إصنع من الليمون شراباًَ حلواًَ

[mksom11]

	بسم الله المعين الرحيم الذكي الأريب يحول الخسائر الى ارباح ، والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين . طرد الرسول صلى الله عليه وسلم من مكه فأقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ وبصره. سجن أحمد بن حنبل وجلد ، فصار امام السنة، وحبس ابن تيمه فأخرج من حبسه علماٌ جكاٌ . ووضع السرخسي في قعر بئر معطلةًَُ فأخرج عشرين مجلداٌ في الفقه ،وأقعد ابن الأ ثير فصنف جامع الأصول ، والنهاية من أشهر وانفع كتب الحديث. ونفي ابن الجوزي من بغداد ، فجود القراءات السبع ، وأصابت حمى الموت مالك بن الريب فأرسل للعالمين قصيدتة الرائعة الذائعة الصيت التي تعدل دواوين شعراء الدوله العباسية. ومات ابناء ابي ذؤيب الهذلي فرثاهم بإلياذة انصت لها الدهر , وذهل منها الجمهور ، وصفق لها التاريخ . إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها ، واذا ناولك أحدهم كوب ليمون فأضف إليه حفنةٌ من سكر ، وإذا أهدى لك ثعبا ناًَ فخذ جلده الثمين واترك باقيه ، وإ ذا لدغك عقرب فاعلم انه مصلٌٌ واق ِ ومناعة حصينه ضد سم الحيات . تكيف في ظرفك القاسي ، لتخرج لنا منه مزهراَ ووردا وياسميناًََ ،( وعسى ان تكرهوا شيئاًَ وهو خير لكم ). سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمه شاعرين مجيدين متفائلا والاخر متشائماًَ فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن . فأماالمتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك . وأما المتشائم فنظر إلى الطين في الشارع المجاور فبكى . انظر الى الوجه الاخر للمأساة ، لأن الشر المحض ليس موجوداًَ ، بل هناك خير ومكسب وفتح وأجر. ( أمن يجيب المضطر إذادعا ه ) أخته من كتاب لا تحزن الكاتب الشيخ عائض القرني