--------------------------------------------------------------------------------
القنبلة النووية ذلك السلاح الذي جعل العالم يركع صاغراً أمام القوى التي تملكه بل و تستخدمه إن لزم الأمر .. نوليها اهتماماتنا و نخاف من تفجيرها رغم أنها استعملت في التاريخ مرتين فقط و قضت على 120,000 فقط .
نعم أقول فقط لأن هذا الرقم ضئيل جداً أمام منعكسات القنبلة الجنسية .
القنبلة الجنسية كانت حتى زمان مضى جمراً يتقد تحت الرماد و بدأ الفتيل بالاحتراق حتى بلغ القنبلة فانفجرت في كل صدر في قلب كل بشر.
أليست القنبلة النووية سلاحاً يستخدمونه ضد أعداءهم .. فماذا عن القنبلة الجنسية التي تفجرت في بيوتنا و في محلاتنا و في شوارعنا ، لم نعد نخجل من تداولها .. و ما كنا نخجل من التفكير به أصبح من المسلمات البديهية .
أنظر إلى جامعاتنا ، مدارسنا ، شوارعنا ، وظائفنا .. تجد الجنس عاملاً هاماً يفرض نفسه في كل هذه المجالات .
سقطت ورقة التوت عن الجميع و صرنا عراة أمام حقيقة المارد العظيم الذي يعتلج داخل شبابنا و رجالنا و نساءنا .
لن أتناول الموضوع من منطلق ديني فلقد تجاوزنا ذلك منذ أزمان بعيدة.
بل إنني لأرجو أن نتناول المشكلة من وجهة نظر اجتماعية .. فأية منعكسات تظهر جراء استشراء الجنس و اندلاعه حريقاً في الصدور .
أية حضارة يبنيها من جعل الجنس همه الأول و الأخير .
لم تعد الفضائيات العربية تخجل من إبراز كل صنوف التشويه الجنسي و لا يقتصر ذلك على البرامج الخليعة أو عشرات القنوات المخصصة للغناء و الطرب و ما فيها من تعري و انفلات .
بل يتجاوزه إلى مسلسلات و برامج يظهر فيها المثقفون و هم يغسلون الأدمغة الشابة من كل قيم أو أسس اجتماعية سليمة .
برامج و مسلسلات تستمرأ الرذيلة و تسهل لها و تجعل ما كان صعباً و مخجلاً و معيباً أمراً اعتيادياً ، حتى إذا ما نادى مناد بوقف هذه الجرائم الأخلاقية لم يجد له أذناً تسمع .
و جاءتنا تقنية الجوالات لتزيد الطين بللاً ، و ما كان آلة لخدمة البشر أضحى وسيلة للرذيلة دون أي رقيب أو حسيب ، و انتشرت بين شبابنا انتشار النار في العشب اليابس .. و يا ليته كان وسيلة للحضارة بل كان أداة للرذيلة .
عشرات المواقع العربية قبل الغربية أنشئت للتعارف الجنسي و لقد مررت صدفة على موقع غربي للتعارف الجنسي المحض و بحثت عن المشاركات السورية و فوجئت نعم فوجئت أن عدد الذين طلبوا التعارف الجنسي من الشياب 2354 شخص و عدد البنات الذين أدلين بدلوهن في طلب التعارف الجنسي بلغ 1452 فتاة .
موقع عربي آخر تواجد فيه 1650 شاب يريد التعارف جنسياً و 914 فتاة يرغبن بهذا النوع من التعارف .
فأية حضارة تلك التي يصنعها الحالمون بالجنس و أية رذيلة يسوق إليها الإعلام العربي و الغربي .
فما هو الحل ؟؟ .
برأيي المتواضع فالدين وحده لا يشكل رادعاً كافياً أمام تلك المغريات المجانية ... و أرى أن الزواج الميسر هو الحل الأوحد .
الزواج الميسر للشباب و البنات على حد سواء .. لا تقل لي لقد ربيت أولادي فلقد شاركتك الفضائيات و الأنترنت هذه التربية فلا تثق كثيراً بالشيطان فلقد أخرج أبويك ( آدم و حواء ) من قلب الجنة و كن على ثقة أن أعتى العقلاء سقط صريع شهوته التي تهيج داخل أحشاءه .
الزواج الميسر هو لجام هذه الشهوة و السبيل الوحيد لردعها و جمحها ..
أنادي كل ذي عقل و كل ذي مروءة و كل غيور على مصلحة أبناءه و أبناء وطنه .. أناديه بأعلى صوتي لنعمل على تيسير الزواج للشباب و البنات لندعو أهلنا و أقرباءنها و ذوينا إلى تسهيل زواج الرجل و الفتاة على حد سواء .. عسى أن ينقذنا ذلك مما نحطاط منه من انفجار جنسي لا نقوى على ردعه في زمن قريب .
منقول
--------------------------------------------------------------------------------