تقرير عن السياسة الأميركية العالمية يكشف
بوش يبلغ بلير عزمه توجيه ضربة السعودية
نصر المجالي من لندن: كشف موجز تسرب عن تقرير ينشر هذا الأسبوع أن الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش ابلغ رئيس الحكومة البريطانية توني بلير قبل الحرب في العراق بوقت قصير أنه يستعد لتوجيه ضربة للمملكة العربية السعودية متهما إياها بالسعي للحصول على أسلحة دمار شامل، ويقول التقرير أن بوش قال لبلير أن أهدافه ستتعدى العراق لتطاول بلدان أخرى وهو سمى على وجه الخصوص "السعودية وغيران وكوريا الشمالية وباكستان"، ويشير التقرير أيضا إلى أن هذه المعلومات "تستند إلى ملاحظات كتبت خلال اتصال هاتفي بين بوش وبلير في 30 يناير (كانون الثاني) 2003 .
وهذه الملاحظات تضمنتها النسخة الأميركية للتقرير الذي كتبه المحامي البريطاني العالمي فيليب ساندز، وهو يقول أن هذه الملاحظة سلمها أحد كبار مستشاري رئيس الحكومة إلى وزارة الخارجية لإبلاغها لتكون على علم بالتصورات المستقبلية. وكتب التقرير تحت عنوان "عالم بلا قانون ـ دور الولايات المتحدة في بناء وتدمير قواعد اللعبة العالمية".
ويقول التقرير أنه ليس غريبا على الرئيس الأميركي أن يذكر إيران وكوريا الشمالية بالاسم، وحتى باكستان في مساعي هذه الدول لتحصيل أسلحة دمار شامل، وأن تكون في مخطط الرئيس لتوجيه ضربة ضدها "لكن الغريب هو أن يذكر السعودية وهي من أهم حلفاء الولايات المتحدة كما أنها الآن حليفا كبيرا في الحرب ضد الإرهاب".
ويشير التقرير على هذا الصعيد إلى أن الإدارة الأميركية كانت توجه في سياساتها من جانب المحافظين الجدد الذي يضمرون عداء للعائلة الملكية في المملكة العربية السعودية حيث يتهمونها بأنها "لم تفعل شيئا لمواجهة المتشددين الإسلاميين، حيث 15 من أصل مجموعة الانتحاريين الجويين ألـ 19 في تفجيرات 11 سبتمبر من الجنسية السعودية"، ويلمح التقرير أيضا إلى أنه رغم ذلك "فإن واشنطن لم تكن تصرح علنا باتهام السعودية بأنها تطمح أن تكون قوة نووية".
وذكّرت صحيفة(الغارديان) اليوم بأنها كانت نشرت تقريرا في سبتمبر 2003 قالت فيه أن السعودية بدأت جهودا عملية لإنجاز أسلحة دمار شامل، ووقتها قال التقرير "أن التفكير الأميركي كان يعتقد إلى تلك اللحظة أن السعودية تظل تحت المظلة الأميركية في موضوع الأسلحة النووية رغم أن العلاقات بينهما في ذلك الوقت كانت تزداد سوءا".
ويقول تقرير المحامي العالمي البريطاني ساندز أنه لم يعرف حينذاك رد فعل رئيس الوزراء بلير على ما سمعه من الرئيس بوش خلال محادثتهما الهاتفية فيما يتعلق بالسعودية، وكان بلير وقتها يستعد للتوجه إلى واشنطن للتحادث مع الرئيس الأميركي في إطار استعدادهما للحرب في العراق.
وكانت قمة بلير ـ بوش وردت في كتاب الخبير البريطاني جون كامفنر (حروب بلير) حيث اشار إلى أن القمة لم تتناول العراق وحده، بل بحثت في كل شؤون منطقة الشرق الأوسط، حيث وقتها كان يعتقد أن الأمر يتعلق بالقضية الفلسطينية، إذ الحزب العمالي البريطاني الحاكم كان معنيا بالضغط على الرئيس الأميركي لفعل شيء ما لصالح الشعب الفلسطيني.
ويقول التقرير أنه في ذلك الوقت كان رئيس الوزراء البريطاني حريصا على تجنب الانخراط في أية اقتراحات من جانب الرئيس الأميركي لاستهداف بلدان أخرى عدا العراق، ولكنه رغم ذلك كشف في تصريحاته وللمرة الأولى عن وجود علاقات بين نظام صدام حسين وشبكة القاعدة.
ويختم التقرير بالقول أنه بعد حرب العراق فإن الولايات المتحدة تبنت سياسة التهدئة مع إيران، حيث تركت المجال لبريطانيا وفرنسا وألمانيا للتحادث معها في شأن برنامجها النووي، كما أنها احتوت الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف كحليف لها ضد شبكة القاعدة، لكن العلاقات مع المملكة العربية السعودية ظلت متجمدة إلى نقطة الصفر وقتها.