السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دخل إعرابي على الأصمعي في مجلسه فسألهم أيكم الأصمعي ؟؟
فقال الصمعي :: أنا هو ؟؟ فأستأذن الأعرابي بالجلوس ,, فجلس !!
فقال الأعرابي :: يا أصمعي ,, أنت الذي يزعم هؤلاء النفر أنك أثقبهم معرفة بالشعر وحكايات الأعراب ؟؟
فقال الأصمعي :: منهم من أعلم مني ومنهم من هو دوني !!
فقال الأعرابي :: ألا تنشدني ببعض شعر أهل الحضر حتى اقيسه على شعر أصحابي الأعراب؟؟
فقال الأصمعي :: إسمع ,,
قصيدة قالها شاعر يمتدح (( مسلمة بن عبدالملك )) فارس بني أمية ..
أمسلم أنت البحر إن جاء وارد
وليث إذا مالحرب طار عقابها
وأنت كسيف الهندواني إن غدت
حوادث من حرب يعبُ عبابها
وماخلقت أكرومة في أمرئ له
ولا غاية إلآ اليك مآبهـــــــــا ..
فتبسم الأعرابي أبتسامة صفراء وهز رأسه وظنوا الجالسين بأنه قد إستحسن الشعر ولكنه قال للأصمعي ::
يا اصمعي !! هذا شعرٌ مهلهل ,, خلق النسج ,, خطأه أكثر من صوابه !!
تشبهون الملك بالأسد وهو أبخر الفم كريه المنظر,, وربما طردته شرذمة من إمائنا وتلاعب به صبياننا !!
وتشبهونه بالبحر وهو صعب على من ركبه ,, مرٌ على من شربه !!
وتشبهونه بالسيف وقد يخون السيف في الحقيقة وينبأ عن الضريبة !!
أما تسمع قول فتى من حينا يقول ::
الموت يكره أن يلقى منيته
في كرهه عند لف الخيل بالخيلي
لو زاحم الشمس أبقى الشمس كاسفة
أو زاحم الصم ألجاها الى الميلي
امضى من النجم إن نابته نائبة
وعند أعدائه أجرى من السيلي
لايستريح الى الدنيا وزينتها
ولا تراه اليها ساحب الذيلي
يقصر المجد عنه في مكارمه
كما يقصر عن أفعاله قولي ,,
فأعجب بها الأصمعي وقال :: أبهتنا والله وماسمعنا مثله قط !!
فقال الأعرابي للأصمعي :: ألا تنشدني شعرآ تطرب له النفس ويسكن له القلب ؟؟
فقال الأصمعي ::
وناعمة تجلو بعود آراكة
مؤشرة يسبي المعانق طيبها
اراك الى نجد تحن وإنما
مني كل نفس حيث كان حبيبها
فقال الأعرابي ::مالشعر التالي باحسن من الأول !!
هلا قلت مثل ماقلت أنا ؟؟ فقال الأصمعي :: وما قلت جعلت فداك ؟؟!!
فقال الأعرابي ::
تعلقتها بكرآ وعلقت حبها
فقلبي عن كل الورى فارغ بكرُ
إذا إحتجبت لم يكفك البدر ضوءها
وتكفيك ضوء البدر إن حجب البدرُ
وما الصبر عنها إن صبرت وجدته
جميلآ وهل في مثلها يحسن الصبرُ
فقال الأصمعي لمن حوله ::
إكتبوا ماسمعتم ,, ولو على أطراف المدى على رقاق الأكباد !!
