أُمَّاهُ مَا لَكِ تُسْرِعِينَ أَمَامِيَا = وِلِمَا أَكُونَ أَنَا وَرَاءَكِ نَائِيَا
قَالَتْ عَزَمْتُ عَلَى قِتَالِ عَدُوِنَا = ذَاكَ الْيَهُودِيَّ الْغَشُومَ الْبَاغِيَا
أَفْدِيكَ يَا طِفْلِي بِنَفْسٍ أَيْقَنَتْ = أَنَّ الْعَدُوَّ إِلَيْكَ يَرْكُضُ عَادِيَا
مُتَغَطْرِساً يَبْغِي اغْتِيَالَكَ عَاجِلاً = لاَ عِشْتُ بَعْدَكَ إِنْ صُرِعْتَ أَمَامِيَا
إِنِي سَأَثْأَرُ يَا بُنَيَّ فَلاَ تَكُنْ ،= إِمَّا قَضَيْتُ عَلَى فِرَاقِي بَِاكِيَا
فَلَسَوْفَ أَسْبِقُ كَيْ أُمَهِدَ مَنْزِلاً = لِقَوَافِلِ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ إِلَهِيَا
فَأَعِدَّ نَفْسَكَ لِلْقِيَادَةِ لاَ تَكُنْ = خَلْفَِ الْمُجَاهِدِ بَلْ أَمَامَهُ غَازِيَا
وَإِذَا أَفُوزُ بِقَتْلِ هَذَا الْمُعْتَدِي = فَأَبِدْ سِوَاهُ وَلاَ تَكُنْ مُتَوَانِيَا
أُمَّاهُ إِنِي قَدْ حَمَلْتُ وَصِيَّةً = أَوْصَى إِلَيَ بِهَا أَبُُونَا الْحَانِيَا
يَوْمَ الْتَقَاهُ الْمُجْرِمُونَ فَلَمْ يَزَلْ = مِثْلَ الْهِزَبْرِ عَلَى الْعِدَى مُتَعَالَيَا
فَرَمَاهُ سَهْمٌ وَسْطَ وَهْدَةِ نَحْرِهِ = لاَ مُدْبِراً بَلْ مُقْبِلاً مُتَسَامِيَا
فَقَضَى شَهِيداً مُطْمَئِنًّا رَاضِياً = وَإِلَى الشَهَادَةِ هَاتِفاً بَلْ حَادَِيا
أُمَّاهُ إِنِّي لَمْ أَعُدْ مِنْ يَوْمِهَا = طِفْلاً يُدَلَّلُ أَوْ شَبَاباً لاَهِيَا
أُمَّاهُ إِنَّا قَدْ بَلَغْنَا رُشْدَنَا = وَالْعُمْرُ سَبْعٌ أَوْ يَزِيدُ ثَمَانِيَا
عُودِي وَقُولِي يَا إِلَهِي إِنَّنِي = أَهْدَيْتُ دُرَّة لِلشَّهَادَةِ بَاغِيَا
أَلْحِقْهُ يَاسِيناً وَقُلْ لِوَزِيرِهِ = عَبْدِ الْعَزِيزِ يَضُمُّهُ مُتَبَاهِيَا
وَأْذَنْ لِعَيَّاشٍ يُقَبِلُ رَأْسَهُ= وَيَزُفُّهُ لِلْقَاصِرَاِت حَوَانِيَا
وَتَعَهَّدِي أُمِّي يَتَامَى جَارِنَا = وَرِفَاقَهُمْ فِي الْحَيِ دُونَ تَوَانِيَا
فَهُمُ الَّذِينَ سَيُصْبِحُونَ قَذَائِِفاً = يَصْلى يَهُودُ بِهِمْ جَحِيماً حَامِياً
وَالنَّصْرُ يَا أُمَّاهُ آتٍ فَاصبِرِي = وَدَعِي الْقَوَاعِدَ فِي الْقُصُورِ كَمَا هِيَا
فالمترفون الناعمون قواعد = ولوَ اْنهم ظهروا هناك دواهيا
أماه كم جيشا لدى العرب الأولي = لم ينقذوا الأقصى الحزين الباكيا
أفديك يا أقصى بأهلي كلهم = لا أوثر الفاني وأنسى الباقيا
ولتختفي تلك الوجوه عن الدنا = فهي التي باعت يهود بلاديا
الشاعر د.الأهدل