أعلن أنا كاتب هذه الكلمات، وأنا بكامل قواي العقلية وبدون أية ضغوط داخلية أو خارجية، عن رغبتي في تأجير عقلي بكامل محتوياته وبجميع أقسامه، لكل راغب في التميز ومحب أن يكون متبوعاً لا تابعاً، عالماً كان أو داعية أو رئيساً أو مفكراً أو حتى لاعباً أو فناناً أو.................
وسوف يكون للمستأجر الحق منذ لحظة توقيع هذا العقد المبارك، بالتصرف في عقلي كما يحلو له، حتى ولو أراد زراعة البطاطا والشعير بين جنباته، وإني أعاهده وأعاهدكم وأعاهد التخلف والانحطاط بأن أكون ( كغيري من إخواني المؤجرين عقولهم) وفياً للمستأجر، محافظاً على أفكاره، بوقاً لأرائه، مقدساً لشخصيته، مدافعاً عن توجهاته، موالياً لمن أحبه ووالاه، معادياً لمن أبغضه وعاداه، حرباً على من حاربه، سلماً على من سالمه، فهو عقلي وكياني وأفكاره أفكاري، وبدونه أنا لا شيء وبلا أي شيء.
ألا ما أجمل حياة البغال!! أحلام صغيرة، أجسام قوية! أكل، شرب، نكاح، نوم ، لا هموم ، لا غموم، لا تفكير، لا خوف .
وأنا أريد أن أعيش! أريد أن أرتاح ! أريد أن أتولى أعظم المناصب ! أرغب أن أتزوج أجمل النساء! فليس لهذه الأمور إلا مؤجري عقولهم الذين لا يسألون ولا يحبون أن يسألون ويناقشون.
لا تحدثوني –رعاكم الله- عن أهمية التفكير، ولا تشرحوا لي نعمة العقل، فلست وحدي في هذه الدائرة، زملائي المؤجري عقولهم على قفى من يشيل ، اجروا عقولهم بأسعار مغرية فعاشوا في أمن وأمان وعز واطمئنان، ورجاءً لا تسألوني أأنا مقتنع بعملي هذا أو غير مقتنع، لكن خبّروني بربكم ماذا جنى أهل الفكر من فكرهم في مجتمعاتنا؟ ماذا حصل أهل الإبداع من إبداعهم؟ ماذا جنى أهل التميز من تميزهم؟ ماذا حصل هؤلاء غير الهم والقلق والسهر والتعب ؟ ماذا حصلوا غير السجون والمعتقلات؟ ماذا استفادوا غير الحرب والتشويه من كل مكان ومن كل جهة؟
يرجى من الآن عدم محاولة الاتصال على عقلي فهو خارج الخدمة مؤقتاً وقد يكون دائماً، ولن يسمع محاول الاتصال من الآن فصاعداً
لا: يرجى الانتظار سوف يتم تحويل اتصالكم إلى عقل آخر وشكراً.
شلاش الضبعان
فالح بن محمد