أكتب عن المرض الفتاك الذي يقضي أولاً على صاحبه، حيث لا ينفع معه أي أمصال أو أدوية ، فقد ظهر مع ظهور ابن آدم على هذه الأرض·· ألا إنه الحسد ثم الحسد لا غيره، فالخلاص منه صعب إلا أن يشاء الله فهو القادر على كل شيء سبحانه·· كفانا الله وإياكم شر الحسد والحاسدين·
فقد قيل: لله در الحسد ما أعدله·· بدأ بصاحبه فقتله،
الحاسد·· حاقد دائماً، فقير النفس، لا يرى إلا ما في أيدي الناس وما عندهم·
ـ أيتها النفوس الضعيفة ضعيفة الإيمان مريضة القلب·· تجادل وتعترض على تقسيم الأرزاق بين العباد·· إنها تعترض على العدل والعدالة يا لها من نفس ضعيفة مريضة·· انها في حسرة دائمة على ما عند الناس، تتمنى زواله عنهم ! لا تكل ولا تمل هذه النفس المريضة حتى ترى كل ذي نعمة قد أصابته مصيبة أو قضي عليه ومات·· وقد يحسدونه على أنه مات في ساعة مباركة، ويحسدونه على أنه ترك من بعده ولدا صالحا يدعو له·· وقد ينتقل هذا الحسد بالوراثة لأبناء المحسود·· وهكذا·
ومن صور هذا المرض امرأة أوتيت من الخير الكثير والجمال والعلم والزوج والمال والبنين، وكل ما تتمناه أي امرأة في العالم ولكن، ويا للأسف أنه مرض الحسد ودناءة النفس فهي تعيش في ظلام دامس بسبب الحسد والحقد من صديقاتها المتفوقات، أو سمعت بخطوبة أو ولادة لإحدى صديقاتها أو أحد الناس أو هدايا أوسفر للخارج·· مع انه متوفر لها كل هذه الأمور ولكنها لا تريد لأحد غيرها الحصول على ذلك، ولا تستطيع اخفاء ما فيها من داء وابتلاء في الكثير من المواقف··
لكن ما بالكم أن كان هذا الحاسد لم يؤت كما هذه المرأة؟
أنصح أخواتي المؤمنات أن يتقين الله في أنفسهن ويرضين بما لديهن وبالقضاء المحتوم والرزق المقسوم، فكل شيء بقدر·· لماذا تفكرين في المفقود·· ولا تشكرين الله على الموجود من نعم لديك·· (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)·
اللهم إنا نعوذ بك من شر الحد والحاسدين الحاقدين الظالمين الهالكين·
قراءة المعوذات والكتمان والإحسان والابتعاد عنهن خير وسيلة للقضاء على الحسد بإذن الله تعالى·· هذا والله الموفق