عن عون بن عبدالله أنه كان يقول في بكائه وذكر خطيئته:::::::
ويح نفسي ، بأي شيء لم أعص ربي؟
ويحي! إنما عصيته بنعمه عندي.
ويحي ! من خطيئة ذهبت شهوتها ، وبقيت تبعتها عندي.
ويحي! كيف أنسى الموت ولا ينساني؟
ويحي! إن حجبت يوم القيامة عن ربي.
ويحي! كيف أغفل ولا يغفل عني؟
أم كيف تهنئني معيشتي واليوم الثقيل ورائي؟
أم كيف لاتطول حسرتي ولا أدري مايفعل بي؟
أم كيف يشتد حبي لدار ليست بداري؟
أم كيف أجمع لها وفي غيرها قراري؟
أم كيف تعظم فيها رغبتي والقليل منها يكفيني؟
أم كيف أوثرهها وقد أضرت بمن آثرها قبلي؟
أم كيف لاأادر بعملي قبل أن يغلق باب توبتي؟
أم كيف يشتد إعجابي بما يزايلني وينقطع عني؟
أم كيف لايكثر بكائي ولا أدري مايراد بي؟
أم كيف تقر عيني مع ذكر ماسلف مني؟
أم كيف تطيب نفسي مع ذكر ماهو أمامي؟
ويحي ! هل ضرت غفلتي أحداً سواي؟
أم هل يعمل لي غيري إن ضيعت حظي؟
ويحي ! كأنه قد تصرم أجلي ثم أعاد ربي خلقي كما بدأني، ثم وقفني وسألني ، ثم أشهدت الأمر الذي أذهلني، وشغلت بنفسي من غيري، وسارت الجبال وليس لها مثل خطيئتي، وجمع الشمس والقمر وليس عليهما مثل حسابي، وانكدرت النجوم وليست تطلب بما عندي ، وحشرت الوحوش ولم تعمل مثل عملي، وشاب الوليد وهو أقل ذنباً مني.
ويحي! ماأشد حالي وأعظم خطري !! فاغفرلي، واجعل طاعتك همتي ، ولا تعرض عني يوم تعرض، ولا تفضحني بسرائري ، ولا تخذلني بكثرة فضائحي.
إلهي ! بأي عين أنظر إليك ، وقد علمت سرائري؟
وكيف أعتذر إليك إذا ختمت على لساني ، ونطقت جوارحي بكل الذي كان مني.
إلهي! أنا الذي ذكرت ذنوبي فلم تقر عيني، أنا تائب إليك فاقبل ذلك مني، ولا تجعلني لنار جهنم وقوداص بعد توحيدي وإيماني برحمتك.
اللهم إني أنزل بك حاجتي ، وإن قصر رأيي، وضعف عملي، افتقرت إلى رحمتك ، فأسألك ياقاضي الأمور ، ويا شافي الصدور، كما تجير بين البحور ، أن تجيرني من عذاب السعير ، ومن دعوة الثبور ومن فتنة القبور.