الشبه بين المؤمن و النخلة(كما وعدناكم)
يسرني أيها الإخوة أعضاء و زوار مجالس العجمان عموما والذين اطلعوا موضوع اللغز النبوي خصوصا أن أقدم لكم هذه الفائدة من تشبيه النبي للمؤمن بالنخلة فمن هذه الأوجه:
1- النخلة شجرة نظيفة لا توسخ محيطها و لا غيرها ؛ و المؤمن نظيف في نفسه و كل ما يحيط به كما أخبر النبي في قوله : خمس من الفطرة السواك و الاستحداد والغسل و قص الشارب ونتف الإبط .
وفي نظافة بيئته ومحيطه يقول النبي صلى الله عليه و سلم ونظفوا أفنيتكم و لا تشبهوا باليهود) .
2- للنخلة قلب أبيض بياض الثلج يسمى ((بالجمار )) - له طعم حلو وقد أكله النبي مع التمر- هذا البياض يذكرنا بقلوب المؤمنين الذين لا يحملون في قلوبهم حقد ولا حسد و لا غل على أحد من المسلمين و لما بشر النبي صلى الله عليه و سلم أحد الصحابة بالجنة قال له ابن عمرو في ذلك فقال : ( إني إذا أويت إلى فراشي فإني لا أجد في قلبي على أحد من المسلمين شيء ).
3- النخلة شجرة مستقيمة لا تنحرف ولا تميل إلا إذا ماتت و المؤمن كذلك مداوم على الاستقامة حتى يلقى ربه جل و علا كما في وصية النبي لسفيان بن معاوية قل آمنت ثم استقم . و يقول الله تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا و لا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ... )
4- صعود النخلة المستمر يدل على علو الهمة وهو ما ينبغي أن يتصف به المؤمن كما قال النبي للمؤمنين صلى الله عليه و سلم: ( إذا سألتم الله الجنة فسألوه الفردوس الأعلى فإنها أعلى الجنة و سقفها عرش الرحمن و منها تتفجر أنهار الجنة ).
5- النخلة ينتفع بكل ما فيها (من سعف و جذع و ليف و ثمر..) و المؤمن ينتفع به الناس أينما حل و كان لا يتكبر عن خدمة دينه و لو بالشيء القليل و لا عن نفع الناس و لو بإماطة الأذى عن الطريق .
6- النخلة شجرة صابرة تتحمل مشاق حرارة الصيف فتبرد على الناس بحلو ثمارها و المؤمنين هم الصابرين على ما أصابهم من مشاق هذه الحياة لله عز و جل صابرين على طاعة الله يؤدونها كما أمر الله صابرين على ترك ما حرم الله عليهم ابتغاء ما عند الله وهم مع ذلك يصبرون الآخرين و يدعونهم للثبات على دين الله عز و جل.
7- ثبات النخلة و قوتها في وجه الرياح و العواصف يذكرنا بثبات المؤمنين في وجه الفتن التي تشكك المؤمن في دينه ، و الفتن التي تزين له المعاصي و المنكرات ليقع فيها و لكنه ثابت على الطاعة لا تضره شهوات الدنيا و ملذاتها و شبهاتها إلا ثباتا على دين الله .
هذه إشارات و محطات لمعاني كلام خير البريات فإنا إذا توسعنا فيها أنقضت الأوقات فحسبنا الإشارة و الحر تكفيه الإشارة .
أخوكم / سالم الطويل .
التعديل الأخير تم بواسطة : سالم بن محمد الطويل بتاريخ 31-05-2007 الساعة 09:52 PM.
|