جمال عبد الناصر 000حقائق غائبة عن طاغية
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-
طاغية بني مر الصنم الأكبر ( جمال عبد الناصر ) الذي أضاع فلسطين !! وقبل أن أدخل إلى صلب الموضوع وفضائع هذا الصنم .. أقدم له بتمهيد تجلي لنا صورة وحقيقة هذا الرجل وما هو معتقده ومذهبه ..
أكتب هذه الأسطر لوجه الله فقط لا لعاجل دنيا .. أكتب لأوضح لشباب هذه الأمة ، عن من صاغوا حوله الأمجاد زائفة في زمان أصبح فيه المعروف منكراً والمنكر معروفاً .. في زمان يصدق فيه الكذاب ويكذب فيه الصادق .. وينطق فيه الرويبضة السفيه التافه .. يتكلم في أمر العامة .. فكيف إذا قاد السفهاء الأمة وأخرسوا صوتها حتى قال أحد الشعراء ساخراً :
لن يقال الحق يا ولدي وفي الحق مراء فاعبد الطاوغوت يا ولدي ودع عنك السماء
ودع المصحف يا ولدي إذا الميثاق جاء فبه جــــــــــــــاء نبي بز كل الانبيـــــــــــــــاء
ودع الصدق فإن الصدق طبع الأغبياء وتعلم لغة القوم أحاديث الريــــــــــــــــــــــــاء
ولتقل كل صـــــــــباح ولتقل كل مســـاء كيف كنا؟ كيف أصبحنا؟ وكيف الامس ســاء؟
هذه مصر وفرعون بها كيف يشـــــــاء دولة المزور وقد دامت فيا مــــــر البقـــــــــاء
والمتتبع لتاريخ طاغية بني مُر يعلم بأنه : تربى وهو ابن ثمان سنوات في حارة اليهود بالقاهرة حتى وصل إلى رتبة ملازم أول بالجيش المصري ، وفي ضوء هذه الفترة حاولوا تفسير علاقته بإيجال آلون وإيجال يادين أثناء حرب 1948م في فلسطين من خلال هذه المعلومة ..
ذكر بعض الكتاب وجود دلائل حول مدى نسبة عبد الناصر لليهود ؛ إذ لما بلغ من العمر ثماني سنوات أرسله والده إلى القاهرة لاستكمال دراسته ، فكان يقطن مع إحدى قريبات والدته في حي اليهود في منطقة الموسكي ( 5 شارع خميس العدسي ) . انظر : لعبة الأمم وعبدالناصر لمحمد الطويل ( ص 48) .
وذكر الدكتور علي شلش في كتابه تاريخ اليهود والماسونية في مصر ( ص 163 ) : أن سيدة يهودية تدعى مدام يعقوب فرج شمويل ، كان عبد الناصر يدين لها بالفضل ؛ لأنها هي التي رعته في طفولته وبعد وفاة أمه ، وكانت تعامله كأحد أبنائها ..
وذكر حسن التهامي : أن هذه السيدة قريبة والدته .. فإذا كانت قريبة والدته يهودية فتكون والدته كذلك ، ثم لماذا اختار أبوه سيدة يهودية لرعايته قريبة كانت أو بعيدة ؟ ولماذا حارة اليهود شبه المغلقة على اليهود وقتها ؟ وهل ضاقت القاهرة كلها إلا من حارة اليهود ؟ .. وقد استمر عبد الناصر في حارة اليهود حتى رتبة الملازم أول وعمره 24 عاماً ..
يقول اللواء محمد نجيب للواء عبدالمنعم عبدالرؤوف عام 1979م : عبدالناصر أصله يهودي من يهود الشرق الذين جاؤوا من اليمن . انظر : مذكرات عبدالمنعم عبدالرؤوف ( ص 75 ) .
