الصدور خزائن الأسرار

[عاليه الاخلاق]

فإن من الأخلاق الكاملة والصفات المميزة الحميدة، الشهامة والمروءة كتمان السر ونسيانه إن أمكن، وهذا أمرٌ كان يفتخر به كرام العرب وأعلاهم شأناً ومكانه. يقول أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز " الصدور خزائن الأسرار، والشفاه أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كل امرئٍ مفتاح سره)) الأمين على السر من الأشراف الأفاضل، وهو عملةٌ نادرة وثمينة في هذا الزمان. يقال أن السر عند المرأة نوعان؛ نوع تافه لا يستحق أن تحتفظ به، ونوع مهم جداً بحيث لا تستطيع أن تحتفظ به . إن الناس يخالط بعضهم بعضًا ويفضي بعضهم إلى بعض بما قد يكون سرًا، وإن من الخيانة أن يُستأمن المرء على سر فيذيعه وينشره، ولو إلى واحد فقط من الناس، فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة". ولنا في خُلُق الصحابة أسوةٌ حسنة، فالكرام يربون أبناءهم على حفظ الأسرار وعدم إشاعتها، فهاهي أم أنس بن مالك رضي الله عنها يتأخر عليها ولدها أنس فتسأله: "ما حَبَسَك؟ قال بعثني رسول الله لحاجة.قالت ما حاجته؟قال: إنها سر. قالت: لا تحدثن بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا". وقال العباس بن عبد المطلب لابنه عبد الله رضي الله عنهما: "يا بُنيّ إن أمير المؤمنين يدنيك ـ يعني عمر ـ فاحفظ عني ثلاثاً: لا تفشينّ له سراً، ولا تغتابنّ عنده أحداً، ولا يطلعنّ منك على كذبة". ويجب أن نعلم أن كتمان السر واجب و يزداد إفشاؤه خطورة إذا ترتبت عليه أضرار ونتجت منه أشرار، سواء كانت على صاحب السر أو غيره، ولهذا يتعين ويتحتم كتم السر وعدم إفشائه. ثقيــلةٌ هــذه الأســـرار أحمـلها ***** وربمـا تقتلُ الإنســـانُ أســــرارُ قد افتضحت ولم أُفصح فكيف إذا ***** صبابتي أفصحت وانثال إجهارُ فلا المشــوقُ لـه أمــرٍ على نظـرٍ ***** ولا تُـخبِّئُ ذُل العيــنِ أنظــــارُ نصائحٌ لمن أثقلتهم الأسرار ... • اجعل سرَّك لواحد، ومشورتك لألف. • قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من كتم سرَّه كان الخيار بيده. وفقكم الله جميعاً واسعدكم فالدارين