البطالة تعني عدم توفر فرص عمل كافية للخريجين واختلال توازن معادلة الخريجين ومتطلبات سوق العمل، وهي من المشكلات التي تعاني منها كل الدول العربية من دون استثناء مع تباين حجم المعاناة وتفاقم آثارها المدمرة من دولة الى اخرى، وهي الآن بدأت تطل برأسها في هذه الدولة المعطاء، لتصيب العديد من الافراد بالاحباط والضجر وتسوقهم الى الفشل وتتسرب آمالهم من بين اناملهم وتضيع احلامهم، وتسحقهم عجلات الحياة التي لا تعرف التوقف أو التمهل أو الرحمة، ومن اسبابها عدم التنظيم واختلال التوازن بين طرفي المعادلة (الخريجين ومدى حاجة سوق العمل) فعلى كل فرد من افراد المجتمع ان يمهل نفسه لحظات يتأمل فيها سوق العمل ليعرف ما يفتقده من المهن، بعدها يبدأ اولى خطواته حتى لا يصطدم بالواقع المؤلم والجدر الحديدية، وعليه ان يبحث عن المجال الذي يناسب امكاناته وابداعاته ويسعى لتحقيق ذاته من خلاله من دون خجل من تواضع هذا العمل أو خوفا من نظرة دونية يراها قليلو اليقظة ومتخلفو المجتمع لعمل ما، فالعمل شرف وعبادة، ومفتاح لباب الرزق طالما ان طعمه بعرق الجبين وكد اليد ومسعى لما فيه رضا الله تعالى ولا عيب اكثر جرما من الشكوى والاستسلام والجلوس خلف الجدران، فأين المعلمون المواطنون؟ ولماذا لا تنخرط المواطنات في سلك التمريض لسدّ الشواغر؟ فالمستشفيات تستغيث بهن ولا من مجيب وغيرها، وغيرها من الوظائف الشاغرة يرمقها أصحاب البصيرة ومتأملو سوق العمل. وسؤالي الى كل فرد مستسلم، قابع خلف الجدران متوارٍ خلف ستارة البطالة لو كان هناك بطالة أو عدم وجود فرص عمل، لخلت الدولة من المغتربين فدولنا الخليجية بها الخير الوفير والحب الغزير، وعليكم ان تتذكروا سيرة أجدادكم ولا تتكبروا أو تخجلوا من عمل شريف