الخدم آفة المجتمع الكويتي و الخليجي
:
منذ عصر الرسول صلى الله عليه و سلم و الخدم موجودون في بيوت المسلمين
و لكن الطبيعة إختلفت كثيرا ، ففي تلك الأيام كان الخدم مساعدا في خدمة البيوت و المخدومين
و لا إتكال كامل ومطلق عليهم لإدارة شؤون تلك البيوت أو الإطلاع على مكنونه وأسراره .
:
إنما اليوم فالخدم إختلفت طبيعة عملهم ، فكل أعمال البيت تنصب عليهم و أي تقصير لا يحاسب عليه أهل البيت بل هم
فنجد أن الخادمة يتراوح عملها مابين التنظيف و الغسيل وكي الملابس و الطبخ . . . . الخ
حتى أن البعض تربية أطفالهم
و الإعتناء بهم توكل لهم و ربات البيوت غائبات إما بسبب العمل أو الإتكال عليهم في ترف لا مبرر له
لا تظهر عواقبه إلا في المستقبل كجنوح في السلوك و تفكك أسري
أضف إلى ذلك إطلاعهم على كل أمور الأسرة الخاصة و أسرارها و هنا الطامة الكبرى
فما أن يطرح سؤال عن حاجة في البيت . . . لا يجيب عليه إلا الخادمة
:
و هذا بالطبع لا يقاس تعميما على كل البيوت إنما الغالب منها بكل أسف .
:
و يقابل ذلك سوء في المعاملة (
الضرب و الإعتداء الجنسي و هذا ليس في كل البيوت إنما هو واقع موجود لا ينكر )
و حرمان من الرواتب وإستغلال فاق كل تصور لإنسانيتهم
حتى أن البعض من أرباب البيوت يخرجونهم للتبضع من الجمعيات إلي غسيل السيارات في الشوارع
مما يؤدي لإختلاطهم بمن يشجعهم على الهرب . . . بمختلف الإغراءات وإن كانت زائفة
لتلقي بهم في بيوت الدعارة و ترويج المخدرات و غيرها .
:
إن الدولة ليست مسؤولة عن الخادم عند هربه بل الكفيل هو المسؤول عنه فهو من جلبه و حرص على التمتع بخدمتهم
و عليه تحمل عقبات ذلك مادام متمسك بالخدم و راغب بدخولهم بيته
و عليه توقع الجوانب السلبية قبل الإيجابية و القبول بها و إلا أصبحت موازين إدارة بيته غير محسوية بشكل صحيح
:
هناك حلول ناجعة للحد من هروب الخدم من البيوت
و هي نابعة من طبيعتنا المسلمة و ليست مستحدثة أو مكتسبة :
1
الحرص على المعاملة الإنسانية للخادم أو الخادمة و كأنه أحد أفراد هذه الأسرة التي يعمل عندها
فهو إنسان يتأثر بطيب المعاملة و حسنها فتأسرها حبا للمكان الذي يعمل فيه
فطيب المعاملة هم أولي به ممن هم خارج البيت ، كما أن للأسرة أجر عظيم فيها
2
تحديد طبيعة أعمالهم المساعدة في البيت بما لا يتجاوز التأثير على الأسرة و ترابطها
و لا يتجاوز طاقتهم فلا سخرة ( إستعباد ) في عمل الخدم كما يظن البعض فهم ليسوا مملوكين إنما هم أُجرَاء
و لنراعي حق الله فيهم فيكون العمل قدر الأجر و مازاد يعوضون عنه .
3
إعطائهم حقوقهم من رواتب و مأوى نظيف و طعام مما يأكل أهل البيت و لباس حسن
4
عدم السماح لهم بالإختلاط بالفئات الأخرى خارج البيت فهم العامل الأساس في إفسادهم
و التشجيع على هربهم و خصوصا الإناث منهم
:
لصاحب الموضوع القدير الامبراطور
كل التقدير لطرح هذه الظاهرة للنقاش و إن كان طرحه للجانب المادي و تحمل الكفيل له
و لكنني تناولته على العموم و ليسمح لي هذا التجاوز
:
متمنيا عودته لإدارة الحوار والنقاش و إثراء الموضوع
:
للجميع كل التقدير