واقام عنده شهرآ يستمع منه وجمع له مالآ كثيرآ ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
حكى الأصمعي قال: مررت في يوم شديد المطر ببعض الطرقات فرأيت رجلا عليه فرو مقلوب والمطر قد غمره فقلت لأصحابي: الا اضحككم على هذا الأعرابي؟ قالوا: نعم، فقلت له: تدري كيف انت يا اعرابي؟ قال: لا، فقلت شعراً:
كأنك كعكة في وسط رش***اصاب الرش رشاً بعد رش
فقال: تدري كيف انت؟ قلت: لا* فقال:
كأنك بعرة في ثقب كبشِ ***مذلات وذاك الكبش يمشي
فقالت : الك في الشعر درايه ..؟؟
فقال الاعرابي : كيف وانا امه وابيه
فضحكت وقلت له: لعلك تعرف شيئاً من شعر العرب؟ قال: بل العرب تحفظ من شعري،
قلت لدي بيت يحتاج الى غطى فهل تستطيع :
فقال الاعرابي كيف مااستطيع ؟؟
فقالت:
قوم بخاقان عهدناهم***سقاهم الله من النو
قلت: نو ماذا؟ فقال:
نو السماكين و رياهما***برق ترى ايماضه ضو
قلت: ضو ماذا؟ فقال:
ضو تلألأ في دجى ليلة***حالكة مظلمة لو
قلت: لو ماذا؟ فقال:
لو مر فيها سائر مدلج***على هظيم الكشح منطو
قلت: منطو ماذا؟ فقال:
منطوي الكشح هظيم الجشا***كالباز ينقض من الجو
فقلت: جو ماذا؟ فقال:
جو السما والريح تهوي به ***مثل الرجال الحي يدعو
قلت: يدعو ماذا؟ فقال:
يدعو جميعاً والقنا شرعا***كفيت ما لاقوا ويلقوا
فقلت: يلقوا ماذا؟ فقال:
يلقوا بأسياف يمانية ***فعن قليل سوف يلقوا
ان كنت لا تفهم ما قلته***فأنت عندي رجل بو
قلت: بو ماذا؟ فقال: وقد قبض مقبض سيفه:
البو سلخ قد حشي جلده***بأظلف قرنين تقم أو
فقلت: او ماذا؟ قال:
او اضرب الرأس بصوانة *** تقول في ضربتها قو
قال الأصمعي :
فخشيت أن أقول قو ماذا .... فيأخذ العصى ويضربني !
^^^^^^^&&&&&&&&&&&&&&&&&
وجد اعرابيا وهو يتجول بغنمه فى الصحراء ذئبا صغيرا رضيعا فاشفق عليه واخذه معه ليرعاه وفى احد الايام خرج للرعى وترك شاة غير قادرة مع الذئب وعندما عاد وجده بقر بطنها فانشد يقول
بقرت شويهتى وفجعت قلبى
.......................وانت لشاتنا ولد ربيب
ربيت فينا وغذيت بضرعتها
..................فمن اخبرك ان اباك ذيب
فان تكن الطباع طباع سوء
.....................فلا ادب يفيد ولا اديب
*************************************************
حضرَ أعرابيّ سُفرة هشام بن عبد الملك ، فبينا هو يأكل إذ تعلّقت شَعْرة في لقمة الأعرابيّ ، فقال له هشام : عندك شَعْرة في لُقمتك يا أعرابيّ ! فقال : وإنك لتلاحظني ملاحظة مَن يرى الشَعرة في لُقمتي ! والله لا أكلتُ عندك أبداً ! وخرج وهو يقول :
وللموتُ خيرٌ من زيارةِ باخلٍ / يُلاحظُ أطرافَ الأكيلِ على عمدِ
...
حكى الأصمعي قال : كنتُ أسير في أحد شوارع الكوفة فاذا بأعرابيّ يحمل قطعةً من القماش ، فسألني أن أدلّه على خياطٍ قريب . فأخذته إلى خياطٍ يُدعى زيداً ، وكان أعور ، فقال الخياط : والله لأُخيطنّه خياطةً لا تدري أقباء هو أم دراج ، فقال الأعرابيّ : والله لأقولن فيك شعراً لا تدري أمدحٌ هو أم هجاء .
فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابيّ ولم يعرف هل يلبسه على انه قباء أو دراج ! فقال في الخياط هذا الشعر :
خَاطَ لي زَيْدٌ قِبَاء =ليتَ عينيه سِوَاء
فلم يدرِ الخياط أدُعاءٌ له أم دعاءٌ عليه .
...
حضر أعرابيّ مائدة سليمان بن عبد الملك فجعل يمدّ يديه فقال له الحاجب : كُلْ مما يليك ، فقال : من أخصب تخيّر ، فأعجب ذلك سليمان وقضى حوائجه .
...
وقف المهدي على عجوز من العرب فقال لها : ممن أنتِ ، فقالت : من طيء ، فقال : ما منع طيّاً أن يكون فيهم آخر مثل حاتم ، فقالت مسرعة : الذي منع الملوك أن يكون فيهم مثلك ، فعجبَ من سرعة جوابها وأمر لها بصِلَة .
...
انفرد الحجاج يوماً عن عسكره فلقي أعرابيّاً فقال : يا وجه العرب كيف الحجاج ؟ قال : ظالم غاشم قال : فهلا شكوته إلى عبد الملك فقال : لعنه الله أظلم منه وأغشم ، فأحاط به العسكر فقال أركبوا البدويّ فأركبوه فسأل عنه فقالوا هو الحجاج فركض من الفرس خلفه وقال : يا حجاج ، قال : مالك ، قال : السر الذي بيني وبينك لا يطلع عليه أحد ، فضحك وخلاه .
...
قال العتبي : أشرف عمرو بن هبيرة يوماً من قصره فإذا هو بأعرابيّ يرقل قلوصه فقال عمرو لحاجبه : إن أرادني هذا الأعرابيّ فأوصله إليّ ، فلما وصل الأعرابيّ سأله الحاجب ، فقال : أردت الأمير ، فدخل عليه فلما مثل بين يديه قال له : ما حاجتك ؟ فأنشد الأعرابيّ يقول :
أصلحك الله قلَّ ما بيدي ولا أطيق العيال إذ كثروا
أناخ دهري عليّ كلكلـــه فأرسلوني إليك وانتظروا
فأخذت عمرو الأريحية فجعل يهتز في مجلسه ، ثم قال أرسلوك إليّ وانتظروا ، والله لا تجلس حتى تعود إليهم بما يسرهم ، ثم أمر له بألف دينار .
...
قال ابو المجسر الأعرابيّ : كانت لي بنت تجلس معي على المائدة فلا تقع عينها على لقمة نفيسة إلا خصّتني بها ، فكبرت وزوجتها ، وصرت أجلس إلى المائدة مع ابن لي ، فوالله لن تسبق عيني إلى لقمة طيبة إلا سبقت يده إليها .
...
قال هشام بن عبد الملك يوماً لأصحابه : من يسبني ولا يفحش وهذا المطرف له ، وكان فيهم أعرابيّ فقال : ألقهِ يا أحول ، فقال خذه قاتلك الله .
...
وقف أعرابيّ على قوم فسألهم عن أسمائهم فقال أحدهم : اسمي وثيق ، وقال الآخر منيع ، وقال الآخر ثابت وقال آخر اسمي شديد ، فقال الأعرابيّ : ما أظن الأقفال عملت إلا من أسمائكم .
...
تزوج شيخ من الأعراب جاريةً من رهطه ، وطمع أن تلد له غلاماً فولدت له جارية ، فهجرها وهجر منزلها وصار يأوي إلى غير بيتها ، فمر بخبائها بعد حول وإذا هي تُرَقِّص بُنَيَّتَها منه وهي تقول :
ما لأبي حمزة لا يأتينـا يظل في البيت الذي يلينا
غضبان أن لا نلد البنينا تالله ما ذلك في أيدينــــا
وإنما نأخذ ما أعطينا
فلما سمع الشيخ الأبيات مَرَّ نحوهما حتى ولج عليهما الخباء وقبل بُنيّتها وقال : ظلمتكما ورب الكعبة .
...
أُحضر أعرابيّ سرقَ إلى عبد الملك بن مروان فأمر بقطع يده ، فأنشأ يقول :
يدي يا أمير المؤمنين أُعيذهـــــا بعفوِكَ ان تلقى مكاناً يشينها
ولا خيرَ في الدنيا وكانت حبيبةً إذا ما شمالي فارقتها يمينهـا
فأبى إلا قطعه ، فقالت أُمه : يا أمير المؤمنين ، واحدي وكاسبي ، قال : بئس الكاسب كان لك ، وهذا حد من حدود الله ، قالت : يا أمير المؤمنين ، إجعله من بعض ذنوبك التي تستغفر الله منها ! فعفا عنه .
...
وقف أعرابيّ على أبي الأسود الدؤلي وهو يتغدى فسلم فرد عليه ثم أقبل على الأكل ، ولم يعزم عليه . فقال له الأعرابيّ : أما اني قد مررت بأهلك . قال كذلك كان طريقك . قال وإمرأتك حبلى . قال كذلك كان عهدي بها . قال قد ولدت . قال كان لا بد لها أن تلد . قال ولدت غلامين . قال كذلك كانت أمها . قال مات أحدهما . قال ما كانت تقوى على إرضاع أثنين . قال ثم مات الآخر . قال ما كان ليبقى بعد موت أخيه . قال وماتت الأُم : قال حزناً على ولديها . قال ما أطيب طعامك . قال لأجل ذلك أكلته وحدي والله لا ذقته يا أعرابيّ .
...
خرج أعرابيّ قد ولاه الحجاج بعض النواحي فأقام بها مدة طويلة ، فلما كان في بعض الأيام ورد عليه أعرابيّ من حيه فقدم اليه الطعام . وكان إذ ذاك جائعاً فسأله عن أهله وقال : ما حال ابني عمير ، قال على ما تحب قد ملأ الارض والحي رجالاً ونساءً . قال فما فعلت أم عمير قال صالحة أيضاً . قال فما حال الدار قال عامرة بأهلها قال وكلبنا ايقاع . قال ملأ الحي نبحاً قال فما حال جملي زريق . قال على ما يسرك . قال فالتفت إلى خادمه ، وقال ارفع الطعام فرفعه ، ولم يشبع الأعرابيّ ، ثم أقبل عليه يسأله وقال : يا مبارك الناصية أعد عليّ ما ذكرت . قال سل عما بدا لك قال فما حال كلبي ايقاع ، قال مات قال وما الذي أماته قال اختنق بعظمة من عظام جملك زريق فمات . قال : أومات جملي زريق . قال نعم . قال وما الذي أماته ؟ قال كثرة نقل الماء إلى قبر أم عمير ، قال أوماتت أم عمير قال ، نعم . قال وما الذي أماتها قال كثرة بكائها على عمير . قال أومات عمير ؟ . قال نعم . قال وما الذي أماته ؟ قال سقطت عليه الدار . قال أوسقطت الدار قال نعم . قال فقام له بالعصا ضارباً فولى من بين يديه هارباً .
...
حكى بعضهم قال : كنت في سفر فضللت عن الطريق ، فرأيت بيتاً في الفلاة ، فأتيته فإذا به أعرابيّة ، فلما رأتني قالت من تكون ؟ قلت ضيف . قالت أهلاً ومرحباً بالضيف ، انزل على الرحب والسعة . قال فنزلت فقدمت لي طعاماً فأكلت ، وماءً فشربت ، فبينما أنا على ذلك إذ أقبل صاحب البيت . فقال من هذا ؟ فقالت ضيف . فقال لا أهلاً ولا مرحباً ، ما لنا وللضيف ، فلما سمعت كلامه ركبت من ساعتي وسرت ، فلما كان من الغد رأيت بيتاً في الفلاة فقصدته فإذا فيه أعرابيّة فلما رأتني قالت من تكون ؟ قلت ضيف . قالت لا أهلاً ولا مرحباً بالضيف ، ما لنا وللضيف ، فبينما هي تكلمني إذ أقبل صاحب البيت فلما رآني قال من هذا ؟ قالت ضيف . قال مرحباً وأهلاً بالضيف ثم أتى بطعام حسن فأكلت ، وماء فشربت ، فتذكرت ما مر بي بالأمس فتبسمت . فقال مم تبسمك فقصصت عليه ما إتفق لي مع تلك الأعرابيّة وبعلها ، وما سمعته منه ومن زوجته ، فقال لا تعجب ان تلك الأعرابيّة التي رأيتها هي أختي ، وان بعلها أخو إمرأتي هذه ، فغلب على كل طبع أهله .