هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا }
( أي: خلق لكم, برا بكم ورحمة, جميع ما على الأرض, للانتفاع والاستمتاع والاعتبار.
وفي هذه الآية العظيمة دليل على أن الأصل في الأشياء الإباحة والطهارة, لأنها سيقت في معرض الامتنان، يخرج بذلك الخبائث, فإن [تحريمها أيضا] يؤخذ من فحوى الآية, ومعرفة المقصود منها, وأنه خلقها لنفعنا, فما فيه ضرر, فهو خارج من ذلك، ومن تمام نعمته, منعنا من الخبائث, تنزيها لنا. ) ا. هـــ
هذا في سياق الامتنان على الخلق بخلقهم
أول المنة في الآية 29 " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً .." لنفعكم ومصالحكم
من أجل ذلك نحن نجد أن كل مصلحة يحتاجها العبد حاجة ضرورية – من الضروريات الملحة – يجدها بأسهل ما يكون... مثل الماء فالماء إذا لم يكون في الأرض أتى من السماء, وما يعيقه هو ذنوب العباد.
فالعبد ربما تصور العبد أنه يملك الماء, فالله عز وجل يجعل الأرض جدباء ليتذكر العبد منة الله عليه بأن أعطاه الماء،
فالحرمان يساوي المنة، وفي نفس الوقت الوصول للماء سهل، فالعبد لو سجد لله في صلاة الاستسقاء داعياً طالباً متذللاً ===== لا يحتاج حتى أن يحفر في الأرض، وينزل إليه الماء من السماء جاهز، لكن أين القلوب؟!
صلاة الاستسقاء وحال الناس معها: كم شخص يتذكر أن صلاة استسقاء؟؟
مع كثرة الإعلانات عنها، لا يتذكروا أن هناك صلاة استسقاء، فالقلوب لاهية، واللهو هذا أثره واضح.
فهذه السنة إلى الآن لم ينزل المطر. والسبب أن القلوب ليست مُعلقة.
فالمقصود: كأن العبد يحتاج أن يلتفت نظره إلى عطايا الله قبل حرمانها،
فالله عزّ وجل لا يحرم العبد حرماناً تاماً من أول مرة، وإنما يزيد في النُذر، ينقص علينا ينقص علينا –نسأل الله أن يسلمنا- .... إلى أن يكون هناك جدب نهائي. لا تتصوري أرض من الأراضي جدبت مرة واحدة، بل الحليم الذي يعالج عباده بحلمه ---- ينذرهم ويكرر عليهم النذارة.
ولا يأتي في خاطر أحد أن تحلية البحار ستنفعه، ستبقى هذه التحلية كما هي ولن تنفع إذا أراد الله تعالى أنها لن تنفع.
هذه مشكلة أ، الإنسان يميل إلى قدراته .... ولن نقول: إنها ستتعطل أو تنخرب، وإنما توجد ولا تنفع.
إذن العبد لابد يقيناً أن يعلم أن الله عزَّ وجل لا يأخذ عباده من أول مرة أخذ عزيز مقتدر. وإنما ينذرهم وينذرهم وهم يتولون عن النذر.
إذن المنان يمن على عباده بإنقاص بعض مصالحهم كي ينكسروا ويذلوا، فإن استمروا حرمهم الله – ونحن لا ننتظر هذه اللحظة –
وقوله: { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
الخلق يستلزم العلم:
مشكلة في التربية/ إعابة شكل الأبناء من قبل الأم ( من حيث تقاسيم الوجه، اللون، .... ) تعيب على أبنائها أشكالهم المخلوقين بها.
كل هذا كأنه طعن في كون علمك أن الذي خلق يعلم ما يناسب المخلوق.
أما إن أتى هذا الأمر من الخارج/ أدافعه وأعلمه أنه بهذا الشكل أنت منعم عليك. بهذه الصورة بهذا اللون أنت مرزوقة.
في الأصل أن مثل هذا الموضوع لا يفتح إلا إذا أحسست أن الطفلة تحتاج إلى حصانة، لكن كون المربي هو الذي سبب لها البلاء، هو الذي يتكلم عن شكلها .... هذا معناه أن المربي قد أورث في قلبها عدم الرضا عن الله عزَّ وجل.
ولنسير على الخطين المستويين، خلق مع علم === كل مخلوق الله عزّ وجل أعلم بحاله وما يناسبه من شكل، لون، أوضاع .... من كل شيء. ويكرر هذا على الطفل إلى أن يجد في نفسه الثقة أن الذي خُلق به هو الذي يناسبه.
وليحذر المربي من الأخطاء من هذا النوع ففيها تربية الطفل على إساءة الظن بالله.
فلما يكبر الشخص الذي دائماً يُسيء الظن بالله – أصلاً أنا مشؤوم، أصلاً ربي لن يُعطيني ... – هذا أتى من ==== طفولة رُسم فيها عدم الرضا عن الله من بينها عدم الرضا عن شكله.
فانتبهي لهذه الملامح المهمة/ لئلا يُفتح مثل هذا النقاش في البيت.
أول قضية= قللي المرايات الموجودة في البيت، لا تجعلي تركيز الطفل إنه كلما مرَّ رأى صورته.
حتى وإن كان الطفل جميل الملامح/ فالشيطان يدخله في أحد أمرين:
إما الغرور والإحساس أنه كذا وكذا.
أو عدم الرضا عن الرب.
وكلا الأمرين مزلقين، لذلك كانت التربية غاية في الدقة على أسماء الله وصفاته.
فلا يُفتح مثل هذا النقاش في المنزل، لا نقول: شكل فلان أبيض وأسمر .... إلى درجة أن طفل قال: لماذا في الجنة يتساووا الذي في الدنيا بقي طول عمره لونه أبيض والذي بقي طول عمره لونه أسمر.
طفل لم يبلغ إلا الثامنة أو العاشرة يقول ذلك ؟؟!!
منقول