مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 25-10-2009, 09:41 AM
ليــه يازمـــن ليــه يازمـــن غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: <<المـــريـــــخ>>
العمر: 39
المشاركات: 7,820
معدل تقييم المستوى: 23
ليــه يازمـــن is on a distinguished road
Thumbs up حــَـــق الجـــــار

حق الجار

قال الله تعالى في كتابه الكريم : } وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً { ( النساء : 36 ) .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ) متفق عليه .

وفي حديث آخر : ( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ) قيل : من يا رسول الله ؟ قال : ( الذي لا يؤمن جاره بوائقه ) رواه الشيخان وقال عليه الصلاة والسلام : ( اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة ، فإن جار البادية يتحول ) رواه البخاري و ابن حبان .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رجل : يا رسول الله ، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها ، وصدقتها ، وصيامها ، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ، قال : ( هي في النار ) رواه أحمد والحاكم

وروى الطبراني ، والبزار بإسناد حسن عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَا آمَنَ بي مَن بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم )



واهتم الإسلام اهتماماً بالغاً بالجار، وأوصى برعايته، يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (وأوصانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالجار حتى ظننا أنه سيورثه) وقد تضافرت الأخبار عن أئمة الهدى (عليهم السلام) بالوصاية، والعناية في أموره، وذلك لإيجاد التضامن الاجتماعي بين المسلمين، وبناء مجتمع إسلامي تسوده المحبة والألفة، ولا ثغرة فيه للخلاف والشقاق بين أبنائه، وقد أعلن الإمام زين العابدين (عليه السلام) له من الحقوق ما يلي:
1 ـ أن يحفظ الجار جاره في حال غيابه، وذلك بالحفاظ على أمواله، وعرضه، ومنع إيصال أي مكروه له.
2 ـ تكريمه في حال حضوره.
3 ـ نصرته ومعونته في حال حضوره وغيابه.
4 ـ عدم التتبع لأية عورة أو منقصة له.
5 ـ ستر أي سوءةٍ تبدو منه، وعدم نشرها وإذاعتها بين الناس.
6 ـ عدم تسليمه إذا نزلت به شدة أو ألمت به كارثة بل يقف إلى جانبه، ويساعده في ما نزل به.
7 ـ عدم حسده إذا انعم الله عليه نعمة.
8 ـ إقالة عثراته، ومغفرة زلاته.
9 ـ الحلم عنه إذا بدرت منه بادرة سوء، وعدم مقابلته بالمثل.
10 ـ صد من يشتمه أو يذكره بسوء.
11 ـ عدم التصديق لمن ينقل عنه كلمة السوء ليلقي بينهما العداوة والبغضاء.
12 ـ معاشرته معاشرة كريمة.

وهذه الحقوق التي أعلنها الإمام (عليه السلام) توجب وحدة المسلمين، وعدم تصدع شملهم، وإشاعة المودة والألفة بينهم.

من هو الجار ؟
الجار هو الذي يلاصق أو يقرب سكنه من سكنك ، وحدد العلماء دائرة الجيرة إلى مدى أربعين دارًا من كل جهة من أمام ، وخلف ويمين وشمال ، ومن كان هذه حاله فله من الحقوق وعليه من الواجبات ما يجعل الجوار نعمة وراحة .

والإسلام يقوم على جملة مرتكزات ترتقي بالفرد وتسمو بالمجتمع ، ومن أهم تلك المرتكزات : المبادئ الأخلاقية والقِيَم الفاضلة التي تجعل من الأمة أسرة مترابطة ، ولكي تسلم العلاقات الاجتماعية ينبغي أن تقوم على الأسس التي دعا إليها القرآن الكريم قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) ( الحجرات : 13 ) وقال تعالى : ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً ) ( آل عمران : 103 ) .

وذكرت الآثار بأن المعتزل عن الناس مُفَارِقٌ للجماعة ، مُخَالِفٌ للسنة ، فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه ، ولذا حرص الإسلام على عقد روح التعاون بين الجيران ومن مظاهر الإيمان الكامل أن يحب الإنسان لجاره ما يحب لنفسه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه ) رواه مسلم

وخير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ، ومن سعادة المرء الجار الصالح .

وحقوق الجار كثيرة منها إلقاء السلام ورده ، لما في ذلك من ربط القلوب بعضها ببعض ، وهو عمل صالح رفيع ، وأبخل الناس مَن بخل بالسلام ، ومن الأمور الحسنة : السلام على أولاد الجيران ، وتدريبهم على آدب الشريعة .

ومن حق الجار على جاره أن يزوره إذا مرض ويسأل عن صحته ، ويَدْعُو له ويأمره بالصبر ، ويستحب تخفيف الزيارة ؛ لئلا يشق ذلك على المريض .

وإذا مات الجار فإن له حقًّا على جيرانه ، وهو : أن يتبعوا جنازته ، وأن ينظموا الأمر لإعداد الطعام لأهل الميت ؛ لأنهم مشغولون بميتهم .

ومن حق الجار على جاره أن يجيب دعوته إلى الوليمة إن دعاه ، زيادة للمودة وصلات الصفاء.
ومما يجدر بالمسلم أن يكون ستَّارًا لعيوب جاره ؛ وذلك ليستره الله في حياته الدنيا ويوم العرض الأكبر .

ومما يطالب به الجار نحو جاره ، أن يغض الطرف عن حرماته ، ولقد سمعنا الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد يقول :

أغشى فتاة الحي عند حليلها وإذا غزا في الجيش لا أغشاها
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها

فأين هذا مما يصنعه بعض الناس اليوم ؟

ومن حقوق الجار على جاره : عدم التطاول عليه بالبنيان ، وعدم إيذائه بالأصوات المرتفعة .

وأوصت السنة بالإحسان إلى الجار ، حتى لو كان غير مسلم ، ما دام فردًا يعيش في المجتمع الإسلامي ، فالإسلام يريد للمجتمع أن يشمله التكافل ويعمه التراحم ، عن مجاهد قال : كنت عند عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - وغلام يسلخ له شاة ، فقال : يا غلام ، إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي ، حتى قال ذلك مرارًا ، فقال له : كم تقول هذا ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يوصينا بالجار حتى خشينا أنه سيورثه ) رواه أبو داود و الترمذي

وأقرب الجيران بابًا أحقهم بالإحسان ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت: يا رسول الله ، إن لي جارين ، فإلى أيهما أهدي ؟ قال : ( إلى أقربهما منك بابًا ) رواه البخاري

أذية الجيران :
أما أذى الجيران فهو ذنبٌ كبيرٌ ، وشر مستطير ، يُخْرِج صاحبه من دائرة الإيمان الكامل ، ويُعَرِّضه لعذاب الله ونقمته ، فأذية الجار تحبط ثواب العمل الصالح وتنزع عن الإنسان رداء المروءة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( أول خصمين يوم القيامة جاران ) رواه أحمد

أي : جاران لم يحسن أحدهما جوار صاحبه ، فينتقم الله للجار المظلوم .

ومن صور أذى الجيران : أن يلتقي أحدهما بالآخر وهو عابس الوجه ، وربما لا يلقي عليه التحية ، أو لا يرد التحية التي يلقيها عليه جاره .

التعالي عليه ، وسوء الظن به ، أو اغتيابه ، والسخرية منه ، والنيل من كرامته .

هذا ولابد من خلال التعامل اليومي من صدور بعض الهفوات بين الجيران بسبب الأولاد ، فلا يجوز -والحالة هذه- أن يسارع الذي وقع الخطأ بحقه إلى الغضب ورد الإساءة بالإساءة ، وإنما عليه أن يعفو ويصفح ، ولقد بعث البهاء زهير لجار له بعد أن جرب الهجر ، وذاق مرارة القطيعة يطلب منه أن يفتح كلاهما صفحة جديدة من المحبة في الله فقال :

مِن اليومِ تَعَارَفْنَا ونطوي ما جرى منا
ولا كان ولا صار ولا قلتم ولا قلنا
وإن كان ولا بد من العَتْب فبالحسنى
كفى ما كان من هجر وقد ذقتم وقد ذقنا
فما أحسن أن نرجع للوصل كما كنا

وها هو أبو فراس الحمداني ، وهو في سجن الروم ، حيث فقد الأحبة والجوار فإذا يسمع نوح حمامة بالقرب منه ، وكأنها تشكو إليه همها وحزنها لأمر ألم بها ، فاعتبرها جارة له ، وجديرة بأن يقاسمها همها وتقاسمه ألمه وبثه ، فخاطبها قائلا :

أقول وقد ناحت بقربي حمامة أيا جارتا لو تعلمين بحالي
أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا تعالي أقاسمك الهموم تعالي

وكان محمد بن الجهم جارًا لسعيد بن العاص عاش سنوات ينعم بجواره فلما عرض محمد بن الجهم داره للبيع بخمسين ألف درهم ، وحضر الشهود ليشهدوا ، قال : بكم تشترون مني جوار سعيد بن العاص ؟ قالوا : إن الجوار لا يباع ، وما جئنا إلا لنشتري الدار . فقال : وكيف لا يباع جوار من إذا سألته أعطاك ، وإن سكتَّ عنه بادرك بالسؤال ، وإن أسأت إليه أحسن إليك ، وإن هجته عطف عليك ؟ فبلغ ذلك الكلام جاره سعيد بن العاص فبعث إليه بمائة ألف درهم وقال له : أمسك عليك دارك .

هذه هي الأخلاق الإسلامية التي ربى عليها الإسلام أبناءه ، فكانوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا ، يحمل غنيهم فقيرهم ، ويُعين قويهم ضعيفهم ، لا شحناء ولا أحقاد ، ربط الود بين مشاعرهم ، وجمع الإيمان بين أفئدهم ، وما أجمل أن يأخذ المسلمون أنفسهم بهذه المبدأ الكريم.

حقوق الجار في الشريعة الإسلامية
إن ما يميز شريعة الإسلام عن سواها من الشرائع والأديان هو شمولها لكافة مناحي الحياة وعمومها لكافة الخلق إنسهم وجنهم، ذلك أن الدين الإسلامي آخر الأديان وشريعته خاتم الشرائع مصداقا لقوله تعالى: " تبيانا لكل شيء" ولقوله: "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا " (سبأ: 28).

لا فرق في ذلك بين أمة وأمة أو بين جنس وآخر، أو لون و ولون، فهي شريعة جاءت لتصحح مسار الحياة الإنسانية وترسم لها الطريق القويم والمنهج الواضح السليم في التعامل وفق تعاليم واضحة مفهومة سهلة التطبيق.

لهذا نهض أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسلفنا الصالح بتلك الرسالة مطبقين تعاليمها عمليا فيما بينهم وبين خالقهم وفازوا بسعادة العاجل والآجل، بل إن في التزام أولئك النفر بتطبيق معايير الإسلام وتعاليمه عليهم وعلى غيرهم ما يدعو إلى الاعتبار والانبهار، ومن تلك القواعد التي أرستها الشريعة الإسلامية في التعامل ما بين الناس حقوق الجار.

قال التابعي الجيل مجاهد رحمه الله: كنت عند عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وغلام له يسلخ شاة فقال: يا غلام إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي، قال ذلك مرارا، فقال الخادم: كم تقول هذا؟ فقاله له ابن عمر: " إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يزل يوصينا بالجار حتى خشينا أنه سيورثه" (متفق عليه).

ومعالجة الموضوع بالكتابة العلمية في الوقت الراهن لها أسباب منها : تذكير الناس بفضيلة هذه السنة النبوية، وغفلة كثير من الناس عنها، وما يحدث من كثرة المشاكل بين الجيران.. ففي الأسطر القادمة بيان لعظم حق الجار وفق العناصر الآتية:

أولا: تعريف الجار:الجار هو القريب منك في المنزل والمسكن والجوار، لغة هو المجاور، وله حقوق عظيمة يجب القيام بها، بحسب موقعهم من الدار، قال الإمام الشوكاني: روى القرطبي أن رجلا أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فجعل يشكو جاره، فأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن ينادي على باب المسجد " ألا إن أربعين دارا جارا " .

