عذرا رفيق..
هل من وطن يأويك غير معطفي
فقد تمللنا الطريق
وضاقت بكلينا أضلعي
عذرا رفيق ..
اللاجئون عبروا الحدود
يتمتمون :
غدا نعود ..
سوف نعود
وتوغلوا بضع العراء
وبضعه..
فزع يقض مضجعي
نصبوا الخيام على الجراح
واستوطنوا الم السنين ..
هوية بلا حروف..
والصوت خوف
وتجرعوا كأس الظلام
فما بقي ما نحتسيه سوى القليل من خجل
وريبة مطوية في كل أوراق السلام
عذرا رفيق ..
أودعك في ابتسامات الرضيع
ونكتة الزمن الوضيع
وغفوة وردية
والتقيك عنوة
شعب يموت على ضفاف الرافدين
وغصن زيتون شقي
في نصفه بعض الحياة
ونصفه يطمره طين
وحكمة الوصي أنفاس اللؤام
عذرا رفيق
نفد المتاع..
وللضمير صبية ماتو جياع
وما بقي سوى الوداع
فلم يعد في الغصن أوراق تموت
والشمس في حوض المغيب
تجردت ثيابها
وحين اخجلها العري
تدافعت نحو الخبوت
تجر أذيال تهتك بعضها
وبعضها
لازال جرحا داميا في فك حوت
.
سلطان الشامري