مُتى استعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا ؟!
يذكر ابن عبد الحكم أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب ، فقال له: يا أمير المؤمنين،
عائذ بك من الظلم.
قال: عذت معاذًا.
قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته،
فجعل يضربني بالسوط،
ويقول: أنا ابن الأكرمين.
فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم عليه هو وابنه،
فقدما، فقال عمر: أين المصري؟
خذ السوط فاضرب. فجعل يضربه بالسوط، ويقول عمر:
اضرب ابن الأكرمين.
قال أنس:
فضرب فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه،
فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه.
ثم قال عمر للمصري: ضع على صلعة عمرو.
فقال: يا أمير المؤمنين، إنما ابنه الذي ضربني،
وقد اشتفيت منه.
فقال عمر لعمرو: مُتى استعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا ؟!
قال: يا أمير المؤمنين، لم أعلم ولم يأتني.