مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #11  
قديم 27-08-2010, 07:27 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

كيف تمدح ؟
جاء عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال : كان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلى الله عليه وسلم .

قال: وكنت غلاماً شاباً عزباً ، وكنت أنام في المسجد عل عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار ، فإذا هي مطوية كطي البئر ، وإذا لها قرنان كقرني - وهما الخشبتان اللتان عليهما الخطاف ، وهو الحديدة التي في جانب البكرة-، وإذا فيهما ناس قد عرفتهم ، فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار ، أعوذ بالله من النار ، أعوذ بالله من النار ، قال فلقيهما مَلَكٌ فقال لي : لم ترع. أي لا روع عليك ولا خوف.

فقصصتها على حفصة ، فقصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((نعم الرجل عبدالله ! لو كان يصلي من الليل)) قال سالم : فكان عبدالله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا .

نجد في هذا الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم ابتدأ بالثناء، ثم بيان ما يجب أن يقوم به، فراعى نفسية الصحابي عبدالله بن عمر ، فاستخدم معه أسلوب المدح . وهذا الأسلوب جيد في التأثير على النفس، وتحريك الشعور نحو العمل الناجح، وإحياء الدافعية والإقبال المثابر على الوصول إلى الهدف المنشود .

فالنفس مجبولة على حب المدح والإطراء ، ومطبوعة فيها حب الثناء العطر، فإذا تم المدح بأسلوب صحيح وفي وقته المناسب دون مبالغة ولا مجاملة ؛ وبصدق دون تدليل زائد؛ فإنه يبعث في النفس النشاط والحيوية، ويدفعها إلى الإزدياد في الخيرات والطاعات .

وهذا ما فعله المربي العظيم والمعلم الأول صلى الله عليه وسلم ، حيث عرض هذا الأسلوب الجميل بجملة مختصرة، دون مبالغة ولا إطراء ، فقال : (( نعم الرجل عبدالله )) ثم بين صلى الله عليه وسلم الهدف من مدحه بأسلوب التعريض (( لو كان يصلي من الليل )) ، فمزج بين المدح وبيان الهدف منه، فكانت ثمرة هذا الأسلوب أن أثّر في نفسية ابن عمر رضي الله عنه ، كما وضحه سالم بقوله : فكان عبدالله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا .

أبو الحسن الفطاني علي مهاما

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27-08-2010, 07:29 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

نماذج عملية من الحوافز النبوية ( 2 )
النموذج الثالث :

وفي صورة تربوية مشرقة، ونموذج عمل فريد، يمارس فيه النبي e هذا الأسلوب التربوي النافع.

فعن عبد الله بن الحارث t قال: كان رسول الله e يصفَّ عبد الله وعبيد الله، وكثيراً من بني العباس ثم يقول: «من سبق إليّ فله كذا وكذا»، فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم([1]).

إن في هذا الحديث نموذج فريد للآباء والمربين في كيفية إيجاد الجو الأسري المناسب لممارسة مهمة التربية مع الأبناء من خلال استخدام هذه الأساليب والاستفادة من هذا الحديث المشتمل على نموذج فريد وتطبيق رائع.

النموذج الرابع :

ومن أنواع الحوافز المعنوية ذات الأثر الإيجابي على نفوس الأبناء أو المتعلمين، والتي طبقها النبي e كثيراً في معاملته لأصحابه رضي الله عنهم، وأحدثت أثراً كبيراً في نفوسهم هي الابتسامة.

فعن جرير بن عبد الله البجلي t قال: ((ما حجبني رسول الله e منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي)) متفق عليه([2]).

النموذج الخامس :

وهاهو أحد الصحابة الكرام يروي حديثاً آخر يظهر فيه استخدام النبي e للتحفيز عن طريق الاستغفار لأصحابه رضي الله عنهم مما دفعهم إلى المسارعة ومزيد من الاجتهاد.

فعن سلمة بن الأكوع t قال في حديث طويل عن النبي e ((ثم خرجنا راجعين إلى المدينة فاستغفر رسول الله e لمن رقى هذا الجبل الليلة كأنه طليعة للنبي e، قال سلمة: فرقيت تلك الليلة مرتين أو ثلاثاً)) رواه مسلم([3]).

النموذج السادس :

ومن النماذج التي استخدم فيها النبي e نوعاً من أنواع الحوافز المعنوية ما يمكن أن يعبر عنه بالحفز والمكافأة بالدعاء.

فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي e دخل الخلاء فوضعت له وَضوءاً قال: من وضع هذا؟ فأخبر فقال: «اللهم فقهه في الدين» متفق عليه([4]).

قال الحافظ ابن حجر: ((قال التيمي: فيه استحباب المكافأة بالدعاء)) ([5]).

ومن ذلك الدعاء للابن وللتلميذ بالبركة والخير والتوفيق، ونحو ذلك مما يشعره بمحبة وتقدير والديه ومعلميه له وحرصهم عليه.















--------------------------------------------------------------------------------

([1]) أحمد ،مسند الإمام أحمد (3/335). وفي إسناده يزيد بن أبي زياد - وهو الهاشمي مولاهم الكوفي – ضعيف، وعبد الله بن الحارث بن نوفل تابعي ولد في حياة النبي e وروايته عنه مرسل. وأورده الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (8/421) ونسبه للبغوي عن داود بن عمر عن جرير، ثم قال: وهو مرسل جيد الإسناد!. (انظر: الموسوعة الحديثية، مسند الإمام أحمد، تحقيق عبد الله التركي وآخرون، توزيع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف بالسعودية).

([2]) البخاري، صحيح البخاري مع الفتح، كتاب ((الجهاد))، باب ((من لا يثبت على الخيل)) (6/187) ومسلم ،صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب ((فضائل الصحابة))، باب ((فضل جرير بن عبد الله)) (16/35).

([3]) مسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب ((الجهاد والسير))، باب ((غزوة ذي قرد)) (12/177).

([4]) البخاري، صحيح البخاري مع الفتح، كتاب ((الوضوء))، باب ((وضع الماء عند الخلاء)) (1/294)، ومسلم،صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب ((فضائل الصحابة))، باب ((فضل ابن عباس)) (16/37).

([5]) ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري (1/295).

عبد الرحمن بن علي الجهني

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 27-08-2010, 07:31 PM
الصورة الرمزية عرجاني2
عرجاني2 عرجاني2 غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 300
معدل تقييم المستوى: 14
عرجاني2 is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 27-08-2010, 07:37 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

القسوة وأثرها في تربية الأبناء
القسوة تعني معاملة الأبناء بشتى أنواع العقاب المؤلم جسدياً ونفسياً بشدة ، واعتماد ذلك أسلوباً أساسياً في التربية. كالضرب بشدة، والتوبيخ والتقريع للابن أو أعماله، أو تخويفه بأمور مخيفة، أو تأنيبه المستمر وإشعاره بالإهانة والنقص والحرمان

واستخدام أسلوب الشدة في التعامل مع الأبناء ليس ممنوعاً على الإطلاق ، وإنما عندما يكون نافعاً ومؤدياً للمصلحة التربوية فإنه مقبول، ولكن بشروط وقيود، وذلك بأن يكون في الوقت المناسب ، وبالقدر المناسب ، وبالأسلوب المناسب ، وأن يكون بعد استخدام الأساليب الأخرى .

وينبغي على المربين وخاصة الوالدين استخدام أسلوب الرحمة والعطف والشفقة أثناء التربية ؛ لأنه هو الأصل في التعامل مع الأبناء ؛ قال r (( إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف )) وقوله r (( من يحرم الرفق يحرم الخير )) وكان النبي r يتعامل مع الأطفال بالرحمة، فيقبلهم ويسلم عليهم ويمسح رؤوسهم ويحملهم ؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت جاء أعرابي إلى النبي r فقال: تقبلون الصبيان ؟ فما نقبلهم . فقال النبي r (( أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة )) وعن أنس t قال : (( كان رسول الله r يزور الأنصار فيسلم على صبيانهم ويمسح برؤوسهم، ويدعو لهم)) وعن عبد الله بن جعفر قال : كان رسول الله r إذا قدم من سفر تلقى بصبيان أهل بيته . قال : وإنه قدم من سفر فسبق بي إليه فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة فأردفه خلفه . قال : فأدخلنا المدينة ، ثلاثة على دابة .

قال أنس t (( ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله r)) .

ويجب على المربين وخاصة الوالدين أن يبتعدوا عن استخدام أسلوب القسوة، وأن يجعلوه آخر الحلول في التأديب، ومما يعين على ترك استخدام أسلوب القسوة ما يلي :

1- تذكر فضل الرحمة بالناس وخاصة الأبناء ، قال r ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، الرحم شجنة من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله ))

2- تذكر الوعيد الشديد على ترك الرحمة ؛ قال r (( من لا يرحم الناس لا يرحمه الله )) وقوله r (( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ))

3- تذكر الآثار الإيجابية للرحمة بالأبناء وهو إشعارهم بالمحبة والمودة والطمأنينة والأمان، وهذه الأمور تؤدي إلى بناء شخصية الأبناء وتجعلهم في تآلف مع والديهم .

4- تذكر الآثار السلبية على ترك الرحمة واستخدام أسلوب القسوة. من ذلك ما ذكره ابن خلدون في مقدمته : (( من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم ، سطا به القهر وضيق على النفس في انبساطها ، وذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل وحمل على الكذب والخبث ، وهو التظاهر بغير ما في ضميره ، خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه ، وعلمه المكر والخديعة لذلك ، وصارت له هذه عادة وخلقاً ، وفسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع والتمدن ، وهي الحمية والمدافعة عن نفسه أو منزله . وصار عيالاً على غيره في ذلك))

ومن آثار القسوة أيضا (( كراهية الأطفال لمنازلهم وأسرهم، وعدم الرغبة في البقاء فيها ، أو استمرار حياتهم مع والديهم أو ذويهم ، ومن هنا يفرون إلى الشوارع والطرقات ، والجماعات المختلفة ، حيث يجدون حرية أوسع وأكبر ، الأمر الذي يعرضهم إلى الكثير من ألوان الانحرافات السلوكية المختلفة ، أو أن يمارسوا ألواناً من السلوك المضاد للمجتمع ، يُعَدّ التشرد والإجرام أبرزها وأوضحها )) .

ويمكن تلخيص واستنتاج الآثار السيئة للقسوة من النصين السابقين وأهمها ما يلي:

أ- الشعور بالنقص .

ب- ضعف الشخصية مما يؤدي إلى عدم القدرة على المناقشة وإبداء الرأي والدفاع عن النفس والأهل وغيرها .

ج- التعود على الكذب والخبث والخداع حيث يظهر ما لا يبطن بسبب الخوف .

د- عدم المبالاة والاهتمام بالأمور الشخصية أو للغير .

هـ- ضعف العلاقات الاجتماعية وخاصة مع الوالدين .

5- التفريق بين القسوة والحزم ؛ لأن عدم التفريق بينهما قد يؤدي بالشخص إلى استخدام القسوة ظناًّ منه أنه يستخدم أسلوب الحزم ، وأهم الفروق بينهما ما يلي :

أ- أن الحزم يكون عن دراية وبصيرة بظروف الموقف ومقوماته ، بل وبحالة الشخص ، بينما لا تضع القسوة للظروف الموضوعية والنفسية اعتبار .

ب- أن الحزم يكون لمصلحة الشخص ، بينما تكون القسوة نتيجة انفعالات من المربي . فالشخص الحازم لا يصدر في حزمه إلا عن معرفة أكيدة بأن حزمه موصل إلى الطريق السليم ، وأنه يستطيع توظيف حزمه في حياة المرِِِِبى والوصول به إلى الحياة السوية وإلى المستقبل المأمول .

أما الشخص القاسي فإنه لا يستطيع أن يميز بين ما يفيد المربى وبين ما يضره . وإنما هذه القسوة ناتجة عن انفعالات تجيش في صدره غير متبصر بالعواقب .

ج- أن الحزم يعرف أكثر من طريقة لإلجام نزوات المربى بينما لا تعرف القسوة إلا طريقاً واحداً لذلك وهو طريق القهر والقمع .

د- أن الحزم يساعد المربى على الاستقلال التدريجي ، بينما لا تحقق القسوة إلا الاستذلال وفقدان الإحساس بالمسؤولية وامتناع تبلور الشخصية .

هـ- أن الحزم يشعر بالحب الصادق بينما القسوة تشعر بالكراهية.





أ.د. خالد بن حامد الحازمي

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27-08-2010, 07:39 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

أسلوب البديل الصالح
من مقومات شخصية المربي الناجحة حسن اختيار الأساليب التربوية والتفنن في تنويعها بما يتناسب مع رغبات المتربي وحاجاته النفسية .

ويُعد أسلوب إيجاد البديل الصالح من الأساليب النبوية المهمة في العملية التربوية؛ إذ هو أسلوب واقعي عملي مقنع. فالمربي حينما يطلب من المتربي أن يكف عن ارتكاب المنهيات والعادات السيئة فإنه من الضروري مع هذا التوجيه أن يقوم بإيجاد البديل الصالح الذي يحل محل الفاسد؛ ويقضي عليه، كما أن هذا الأسلوب يلبي حاجة المتربي النفسية ويسد رغباته؛ بما يولّد في نفسه القناعة التامة عن ارتكاب الفساد والمنهيات .

وهذا الأسلوب المهم استخدمه المربي الأول صلى الله عليه وسلم في توجيهاته التربوية .

ففي صحيح البخاري برقم (4779) عن عبْد الله بن مسعود قال : كُنّا مَعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم شَبابا لا نجِدُ شَيْئا . فقال لَنا رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : (( يا مَعْشَرَ الشَّبابِ، مَنِ اسْتَطاعَ الباءَةَ فلْيَتَزَوَّجْ؛ فإِنّهُ أغضُّ لِلْبَصَرِ وأحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَنْ لمْ يَسْتَطِعْ فعَلَيْهِ بالصَّوْمِ؛ فإِنّهُ لَهُ وِجاء)).

ففي هذا الحديث النبوي العظيم نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم استخدم أسلوب البديل الصالح ؛ فقد أرشد شباب الصحابة إلى الزواج الذي هو علاج للدافع الجنسي الفطري لدى الإنسان، وعلل هذا العلاج بقوله (( فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج))، ثم أوجد صلى الله عليه وسلم البديل الصالح إذا لم يستطع الشاب الزواج ومؤونته؛ بقوله (( فمن لم يستطع فعليه بالصوم ))، ووضح علة ذلك بقوله (( فإنه له وجاء )) . وذلك أن الصوم يكسر حدة الغريزة الجنسية، ويخمد شهوة النفس الفطرية؛ وهو البديل المناسب المؤقت إلى حين يجد الشاب الظرف المناسب لإشباع الغريزة الجنسية عن طريق البديل التام بالزواج الشرعي.

وتتأكد مكانة وأهمية هذا الأسلوب في عصرنا الحاضر الذي يموج بالفتن والشهوات والملذات والملهيات؛ حتى غدا غالبية الشباب متلبسين بها – إلا من رحمهم الله - ، الأمر الذي يؤكد ضرورة العناية والتفكير والبحث عن الأساليب الجادة التي تقضي على عوامل الفساد وأسبابه وإحلال البدائل الصالحة الناجعة مكانها .





أبو الحسن الفطاني علي مهاما (تايلند)

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 27-08-2010, 07:44 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

من الأساليب التعليمية النبوية
تعتبر طُرق التعليم من الصفات المهنية التي يلزم أن تتوفر في المعلم الجيد، ويحسن استخدامها أثناء عرض المادة العلمية، بحيث يكون المعلم على دراية كافية باستخدام طرق التعليم المتنوعة.

وإن المتأمل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجدها حافلة بطرق تعليمية متنوعة تُمثل قمة الروعة الأدبية وذروة البلاغة البشرية. وقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الطرق بصورة رائعة محققة للغرض، ألا وهو تعليم أصحابه أمور الدين، وتربيتهم على الأخلاق والقيم السامية الرفيعة. وكان استخدامه صلى الله عليه وسلم لها تبعاً لمقتضيات الظروف والمواقف التعليمية المختلفة.

ولا شك أن التعدد والتنوع من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في استخدام طرق التعليم والتربية يهدف إلى تسهيل العلم على المتعلمين، وتيسير المعلومة لهم؛ ليتسنى لهم الفهم على الوجه الأكمل والصحيح؛ لذا قال صلى الله عليه وسلم ((يسرا ولا تُعسرا، وبشرا ولا تنفرا )).

وكان عليه الصلاة والسلام يهدف إلى مراعاة حال المتعلمين كما ورد عن علي رضي الله عنه في البخاري موقوفاً (( حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله )) ،وعن ابن مسعود (( ما أنت بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إلا كان لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً )).

لذا كان لزاماً على المعلمين كلٌ في تخصصه أن يقتدوا بهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك، وأن يتمكنوا من طرق التدريس للعلوم المختلفة، وأن يكونوا ماهرين فيها، بحيث يؤدونها كما يجب، ويستخدمونها الاستخدام الأمثل . ولقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم على المهارة كما في قوله (( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة)) وفي حديث آخر أكد صلى الله عليه وسلم ضرورة الإتقان في العمل، فقال: (( إن الله يُحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)) وإذا لم تتوفر المهارة فلن يكون هناك إتقان. فالمعلم ليس ملقّناً للعلوم فحسب، بل هو معلم ومربّ ومتقن ...

وإليك أيها القارئ العزيز هذه النماذج من طرق التعليم التي استخدمها المعلم الأول صلى الله عليه وسلم :

أولاً/ طريقة الإلقاء والمحاضرة : وتقوم هذه الطريقة على أساس أن المعلم هو الذي يلقي المعلومة والمتعلمين يتلقونها بهدف الإفادة وحسب النمو العقلي. ويتحمل المعلم العبء الأكبر في التعليم. ولهذه الطريقة أمثلة متعددة في السنة النبوية : منها ماروى جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه في صفة خطبة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم - إذ إن الخطبة نوع من أنواع الإلقاء – حيث يقول واصفا إياها : (( إذا خطب صلى الله عليه وسلم احمرت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش، يقول: صبحكم مساكم ويقول : ((بعثت أنا والساعة كهاتين ، ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى. ويقو ل: (( أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة . ثم يقول : أنا أولى بكل مؤمن من نفسه ، من ترك مالاً فلأهله ، ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإلي وعليَّ )) . فنجد في هذا الحديث أن الرسول استخدم مهارات الإلقاء ، حيث استعمل الإشارات الحسية بأصابعه، واللغة الجسدية بتغيير لون وجهه ، كما رفع صوته ليسمع عنه المستمع وينتبه لكلامه؛ فكان إلقاؤه أوقع في النفوس.

ثانياً / طريقة التدرج في التعليم : ومن ذلك ما روى بن عباس رضي الله عنهما (( أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً إلى اليمن فقال له (( إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب )) فالرسول أمر معاذاً أن يتدرج في دعوته وتعليمه لأولئك القوم، فيدعوهم إلى التوحيد أولاً ثم يُعلمهم بقية شرائع الدين بالتدريج.

وعن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال (( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة ، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيماناً )) فانظر إلى هذا التدرج في العملية التعليمية من النبي صلى الله عليه وسلم .

وهناك طرق أخرى تعليمية سنعرضها في حلقات قادمة ، وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى مع طرق التعليم في السنة النبوية.



محمد بن جزاء الحربي

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 27-08-2010, 07:54 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

أسلوب (ضرب المثل)


من أساليب التربية الأخلاقية والاجتماعية في الإسلام ضرب المثل، ذلك الأسلوب التربوي الأمثل في حمل النفس على الخير أو تحذيرها من الوقوع في الشر، عن طريق تقريب المعنى الذي ربما يغيب عن الذهن في صورة قريبة من الحس، تستحضرها العقول فتتصورها الأفهام، كل ذلك في قوالب أدبية و أساليب بلاغية تخاطب الوجدان والعقل والعاطفة على حد السواء (1) .

والأمثال كطريقة تربوية من أشهر طرق التربية والتعليم على وجه العموم، وذات اثر عميق في تنمية القيم الأخلاقية والاجتماعية لدى النشء على وجه الخصوص، لما لها من تأثير ايجابي في العواطف والمشاعر وفي تحريك نوازع الخير في النفس البشرية (2) .

وقد عرّف المثل بأنه ( تشبيه شيء بشيء في حكمه وتقريب المعقول من المحسوس أو احد المحسوسين من الآخر واعتبار احدهما بالآخر ) (3) .



ولقد أولى الرسول صلى الله عليه و سلم طريقة ضرب المثل و التشبيه أهمية كبرى باعتباره أسلوبا فعالا و مؤثرا في عملية تعليم القيم الأخلاقية والاجتماعية وتنميتها فقد استعان لتوضيح مواعظه بضرب المثل مما يشاهده الناس بأم أعينهم ويقع تحت حواسهم وفي متناول أيديهم ليكون وقع الموعظة في النفس اشد وفي الذهن أرسخ



وقد تميزت الأمثال النبوية الشريفة بالقوة البلاغية و الاقناعية، وروعة الوضوح في تجسيد المعنى المقصود، وتصويره في صورة حسية تجعله أمرا ماثلا أمام السامع، ويتضح ذلك من خلال ما ورد في الحديث الصحيح عن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) (4) .



فالنبي صلى الله عليه وسلم يغرس في أصحابه وأمّته من بعده بعض القيم الأخلاقية والاجتماعية الهامة التي تساهم في تحقيق التكافل الاجتماعي كالتراحم والتعاطف والتواد ، عن طريق ضربه للمثل البليغ مستخدما في ذلك قوة الإقناع العاطفي والعقلي ، من خلال تشبيهه أفراد المجتمع المسلم في تعاملهم على أساس تلك القيم وهي أمور معنوية، بأمر حسي مشاهد وهو الجسد القوي الذي إذا اعتل فيه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .



ومن خلال ما سبق يتضح أن ضرب المثل يعد من ابرز الأساليب التربوية الناجحة و المؤثرة في التربية الأخلاقية والاجتماعية ، ولهذا ينبغي على المربين العمل على تحقيق هذا الجانب من تربية السلوك و الإرادة الطيبة و النزوع إلى الخير، وذلك باستحضار الأمثال النبوية والقرآنية في المواقف الحياتية والنشاطات المدرسية ،و التعقيب عليها بذكر نتائجها السلوكية و الاجتماعية الطيبة بأسلوب يقوي إرادة الخير عند الطلاب و يحقق عزمهم على توجيه سلوكهم بما تقتضيه الأمثال التربوية.
.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 27-08-2010, 07:58 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

إقناع العقل والعاطفة في التربية الإسلامية
من خصائص النظام الخلقي في الإسلام " انه يقنع العقل و يشبع العاطفة و يرضي القلب والوجدان , فما من خُلُقٍ حث عليه الإسلام أو حذر منه يتعارض مع العقل المستنير, أو يجافي القلب السليم ، والقرآن الكريم و السنة المطهرة غنيان بالشواهد الحاثة على الالتزام بالأخلاق الحسنة و اجتناب الرذائل الخلقية و السلوك المذموم، مع تحقيقها للإقناع العقلي و العاطفي , مما يؤدي إلى التـزام الفرد بالسلوك المرغوب عن قناعة و دون إكراه.وهذا المثال خير شاهد على طبيعة هذه الميزة : فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال :أن فتى من قريش أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول الله ائذن لي في الزنا؟ فاقبل القوم فزجروه قالوا : مه مه !!

فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ أدنه) فدنا منه قريبا

قال :أتحبه لامك؟

قال :لا والله جعلني الله فداك

قال:ولا الناس يحبونه لأمهاتهم

قال :أفتحبه لابنتك؟

قال:لا و الله يا رسول الله جعلني الله فداك

قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم

قال : أفتحبه لأختك؟

قال :لا والله جعلني فداك

قال :ولا الناس يحبونه لأخواتهم

فقال: أفتحبه لعمتك؟

قال: لا والله جعلني فداك

قال:ولا الناس يحبونه لعماتهم

قال: أفتحبه لخالتك؟

قال :لا والله جعلني فداك

قال:ولا الناس يحبونه لخالاتهم

قال :فوضع يده عليه و قال:اللهم اغفر ذنبه, و طهر قلبه , و حصن فرجه .فلم يكن بعد ذالك

الفتى يلتفت إلى شيء) .

فهذه القصة العظيمة قد دلت على أن النظام الخلقي مبني على إقناع العقل والعاطفة، فجريمة الزنا فاحشة ورذيلة لا يقبلها العقل وتنفر منها الفطر والقلوب السليمة .

وهذه القصة العظيمة يجد فيها المربون الكثير من التوجيهات التربوية في حل المشكلات التربوية فاهتمام الأخلاق الإسلامية بلفت حس الإنسان إلى التدبر والنظر, وإدراك العقل والمنطق في حكم هذه الأخلاق, يوصله غالبا إلى الاقتناع , ويجعله يطمئن إلى حكم الخلق , ويحدد موقفه منه من حيث فعله أو تركه، وبذلك يزيد إيمانه ويستقيم خلقه .





الباحث : محمد البوعلي (تونس)

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 27-08-2010, 08:04 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

مفهوم التعليم والتعلم والفرق بينهما.

التعليم هو "مجهود شخص لمعونة آخر على التعلم، أو نقل المعلومات من المعلم إلى المتعلم بقصد إكسابه المعرفة".
والتعلم هو " عملية يغير بها الإنسان مجرى حياته بصورة مستمرة نتيجة لتفاعله مع بيئته، وهذا التغير يجري في نفس المتعلم من نواحي ثلاث:


1 ـ الناحية الفكرية: وهي ما يتعلق بتحصيل العلوم والمعارف.


2 ـ الناحية العلمية: وهي ما يتعلق بتكوين العادات والمهارات.


3 ـ الناحية العاطفية: وهي ما يتعلق بتهذيب الحس الخلقي والنفسي والروحي".


وقال آخر: " التعلم ما هو إلا تغيير في السلوك ناتج عن استثارة، هذا التغير في السلوك قد يكون نتيجة لأثر منبهات بطيئة، وقد يكون نتيجة لمواقف معقدة ".


والفرق بين التَعَلُم والتعليم " أن التَعَلم مجهود شخصي، ونشاط ذاتي، يصدر عن المتعلم نفسه، بمعونة المعلم وإرشاده، بينما التعليم توجيه لعملية التعلم وحفز المتعلم، واستثارة قواه العقلية، ونشاطه الذاتي، وتهيئة الظروف المناسبة التي تمكن المتعلم من التعلم".


ومما سبق ندرك أن كلا من التعليم والتعلم يُساهم في عملية نقل المعلومات من طرف إلى طرف آخر، ويُغير مجرى حياة الإنسان نتيجة تفاعله وتأثره بمعلومات الطرف الآخر.





الباحث : عبد الولي محمد يوسف ( الصومال )

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 27-08-2010, 08:08 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

أهمية المعرفة وحكمها في مصادر التربية الإسلامية


لقد أعطى الإسلام تنمية المؤهلات الفكرية للإنسان بمكانة متميزة في الإسلام؛ " لأن المعرفة هي المفتاح لعبادة الله، وإدراك القدرة والحكمة الإلهية، وسر النظام الذي يحكم الأشياء، والخلق، ومجموع الكون، قال تعالى: ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ، ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون ) .

وبالمعرفة أيضا يستطيع الإنسان أن يستغل خيرات الأرض لما فيه صالح البشرية وسعادتها".

وتعتبر الحواس من أهم المداخل الأساسية للمعرفة، " وأن تفعيلها في الحياة يساعد الإنسان على تكوين المفاهيم والاتجاهات والمهارات، وإدراك ما يحيط به من ظواهر طبيعية، ويعتبر العقل أيضا من المداخل الأساسية للمعرفة، لأنه يجمع الإحساسات السابقة واللاحقة، ويعطي لها تفسيرا معينا هو ما يعبر عنه بالفكر " قال تعالى: ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ) .

ومن هذا المنطلق نجد القرآن الكريم ينوه العلم والعلماء، فمرة يبين عدم تسويتهم بغيرهم بقوله: ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ) ، ومرة يبين مكانتهم العالية فيقول : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير)، ومرة ثالثة يقدر علمهم وشهادتهم، فيقول: ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) .

ويأتي تركيز الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في تربيته للمسلمين "على حفز الجهد العلمي والمعرفي منطلقاً من فضل العلم، دون تحديد لنوعية العلم، فالإنسان في حياته الدنيا بحاجة إلى كل أنواع العلوم، والتي تنموا وتتطور – كماً ونوعا – مع استمرار الحياة ".

ولقد اتفق علماء الإسلام على أن من العلم ما هو فرض عين على كل فرد في المجتمع المسلم "كتعلمه أحكام دينه، وفهم عقيدته، وعباداته، وما هو فرض كفاية، كتعلم العلوم والمهن التي تلبي حاجات الناس في المجتمع، والتي بها قوام الدين والدنيا للجماعة المسلمة من علوم الدين وعلوم الدنيا جميعا. فإذا نهض عدد كاف من العلماء والخبراء والمختصين في كل مجال، وسدّوا حاجات الأمة، فقد أدت الأمة واجبها، وسقط عنها الإثم والحرج، وإذا قصّرت الأمة في إعداد هؤلاء لسد الحاجات في كل الجوانب، وغدت عالة على غيرها، فهي آثمة ".

وبهذه الإرشادات التربوية من القرآن والسنة وكلام علماء الأمة ينبغي اقتباس " كل ما جد في الحياة من علوم ومنجزات حضارية نافعة للمجتمع إن لم تكن موجودة، أو العمل على تحضيرها وإنشائها وإتقانها في المجتمع المسلم، وهذه من فروض الكفاية كما حقق علماء الإسلام، وتتطلب الاهتمام بالبحث العلمي ورصد المبالغ الضخمة له، كما تفعل الدول المتقدمة اليوم، ولقد جاء على المسلمين حين من الدهر كانوا أصحاب الحضارة الإنسانية في العالم، وكان الغرب يقتبس من علومهم وإنجازاتهم الحضارية، ثم غفا الشرق الإسلامي، وانتقلت شعلة الحضارة والمدنية إلى الغرب، فإذا ما أضطر المجتمع المسلم اليوم إلى اقتباس شيء جديد من الغرب، فإنما يستوفي ما سَلَف له من دين".

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دعوة مصالحة !! النـــاجعي المجلس الانتخابي والسياسة المحلية 8 27-08-2009 07:04 AM
دروس من الهجرة النبوية سمو الرووح المجلس الإســــلامي 7 13-01-2008 12:27 AM
أساليب تربية الناشئة في عهد النبوة د.فالح العمره مجلس الدراسات والبحوث العلمية 12 11-04-2007 09:34 PM
السنة النبوية الواثق المجلس الإســــلامي 6 24-01-2006 11:10 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 10:15 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع