الاثنينيه 19\3\1427 هـ

[فهد بن محسن]

بسم الله الرحمن الرحيم

أيه الاخوة الكرام من اعضاء وزوار مجالس قبيلة العجمان .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة واسعد الله اوقاتكم بكل خير .. وبكل انس ومسره .. ,, حياكم الله وبياكم جميعا ,, ونعتذر عن الغياب خلال الشهر الماضي .. فهذه سنة الحياة ,, وعلمتنا الحياة ان نفارق من احببنا .. ونحن تعلمنا ان لا ننسى من احببنا .. فانتم جميعا على البال .. سوى قلتها لكم صريحة هنا في المجالس العامه .. او ابقيتها في نفسي .... وقد انتقيت هذه الكلمات بين طيات الكتب التي تتكلم عن النفس وعن الشخصيه ,, ولم اجد افضل ولا اشمل من القران في وصف النفس وطبيعتها وفطرتها ,, وتفسير سلوكها .. فحاولت ان اجمع قول الله سبحانه وتعالى ,, ثم قول العلماء الذين تطرقو لعلم النفس .. واحببت ان اشارككم بها في هذا المجلس


الشخصية في القران

قد جاء في القران الكريم وصف للشخصية الانسانية وسماتها العامه التي يتميز بها الانسان عن غيرة من مخلوقات الله ,, كما جاء فيه ايضا وصف لبعض الانماط او النماذج العامه للشخصية الانسانية التي تتميز ببعض السمات الرئيسيه , وهي انماط عامه وشائعه نكاد نراها اليوم في مجتمعنا

الشخصية السوية

يتبين لنا ان الشخصية السوية في الاسلام هي الشخصية التي يتوازن فيها البدن والروح وتشبع فيها حاجات كل من البدن والروح .. إن الشخصية السوية .. هي التي تعنى بالبدن .. وصحتة وقوته .(( المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف)) وتشبع حاجاتة في الحدود التي رسمها الشرع ,, وتبحث عن توفير ذلك بالعمل في الدنيا وكسب القوت المشروع لتقوية البدن .. والتي تتمسك في نفس الوقت بالايمان وتؤدي العبادات .. وتقوم بكل مايرضي الله .. وتتجنب مايغضبه فالشخص الذي ينساق وراء اهوائه وشهواته شخص (غير سوي) وكذلك الشخص الذي يكبت حاجاته البدنية ويقهر جسمه ويضعفه بالرهبانية المفرطة والتقشف الشديد .. وينزع الى اشباع حاجاته واشواقه الروحية فقط فهو ايضا (غير سوي) وذلك لان كل من الاتجاهين المتطرفين يخالف الطبيعة الانسانية ويعارض فطرتها التي فطرها الله عليها .. ولذلك فلا يمكن ان تؤدي أي من هذين الاتجاهين الى تحقيق ذاتية الانسان الحقيقية التي فطرها الله عليها . كما ريمكن ان تؤدي بها الى بلوغ كمالها الحقيقي .. ويتضح موقف الاسلام من ضرورة التوازن بين مطالب البدن ومطالب الروح من إنكار النبي صلى الله عليه وسلم لعمل ثلاثة من الصحابه .. كان احدهم يصلي الليل كله ولا ينام ... وكان الثاني يصوم الدهر كله ولايفطر .. وكان الثالث يعتزل النساء ولا يتزوج .. فقال لهم النبي (( اما انا والله لأخشاكم لله واتقاكم .ولكني اصوم وافطر .. واصلي وارقد .. واتزوج النساء ,, فمن رغب عن سنتي فليس مني)) (( اخطأو وهم من صحابة صفوة البشر صلى الله عليه وسلم)) الذي قال فيهم الرسول .. لاتسبو اصحابي فلو انفقتو مثل جبل احد ذهبا .. مابلغتو مد احدهم او نصيفه )) او كما قال صلى الله عليه وسلم .. فهم افضل منا بكثير

الصراع النفسي

ولعل مشيئة الله سبحانة وتعالى قد اقتضت ان يعاني الانسان من بين مايعانيه من مشاق الحياة .. هذا الصراع النفسي بين مطالبة البدنية ومطالبة الروحية
قال تعالى (( لقد خلقنا الانسن في كبد))
ولعل مشيئة الله تعالى قد اقتضت ايضا ان يكون اسلوب الانسان في حل هذا الصراع هو الاختبار الحقيقي والاساسي الذي وضعه الله تعالى للانسان في هذه الحياة .. فمن استطاع ان يوافق بين الجانبين المادي والروحي في شخصيتة وان يحقق بينها اكبر قدر مستطاع من التناسق والتوازن فقد نجح في هذا الاختبار .. واستحق ان يثاب على ذلك بالسعادة في الدنيا وفي الاخرة .. واما من انساق وراء شهواتة البدنية واغفل المطالب الروحية فقد فشل في هذا الاختبار ,, واستحق ان يجازى على ذلك بالشقاء في الدنيا والاخرة ,, ولاحول ولاقوة الا باالله

الفروق الفردية بين البشر

توجد فروق كثيرة بين الناس ,, في استعداداتهم وقدراتهم ,وهممهم وعزومهم وصبرهم .. وقدراتهم البدنيه والنفسية والعقلية وترجع هذه الفروق الى تفاعل كل من العوامل الوراثية والبيئيه وقد اشار القران الى الفروق بين الناس في كثير من المواضع ,, قال تعالى (( وهو الذي جعلكم خلائف الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما ءاتاكم))
وسواء كانت هذه الفروق بدنيه او نفسيه او عقلية ,, او في الثروة والممتلكات او النفوذ .. وقوله تعالى (( ليتخذ بعضكم بعضا سخريا)) إنما يشير الا اختلاف الناس في الغنى .. فتجد الغني يسخر من الفقير ..وفي العلم .. فتجد العالم يسخر من الجاهل ,, وفي المهنه ,, فتجد صاحب المهنه يسخر من العاطل .. وهكذا سير الله هذه الحياة الدنيا.. بحيث يعمل الفقير لدى الغني بالأجر .. كما يعمل بعض اصحاب المهن والحرف في خدمة الناس الاخرين بالأجر ايضا .. وبذلك يتم التعاون وتوزيع العمل بين افراد المجتمع مما يكفل سد جميع حاجاتهم ,, وتوجد فروق بين الناس في العلم والحكمة . ويتضمن ذلك وجود فروق بينهم في القدرات العقلية والذكاء ,, يفهم ذلك من مضمون الاية
قال اتعالى (( نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم ))


ولكم خالص المحبه والتقدير


فهد بن محسن