علاقاتك طريقك للنجاح
للعلاقات شأن عظيم في حياة البشر ، إذ لا يستطيع المرء أن يستغني بنفسه عن غيره ، كما أن كثيراً من الأفكار المتواضعة تُروَّج ويتم تسويقها وتبلغ مبلغاً عظيماً بسبب العلاقات ، فنرى الكثير ممن لا قيمة لهم ولا وزن بين العقلاء والحكماء والأذكياء يتقدمون على غيرهم لا لشيء إلا لكونهم أصحاب علاقات متميزة.
كنز لا يفنى ..
تُعدّ العلاقات الإنسانية التي تكونها على المستوى المهني أو الشخصي بمثابة – الكنز - والشخص الذي لديه قدرة على تكوين علاقات إنسانية متينة يتمتع بذكاء اجتماعي فهل تملكه أنت؟ ، إن تكوين علاقات إنسانية إيجابية على المستوى المهني أو الشخصي لبناء مستقبل مشرق وحياة متوازنة ، غالبية الموظفين لا يقدرون أهمية العلاقات الإنسانية.
يعتمد استقرار المستقبل الوظيفي للموظف على مدى بنائه العلاقات الإيجابية في بيئة العمل أو حياته الخاصة؛ فالكثير من الموظفين يقدرون قيمة الذكاء الفني ، ولكنهم يجهلون قيمة الذكاء الاجتماعي ، عموماً يمكن القول :- إن جودة أية علاقة تنعكس على إنتاجية الشخص سواء كانت إيجابية أو سلبية .
في عالم الأعمال
يقول الدكتور علي الحمادي - رئيس مركز التفكير الإبداعي - :-( في عالم الأعمال تُعد العلاقات الشخصية جزءاً لا يتجزأ من النجاح أو من الفشل ، وأغلب الناس لا يعرفون أنه عندما احترق معمل توماس إديسون ومصنعه ، كان عمره حينئذ يناهز 67 عاماً ولم يكن هناك أي تأمين على المعمل أو على المصنع ، وقبل أن يهدأ الركام ويستقر في مكانه سلَّم هنري فورد ، توماس أديسون شيكاً بمبلغ 750.000 دولار ، وأرفق بهذا الشيك ملحوظة تقول :- إن أديسون يمكنه الحصول على أي مبلغ يريده بالإضافة إلى هذا المبلغ ، ولقد شعر العديد من الناس بالمفاجأة من هذا الكرم الحاتمي لهنري فورد ، ولكن أحد الأسباب التي دفعته لذلك يرجع على الأرجح إلى حادثة وقعت قبل عدة سنوات ، فقد كان أديسون يعمل في سيارة كهربائية ، وكان قد قام بالفعل بصنع البطاريات التي جعلت هذه الفكرة صالحة للتطبيق إلى حد ما ، وحينئذ سمع توماس إديسون أن هناك شاباً يُدعى هنري فورد يعمل على صنع محرك يعمل بالجازولين ، فذهب إديسون ليقابل هذا الشاب ، وطرح عليه بعض الأسئلة ، فأجاب هنري فورد عن أسئلة إديسون بكل دقة وعناية ، وفي نهاية المقابلة قال إديسون ل هنري فورد :- عزيزي الشاب ، أعتقد أنك ستحقق شيئاً ، وأنا أشجعك على الاستمرار في محاولاتك ، وفيما بعد ، قال هنري فورد :- إن كلمات التشجيع التي قالها أكبر المخترعين وأعلاهم مقاماً في الولايات المتحدة الأمريكية كانت تعني الكثير بالنسبة لي ، ومن الواضح أنه قاستمر في محاولاته بالفعل .
وأخيراً .. إشارتان هامتان
الأولى :- أن الواحد منا لا يولد من رحم أمه محبوب أو مكروه ، فنحن الذين ندفع الناس إلى حبنا والقرب منا ، أو بغضنا والبعد عنا من خلال مجموعة من السلوكيات و الممارسات ، والتي يسهل مع قليل أو كثير من الجهد والتعب تعلمها والتدرب عليها .
الثانية :- أن أكثر الأخطاء شيوعا في تعاملنا مع الآخرين ، والسبب الأول في فشل الكثيرين منا في إقامة علاقة طيبة مع الغير هو في مطالبتنا الآخر أن يكون كما نحب نحن ، لا كما هو .
د