حذاري على اعلامنا من التبعية !!

[فواز بن محمد]

التبعية ظاهره وجدت منذ القدم ومازالت مستمرة حتى وقتنا الحالي وستواصل مسيرتها إذا ما حاولنا الاستفاده من ماهو مفيد فيها والغى ما هو مضر لنا ولحياتنا فنجد في إعلامنا الكويتي وفي جميع مجالاته من تلفزيون وإذاعه وصحافه تبعية متشعبه بشكل كبير ومنقطع النظير فهذه الظاهرة لها آثارها العالمية والمحلية اما من الناحية العالمية فهو كما ذكر لنا تقرير ماكبرايد الذي اخرجته من خلال اللجنة التي شكلة من قبل لجنة اليونيسكو العالمية فيقول التقرير ان المشاكل العالمية تتشكل في مايلي (التفاوت في حجم الأنباء الصادرة عن دول الشمال لدول الجنوب _ الاختلال في التدفق الاعلامي من الشمال للجنوب _ شيوع الأنباء السيئه من الجنوب .... الخ ) <1> مماتسبب ومازال يتسبب في فجوة كبيره بين دول الشمال والجنوب اما محليا فيتسبب في تخلف في اعلامنا المحلي وفي تهميش اعلامنا المحلي من قبل ابناء الدولة ومن قبل المشاهدين في الخارج نظراً لعدم صدور منه اشياء مفيدة او لانه ليس مصدراً قوياً للحصول على الاخبار سواء المحليه او العالمية ولأكتفائه بالحصول على هذه الانباء من قبل الاعلام الخارجي ولذلك ومن خلال هذا التقرير سنتطرق لمظاهر التبعية في مجالات ثلاثة من مجالات اعلامنا الكويتي وهي التلفزيون والاذاعة والصحافة وعرض بعض الحلول التي من وجهة نظري الخاصة لو طبقة لوجدنا إعلام يعتمد عليه الأشخاص كافه سواء من داخل الوطن او من خارج الوطن في الحصول على حاجياتهم الكافيه من المعلومات من خلاله .
اما تلفزيوننا فبمشاهدة الأخبار نحس وكأننا نرى مراسل للوكالات الأجنبية في تلفزيوننا الكويتي يعرض لنا جميع مايحدث في الخارج الا انه في بعض المرات نجد اننا نحصل على اخبار محلية يبثها لنا تلفزيوننا ماخوذه من تلفزيونات اخرى وخير مثال على ذلك ماحدث اثناء تحرير العراق من تبعية واضحه كل الوضوح بالحصول على صور احداث سقوط الصاروخ العراقي على سوق شرق نجد ان تلفزيوننا التقط هذه الصورة من قناة ابو ظبي وكان الحدث حدث خارج دولة الكويت ووجدنا ايضا خلال تلك الأحداث تبعية من خلال اجراء القاءات مع مسئولين خارج دولة الكويت ونحن نزخر بالعديد من الخبرات حول هذه المواضيع وايضا غالبية اخبار الضربات ومواقع سقوط الصواريخ كانت تأتينا بشكل كبير من قبل التلفزيونات الخارجية مثل ( العربية_ الجزيرة _ ابوظبي _ سي ان ان ) وغيرها من القنوات التي كان الاعتماد عليها بشكل كبير في تلك الحرب من قبل اعلامنا وكأننا لسنا اقرب الدول لهذا الحدث وكأن هذه الغارات والحرب لم تنطلق من اراضينا اما من ناحية البرامج المنوعة نرى النظام الغربي في طريقة عرض البرامج او في ديكورات البرامج او في مواضيع غالبية هذه البرامج تكون مستوحاه من قبل الإعلام الخارجي وكأننا لانستطيع ابتكار اي اسلوب جديد من خلال الطاقات الموجودة في شبابنا الواعي والمثقف ونكتفي بالقص والزق في عرض غالبية برامجنا وتتجسد التبعية في برامجنا ايضا من خلال مقدمين البرامج فنجد غالبية مقدمين برامجنا من الجنسيات العربية والاكتفاء بعدد قليل من ابناء الكويت وكأنه لايوجد من لدية القدرة على تقديم البرامج في دولتنا الحبيبه . اما بالانتقال الى الإذاعة فنجد التبعية المباشرة بحيث انها تتبع النظام الغربي الذي يعتمد على السرعة في الطرح وذلك بان تكون غالبية البرامج موسيقية سواء كانت صاخبه او رومنسية ويتخللها بعض المعلومات او بعض الاتصالات مع المستمعين وتكون هناك فائدة جميلة وليست بالحجم المطلوب وهي من خلال عرض بعض البرامج التي تتخلل معلومات عامة ومفيدة فبالتالي يكون الاعتماد الكلي البرامج الخفيفة والاغاني وطلبات الجماهير . اما في الصحافة فبالنظر لها نجد ان التبعية (متربعه) متشعبه تشعب كبير جدا فنجد اولا تبعية في طريقة الاخراج بحيث يتبعون اما الطريقة المصرية او الطريقة السورية اما من خلال الاجهزة فنجد انها جميعها من الخارج ولايوجد فيها اي انتاج محلي اما من خلال المحررين فنجد ان غالبيتهم من الجنسيات العربية والقليل منهم يكونون من شبابنا وكأن صحافتنا تحارب وجود الشاب الكويتي في شارع الصحافة والأخبار العالمية لانرى اي شخص يكون مرسل من قبل الجريدة ينقل لنا هذا الحدث بل نجد جميع الاخبار العالمية تأتينا من قبل الوكالات العالمية مثل (رويترز _ أ.ف.ب _ اسوشيتد برس ) وغيرها من الوكالات العالمية التي تعتمد عليها صحافتنا اعتماد كلي في الحصول على الاخبار العالمية بل اصبح الخوف بأن تحصل صحافتنا على الأخبار المحلية من هذه الوكالات .وبذلك نكون قد عرضنا بعض الصور للتبعية الموجودة في اعلامنا الكويتي في غالبية مجالاته والتي نرى تأثيرها القوي على ابناء هذا الوطن يتضح من خلال عدة اشياء ولعل اهمها هو نسيان العديد من العادات والتقاليد وظهور العديد من قصات الشعر ولبس اللبس الغربي التي يحاول من خلالها الشباب تقليد المغني او الاعب الاجنبي الذي عرضه لنا اعلامنا واصبح حديث الشباب والموضه التي اصبحت شغل النساء الشاغل في الكويت من خلال متابعة المشاهير عبر اعلامنا ومحاولة تقليد جميع مايقومون به وبالتالي تكون قد اتت الينا اشياء غربيه وغريبه في مجتمعنا المحافظ والمسلم وازالة العديد من العادات والتقاليد بتأثيرها القوي والا محدود فبالتي نتمنى ان يلتفت اليها المسئولون عن اعلامنا ويحاولون انتشال اعلامنا من هذه التبعية ويحافظون من خلال اعلامنا على العادات والتقاليد والقيم الاسلامية مع تطويرة بما يليق بنا كبلد مثقف ويحمل العديد من القدرات والمواهب القادرة على انتاج اعلامي كبير متى ما اتيحت له هذه الفرصه .
ولعل من اهم الحلول التي لو كنت مستشار في الاعلام الكويتي لاتخذتها هي اولا الاعتماد الكلي على طاقاتنا الشبابية من خلال اعطاء الحافز للحصول على انتاج من قبل هذه الطاقات وفتح المجال امامها لالابداع واقامة بعض المسابقات للحصول مثلاً على افظل تصميم برنامج او افظل موضوع برنامج او افظل تقديم برنامج وبالتالي نكون قد استثمرنا هذه الطاقات وزدناها وطورناها بما يعود بالفائدة على اعلامنا او من خلال محاولة اقامة مصانع لتصنيع الات تصوير او الات طباعة وغيرها من الالات التي يكون الاعلام في حاجة اليها و ايضا محاولة التقليل من الاعتماد على الوكالات الاجنبية في نقل الاخبار والاستفادة من الخبرات الوطنية في مجال الاعلام للرقي بأعلامنا الا افظل المستويات وايضا الاستفادة من الواجبات التي ارفقت مع تقرير ماكبرايد والتي تتمثل في (الاتصال وتعزيز الثقافة _ اعطاء الحرية في الصحافة والتي تتبعها المسئولية _ ضرورة اهتمام الصحافيين بالقضايا الانسانية _ الحصول على التقنيات المعلوماتيه ) <2> وبالتالي نستطيع ولو بجزء قليل التخلص من هذة التبعية وانشاء اعلام يليق بمكانتنا ويرفعها مع الدول المتقدمة والمتطورة وان نكون مثال للاعلام الوطني القومي الصانع والله على كل شي قدير .

1+2) اسكندر الديك (1993) . اليونسكو والصراع الدولي حول الاعلام والثقافة . لبنان:المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع .