مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-09-2009, 11:30 PM
أحمد هلالي تركي أحمد هلالي تركي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 62
معدل تقييم المستوى: 15
أحمد هلالي تركي is on a distinguished road
الاسلام....والنظريه

بعيداً عن التعريفات الجاهزة ، نرى أن الإسلام ليس نظرية تطبق أو لا تطبق ... قابلة للتطبيق أو لا ... يمكن اكتشاف بعض العيوب فيه ، ومن ثم تنقيح بعض جوانبه ... حتماً لن يكون هذا ممكناً لأن الدين عند الله الإسلام ، فهو خاتم الديانات السماوية ومادام أخذ هذه الخاصية ، فقد تكفلت به العناية الإلهية ، وما على الناس إلا أخذ هذا الدين ، كما نزل على محمد – صلى الله عليه وسلم – وذلك بما يختص بالعقيدة والأمور التوفيقية كالصوم والصلاة والزكاة ، أما أمور الحياة الأخرى ، فنحن أعلم وأدرى بها كما نص عليه الحديث النبوي ، المتعلق بأمور الزراعة والتعامل مع النخل .
إن الإسلام ليس بنظرية . بل قانون ومشروع حياة . القانون جاء ليطبق على أرض الواقع . أما النظرية فتحتمل التطبيق أو نقيضه . إن النظريات تفقد قيمتها بمرور الزمن ، وقد تفشل هذه النظرية أو تلك ، وقد تذوب في النظريات الأخرى وتتلاشى . أما الإسلام فهو صالح لكل زمان ومكان لقد فشلت النظرية المادية الشيوعية ، ، رغم الايهام بنجاحها ، بفضل قوة الآلة العسكرية ، التي أوصلت الشيوعيين في كثير من البلدان إلى مقاليد الأمور في البلاد التي ابتلاها الله بالشيوعية ، وابنتها السفاح الإشتراكية ، فشلت الشيوعية لأنها سلبت من الفرد خاصية التفكير والإرادة ، وعطلت عمل الروح لديه ، وجعلته كالآلة يعمل من أجل إسعاد النظام والدولة . وشلت لديه عمل الروح من خلال تعطيل جانب العبادة والإحساس بلذة العبودية لله الخالق العظيم ، ونظرت إلى الكون من بوابة المادة .
الإسلام قانون ومشروع حياة ... لا نظرية قابلة للذوبان




- الفهم الخاطئ


الإسلام دين الله المختار للبشر ، ومادام هو كذلك ، فلابد أن يكون للناس يد في هذا الدين . العقيدة والأمور التوفيقية تؤخذ من الله المشرع ، والنبي الخاتم ، أما أمور الحياة فمتروكة للناس ، فابن عمر رضي الله عنهما عندما كان يسأل عن مسألة غريبة كان يقول " دعوها لفقيه زمانها " وهذا من عظمة هذا الدين الصالح لكل زمان ومكان ولكل ظرف .
هذا الكلام يقودنا لآفة عظيمة يقع فيها الكثير من المسلمين وهي الفهم الخاطئ للدين . فليس كل ما يقال يطبق . المسألة تتعلق بفهم روح القوانين الدينية ، في الوقت الذي يتمسك فيه الناس بنصوص القوانين الدينية . والنصوص يغلب عليها الجمود . النصوص تعطي صورة عامة للأحكام لا خصوصية فيها كتارك الصلاة مثلاً – " فمن تركها فقد كفر " وهذا حكم عام يصعب تخصيصه على فرد بعينه . لقد حذر الرسول – صلى الله عليه وسلم – في عدة أحاديث من الذهاب للعرافين والكهان ، غير أن الرسول الخاتم قد ذهب لابن صياد اليهودي وهو يعلم بكفره ودجله وكهانته ليسأله " ماذا خبأت لك ؟ " فقال " الدخ " – والقصة معروفة . كما أن الصحابة بحثوا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وحين لم يجدوه ، ذهبوا لامرأة كان يأتيها رِئِيًّا من الجن يسألونها عن مكان الخليفة ، وهناك مثال يجب ألا نغفل الحديث عنه ، حيث أن الله قال " وتلك حدود الله فلا تقربوها " وهذا نص القانون ، غير أن روح القانون ، وضحه الرسول للقانونيين والقضاة في الإسلام " ادرؤوا الحدود بالشبهات " وكذلك قال الرسول – صلى الله عليه وسلم : " احثوا التراب في وجوه المداحين " لكننا لم نعلم – حسب علمنا المحدود المتواضع – أن الرسول قد حثا التراب في وجه شاعر جاء يمدحه ، فقد كان أجود من الريح المرسلة كما وصفه أحد الصحابة .




