مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس الأدبية~*¤ô ws ô¤*~ > بوح المشاعر

بوح المشاعر الشعر الفصيح - الحر - الخواطر الشعريه - النثر - القصص والحكايات

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-03-2006, 10:11 PM
الصورة الرمزية شما
شما شما غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 293
معدل تقييم المستوى: 19
شما is on a distinguished road
Thumbs up وجـــــــــــــــــــدان

عندما يأتي الموت ربما يصنع مع كل منا قصة، ويغير مجرى الحياة الى الأبد وربما يمر مرور الكرام بفضل نعمة النسيان لكن فقدان عزيز يسبب جرحا مدى العمر خاصة اذا خطفه الموت صغيراً.

تقول أحداث القصة: رزقت بطفلة يتيمة الأم وأقسمت ألا أغضبها يوماً أو أحزنها ولكن، في صبيحة ذلك اليوم خرجت لعملي وذهبت بها عند جدتها، كي آخذها بعد الدوام ونتغدى سوياً، وحينما اتيت لآخذها للبيت أخبروني أن جدتها وجدها سبقاني بها للبيت لأنها أرادت بعض الأغراض من بيتنا وحينما دخلت بيتي وسلمت: إذا بخالي (جد الفتاة) عيناه حمراوان، قلت له: أين الشقية “وجدان” أكيد أنها تلعب فوق وبدأت اناديها: وجدان.. وجدان تعالي أتيت لنتغدى سوياً، قال خالي: “ترى وجدان تطلبك الحل”، قلت: ماذا؟ قال خالي: هذه مشيئة الله.قالت خالتي: إنها هناك، فألقي عليها النظرة الأخيرة، توجهت إليها بسرعة: وهي مطروحة على الكنبة، فجثوت على ركبتي باكياً نعم إنها وجدان.. وأخذت أناديها: وجدان.. وجدان ردي علي ولكن لا حراك.. أظلمت الدنيا في عيني اكثر من ذي قبل.. راحت وجدان ولن تعود ابداً.. تخيلت بعدها أن البيت كله مظلم سوى الكنبة التي هي ملقاة عليها، سألتهم: كيف ماتت؟ قالت خالتي: كانت تحمل في يدها الحليب وفجأة ماتت، وبعد ذلك.. ألبستها الكفن بعد أن وعدتها بان ألبسها ثياباً جديدة حملتها بين ذراعي، ولا أسمع سوى صوتها أدخلتها القبر وحدها وجعلتها ترقد فيه بعد أن كنا ننام سوياً وتذكرت قولها: بابا متى توديني عند ماما، آه.. ثم آه.. نزلت دمعة على خدي، عدت الى البيت والناس أتت تعزيني لا أذكر سوى كلمة “جزاكم الله خيراً”.. كنت أسمع “وجدان” تناديني بين المعزين.. هي من اسمعها دون غيرها وبعد أن خرج الجميع، زاد الحزن أكثر فأكثر اذ كنت أراها لحظة على الكنبة، وأخرى في المطبخ، وثالثة في الصالة، ورابعة في الدرج.

صورتها لاتفارق عيني وحينما دخلت غرفتها وألعابها ملقاة على الأرض وفي رفها، وملابسها الصغيرة هنا وهناك.. وأمسكت بإحدى الدمى التي طالما تعلقت بها، وأخذت أهزها بقوة وأنا أبكي وأقول: تريدين “وجدان” لتلعبي معها، “وجدان” ماتت، “وجدان” ماتت. ذهبت إلى غرفة النوم، وألقيت جسدي المنهك على الفراش، إذا بوسادة وجدان بجواري وعليها طبعة من رأسها، ضممت الوسادة وتذكرت قولها: بابا غطيني معاك. وزاد بكائي ولسان حالي يقول: وجدان لفقدها بكت العينان.. وجدان لموتها تقطع الجنان.. وجدان جف الدم في الشريان، وجدان يا ما نطق بحبها اللسان، وجدان خمسة حروف تغنت بها الألحان، وجدان زهرة تحولت إلى أحزان، وجدان يا من سلبت حنان الأم في صغرها، وجدان هاهو اسمك تردد صداه الجدران، وجدان هاهي دميتك تنتظرك لتلعبي معها، وجدان ما أنا بعدك إلا براكين من أشجان، وجدان تعاهدنا أن نكون سوياً في كل مكان، وجدان أتاك القدر، وكان.. ما كان وجدان إلى جنة الفردوس بأعلى الجنان، وجدان لا تخافي فأنت عند الرحمن. وبعد اسبوع من فراق وجدان استقليت سيارتي متجها لمكة، التفت جهة اليمين للمقعد الذي بجواري فتذكرت يوم أن كانت معي ووقتها كنا متجهين للسفر لمدينة الدمام وهي تقول: بابا أنت تبي تودينا للبحر.. فسالت الدموع وتذكرت قول البارئ جل علاه “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنّا إليه راجعون”.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 10:09 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع