الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعــد:
محطة من محطات المحاسبة،قليل من وقف عندها! وأما غالب الناس فيمرون عليها، دون أن يتدبروها!
الدنيـــا ! ذلك الطيف العابر! أو الظـل الزائـل !
الــدنيــا ! دار الــــغـــرور ومـــنـــزل الأحـــــزان !
الــدنيــــا ! وفــــاؤهــــا غــــدر! وحـــبهـــا كــــــذب !
الــدنيـــا ! جديــدهــا بالي! وصفــوهــا كــدر! والنــاس فيها ضيوف عمـا قليــل سيـرحلون!
قال إبراهيم التيمي رحمه الله: (( شيئان قطعا عني لذي الدنيا: ذكـــر المــوت، والوقــوف بين يــدي الله عز وجــل )).
أخي / أختي: ألا ترى الناس في كل يوم يودعون حبــيــبا ً أو صديقــا ً؟! فهــل حرك ذلك منـــك قلبــا ً؟! وهــل كــان ذلك لك عبــرة؟!
إذا علمت أيها العاقــل أن لك معادا ًومرجعا ً إلى ربك تعالى، فاحــذر تلك الساعة .. واعمــل لهـا .. من قبل أن تكون من أهــل الحســـرات !
فــوا حســرة عبـد نزل به المــوت ولم يـقــدم صــالحــا ً..
فأنظــر لنفسـك أيــها العـاقــل .. وتدبر أمــرك .. بأي وجـه تقدم على ربــك عز وجـل إذا كنت ممن بارزه المعـاصـي؟! بأي وجه تقـدم على مـلك الملــوك، إذا كنت من الغافليــن .. المعرضيـــن عن طــاعـة الله تعـالـى؟!
فـأحــذر أخـي سـاعــة السكـــرات! فمــا أشــدهــا عـلى العصــاة! وما أفــظعهــا على أهــل الغفلـــة!
مــاذا أعــددت لـهـذه اللــحظــات ؟! أتـــظنهــا بعيــدة ؟! فكــم من رافــل في ثيــاب الصحة نزلــت بـه المنية بغتـــة ! وكــم من نــاعم في العيـــش ؛ دهمــه الأجــل بلا ميــعـاد! فـتهــيـأ أيــهــا العــاقـــل ليوم الميــعاد ..
فـإنــه يــوم لا ينــفعك فيــه إلا صــالح مـا قدمتــه، وميعــاد لا تـنجــو من شــدائـده إلا بصــدق الـعـمــل!
أخي المسلم / أختي المسلمة: إن ســوق العمــل الصــالـح اليــوم ميــســورة.. فســارع لأخــذ نصيبــك منــهـا قبــل أن يحـال بيـنـك وبينــهـا!
ولــو نـطـق الأمــوات لأخـبــروك أن خـيـــر زاد رحـلــت به من الدنـيــا؛ هـــو: فعـــل الطـاعــات.. وتقــدم الـبـاقـيــات الصـالحــات..
عــن أبي هـريرة رضي الله عنــه أن رســول الله صلى الله عليـه وسلــم مــر بـقـبــر، فقــال: (( من صـاحــب هذه القبــر؟ فقـالــوا: فــلان فقــال: ركعتان أحب إلـى هــذا من بـقيــة دنيــاكــم .))
فــــواحــــســـــرة من رحــل من الدنـيــا بـغــيـر زاد من التقـــوى!
وواحـــســــرة من أدركــه المـــوت وهو خفـيــف الظـهـــر من الـحـسـنـــات!
وصــلى الله وسلم على نبينا محمد،وعلى آله وصبحه أجمعيــن...