- الخلل الواضح



الحكم وأمور السلطنة مواضيع تتعلق بمعالجة أمور الناس على الأرض لا في السماء . إن هذه الأمور تتعلق بأمور الدنيا الفانية ، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بحياة الناس العامة . كان تنصيب الخليفة أبي بكر الصديق جاء عن طريق الإجماع ، ووصل عمر للحكم عن طريق التعيين ، وتبعه عثمان بن عفان من بوابة الترشيح ، وآلت الأمور لعلي بن أبي طالب عن طريق التزكية .
هكذا كانت ملامح المشهد السياسي في دولة الخلفاء الراشدين . لم يحدث أي خلخلة في عملية انتقال السلطة . غير أن أدبيات الفكر السياسي الديني السلطاني فيما بعد قد منح هذا المفهوم – مفهوم الحكم – بعداً آخر إذ قرن هذا الفكر بالأمور المقدسة التي لا مناص منها ، ولا خلاص لمن لا يوافقه هذا الرأي والتوجه السلطوي ، وهذا التوجه السلطوي المتشح بالدين ليس قاصراً على المسلمين فحسب . فنمط الحكم السائد في الغرب قديماً يقوم على منح الملوك حق التفويض الإلهي . ونمط الحكم السائد في الشرق القديم قرن الملوك بالآلهة . وفي أدبيات السياسة الشرعية عند المسلمين " أن السلطان ظل الرحمن في الأرض " وأن من ينتقد الحاكم فهو صاحب بدعة ، وكل من يدعو للحاكم دون الالتفات لِمَا يجري من تجاوزات في الشارع وفي الحياة العامة والخاصة فهو صاحب سنة . وهذا الكلام الأخير قفز على توجيهات الرسول – صلى الله عليه وسلم – القائمة على أن " الدين النصيحة " سواء لائمة المسلمين وعلمائهم وعامتهم . وفي هذا الكلام والتوجه السلطوي المسيس باسم الدين رفض أو تعارض ومعارضة لأسلوب حياة الخلفاء الراشدين السياسية الداعين والقائلين " أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم " . إن مثل هذه الأمور الخارجة على المألوف هي التي ا وسعت من عمق الهوة بين الحاكم والمحكوم لصالح فئة معينة من الناس ، التي لا تعيش إلا في الظروف الإستثنائية والصيد في الماء العكر .
قال الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور ، عندما التقى بالعالم المسلم الجهبذ سفيان الثوري " نثرنا الحب للعلماء فلقطوه إلا سفيان أعيانا " فكل الذين " لقطوا الحب " حسب تعبير الخليفة العباسي هم المسؤولون عن تسويق الظلم والرضا بما هو واقع ، سواء " اللاقطين " في الماضي أو " اللاقطين " في الحاضر .
مسلسل السقوط لطائفة لا بأس بها من علماء الأمة لم يقف عند هذا الحد – حد اللقط – فقد جاء عالم من علماء المسلمين جوز للحاكم حق اغتصاب الأعراض وانتهاكها ، وان على الناس السمع والطاعة وذلك من باب " سد الذرائع " واعتماداً على القاعدة الشرعية القائمة على " درة المفاسد مقدم على جلب المصالح " وكل هذا الكلام بالتعبير عن أحقية الحاكم بالسمع والطاعة ، كما عند الإمام الآجثرّي في كتابه المعنون بـ " الشريعة " علماً بأن من حق الحاكم السمع والطاعة ، وأن في صلاحه صلاح للعباد والبلاد . لكن هذا الموقف التخاذلي حكم على الفرد المسلم بالرضا بالصغار والهوان ، وأي معنى للدين إذا فقد الإنسان عن طريقه كرامته وعرضه ؟؟!! وهل ستجدي معه فتاوي أمثال هؤلاء العلماء ؟؟!! هذا الانزلاق يتعارض مع قيم الإسلام وتعاليمه السمحه ، وشرعه الواضح الذي جاء نوراً وهداية للعالمين ، وسراجاً منيراً يهدي للناس من الظلمات إلى النور .
من خلال ما سبق يتضح لنا أن الفكر السياسي الديني في الإسلام قد تأثر بمعتقدات الأفكار السياسية لدى الديانات الأخرى ، إذ اقترن بالفكر السياسي المسيحي الغربي تارة ، وبالفكر السياسي الوثني الشرقي تارة أخرى ، وذلك بربط أمور الحكم بالأمور الغيبية المقدسة التي لا مناص من التسليم لها ، والإذعان لسلطانها الطاغي على الأفراد والجماعات .
إن أصحاب هذا التوجه السلطوي ، هم أنفسهم الذين يطنطنون في كتاباتهم للوالي الأموي خالد بن عبدالله القسري المعروف عنه الظلم والتعسف مع الرعية . أقول هم أنفسهم الذين يطنطنون له مباركين قتله لأحد علماء المسلمين المخالفين لهم بالرأي ، وهو الجعد بن درهم ، الذي اختلف مع بعض العلماء بالرأي ، بأن قام ذلك الوالي بربطه عند المنبر وذبحه يوم عيد الأضحى كما تذبح الشاه . نعم ... أخطأ العالم كما تقول الكتب التاريخية ، وكان خطؤه عظيماً . ولكن هل يجب مواجهته بهذه الطريقة " الإلغائية " التعسفية " ؟؟!! .. وبهذا الأسلوب الشنيع ؟؟!! .
أين هؤلاء من موقف الرسول – صلى الله عليه وسلم – مع المنافقين ؟؟!! وهو النبي الذي يوحى إليه من السماء بكل صغيرة وكبيرة . لقد نزلت آيات وسور تفضح المنافقين ، وهناك سورة بالقرآن الكريم تقرا في الصلاة وفي الجوامع باسم هذه الطائفة الذميمة ، وتكشف دعاويهم الباطلة ، وتجاوزاتهم الفاضحة . وكان من أقسى هذه التجاوزات ، حادثة الإفك ، حين طعنوا بعرض السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق – رضي الله عنهما - والتطاول الشنيع على آل بيت الرسول الكريم – عليه السلام – نقول رغم تلك الأحداث الإجرامية التي اقترفوها بحق الرسول وزوجته – أم المؤمنين – لم يفعل لهم أي شيء الرسول – صلى الله عليه وسلم – لأنه أقام نظاما اجتماعياً فريداً وأسس عقداً اجتماعياً راقياً بتسامي على الأمور الشخصية ، واستطاع هضم حتى المخالفين له بالرأي ضمن الدائرة الإسلامية عن طريق التعايش السلمي معهم باعتبارهم مسلمين . وهذا هو جوهر الرقي والتطور والقدرة على الانسجام والتناغم مع الآخرين القائم على التمكن من القدرة الفذة على إدارة الخلاف بشكل يمنح الجميع صفة " الإئتلافية " الثقافية والانصهار في بوتقة المجتمع الواحد
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاسماء ودلالاتها................... غادة المجلس العــــــام 13 09-08-2008 11:37 PM
اعداء الاسلام باجي المجلس الإســــلامي 8 14-08-2007 04:02 AM
أنت بدون الاسلام صفر!!!!!!!!!!!!! راشد بن دربي المجلس الإســــلامي 9 26-07-2007 04:24 PM
لعبة الاسماء الشموخ مجلس الترفيه 4240 12-03-2007 12:17 AM
الاسلام في افريقيا د.فالح العمره المجلس الإســــلامي 10 19-12-2005 10:32 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 10:37 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع