من مشاهداته لهذا الكمال الإلهي في إيجاد هذه المخلوقات بقوله
: (وتعالى جدك) أي تعالى خلقك عن أن أجد لكماله أو أن يجد أحد لكماله نهاية فلا نهاية ولا حدَّ لكمال الخلق الذي قامت عليه هذه الموجودات.

ويختم المصلي دعاء الاستفتاح بقوله
(ولا إله غيرك). فعلى الرغم من سعة هذا الكون وعلى الرغم من تطلّبه تسييراً دقيقاً وعلماً واسعاً وقدرة لا متناهية وحكمة بالغة فليس له من إله معك فأنت المسير لشؤونه وحدك وأنت العليم بما تتطلبه سائر مخلوقاتك وأنت الواسع الحكيم وأنت الإله القدير والعزيز الرحيم وهذه بعض معاني وأذواق ذاقتها نفس هذا المؤمن خلال مسيره في طريق الإيمان فقام يعبر عن أذواقه ومشاهداته لمَّا وقف بين يدي خالقه للصلاة ذكَّره بها وأعاده لشهودها كله كلمة (الله أكبر)الذي افتتح بها الصلاة فذكر بهذه الكلمة وتذكَّر ولا يتذكَّر إلا من تذكَّر.

ثم يبدأ المصلي صلاته بكلمة
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) وتدخل نفسه بهذه الكلمة الكعبة البيت الحرام والحصن الحصين وهنالك تجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم إمامه وإمام العالمين فيقتدي بهذا الرسول الكريم وينصت إليه فإذا به صلى الله عليه وسلم يقول لهذا المقتدي بل لكل من ائتم به ووقف يصلي معه (بسم الله الرحمن الرحيم).

أي يا عبد الله إنما أبلغك باسم هذا الإله الرحمن الرحيم وأتلو عليك ما سأتلوه عن لسانه
.

وهكذا فكلمة
(بسم الله الرحمن الرحيم)إنما هي خطاب لك أيها المصلِّي من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطبك بها معرفاً ومبيناً أنه إنما يتلو عليك ما يتلوه باسم الله وعن لسان الله وهو بيان لك من الله وينصت هذا المصلِّي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويصغي إليه وتتفتح مسامع نفسه لما سيتلوه عليه فإذا به صلى الله عليه وسلم يتلو كلام الله قائلاً: {الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين}.. ونوجز ثم نفصل فنقول:

يريد الله تعالى أن يعرفك في الآية الأولى من هذه الآيات الثلاث بأنه تعالى يُحمد على تسييره لهذا الكون فما من حادثة تحدث ولا مصيبة أو ضائقة تلم وتنزل ولا عسر أو يسر ولا مرض أو شفاء وما من هم أو غم ولا نصرة أو خذلان وما من واقع يقع في هذا الكون إلا وهو منه تعالى محض الخير والفضل والإحسان فهو سبحانه يحمد على كل حال وهو تعالى يستحق الحمد وله الحمد في كل ما يسوقه لهذه المخلوقات، أدرك طرفاً من ذلك أولوا العلم والأبصار ولو انكشف الغطاء لما اخترت إلا ما اختاره الله لك وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبُّوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون
. وكيف لا يُحمد الله تعالى على ما يسوقه لعباده وهو الرحمن الرحيم؟ وهل يعاملك الرحمن إلا بما فيه السعادة لك وهل يسوق لك هذا الرب الرحيم إلا ما فيه خيرك؟

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-09-2008, 02:11 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

أما الآية الثالثة وهي كلمة
(مالك يوم الدين)فهي تبيّن لك أن هذا الرب الرحيم الذي كل فعله لعباده إحسان وخير هو المالك يوم القيامة وليس لأحد من الخلق يومئذٍ إرادة ولا اختيار في عمل يتقرب به إلى الله. وإذا كان قد منحك الله في هذه الحياة الدنيا حُريّة الاختيار لتقوم بالأعمال التي تكون سبباً في سعادتك يوم المعاد فقد انقضى في ذلك اليوم العظيم وقت العمل ومضى وسيكون يومئذٍ الحساب وسيكون الجزاء على الأعمال وليس لأحد إذ ذاك أن يختار غير ما يستحق وليس يُجزى إلا على ما قدَّم، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.

وتفصيلاً لمعنى هذه الآيات الثلاثة نقول
: أما الآية الأولى وهي كلمة (الحمد لله رب العالمين)فإنما تنطوي تحتها معان جمّة فهي تعرفنا أن الله تعالى "رب".. وأن هذه الربوبية عامة فهو سبحانه وتعالى رب العالمين ثم هي تعرفنا أيضاً بأنه تعالى هو المسير لأمور هذا الكون وهي تعرفنا بأنه يحمد على تسييره وأن الحمد مقصور عليه فله الحمد وحده وبصورة عامة إنما تعرفنا بأن رب العالمين المسير لما في الكون من إنسان وحيوان أو أي شيء إنما يحمد على كل حال وأن كل فعله وسائر ما يسوقه لمخلوقاته فضل وإحسان وخير.

ونعرفك بكلمة
(رب)فنقول: الرب هو المربي مأخوذة من ربَّى وأصل الفعل ربا بمعنى زكا ونما وكما تقول ربا الزرع أي: نما وتشدِّد الباء فتقول: ربَّى فلان الغنمة أي خصَّها بالعناية فجعلها بسبب هذه العناية تنمو وتستمر في الحياة فأمدها بما يلزمها من مأكل منوَّع مُغذِّي وشرب موافق روي وعني بإيوائها في مأوى خاص مهوّى وأسامها في الأرض ترعى في الفلاة متعرضة لنور الشمس والهواء النقي.. وبصورة عامة قدّم لها سائر ما يتوقف عليه دوام وجودها وحياتها واستمرار نمائها.

فالتربية إذاً تعني الإمداد بما يلزم لدوام الحياة واستمرار الوجود والنماء وقد أصبح من السهل علينا أن ندرك معنى التربية لنبتة أو لزرع، ومعنى تربية طفل أو شخص، ومن اليسير علينا أن ندرك المراد من قولنا المعلم مربٍ وأن ندرك مجال تربيته والنواحي التي يخصها بعنايته
. وكذلك الأمر بالنسبة للمرشد والرسول وبصورة أعم نستطيع أن ندرك طرفاً من تربية الله تعالى لهذا الإنسان وعنايته به وإمداده إياه بما يلزم منذ أن كان جنيناً في بطن أمه حتى أضحى طفلاً ضعيفاً وما كان يرافق هذه الطفولة من العناية الإلهية في تسخير الأم المشحون قلبها بالعطف والحنان إلى أن أصبح إنساناً سوياً ورجلاً كاملاً ثم دوام هذه التربية واستمرارها عليه حتى آخر لحظة من لحظاته.

ويضيق بنا المجال ولا تتسع بطون الكتب لشرح معنى كلمة
(رب)ونحن وإن كنا لا نستطيع أن نجد لهذه الكلمة نهاية غير أن ذلك لا يمنعنا من تقريب القارئ من معناها بعض الشيء فلعله إذا هو فكَّر أدرك طرفاً من هذه التربية ووجد نفسه على شاطئ بحر خضم منها لا يدرك لها قراراً ولا تُحدُّ بحدٍ وهنالك يعظِّم المربِّي ويقدِّره وتخشع نفسه له وتعلم أن الحمد كله له.

أرأيت تربيتك في بطن أمك إذ جعلك تعالى في مستودع محفوظ من كل أذى وضرر ذي حرارة مناسبة وجو معتدل يأتيك رزقك رغداً بأصول ونظام تحار له العقول وأنت تسبح في الماء لا يضرك شيء من الأشياء يساق لك الدم صافياً نقياً والغذاء كاملاً وتخلق خلقاً من بعد خلق حتى تغدو إنساناً سوياً
.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29-09-2008, 02:11 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

فمن الذي كان يعتني بتربيتك آن ذاك؟
. أهي أمك أم أبوك؟. ومن هو المربي لك؟. في ذلك الطَوْر؟. أليس هو الله تعالى صاحب العطف والحنان؟. هل جلست تفكر بعنايته بك في هذه الفترة من حياتك وهل جلب انتباهك هذا الدور؟. فعندما نزلت إلى هذه الدنيا وواجهتْ عيناك النور من هو الذي كان يحضر لك اللبن سائغاً رويّاً في ثديي أمك؟. من هو الذي كان يبدل لك معاييره يوماً من بعد يوم؟. أمَّن هذا الذي أودع في قلب أمك العطف عليك والحنان وجعلها تحزن لحزنك وتفرح لفرحك وتمرض لمرضك وترضى أن تضحي براحتها راغبة في سبيل تأمين راحتك؟. والآن وقد بلغت أشدك وأصبحت رجلاً هل فكرت في من يقدّم لك صنوفاً وألواناً وأنواعاً متنوعة من الأغذية والثمار؟. ومن ينزِّل لك من السماء الثلوج والأمطار؟. ومن الذي سلك لك في الأرض الينابيع والأنهار(1)؟. ومن الذي جعل لك الأرض، هذه الكرة السابحة في الفضاء تدور حول نفسها فيتولد في ذلك الليل والنهار؟.

وهل نظرت إلى الشمس وما يأتيك منها من حرارة وضياء وإشعاع والقمر وما هو عليه من نظام تتعرف به إلى السنين والحساب
.. والهواء وما فيه من غازات نافعة بنسب معينة لا تستطيع أن تظل بدونها ساعة من نهار؟. من الذي شحن الهواء بهذه الغازات الضرورية للحياة؟. ومن الذي جعل الليل والنهار خلفةً وبهذا القدر المناسب للراحة والحياة؟. من الذي خلق لك البحار وملأها بالماء وجعل ماءَها ملحاً أجاجاً لا يفسد؟. ما هذه الرياح المستمرة في طوافها على سطح الأرض تأتي بالخير وتبشِّر بالمطر وتجدِّد الهواء؟. ما هذه المعادن المودوعة في باطن الأرض ما هذه الأتربة وما هذه الأملاح؟. من الذي ألقى في الأرض من كل زوج اثنين من النبات وبث فيها من كل دابة؟. أليس ذلك كله ضروري للحياة؟. أليس ذلك الممد المربي هو الله؟ وهل فكَّرت بشيء من عنايته بك وعرفت معنى كلمة (الرَّب)؟. الذي يربِّيك في هذه الحياة.

وأوجز القول وأنتقل إلى كلمة
(العالمين).. إن كلمة (العالمين)هي جمع عالم والعالم كل شيء من المخلوقات اشترك بعضه مع بعض في الحياة في صفات واحدة ومن جنس واحد.

فالنمل عالم والطير عالم والأسماك في البحار عالم والنباتات عالم والمواشي عالم والإنسان عالم والنجوم السابحات في الفضاء عالم والجراثيم عالم
.. حتى أن عالم الطير يضم عوالم عديدة وكذلك عالم الأسماك يشتمل على أنواع شتى وعوالم مختلفة.

وفي الإنسان عوالم كثيرة من كريات بيض وكريات حمر ولكل من الكريات أنواع وأشكال ووظائف وأعمال وتوالد وتكاثر وغذاء ووسط مناسب للحياة، وفي الإنسان ما فيه من عوالم لا تحصى وما يعلم بها إلا الله ولو أنك دققت وفكرت بعض الشيء لشاهدت ورأيت ولطأطأت نفسك مقرَّةً بجلال الله وعظمته وقدرته ولرأيت أن الله تعالى واسع عليم وأنه سبحانه العزيز الحكيم والرؤوف الرحيم
.

وهكذا ففي هذا الكون الخضم عوالم وفي كل شيء عوالم لا يعلم بعددها إلا خالقها وموجدها ولكل عالم من هذه العوالم شرائط للحياة وإمداد خاص بها وأصول للتوالد والتكاثر وأنواع منوَّعة من الأغذية
. وعلى سطح الأرض مقادير وأعداد ونسب معينة وقوانين للحياة. قال تعالى: {..وَكُلُّ شَيءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ، عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الكَبِيرُ المُتَعَالِ}(1).

وهذا الرب الممد لهذه العوالم كلها القائم عليها والمتكفل برزقها والممد لها بالحياة هو الله تعالى وحده رب العالمين
.

أما كلمة
(الله)في كلمة (الحمد لله) فهي مأخوذة من الإله والإله هو الذي يؤول إليه أمر كل ما في الكون من حيث رزقه ومعاشه وإمداده بالحياة وقيامه وتسييره في أعماله ومنحه ما يتطلبه في حياته بما يتناسب وكمال كافة المخلوقات فمن كمال لكمال أوسع وليس بالإمكان أبدع مما كان.. أي ليس بإمكان أحد من البشر أن يبدع مثل هذا الإبداع أبداً. فسبحانك ربي ما أعظم كمالاتك ولا إله لي وللكائنات كلها سواك.

فالابن الرشيد العاقل حين ينضج ويكبر يحمد كل ما قام به والده بسن صغره تجاهه من تصرفات على اختلاف وجوهها من عطاء أو منع، شدة أو رحمة، غضب أو رضى، أي يقرّ نفسياً بحسن هذه التصرفات ويحترم تلك المعاملة التي عامله بها أبوه حتى رفع من سويته العلمية والخلقية
.

فأنا حينما أرى أن المرض قد زال عني وخلصت منه، وحينما أرجع إلى معالجة الطبيب وعنايته بي حتى خلَّصني مما كنت أشكو منه وشعرت بالصحة قد عادت لي من بعد ألم ومرض أجد في نفسي تقديراً واعترافاً بفضل هذا الطبيب وأرى جميع تصرفاته ومعالجاته إياي مهما كان نوعها إنما كانت حسنة، إذ أن غايته جميعها كانت شفائي وخلاصي مما كان بي، فأرى الخير فيما وصف لي من الأدوية الكريهة المرّة، وأرى الخير في تلك المعالجات الشديدة حتى أرى الخير بما قام به هذا الطبيب من جرحٍ جرحني به وألم أثاره في بعض نواحي جسمي تبيّن لي الآن عواقب ذلك كله وقد عادت عليَّ بالخير والشفاء والسعادة، وكذلك الطالب حينما يصبح رجلاً وجيهاً في المجتمع ذا منصب رفيع في عمله ومعرفة عالية بين ذويه وعندما يرى شأنه العالي ومكانته السامية التي أصبح عليها هنالك يحمد معلِّمه، أي يرى الخير فيما قام به تجاهه من تصرُّفات مهما كان نوعها ومهما كانت صورتها، حتى أنه ليقرَّ معترفاً في قرارة نفسه بأن ضرب معلِّمه ومعاقبته وحرمانه إياه في بعض الأحيان من الحرية وشدته عليه إنما كانت كلَّها خيراً وهي لا تختلف عنده في شيء عن مدحه ومكافأته وثنائه عليه
.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29-09-2008, 02:12 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

وإطلاق السراح والتضييق والحرمان كلاهما عند هذا الطالب سيَّان في الخير إذ لولاهما لما استقامت نفسه ولما كدَّت وجدّت في سبيل التعليم، وبالتالي لما نالت تلك المنزلة الرفيعة، ولما بلغت ذلك الشأن العالي في المجتمع، فهو يحمد معلمه على ما قام به تجاهه من تصرُّفات لأنها كلها خير وإحسان
. وكذلك بالنسبة للابن الرشيد مع أبيه، والمريد الصادق مع مرشده ودليله إلى الله والمؤمن مع رسوله، والإنسان تجاه خالقه ومربيه فهذا الإنسان حينما يرى مثلاً أن هذه الأمراض التي ساقها الله له تعالى في الحياة، وأن الفقر والمصائب والهموم والكروب والشدائد في الحروب إنما كانت سبباً في توبته إلى الله، وخلاص نفسه وتطهيرها مما بها من العلل والأمراض. تراه حينما يشعر بالصحة النفسية يحمد الله تعالى على ما تفضَّل به عليه. ويرى الخير في جميع تلك المعاملات التي عامله بها تعالى مهما كانت شديدة، ومهما كانت مؤلمة إذ أنه لولاهما لما تطهرت نفسه من الأدران ولما تمحَّصَ ما في قلبه، بل لكان ألمه النفسي ولكانت دنائته وانحطاطه أشد عليه من جميع تلك الشدائد من مرض أو فقر أو خوف وفزع وضيق.

ذاك كله يراه المؤمن في الحياة الدنيا فيحمد الله تعالى عليه في دنياه قبل موته، فإذا كانت الآخرة وكانت الحياة الطيبة وأضحى هذا المؤمن في جنان الخلد يستغرق في النعيم فهنالك يحمد الله تعالى حمداً لا نهاية له حمداً لا يوافي نعم الله ولا يكافئ مزيده، لأن نعمه تعالى لا تتناهى، وكل حمدٍ مهما عظم ففضله تعالى أعظم ونعمته سبحانه أكبر وأكبر
. أما الكافر فيحمد الله تعالى في الآخرة، يحمده على أن ساق له في الدنيا ما ساق من شدائد كلها كانت في مصلحته ولخيره ويحمده على أن خلق له النار لأنه يرى أن احتراق جسده بها وشديد إيلامها أهون عليه مما يخالج نفسه ويلازمها من حسرة على ما فرّط في الحياة الدنيا ومن خزي ودناءة وانحطاط تمثل أمامه بسبب أعماله التي قدّمها، فإذا ما صار إلى النار وذاق عذاب حريقها وكان ذلك الألم الجسدي من عذاب الحريق سبباً في غيبته عن آلامه النفسيّة التي لا تطاق، وسبباً في احتجابه عن عاره وخزيه ودناءته وحسراته فهنالك يحمد الله تعالى.

قال صلى الله عليه وسلم
: «إن العَارَ ليلزم المرءَ يوم القيامة حتى يقول يا ربِّ لإرسالُكَ بي إلى النارِ أيسرُ عليَّ ممَّا ألقى وإِنَّه ليعْلَم ما فِيهَا من شِدةِ العذاب»(1).

وهكذا فأهل الجنة يحمدون الله تعالى، وأهل النار يحمدونه، وكل الخلق يومئذٍ يرون فضل الله تعالى عليهم، وعظيم إحسانه إليهم قال تعالى
: {..وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمينَ}(2).

ولا تظننَّ أن معنى كلمة
(الحمد لله)تقف بنا عند هذا الحدّ الذي بيَّناه فما ذاك من معناها إلا طرف يسير، وهنالك معانٍ تنطوي تحت هذه الكلمة لا يعلمها إلا الله فما من واقع يقع، ولا حادث يحدث ولا حال يحول ولا همّ ولا غم ينزل، ولا مرضٍ أو فقر وشدة تلمّ إلاَّ وهي من الله تعالى فضل ونعمة وإحسان تسوقها وتنزلها يد الرحمن الرحيم، فهو تعالى دائم العناية بالخلق، باسط يده على عباده بالحنان والرحمة يقلبهم من يسر إلى عسر ومن ضيق إلى فرج، ومن فقر إلى غنى، ومن غنى إلى فقر وفاقة، ومن صحة إلى مرض، ومن مرض إلى صحة، يحوِّل من حال إلى حال وكل ذلك منه تعالى تمحيص وتنقية لهذه النفس وكله منه تعالى مداواة وتطهير وتصفية، وكل ذلك فضل ورحمة وإحسان فلو كشف الغطاء لما اخترت غير ما اختاره لك الله ولرضيت بالواقع. قال تعالى: {وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}(1) .

وفي الصبر على ما تكره خير كثير
. قال تعالى: {..وَبَشِّرِ الصَّابِرينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أولَئكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئكَ هُمُ الْمهْتَدُونَ}(2).

فالمؤمن إذا أصابته المصيبة، وحاقت به الشدة صبر واستسلم لأنه يعلم أن يد الحنَّان المنَّان إنما أنزلت به ما أنزلت من شدة، فكيف لا يرضى وكيف لا يستسلم؟
. إنه يرضى ويستسلم لأنه يعلم رحمة الله، ويعلم حنان الله ويرى عناية الله، عنايته تعالى التي خلقت ما في الأرض وما في السموات لهذا الإنسان، عنايته تعالى التي سخَّرت الشمس وسخَّرت القمر دائبَيْن، وسخرت الليل والنهار والأنهار والبحار، وخلقت من فواكه وأثمار ونباتات وأزهار وسهول وجبال، ومآكل ومشارب ولذائذ، خلقت كل ذلك وتخلق على الدوام فضلاً ومنَّة ورعاية لهذا الإنسان، إنه يرى تلك العناية الإلهية المحيطة به، القائمة على هذا الكون كله والمشرفة عليه كله، إنه يرى دوام العناية الإلهية عليه في الليل والنهار، وفي كل لحظة من اللحظات فلو انقطع إمداده تعالى عن العين لما أبصرت وعن الأذن لصمّت وما سمعت، وعن اللسان لتوقّف وما نبس بكلمة، وعن الفكر لزال وما وعى، وعن القلب لسكت وما نبض نبضة، يرى المؤمن عناية الله تعالى به ظاهراً وباطناً فيستسلم لتصرُّفاته تعالى ويعلم أنها كلها خير وفضل ورحمة.

ويحمده تعالى على كل حال
. على أن كلمة (الحمد لله رب العالمين)ليست فيما وردت عليه الآن في سورة الفاتحة اعترافاً من المصلِّي يعترف به، وإقراراً يقرّه، بل إنما هي إعلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29-09-2008, 02:12 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

فهذه الذات العليّة التي خلقتك وأوجدتك، والتي تشرف على شؤونك وتربيك، هذه الذات العليَّة التي تسيِّر جميع الكائنات والتي يؤول إليها أمر كل شيء فتشاهد طرفاً منها بمعيته صلى الله عليه وسلم في هذه الكلمة أن الحمد لله رب العالمين
.

إنها تُعرِّفك أن رب العالمين الذي شملت تربيته كل شيء، المسيِّر الذي بيده كل شيء وإليه تؤول أمور كل شيء هذا الرب الممدُّ والإله المسيِّر يُحمدُ على كل ما تراه وكل ما يجري في هذا الكون من تسيير وتصرفات
.. في كل ركعة، وفي كل صلاة، لا بل في كل يوم وبما يقارب الأربعين مرة يتلو عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لسان الله كلمة (الحمد لله رب العالمين)لتستقر هذه الكلمة في نفسك ولتتبع معناها ولتحمده تعالى حقاً، فإذا أنت حمدته وعرفت حنانه فقد توثقت الصلة بينك وبينه وهنالك تدخل في النعيم، النعيم النفسي وتتسامى نفسك وترقى من حال إلى حالٍ أعلى، والصلاة معراج المؤمن، وتلك هي الغاية من الصلاة، ومن لم يقرأ سورة الفاتحة ويفهم كلمة (الحمد)ومن لم يتعرَّف إلى كلمة (الحمد لله)ومن لم يفقه معانيها ويدخل بها على الله فلا صلاة له وما هو من الصلاة في شيء.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29-09-2008, 02:13 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

هذا وقد يعرض لك سؤال من الأسئلة فتقول
: تبين لي مما سبق من شرح وبيان أنه لا يقع واقع في هذا الكون إلا وقد أذن به الله وشاء وأنه ما من حادث يحدث إلا انطوى على فضل ورحمة وإحسان، فكيف نفسر على ضوء ما عرضتموه جريمة القتل تقع على القتيل فتذهب بحياته وتحرم زوجه وبنيه من عطفه ورعايته وتسبب للقاتل الخزي والعار وتزج به في السجون بالدنيا، وتلقي به غداً في النار. وكذلك السرقة والزنا وسائر أنواع الجرائم والتعديات، وهل وقوع ذلك كله وحدوثه تشمله كلمة (الحمد لله رب العالمين)؟. وهل نستطيع أن نعدَّ ذلك فضلاً ورحمة وعناية من الله بكل من الطرفين القاتل والمقتول، والسارق والمسروق ماله، والزانية والزاني، والمعتدي والمعتدى عليه، وهل كل ذلك يُحمدُ تعالى عليه؟.

وجواباً على هذا السؤال وبوجه الاختصار أقول
: مادام كل واقع في هذا الكون لا يقع إلا بعلم الله ومن بعد إذنه، فلا شك أن كلمة (الحمدُ لله)تشمل وبدون استثناء كل حادث وواقع، وله الحمد تعالى على كل حال. ونفصِّل ولا نطيل فنقول: الإنسان في هذه الحياة أحد رجلين:

كافر ومؤمن، حيّ وميِّت، أعمى وبصير، أصم وسميع، فإذا أعرض الإنسان عن آيات ربِّه ولم يسلك طريق الإيمان التي شرعها الله تعالى وبيَّنها لعباده أضحت نفسه في ظلمة وعمى
. فإذا ما رأى شهوة من الشهوات الخبيثة استحبَّها واستهواها إذ لا نور له من الله يرى به حقيقتها وما تزال هذه الشهوات تعتلج في نفسه ويستفحل أمرها حيناً بعد حين حتى تملك عليه مشاعره وتستولي على قلبه وإنه ليصمم عليها ويعزم على فعلها وما مثل هذا الإنسان والحالة هذه إلا كمثل امرئ سائر في وادٍ سحيق اعترضته صخرة عظيمة سدَّت عليه طريقه ذلك هو مثل الإنسان، هذا بالنسبة لشهوته إنها الصخرة العظيمة سدَّت عليه طريق الإيمان، فمهما ذكرته بآيات الله لا يتذكر، ومهما أوردت له من العبر والمواعظ، لا يتعظ ولا يعتبر ومهما حذّرته من العواقب وأنذرته بسوء المصير لا يحذر ولا يخاف ولابدَّ قبل كل شيء من إزالة هذه الصخرة المانعة التي تعترض طريقه.. فإن أنت أزلتها فقد انفتح الطريق إلى الإيمان وأمكن المضي والسير. ولذلك ورحمة من الله تعالى بهذا الإنسان الذي أصبح سجيناً وراء شهوته وقد انسدَّ عليه بسببها طريق الإيمان، أنه يطلقه فيقع فيما هو مصمِّم عليه ومشتهيه، وهنالك تخلص النفس مما كان مسيطراً عليها وتخلو ساحتها مما كان شاغلاً لها ومالكاً عليها مشاعرها وتزول هذه الصخرة التي كانت قد سدَّت عليها طريقها، ولابدَّ للنفس حتى تسير في طريق الإيمان والحالة هذه من دافع يدفعها وسائق يسوقها، يسلِّط الله تعالى على هذا الإنسان بعد وقوعه في شهوته صنوفاً من الشدائد والمصائب والبلاء فإما المرض، وإما الفقر والفاقة وإما السجن والعذاب والتنكيل، وإما العرض على القتل والإعدام، وكل امرئ يسوق الله تعالى له الدواء المناسب بحسب حاله وبحسب شهوته وجرمه، ويشتد البلاء على هذا الإنسان المجرم ويزداد في الشدة، وما يزال به يضيِّق عليه ويزيد في الضغط حتى تضيق عليه الأرض بما رحُبت، وتضيق عليه نفسه فلا يجد ملجأً ولا منجاً من الله إلا إليه. وهنالك تستسلم النفس إلى الله وتعلم أن ما أصابها من الشدة والبلاء إن هو إلا بما كسبت يداها وبسبب ما وقعت فيه من إجرام، وتَصْدُقْ وما أسرع ما تنكشف لها الحقيقة أن لا إله إلا الله وأن الفعل كله بيد الله، وأن الشدة التي حاقت بها إن هي إلا محض رحمة وفضل وإحسان من الله فتشكر الله على البلاء، وتشكره على ما ساق لها من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر، وترى أن الجريمة التي نفذتها وأن البلاء الذي حلَّ بها من بعد، والعقوبة التي ذاقتها، كلها عوامل ووسائل ساعدتها على السير في طريق الإيمان. ولو أنها حبست وراء الشهوة ولو أنها لم يُسلَّط عليها من بعد ذلك البلاء والشدّة، لظلّت محرومة ممنوعة من الخير والحمد لله على ما أصابها وله الحمدُ على كل حال ولا يحمد على مكروه سواه.

ذلك هو الحال النفسي للقاتل عندما تنفذ فيه عقوبة الإعدام، وحال السارق حينما تقطع يده ويذوق مزيد الآلام الممضّة، ذلك هو حاله إن رجع للتفكير حال البلاء والشدّة، إنه ينتقل من الكفر إلى الإيمان، ومن الموت إلى الحياة فيغدو سميعاً بصيراً ويموت وهو يشكر الله ويحمده، وفي الحديث الشريف
: «يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان»(1).

أما إذا خرجت الشهوة، وحاق من بعدها البلاء والشدّة وظل هذا التفكير خامداً فلابدَّ والحالة هذه من شدَّة أعظم وبلاء أكبر
.

قال تعالى
: {..وَلاَ يَزَالُ الَّذينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِم..}(2).

وإن لم تفد هذه العلاجات كلها فالمصير حتماً إلى النار ونعوذ بالله من مصير أهل النار
.

وحيث أني شرحت لك من قبل ما يحلُّ بأهل الجرائم في النار يوم القيامة وبيَّنت لك أنهم يومئذٍ يرتمون بالنار ليخلصوا من خزيهم وعارهم وإنهم إذ ذاك يحمدون الله تعالى على ما يداويهم به فيها فلا حاجة هنا للتفصيل عن أحوالهم بها
(3).

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29-09-2008, 02:13 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

تلك هي رحمة الله تعالى ونعمته وفضله ومنّته على المعرضين من بني الإنسان تنبت الشهوة في أنفسهم بسبب إعراضهم
. ويزيِّن الله تعالى لهم أعمالهم فيقتل القاتل، ويسرق السارق، ويزني الزاني، ويجرم المجرم ثم تكون الشدَّة والمداواة وتخلص تلك الأنفس إن هي رجعت إلى الله ممَّا كان بها من جرثوم الشهوات وتدخل في حظيرة الإيمان، وتحمد الله على ما عالجها به من علاجات. أما بالنسبة للمقتول وزوجه وبنيه، والمسروق ماله، والمعتدى عليه فلا تظننَّ أن الذي اعتلجت في نفسه جريمة القتل أو السرقة أو الزنا والتعدي يستطيع أن يسرق أو يعتدي على أي إنسان أراد. فالله سبحانه هو المهيمن والمشرف، وهو الحكيم العليم. قال تعالى: {..مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبّي عَلى صِرَاطٍ مُسْتَقيمٍ}(1).

فإذا انتهى أجل المرء وكان من الحكمة والخير أن يموت هذا الذي انتهى أجله قتلاً وبهذه الصورة الرهيبة ساق الله تعالى القاتل إليه، وجعل تنفيذ جريمته عليه، وهنالك تكون الشدَّة التي تقع على المقتول ساعتئذٍ دواءً لنفسه وعلاجاً، إذ أنه لا بدَّ أن يكون من قبل قاتلاً فنال جزاءه وجزاء سيئةٍ سيئة مثلها، أو أن له من الأعمال السابقة ما اقتضى أن يكون موته بهذه الصورة، فلعلَّه إذا هو التجأ وأناب تطهر نفسه وتخلص مما بها من أدران وذلك ما كنا آنفاً فصَّلناه وبيّناه
.

وكذلك الأمر بالنسبة للمسروق ماله، والمعتدى عليه، لابدَّ أن كلاًّ منهما سبق أن ظلم فأعاد الله تعالى عمله عليه قال تعالى
: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}(2)..حتى أن الزاني لا يقع عمله وعدوانه ولا ينفذ شهوته إلاَّ على امرأة خبثت نفسها وتطلَّبتْ هي أيضاً الفاحشة.

قال تعالى
: {الزَّاني لاَ يَنْكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنْكِحُهَا إِلاّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلكَ عَلَى الْمُؤْمِنينَ}(1) .

وهكذا فهذه الذات العليّة قائمة على الكون بالقسط وبيدها نواصي الخلق تسيّرها بالحق وما من واقع يقع إلاَّ من بعد إذنه، ولله الحمد على كل ما يسوقه لعباده
.. وإن من شيء عنده إلاَّ بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال.

فإذا أردت أن لا يعتدي معتدٍ عليك فاستقم كما أُمرت، وإن أنت شذذت وبغيت فارتقب وقوع البلاء، والشدَّة من بعد الرخاء والله لا يغير ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم، ومن زكّى نفسه وسلك بها طريق الإيمان فقد أفلح وفاز، ومن أعرض عن طريق الإيمان، ودسَّ نفسه فقد خاب وخسر، وما الحياة الدنيا إلاَّ متاع الغرور
.


استنباط أوقات الصلاة من القرآن الكريم وكيفيتها
قال تعالى
: {.. مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ..}(1).

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29-09-2008, 02:13 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

هذا الكتاب الذي يُحمد عليه تعالى لأنه يهدي الإنسان إلى سُبل السعادة مبيِّناً له ماذا يجب أن يختار حتى يسلم دنيا وآخرة
.

ولكن من ذا الذي يفهم ويشاهد هذه القوانين
.. من يفهم المراد الإلهي من كلامه تعالى؟.

حتماً القريب منه تعالى، وأقرب الخلْق من الله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أفهمهم لكلامه وأوضحهم بياناً لمراده تعالى، ولذا خاطبه الله قائلاً في سورة
(ق): {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}: أي: يا قريب، إذ بقربه العظيم من خالقه تشرَّب منه تعالى هذه المعاني العليّة فكان أهلاً لتلقي تلك الدلالة العالية التي لا يستطيع أي إنسان أن يأتي بكلمة منها.

لمَّا أنكر الكفَّار رسالته
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً..}.. أمره تعالى بالرد عليهم: {.. قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}(2).

فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}: مثلي، هل ثمة أحد يفهم مثلي.. فهمي وبياني وعلمي به ألا يدل على أنِّي رسوله!!.. هذا دليل على رسالتي. فبقربه العظيم صلى الله عليه وسلم فَهِمَ مراد الله هذا الفهم العالي العظيم.. وهذا قانون: كذلك كلما كان الإنسان قريباً من الله ورسوله كلما اقترب فهماً للمراد الإلهي وأدرك مما في القرآن من أسرار وحكم وأحكام منطوية في آياته تعالى.
أوقات الصلوات الخمس في القرآن الكريم
الصلاة
: هي صلة النفس بربِّها وارتباطها الوثيق بنور خالقها بارتباطها برسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم فهي حقيقة تسبيح من رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه النفس "المصلِّية المتَّصلة" بحمد الله بمشاهدة أسمائه الحسنى وعظيم جلاله وبحار أنواره تعالى وجماله. قال تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِى اللَيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى}(1).
{
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ}: يا محمد صلى الله عليه وسلم، ليقولوا ما شاؤوا. {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}: عرِّفهم بأني أُحْمد على ما أسوق لعبادي، أرِهمْ فضلي وحناني وخيراتي وتسييري الخيِّر، هذه سورة الفاتحة ومشروعيتها.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29-09-2008, 02:14 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

بكل ركعة يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم
: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.. بإسم الله: يا عبد الله أبلِّغك. الحمد لله: أنه يُحمد على كل ما يسوقه لعباده، سبِّح نفوس الذين آمنوا معك.

فكلمة
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) إنما هي خطاب لك أيها المصلِّي من رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخاطبك بها معرِّفاً ومبيِّناً أنه إنما يتلو عليك ما يتلوه بإسم الله وعن لسان الله وهو بيان لك من الله، وينصت هذا المصلِّي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويصغي إليه وتتفتَّح مسامع نفسه لما سيتلوه عليه، فإذا به صلى الله عليه وسلم يتلو كلام الله قائلاً: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}.. فتصدِّق رسول الله وتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: بمعيَّتك يا رسول الله ندخل على الله مطيعين.

متى سبِّح
!. {قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ}: الصبح.. وهذه صلاة الفجر. {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}: العصر.. وهذه صلاة العصر. {وَمِنْ آنَاءِى اللَيْلِ}: المغرب والعشاء. {فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ}: الظهر. {لَعَلَّكَ}: بهذا التسبيح لهم بحمد ربك وبما تصل إليه من إيمان جماعتك. {تَرْضَى}: إن آمنوا هذا الإيمان وقالوا الحمد لله: إذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحنانه وعطفه كاد يُهلك نفسه رحمة وحناناً عليهم فإذا رآهم قد دخلوا على الله ونالوا فضل الله عندها يرضى.

وقوله تعالى
: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ}(1).
{
وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ..}(2).
{
وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفي النَّهَارِ}: الطرف الأول عندما تميل إلى الزوال.. الطرف الثاني عندما تصبح الشمس أقرب إلى الغروب منها إلى الزوال: ظهراً وعصراً. {وَزُلَفاً مِنَ اللَيْلِ}: من الغروب للشفق الأبيض.. الغروب: صلاة المغرب للشفق الأبيض عندما يزول الشفق الأحمر بالسماء ويصبح اللون الأبيض بالغرب مثل اللون الأبيض بالشرق عندها دخل وقت العشاء: وهذه صلاة العشاء. والثالثة من الفجر للشروق: مغرب، عشاء، صبح. {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ..}: الصلاة تجر لفعل المعروف.

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف نعشق الصلاة المرور المجلس الإســــلامي 10 08-10-2008 06:11 PM
ادعية الرسول عليه الصلاة والسلام في الصلاة فلاح بن حثلين المجلس الإســــلامي 13 20-11-2007 02:08 AM
من أسرار الصلاة أثر الصلاة على استقرار الدماغ بنيان اليامي المجلس الإســــلامي 8 21-10-2005 06:50 AM
كيف تخشع في الصلاة.. ابوانس المجلس الإســــلامي 15 28-09-2005 09:02 AM
قبل أن تؤدي الصلاة kinzaan المجلس الإســــلامي 4 14-09-2005 11:06 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 12:33 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع