بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي أخواتي في الله ..
أليس هدفنا جميعاً - كمسلمين - منذ فجر الإسلام إلى عصرنا الحاضر هو رضـــا الباري جلّ في عُلاه
والجـــــنـّــــة - جعلنا الله وإيّاكم ممن يدخلونها بغير حساب - ...
قال تعالى << وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أُعدّت للمتقين>> آل عمران 133
كلنا يريد الجــنـّــة - الأولين والآخرين- ... ولكن هيهات ...ألا أن سلعة الله غاليـة ... غاليــة جداً ...
سلعة الله تحتاج إلى إخلاص ... وعمل .. وصبر ... ومصابرة .. وجهد .. ومجاهدة ..ومثابرة ..
ويقين بموعود الرب تبارك وتعالى ...
ولكن أين المشمّرون؟؟!!! ... أين الصادقون في الطلب ..؟؟!!
إذا كان هدفنا واحد وهو << الجــنـّــة >> لننظر إلى حال من سبقنا وننظر إلى حالنا ونقارن
ونسأل أنفسنا بكل صراحة :هل نحن أهل لهذه السلعة الغالية أم لا ..؟
هل نستطيع أن ندفع الثمن كما دفعه الذين سبقونا بالأيمان والإحسان ؟
لنرى حالهم..
1
دخل أبو العباس بن عطاء على الجــنــيـــد .. وهو في النزع - يعني الموت - .. فسلـّم عليه ..فلم يرد الجنيد..
ثم ردَّ عليه بعد ساعة وقال : اعــذرني ... فإني كنت في وردي ..ثم حوّل وجهه إلى القبلة وكبّر ومات..
2
قال رجل : رأيت بشر بن الحارث واقف على أصحاب الفاكهة فجعل ينظر ..
فقلت : يا أبا نصر ...لعلك تشتهي من ذلك شيئاً ..؟
قال : لا ... ولكن نظرت في هذا ... إذا كان يُـطـعِـم هذا من يعصيه .. فكيف من يُطيعه ..؟!!!!!!!
3
قال بشر بن الحارث:
بحسبك أن أقواماً موتى تحيا القلوب بذكرهم ... وأن أقواماً أحياء تعمى الأبصار بالنظر إليهم ..!!!!!
4
قال رجل لمعروف الكرخي: أوصني ..؟
قال: توكّل على الله حتى يكون جليسك .. وأنيسك .. وموضع شكواك .. وأكثر من ذكر الموت حتى لا يكون
لك جليس غيره .. واعلم أن الشفاء لما نزل بك كتمانه ... وأن الناس لا ينفعونك .. ولا يضرونك .. ولا يعطونك..
ولا يمنعونك..
5
قال الحسين بن علي الصفار: سُئل الشبلي وأنا حاضر... أي شيء أعجب؟
قال: قــلـــب عـــرف ربـــه ثم عــصـــاه ...!!
6
قال الشبلي: إذا أردت أن تنظر إلى الدنيا بحذافيرها ... فانظر إلى مزبلة فهي الدنيا ..
وإذا أردت أن تنظر إلى نفسك ... فـخـُـذ كفـّاً من تــراب .. فإنه منه خـُـلــقــت .. وفيه تعود .. ومنه تـُخـرج ..
وإذا أردت أن تنظر ما أنت؟... فانظر ماذا يخرج منك في دخولك الخلاء ...
فمن كان حاله كذلك ... فلا يجوز له أن يتكبّر ويتطاول على من هو مثله ..!!!
7
غـُـشــيَ على مسروق في يوم صائف وهو صائم ... فقالت له ابنته : أفطر ..
قال: ما أردتِ بي..؟
قالت: الرفق..
قال: يا بُنيّة ... إنما أطلب الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ..
8
ضَعُفَ أبو إسحاق السبيعي عن القيام .. فكان لا يقدر أن يقوم إلى الصلاة حتى يُقام ...فإذا أقاموه
فاستتم قائماً قرأ ألف آية وهو قائم ...!!!!!!!!!!!!!!!!
9
يقول سفيان الثوري :
لقد خفت الله خوفاً .. عجباً لي كيف لا أمـــوت..؟؟!!! .. ولكن لي أجلٌ أنا بالغه ... ولقد خفت خوفاً
وددت أنه خفّف عني منه .. ما أخاف أن يذهب عقلي ...
10
يقول يحيى ابن أكثم :
صحبت وكيع بن الجراح في الحضر والسفر ... وكان يصوم الدهر ... ويختم القرآن كل ليلة ..!!!!!!!!!!!!!!!!!
11
قال ابن السماك:
من أذاقته الدنيا حلاوتها لميلهِ إليها ... جرّعته الآخرة مرارتها لتجافيهِ عنها ...!!!
12
قال محمدبن واسع وهو في الموت : يا إخواتاه ... تدرون أين يُذهب بي..؟
يُذهب بي والله الذي لا إله إلاّ هو إلى النار أو يعفو عني سبحانه وتعالى ..!!!
13
قال مالك بن دينار:
كان الأبرار يتواصون بثلاث: ســجــن اللـســـان ..... وكــثــرة الإســتــغــفار ... والعُــزلـــة ..
14
* قال علي بن الحسين بن علي- رضي الله عنه -:
عجبت للمتكبر الفخور ... الذي كان بالأمس نطفة ...ثم هو غداً جيفة ...
وعجبت كل العجب لمن شك في الله .. وهو يرى خلقه ...
وعجبت كل العجب لمن أنكر النشأةالأخرى .. وهو يرى النشأة الأولى ...
وعجبت كل العجب لمن عمل لدار الفناء ... وترك دار البقاء ...
* كان00 علي بن الحسين - رضي الله عنه - يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ... وتهيج الريح فيسقط مغشياً عليه ...
* وكان أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين - رضي الله عنه - .
فعلاً .. المطلب واحد " الجنة " ... ولقد تفاوتت الهمم..
أسأل الله العظيم أن يغفر لنا ..ويرحم ضعفنا .. ويرضى عنّـا ... ويحشرنا مع النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقاً ... إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...
لا تنسونا من دعائكم