كلمة واحد........؟

[ابومحمد الشامري]

( المجد المفقود )

الاندلس ..... كلمة واحدة توقظ في دم كل عربي تاريخاً من المجد والجمال والعلم والادب وتوقد فيه نيراناً من الالم والغيظ والغضب والحسرة ، كلمة واحدة تراها ضاحكة في التاريخ ، كلمة واحدة تراها حاملة راية النصر والدماء تسيل على جوانبها وتحت أقدامها ، كلمة واحدة تحمل أسباب الحياة الى العالم فتحمل فيه ألوانا من العذاب والظلم والفتك والاعتداء، كلمة واحدة مرَّت على التاريخ كما يمر الحلم اللذيذ الفرح المحفوف بالجمال والشباب وروائع الخيال ثم توقظ التاريخ من حلمه تلك الجلافة البربرية الضارية التي أتت بها دواوين التحقيق في ابشع الصور وأقبح المطالع وأفظع الوجوه... لك الله أيتها الارض العزيزة التي ضمت درر التاج العربي ونفائس الإرث الاسلامي وروائع الجمال الانساني، لك الله يا أرض الامجاد من بني مروان.


( بهو الريحان بغرناطه )


( مئذنة مسجد قرطبة بالأندلس )


( برج الذهب بإشبيلية )


( قصر الحمراء بغرناطة )


( صورة أخرى لقصر الحمراء بغرناطة )

هكذا تدول الدول ويتحطم المجد ويخبو الشعاع لتقوم في كل قلب دولة من الذكرى ويُبنى في كل فؤاد بنيان من الحسرة وتشتعل في كل مهجة نار من الالم ويرحل الراحلون ليقفوا على بقايا الأطلال ودراسات الرسوم ليبعثوا في القلوب الذكرى ويجددوا في الافئدة بنيان الحسرة ويورثوا المهج نيران الألم.

واستشهد في هذا المقام بهذه القصيدة الرائعة عن تاريخ الاندلس المفقود:



( صوره فضائيه لمضيق جبل طارق الذي عبره المسلمون لفتح الاندلس )


كنت ابحث منذ فترة زمنية خلت عن كتاب يتحدث عن تاريخ وحضارة الاندلس فوجدت كتاباً قيما وهو أفضل ما صنف في هذا الباب وهو كتاب ( نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ) وهو من تاليف الشيخ أحمد بن المقَّري التلمساني ومن تحقيق الاستاذ الكبير الدكتور إحسان عباس رحمه الله.
يعتبر هذا الكتاب والذي يحتوي على عدة أجزاء يحمل في طياته موسوعة تاريخ الاندلس منذ الفتح الاسلامي حتى لحظة الضعف والانهيار، ولقد أشتريت هذه السلسلة التاريخية التي تتحدث عن تاريخ الاندلس المفقود من معرض الكتاب الدولي الذي اقيم في دولة الكويت في العام القبل الفائت.
ولقد اجّلت قراءة هذا الكتاب عندما أشتريته ظنَّا مني بانه كالكتب التي تاتي في المؤخرة من حيث قراءاتي لها، فلما قرأت هذه السلسلة التاريخية عدت على نفسي بالملامة أن لم أكن بادرت الى قراءة هذه الموسوعة التاريخية من أول يوم، فقد أجتمع لمؤلف هذا الكتاب دقة الوصف وبراعة البكاء على أطلال المجد العربي والاحاطة بكثير من تاريخ البلاد التي رحل إليها المؤلف ، ولطافة الملاحظة، ما عَدِمَتهُ الكثير من كتب تاريخ الاندلس التي قرأت وكانت أشبه بصحيفة الاحصاء أو سجل الوفيات والمواليد.
حيث احتوت موسوعة هذا الكتاب على أغلى الدرر من أخبار تاريخ الاندلس المفقود التي يراد بها إيقاظ الاحساس النبيل في نفوس أصحاب المجد الغابر وإرهاف الشعور السامي في قلوب طُلاب المجد ومجدّدي حضارة العرب من أبناء الامة العربية.
لقد ذهب هذا المجد المفقود فأين هو الان ؟
واين موسى بن نصير ؟ وأين طارق بن زياد ؟ وأين طريف بن مالك ؟ وأين عبدالرحمن الغافقي ؟ واين عبدالرحمن الداخل ؟ وأين عبدالرحمن الناصر ؟ وأين المنصور بن ابي عامر ؟ وأين وأين ........... ؟

قال الله تعالى: (( وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين جاهدوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين )) .
كتبه: الباحث في التاريخ الاسلامي
ابوحمد الشامري