مشاعر وهموم وأحزان أنتابتني مما أصاب قومي من فتن ليس لها مبرر حيث صار بينهم قضية قتل أولها وآخرها مصيبتين تقشعر منها الأبدان وصدمة للنفوس ومن صعوبتها وتعقيدها لم يتدخل أحد لخطورتها وتعقيدها وكنت أخشى من تطور الأمور وأن تتسع الهوة وتحصل الفرقة وأمور أخرى لا تحمد عقباها فأستعنت بالله ثم بخادم الحرمين الشريفين وأصحاب السمو أمير منطقة نجران وأمير منطقة عسير ثم بأصحاب الرأي من شيوخ القبائل وعلى رأسهم الشيخ علي بن محمد بن هضبان وأبنه الشيخ حسين بن علي والشيخ علي بن جراب آل جميح حتى تم فتح باب الصلح راجيا من وراء ذلك ثوابا من الله وسلامة أخواني من الطرفين ثم سمعت أن الصلح ربما لن يتم أو يحصل ما يحول دون تمامه فتوجهت من ينبع إلى منطقة نجران وفي أحد المطاعم رأيت أحد العاملين يحضر الطلبات للزبائن بسرعة فأعجبت بسرعته فبدأت فكرة أول بيت أقول وعمر السامعين يطول :
عجل علي يا خفيف الدم بالزادي=يا ويش علمٍ لفى ما سرت أخباره
من بعد ما قلت هانت يا الله الهادي=دق النذير وجرسه يخوف إنذاره
أخاف من فتنةٍ تعل الأكبادي=من باب نجران لي ربعٍ ورا واره
سقت المطايا بليلٍ مظلمٍ داجي=بعض العرب قال تايه واردٍ خارة
قلت أتركوني فأنا للمشي محتاجي=لوني بدارٍ خلا وآعيش بأقفاره
أخير من مجلسٍ هرجاته سماجي=من يارده ما نطق من هرجه خياره
يا عاذليني تنحوا من ورا الوادي=ما دام لي حيلةٍ فالنفس صبارة
لعل ربي يجي باللي على فوادي=لعل فجر الصباح يطل بأنواره
وآشوف ربعي معاً في كل ميعادي=فرقى الرفاقة لحبل الظهر بتارة
يا اللي تماقتتني آراك هرباجي=أنظر لعقلك ورايك ما هي أدواره
قاعد تفرج ولا همتك الأمجادي=قتل الأقارب يشل العقل وأبصاره
أمشي لربي ولا همش له عبادي=ولا آقول وحدي بديت بعالي القارة
مرٍ لحكامنا أمشي سرع بمرادي=ومرٍ لمن فيه خير تنفع أشواره
قصدي لربعي كما العنبر مع الكادي=ولا همني من لي أضمر شر وخسارة
من يحتقر لابته مغرور ثم غادي=مسكين من يوهمه فكره عن أطواره
يا غافل أذكر ترى أيام الله جدادي=فيما أنت غاير عليك تنكس الغارة
ما أعني بهرجي جماعاتٍ ولا أفرادي=هذا المثل للزمان أيام دوارة
نخت الركايب ببدرٍ عند الأجوادي=ولي أسلوبي وكلٍ حر بأبصاره
عند أبن هضبان شيخ القوم وسنادي=مزجت رايي مع أبن العم بأفكاره
ذاك أبن هضبان شيخ ومقرع القادي=تعنا له الجيش لين تجيه في داره
هو أبن عبد الله وتشهد له أجدادي=وحكامنا تعرفه وتخصه زيارة
يا اللي تجاهل حقوق الناس ما فادي=كم لك تجاهل ولا أحدٍ جاك بكبارة
عط العرب قدرها وأحفظ لك أبعادي=وخلك طبيعي تشوف الحق بأنواره
الإعجاب بالنفس ظلمٍ ما له أرشادي=يهد بيت الوقار وقلع أسواره
من يقطع أيديه بسلاحه ما هو عادي=الشرع ينكر وعرف الناس مختارة