ويقول جلال كشك : أعترف أن مثل هذه النصوص التي يقدمها هيكل – يقصد ما ذكره محمد حسنين هيكل في كتابه ملفات السويس – تجعل التفسير القائل بيهودية عبدالناصر يلح إلحاحاً لا يمكن مقاومته . انظر : ثورة يوليو الأمريكية ( ص 557 ) .
وحينما كان الصاغ جمال عبد الناصر رئيس أركان حرب الكتيبة السادسة مشاة ضمن القوات المحاصرة في بلدة عراق المنشية قطاع الفالوجا ، كان يتحدث عبر خطوط الجبهة مع اليهود المحاصرين للفالوجا ، وأنه كان يتلقى هدايا البرتقال والشيكولاتة من إيجال يادين الذي كان رئيساً لأركان حرب جنوب فلسطين ، وقد اعترف بذلك إيجال يادين حينما كان نائباً لرئيس وزراء اليهود على مائدة المفاوضات أثناء زيارة السادات للقدس عام 1977م .
وأثناء احتدام المعارك في حرب 1948م وقبل الاتفاق على الهدنة تمت لقاءات أولية بين إيجال آلون وضابط إسرائيلي آخر هو بروحام كوهين وبين الصاغ جمال عبد الناصر الذي كان حينذاك ضابطاً للعمليات في الكتيبة السادسة التابعة لسلاح المشاة المصري والتي كانت محاصرة في الفالوجا ، وكان عبدالناصر يتزعم في ذلك الوقت حركة الضباط الأحرار السرية ، وكان آلون قائداً للجبهة الجنوبية ، وتعددت لقاءات بروحام كوهين بجمال عبد الناصر حتى وصلت خمسة عشر لقاء ، وكان اللقاء الخامس عشر حينما جاء عبد الناصر إلى منطقة الفالوجا لتحديد موقع جثث القتلى اليهود في معارك 1948م ، وكان يرافقه في هذه المهمة حسن صبري الخولي الذي عينه فيما بعد ممثلاً شخصياً له ، وكان هذا اللقاء يجري تحت مظلة جماعة الكوكيرز الأمريكية ، ويردف صاحب كتاب لعبة الأمم وعبد الناصر إن الطريقة التي عرضت بها مبادرة السلام المصرية في القدس يرجع الفضل فيها لاتصالات جمال عبد الناصر عام 1949م هذه ، والتي أجراها تحت ظل الأعمال الإنسانية والبحث عن جثث القتلى اليهود في حرب 1948م ، أي أن البعض يرجع مبادرة السلام للسادات لخط سياسي في حياة عبد الناصر ، وقد بدأه وسعى فيه للسلام مع إسرائيل عام 1949م . انظر : لعبة الأمم وعبد الناصر ( ص 44 – 48 ) .
كما أن زملاء عبدالناصر في الكتيبة السادسة ذكروا احتمال نجاح إسرائيل في تجنيد عبدالناصر لحسابها بواسطة إيجال آلون ، وأنه كان يحمل مشاعر الحب لليهود منذ صباه ، وارتبط بصداقات مع الفتيان اليهود بالحارة رفاق عمره . انظر : جريدة الشرق الأوسط ( 13 / 6 / 1987م ) .
وكان عبد الناصر عضواً بالتنظيم الشيوعي ( حدتو ) الذي يرأسه اليهودي هنري كورييل وضمن أعضائه ماري روزنيئال ومارسيل ليون وإيلي شوارتز صهر موشيه دايان قائد جيش إسرائيل في حرب 1967م .. واستمرت صلة عبدالناصر باليهود حتى وفاته ، ولم تنقطع أبداً
ملامح رئيسية في شخصية الرجل الصنم ..
هذا الطاغية لم يكن ولاؤه لله ولرسوله يوماً من الأيام .. لأجل من يعدم البررة من المجاهدين الذين قاتلوا في فلسطين وخاضوا المعارك ضد الإنجليز ؟!! لأجل من يعدم الشيوخ والدعاة .. لأجل من يعدم الداعية الإسلامي سيد قطب .. وفي أي وقت يصدر حكم الإعدام .. أثناء زيارته للاتحاد السوفيتي .. وماذا أفاده تعاونه مع الملاحدة السوفيت ثاني دولة اعترفت بإسرائيل ، وأول من قدموا وعداً قبل بلفور .. لأجل من يقرب الملاحدة ..
يقول السادات عن محمد حسنين هيكل صديق عبدالناصر الوفي : إنه إنسان مادي وملحد وهو لا ينكر ذلك ويعتقد أن هذه ثقافة ..
يذكر صاحب كتاب : لعبة الأمم وعبدالناصر : أنه قد اطلع على جميع خطب عبدالناصر حيث لم يبدأها باسم الله كما كان يبدأها السادات ..
يقول الكاتب : من الذي كان يكتب خطب عبدالناصر ؟ إنه محمد حسنين هيكل .. والذي كان قد ذكر في كتابه الطريق إلى رمضان والذي نشر باللغة الإنجليزية .. ففي هذه الطبعة أن عبدالناصر لا يؤمن باليوم الآخر ..
ويذكر صاحب كتاب لعبة الأمم وعبدالناصر في كتابه ( ص 371 – 372 ) حواراً جرى بين عبدالناصر وحسن التهامي يكشف عن شخصية هذا الرجل .. طلب حسن التهامي من عبدالناصر : لعلنا نفعل شيئاً للإسلام والمسلمين .. فقال عبدالناصر و بالنص : ( إسلام لا .. ولكن المسلمين الفقراء نعم ) .. ومرة أخرى يستهزئ الصنم بالله سبحانه وتعالى حين يقول لحسن التهامي : ( إنت عامل نفسك زي اللي بتقولي عليه معرفش إيه من لا ينسى ) .. يقول التهامي فلم أصدق ما سمعت وقلت أستغفر الله .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. أنت تقصد الحق جل جلاله ، جل من لا يسهو .. فأعاد قوله : ( أنا عارف بتاعكم اللي بتقولوا عليه معرفش إيه من لا يسهو ، ومن لا يخطئ ، وإنت عامل نفسك زيّهْ ، فقلت – والكلام للتهامي - : أستغفر الله لاحول ولا قوة إلا بالله ، جل جلال الله ، جل من لا يسهو ، لاحول ولا قوة إلا بالله ، جل جلال الله ، جل من لا يسهو ، لاحول ولا قوة إلا بالله ، وقلت في نفسي ولاتكاد عيناي تطيقان النظر إليه أو تراه : يا الله أهذا الذي وليته علينا ؟ أهذا الذي كنا نأمل فيه خيراً .
أمتي كــــــــــــم صنم مجدته لم يكن يحمل طهر الصـــنم
لا يلام الذئب في عـــــــدوانه إن يَكُ الراعي عدو الغــنم
فاحبسي الشكوى فلولاك لما كان في الحكم عبيد الدرهم
وينقل صاحب كتاب الصامتون يتكلمون ( ص 82 ) عن كمال الدين حسين : إن أهداف تنظيم الضباط الأحرار كانت العمل على تطبيق الإسلام ، ولا نعلم له هدفاً غير ذلك ، ويقول في خطابه الذي دونه لعبدالحكيم عامر : إن حركة الضباط الأحرار منذ دخولها سنة 1944م لا يعرف لها هدف سوى الحكم بكتاب الله ، وأنهم جميعاً : عبدالناصر !!!!!!!! وعبدالحكيم عامر !!!!!!!! وعبدالمنعم عبدالرؤوف قد بايعوا محمود لبيب والمرشد والسندي ، وأن الحركة قد انتكست عندما أضاف إليها عبدالناصر ضباطاً من غرز الحشيش والخمارات من سنة 1948م .
وكما وأن جمال عبدالناصر كان يجمع هذا الغثاء في جلسات لتحضير الأرواح !!!! انظر : موجز تاريخ الحقبة العلمانية في مصر لأسامة حميد ( ص 121 ) .
ولقد تنصل عبدالناصر من اتفاقه مع الإخوان على إقامة شرع الله !! فبعد خمسة أيام من نجاح الانقلاب في أول لقاء مع مرشد الإخوان حسن الهضيبي كما يروي صالح أبو رفيق : وعندما وصلنا .. ودخل عبدالناصر وصافح المرشد فوجئت به يقول للمرشد : قد يقال لك إن إحنا اتفقنا على شيء .. احنا لم نتفق على شيء ، وكانت مفاجأة .. فقد كان اتفاقاً على أن تكون الحركة إسلامية ولإقامة شرع الله .. انظر : الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ( 3/ 25 ) .
لقد تجاهل قادة هذه الثورة منذ اللحظة الأولى قضية فلسطين ، فهي لم تكن داخلة في برنامجهم .. لقد كان يواكب التصريحات العنترية اتصالات سرية بين بعض قادة الثورة وبين اليهود ، أي أن تحقيق السلام بين العالم العربي واليهود خط ثابت في تصور قادة الثورة ( محمد نجيب وعبدالناصر ) منذ اللحظة الأولى ..
وقال صاحب كتاب لعبة الأمم وعبدالناصر ( ص 624 ) : إن مجلس الثورة قد أجرى اتصالاً في الأيام الأولى ( سبتمبر 1952م ) يؤكد أن النظام الحاضر ليس له نوايا عدوانية ضد إسرائيل .
ونقل الكاتب ( ص 626 ) نقلاً عن برقية لسفير أمريكا في مصر كافري ( 11 / 12 / 1954م ) أن مصر قد تعبر الحدود في محاولة عقد صلح شامل مقبول للعرب ، ولكنها لن تحاول ذلك في وجه معارضة عربية .
بل إن سجلات النظام العسكري ليست فيها غارة واحدة شُنت على إسرائيل في عهد عبدالناصر من 1952 إلى 1967م ، بل إنه لم يرد على الغارة اليهودية على غزة ( خان يونس ) ومواقع أخرى في 28 فبر--- 1955م ، حيث قتل اليهود 35 جندياً داخل معسكر الجيش المصري وخمسة عشر جريحاً ، وكذلك احتلال القوات اليهودية لمنطقة العوجة المنزوعة السلاح في 20 سبتمبر 1955م ، والمتحكمة في عدة طرق وكلها تؤدي إلى داخل الأراضي المصرية .
لما جاء تنظيم هيئة التحرير الذي أنشأته الثورة في 15 ين--- 1953م تنظيم سياسي ، جاء برنامجها خالياً من أي إشارة إلى فلسطين .. والثورة التي جاءت إلى الحكم بحجة الهزيمة في حرب فلسطين ، لا يمكن أن تسقط من برنامجها سهواً قضية فلسطين !!!
لقد تبين أن هؤلاء القادة الذين زعموا أن الثورة ولدت في نفوسهم خلال حرب فلطسين ، هم أقل فئة من المصريين اهتماماً بفلسطين أو عداوة إسرائيل .. فهم ألغوا قرار حكومة الوفد بمنع مرور البضائع من وإلى إسرائيل عبر قناة السويس ..
اللعب بكل الأوراق .. والرقص على الحبال .. أيا طاغية بني مر !! كل يوم تتلون .. غير هذا بك أجمل ..
هزيمة 1956م أمام اليهود وبريطانيا وفرنسا الصليبيتين ..
حول ملابسات العدوان الثلاثي على مصر 1956م ثبت أن عبد الناصر وقد أمم قناة السويس ، لم يدرس نتائج هذا القرار إلا على سبيل الجدل السياسي والحملات الإعلامية الدعائية فقط ، فالدراسات تثبت أن القائد المصري لم يكن في زوايا تفكيره أن هناك نتائج عسكرية عدوانية !! يمكن أن تترتب على قرار التأميم !! ومن الواجب إعداد العدة اللازمة لمواجهة الموقف ..
وقد حذر رئيس حكومة أستراليا منزيس عبدالناصر حينما مر بالقاهرة أثناء عودته من مؤتمر دول الكومنولث الذي عقد بلندن ، من احتمال وقوع عمل عسكري ضد مصر وقناة السويس من جانب بريطانيا .. فسخر منه عبدالناصر وقال له : اللي تقدروا تعملوه اعملوه !! وفي ختام اللقاء خرج عبدالناصر وهو يضحك ملء شدقيه ويقهقه ساخراً من رئيس الحكومة الإسترالية ..
وحينما وصلت معلومات إلى عبدالناصر تشير إلى تعاون فرنسا وانجلترا لعمل مشترك ضد مصر .. وأن أمر العدوان بات أمراً محتماً من خلال التقارير التي وصلت إليه قبل العدوان بأسبوعين .. ماذا فعل عبدالناصر ؟؟ لا شيء !!
بل إن خطة العدوان الثلاثي قد وصلت عبدالناصر في مجلس الوزراء قبيل العدوان بخمس ساعات حيث أحضرها إليه عبدالرحمن صادق الملحق الصحفي بالسفارة المصرية بباريس والذي سرّب هذه الخطة هي المخابرات المركزية الأمريكية لتصل إلى عبدالناصر .
بل إن الحكومة الأمريكية في عهد رئيسها أيزنهاور طلبت من السفير المصري لديها أحمد حسين إبلاغ عبدالناصر بأن هجوماً محتملاً وشيك الحدوث من قبل إنجلترا وفرنسا على مصر .
وكان العدوان اليهودي في 29أكتوبر 1956م .. وكان عبدالناصر وقتها يحتفل بعيد ميلاد ابنه عبدالحميد ومعه القائد العام للقوات المسلحة عبدالحكيم عامر .
العدو اليهودي يحرك لواءه باتجاه منطقة سيناء ، ويسقط كتيبة مظلات .. كل هذا على أرض مصر .. أين القوات المسلحة التي تحرس الحدود ؟! إنزال على أرض مصر ، لايدري به رئيس الدولة إلا عبر وكالات الأنباء .. ولو لم تصدر إسرائيل بياناً رسمياً بالعدوان فذلك يعني أنه كان يمكن أن يكون هذا العدوان طي الكتمان حتى تفاجأ به الأمة في غرف نومها .. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنه لا اتصال بين القيادة والجبهة ، فالقيادة العسكرية لم يكن لديها أي خبر من الوحدات المصرية في الميدان ..
يقول الأستاذ محمد جلال كشك في كتابه ( ثورة يوليو الأمريكية الصنع ص550 – 551 ) : ورغم تكرار الهزيمة في 1967م فقد ظل الجهاز الحاكم غارقاً في الغفلة وفي الغياب عن الوجود الحضاري ، ويسمع الرئيس بعد 12 سنة أن المظليين الإسرائيليين ذاتهم نزلوا في إحدى الجزر المصرية وفكوا محطة الرادار وحملوها وانصرفوا ووصلوا إلى إسرائيل وأذاعوا النبأ من إذاعتهم ، واتصل الزعيم بقائد جيشه .. ( صحيح ما يذيعه راديوا إسرائيل ؟ ) فيرد قائد الجيش : دقيقة واحدة وأسأل باريس وأخبرك !!!!!!
ماذا فعلت القيادة اليقظة ؟ لقد استبعد القائد الملهم عبدالناصر احتمالات التواطؤ بين اليهود والإنجليز والفرنسيين ، بل ماحدث لم ينقل إليه الإحساس بأنه أمام شيء خطير ..
غزو بري .. وإنزال كتيبة كاملة في عمق سيناء .. ليس خطيراً !!! ماذا يعني ذلك ؟؟؟
يقول صاحب كتاب ثورة يوليو : خطأ فادح في التقدير .. وإهمال جسيم في الاستفادة من المعلومات بل التصرف على عكس ما تطلبه تماماً ، مما أدى إلى إضعاف المقاومة المصرية ، وتسهيل لمهمة العدو في احتلال سيناء وتدمير جميع المنشآت المصرية طبعاً ، وتدمير جميع السلاح السوفيتي وسلاح الطيران المصري الذي لم تكن الأمة قد سددت ثمنه وستستمر في سداده سنوات طويلة قطناً وأرزاً .
أين الأمة وحقها في المحاسبة ؟ أين حق الأمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ أين الأمة وحقها في عزل المقصرين ؟ ولا أقول الخائنين للأمانة ؟ إن غياب الأمة أدى إلى تكرار نفس النكبة والهزيمة في عام 1967م .. بل أدى في النهاية إلى تسليم الأمة لليهود بأنهم أصحاب فلسطين ماذا فعلت القيادة بعد أن تأكدت من أن الغزو حقيقي ؟
اضطراب وتخبط وانقسام وزعل .. وأوامر متعارضة متضاربة .. كلها لصالح العدو .. المهم كانت سيناء بلا مقاومة جدية .. مفتوحة للعدو .. واجتمعت القيادة وتأكد لديها سوء نية العدو ولهذا فقد رأت القيادة استخدام القوات الجوية المصرية في نفس الليلة لقذف قوات العدو عند الممر وأن تقوم أيضاً في الصباح الباكر بتركيز ضرباتها على مطارات العدو وطائراته ، وأن تعمل قدر طاقاتها للحصول على السيطرة الجوية حتى تتمكن بعد ذلك من العمل ضد قوات العدو الأرضية بمرونة وحرية !!
ماذا فعلت القيادة المصرية بقائد سلاح الطيران ؟ أقالوه ؟؟ شكلوا له مجلساً عسكرياً وأعدموه ؟؟ لا .. أمثال أسيادنا العسكريين لا يحق أن يحاكموا .. الذين يحاكمون الإخوان المسلمين وغيرهم ..
هل حاسبت الأمة القائد الملهم وزعيم عصره جمال عبدالناصر ؟؟ لا .. لقد ابقته إحدى عشر عاماً حتى فعلها ( نفس الفعلة ) فينا مرة أخرى بالتمام والكمال وتوفر البنزين في هذه المرة عام 1967م .
وهكذا تم شل حركة الطيران المصري خلال الـ 24 ساعة الفاصلة في مصير الشرق الأوسط ما بين الهجوم اليهودي الساعة الخامسة بعد ظهر يوم 29 أكتوبر والإنذار البريطاني في الرابعة من بعد ظهر يوم 30 أكتوبر .
كان الطيران المصري في ذلك الوقت عام 1956م أقوى من الطيران اليهودي ، والطيارون أفضل من زملائهم في عام 1967م ، ولم تكن قد تمت عملية الإفساد التي بدأت بحفلات محرم فؤاد وانتهت بالحفل الراقص ليلة الهجوم 5 يونية 1967م .
وكانت إسرائيل التي تستعد للحرب ضد مصر من ين--- 1955م لاتخشى شيئاً أكثر من هجمة الطيران المصري على مدن اليهود في أرض فلسطين المحتلة .
ولهذا فقد طلب بن جوريون من سلويد تعهداً بتصفية السلاح الجوي المصري قبل أن تتقدم قوات اليهود في سيناء وإلا فإن مدن إسرائيل مثل تل أبيب ستمحى من الوجود ..
هنا طرح المؤلف طرحاً جيداً .. وإذا كان هذا يفسر بنقص النشاط الجوي الإسرائيلي ، فما تفسير نقص النشاط أو انعدام النشاط الجوي المصري ؟ والحق أنها نقطة مهمة ، فصحيح أن الأمور قد جرت وكأن هناك تنسيقاً بين القاهرة وتل أبيب ، أو تعهداً مصرياً بشل الطيران ومنعه من ضرب مدن إسرائيل إلا أن الدول التي يحكمها أبناؤها ، لا تترك مجالاً لمفاجأة أو خطأ مهما يكن نظرياً ، إذ يحتمل أن يكون في سلاح الطيران المصري أو في قيادة الجيش من ليس في اللعبة ، ومن ثم يرى إخراج الطيران المصري لمواجهة الطيران الإسرائيلي إذا شن هجوماً واسعاً ويرد الضربة في مدن إسرائيل .. إذا كان الزعيم عبدالناصر قد احتاط تماماً فقص أجنحة الطائرات وسحب البنزين منها ، ومنع طيرانها .. وسجل هيكل له هذه المفخرة .. ( إن واحداً من أبرز القرارات التي اتخذها ناصر فور سقوط القنابل على القاهرة هو عدم الاشتراك في أي معارك جوية ؛ لأنه عرف أن الطيارين أهم لمصر من الطائرات ) ..
ويعلق المؤلف على هذه المقولة بقوله : وكما نرى لا يزال مُصّراً على التضليل والتزير وعدم الإجابة على السؤال الذي طرحناه من سنوات .. وهو .. لماذا لم يأمر بمعارك جوية قبل سقوط القنابل في الفترة من الهجوم الإسرائيلي ( 29 أكتوبر 1956م ) إلى رفض الإنذار البريطاني ( 30 أكتوبر 1956م ) ؟؟
لماذا لم يقم طيارونا بغارة على تل أبيب ومدن إسرائيل ؟ من الذي شل يد طيارونا عن تحقيق أمنية العرب العادلة ؟! لا يجيب على أية حال .. الطيارات ماكانش فيها بنزين !!
وهكذا ضاعت 24 ساعة فاصلة في تاريخ الشرق الأوسط الإسلامي ، ووصل الإنذار البريطاني ، ولكن لم يأخذه جمال عبدالناصر مأخذ الجد ، وكان يعتقد أن الغرض منه هو أن يعمل على الاحتفاظ بالجزء الأكبر من قواتنا دون تحريكها إلى أرض المعركة من سيناء .
الأنكى من ذلك رغم أن القيادة اليقظة كانت لابد وأن تضع في الاعتبار أن تأميم القناة قد يؤدي إلى هجوم من أصحاب الأسهم ( بريطانيا وفرنسا ) وبالتالي لابد وأن يعد العدة لهذا الاحتمال ، ولكن قيادة مصر في ذلك الوقت لم تفعل ذلك ، بل فعلت عكسه ، إذ إن الرئيس عبدالناصر قد اتخذ قراراً بسحب القوات المصرية من سيناء في أغسطس 1956م ، وبذلك أصبحت سيناء مكشوفة .. وكان ذلك أكبر مما تحلم به إسرائيل إذ جعل من الممكن أن تهبط مظلاتها في قلب سيناء وأن تنخفض خسائرها بنسبة كبيرة جداً ، وما أبدته الوحدات المصرية القليلة المتناثرة من مقاومة مذهلة ، يمكن أن يوحي بما كان يمكن أن ينزل بالجيش اليهودي من ضربات قاصمة لو أن القوات المصرية لم تسحب من هناك .. بل إن هيكل – كما يقول المؤلف – يورد شبهة عجيبة على مسلك عبدالناصر فيصوره وكأنه يتعمد إخلاء سيناء لإسرائيل .. إذ وكانت المواقع المصرية شبه خالية لدرجة دفعت كبير مراقبي الهدنة إلى أن يكتب تقريراً لداج همرشلد السكرتير العام للأمم المتحدة يقول فيه : إن تقليص حجم القوات إلى الخطوط المصرية يمثل إغراء شديداً لإسرائيل ، ولكن جمال عبدالناصر استبعد أن تقترب إسرائيل من هذا الإغراء في هذه المرحلة
منقول 000