سيكون لي شأن عظيم .. !!

[ابريل]

بسم الله الرحمن الرحيم

( سيكون لي شأن عظيم ) ...

قالها لي ابن أختي مغتبطاً مسروراً متسائلا حين فسرت رؤياه بهذه الجملة
كيف سيكون لي شأن عظيم ؟!!
كنت بمثل عمره حين قيلت لي هذه الجملة ..
الثانية عشر من عمري , فُسرت لي الرؤيا بنفس العبارة :
( سيكون لكِ شأن عظيم )
كنت بعدها في حماس أكثر و همة تعلو , متفائلة , إيجابية , أنتظر المستقبل المشرق بشغف و شوق
كلما مرت سنة قلت : لازلت صغيرة , بقي في الحياة متسع لأنجز الكثير
و ها أنا أكبر و أكبر و مرت السنين و لا أرى أني قدمت شيء بمعنى أني قدمت شيء !!*
ليس تعلقاً بالرؤيا , لكنه هدف أسعى له , ليس للسمعة و الشهرة معاذ الله
لكنه حق لدين عظيم أنتسب إليه أن أحقق فيه ما يستحقه
بحثت عن ذكرياتي منذ هذه الجملة التي قرعت باب قلبي , فوق العشر سنوات ..
لم أجد فيها يوم واحد يستحق الذكر
تساءلت : أين تفاءلي , و همتي التي أشرقت بها أيامي ؟!!
ألم أستفد منها ؟!!
مرت السنوات , و سنوات قادمة ( إن كتب الله لنا عمر ) , ترى هل ستمضي كما مضت التي قبلها ؟!
فكرت الباب مفتوح الآن .. اعملي و حققي عظمتك المزعومة ..
عظمتي التي لم أعرف عنها شيء إلا بالمزاج مع إحدى الأخوات :
أني إنسانة عظيمة
و التي كنت أحدث أمي بها هاتفيا.. أني سأموت موته تليق بي
فتغضب و تغلق الهاتف بوجهي !
كنت في صغري أقول : لن استعجل النتائج .. < نتائج بلا أعمال !!
و في كبري لا عمل و لا نتيجة
لست محبطة بهذا الكلام , لكني أصارح نفسي به ..
إسلامنا عظيم فيه من الأعمال التي تحتاج إلى جهود أمثالنا
لكن لم نقدم لها خطوة , و لم نحرك بها ساكن
هل ستتوقف جهودنا في هذا الدين العظيم على حلقة تديرها طول عمرك و تكتفي بذلك ؟
أو بإمامة مسجد , أو بدروس وعظية ؟!!
لست أقول لنفسي احتوي كل الأعمال , لكن طاقتك و النعم التي أنعم الله عليك بها لا تتوقف على عمل واحد .. و إن كنتم ستقولون لي : قليل دائم خير من كثير منقطع .. فلست أقول كثير بمعنى كثير , لكني أقول اخدم هذا الدين ..
فكرت ما هي الأعمال التي ممكن أن أكون بها شخصية مسلمة حق و حقيقة
قلت : متابعة عائلة فقيرة ؟ .. ثم قلت : بل تهيئة طفل يكون مستعداً لنصرة الإسلام
ثم فكرت بمتابعة المرضى بالمستشفيات .. بل أجاهد !!!!
أي جهاد لامرأة !! .. آآه ليتني أموت موتة العظماء في سبيل الله ..

أحبتي ..

من أراد أن يكون له شأن في صفحات الإسلام , فلن يحتاج إلى رؤيا تحدثه بذلك ..
فلنتباصر في ذلك ..أنا و أنت كـ فرد في الإسلام ..ما هو دورنا الحقيقي الفعال ؟






________

* الحياة ليست شيئاً آخر , غير شعور الإنسان بالحياة
جرد أي إنسان من الشعور بحياته , تجرده من حياته ذاتها في معناها الحقيقي , و متى أحس الإنسان شعوراً مضاعفاً بحياته , فقد عاش حياة مضاعفة فعلاً .

( سيد قطب )