وقال الزهري : أربعون هكذا، وأربعون هكذا، وأربعون هكذا، وأومأ إلى أربع جهات.
وقد جعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا النداء جوابا على شكوى الرجل لأن فيه إيذانا بخطورة حرمة الحوار حتى أنها لتمتد إلى أربعين دارا، ومن يكلف بمراعاة حق أربعين لا ينبغي له أن يضيق ذرعا بحق واحد، وهذا النوع من الزجر من أبلغ أساليب التأديب التي لا تؤثر إلا عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

ثانيا: أنواع الجيران:
ينقسم الجيران من حيث الحقوق الواجبة تجاههم إلى ثلاثة أقسام:
-جار له حق واحد، وهو المشرك، وله حق الجوار.
- جار له حقان، وهو الجار المسلم ، له حق الجوار وحق الإسلام.
- جار له ثلاثة حقوق، هو الجار المسلم له رحم، له حق الجوار، وحق الإسلام وحق القربى.
وأخرج البزار في مسنده عن جابر رضي الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " الجيران ثلاثة: جار له حق واحد وهو أدنى الجيران، وجار له حقان، جار له ثلاثة حقوق ..".
أما من حيث القرب، فالجار إما يكون قريبا منك، أو بعيدا، ملاصقا أو غير ملاصق، ورتبة هؤلاء تتفاوت من حيث عدد الحقوق ومدى القرب، والجار الأقرب يقدم على الجار الأبعد، وهو ما استشعره علماء الإسلام ، فهذا الإمام البخاري نجده يبوب في كتابه : " الأدب المفرد" باب الأدنى فالأدنى من الجيران، وذلك تنبيها على قدره، ويترتب عليه حسن المعاملة، والوقوف بجانبه، واجتناب أذيته، وهذا من شأنه أن يكفل التعايش بين الناس في طمأنينة ورحمة.

ثالثا: حق الجار:
أ – حق الجار في القرآن الكريم:
نظرا لموقع الجيرة المهم في الشريعة الإسلامية وفي بناء النظام الاجتماعي الإسلامي فقد اهتم الكتاب العزيز بحق الجيرة والجيران ونبه المسلمين إليها بل شدد في ذلك مؤكدا على حقوق جميع الجيران دون استثناء أيا كان منزلة هذا الجار ودينه وجنسه. قال تعالى : " وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى المساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل" (النساء: 36).

ب_ حق الجار في السنة :
كذلك أولت السنة النبوية عناية خاصة لحق الجار وبينت ما يجب تجاهه من حقوق ينبغي مراعاتها، كالإحسان إليه، وكف الأذى عنه، وتفقده، وإعانته في حاجته وعيادته إن مرض، قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره" .

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل يا رسول الله من؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه " والبوائق هي الشرور والآثام والإيذاء . وفي رواية للإمام مسلم : " لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه " .

وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل يا رسول الله إن فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال : هي في النار".

ومن حقوق الجيران إن مات أن يشيعه، وإن استقرض يقرضه،وإن أعور ستره،وإن أصابه خير هنأه، وإن أصابته مصيبة عزاه، ولا يرفع البناء فوق بنائه، فيسد عليه الريح إلا بإذنه..

رابعا: نماذج من مراعاة السلف لحق الجار:
اهتم سلف هذه الأمة بحقوق الجار، وفطنوا لها، فضربوا بذلك أروع الأمثلة في حسن معاملة الجار، فهذا الإمام أبو حنيفة رحمه الله كان له جار يعمل نهاره ويقضي ليله في اللهو والغناء، وكثيرا ما كان يزعج الإمام بجلبته ويتغنى بقول الشاعر:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر

ففقد الإمام صوته ذات مرة وعلم أنه محبوس، فصلى الصبح وذهب إلى الأمير فقابله وطلب الإفراج عن جاره، وأجابه الأمير وأفرج عن جاره. ولما خرجا قال له الإمام : هل أضعناك يا فتى؟ فقال: لا، بل حفظت ورعيت، جزاك الله عني خيرا وعن حرمة الجوار. وتاب لم يعد إلى ما كان عليه.

وشكا بعض السلف كثرة الفأر في داره، فقيل له:، لو اقتنيت هرا؟ فقال: أخشى أن يسمع الفأر صوت الهر فيهرب إلى دور الجيران فأكون أنا أحببت لهم ما لا أحب لنفسي.

فهذا أخي المسلم بعض ما يقال عن حقوق الجوار في الإسلام، ومدى أهميتها، واهتمام السلف بها ومراعاتها، فهل نحن التزمنا بها اليوم؟

إن واقع المسلمين اليوم وما نسمعه من أحوال الجيران من تناكر وعدم ائتلاف إلا ما رحم الله لا يقارن بما هو مطلوب فقد يسكن العشرة في بناية واحدة فلا يعرف بعضهم بعضا، فما ظنك بمن يسكنون بنايات أخرى؟

خامسا: أثر مراعاة حقوق الجار على المجتمع:
لا شك أن لأداء حقوق الجار وحسن الجيرة أثر بالغ في المجتمع وحياة الناس، فهو يزيد التراحم والتعاطف، و سبيل للتآلف والتواد ، به يحصل تبادل المنافع وقضاء المصالح واستقرار الأمن، واطمئنان النفوس، وسلامة الصدور، فتطيب الحياة ويهنأ المرء بالعيش فيها. فلو أحسن كل جار إلى جاره لظللت المجتمعات السعادة ولعاشت كأنها أسرة واحدة فتنصرف الهمم إلى الإصلاح والبناء والسعي نحو الرقى والتقدم.. و يتضح مما سبق البعد الإنساني للدين الإسلامي الذي يحرص على تحقيق روح المودة بين المسلمين بسبل شتى بالترغيب في مرضاة الله عز وجل والترهيب عن سوء العاقبة لمن يتجرأ على عصيان الخالق والإفساد في الأرض وهو مأمور بعمارتها، هذه العمارة التي لا تتصور مع وجود النفور بين الناس عامة وبين الجيران خاصة، فالمسلم إذا صان حقوق جاره وترفق به كسب ثواب الدنيا والآخرة .

المصدر: موقع "الفقه الإسلامي"

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-10-2009, 03:46 PM
الصورة الرمزية ابوعبدالرحمـن
ابوعبدالرحمـن ابوعبدالرحمـن غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: █ Q8 █
المشاركات: 5,296
معدل تقييم المستوى: 21
ابوعبدالرحمـن is on a distinguished road
رد: حــَـــق الجـــــار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الفاضل / ليه يازمن

جزاك الله خير على هذا الموضوع الشامل
عن بيان حق الجار وبارك الله لك الأجر

:


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-10-2009, 01:41 AM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
رد: حــَـــق الجـــــار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك وجزاك الله خير

ليــه يا زمــن

موضوع مهم طرحة وخاصة في هذا الوقت الذي أصبح الكثير من الجيران يؤذون جيرانهم ألا ما رحم الله

وننتظر المزيد من هذه المواضيع التي تستحق الطرح .. ولاهنت


وفقك الله .

:

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26-10-2009, 02:55 AM
عجمي و بكل فخر 2 عجمي و بكل فخر 2 غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 544
معدل تقييم المستوى: 15
عجمي و بكل فخر 2 is on a distinguished road
رد: حــَـــق الجـــــار

ثبتنا الله وإياكم ع الحق والهدى , وجمعنا بكم في جنات النعيم

بارك الله فيك

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26-10-2009, 05:11 AM
وافي بن وافي وافي بن وافي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,479
معدل تقييم المستوى: 17
وافي بن وافي is on a distinguished road
رد: حــَـــق الجـــــار

ليه يازمن



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26-10-2009, 06:43 AM
ليــه يازمـــن ليــه يازمـــن غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: <<المـــريـــــخ>>
العمر: 39
المشاركات: 7,820
معدل تقييم المستوى: 23
ليــه يازمـــن is on a distinguished road
رد: حــَـــق الجـــــار

مشــكورين على المرور... والله يعــطيكم العافيــه...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30-10-2009, 01:22 PM
الصورة الرمزية &آهــــات الحــــزن&
&آهــــات الحــــزن& &آهــــات الحــــزن& غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 9,348
معدل تقييم المستوى: 27
&آهــــات الحــــزن& is on a distinguished road
رد: حــَـــق الجـــــار

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 31-10-2009, 09:04 AM
ليــه يازمـــن ليــه يازمـــن غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: <<المـــريـــــخ>>
العمر: 39
المشاركات: 7,820
معدل تقييم المستوى: 23
ليــه يازمـــن is on a distinguished road
رد: حــَـــق الجـــــار

مشــكوره على المرور... والله يعــطيكِ العافيــه...

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 02:46 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع