مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 13-09-2015, 07:38 AM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 969
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
المفكران : "حاج حمد" ود.الشحرور: "الداروينية" حين تتحزم بالقرآن (6)

المفكران : "حاج حمد" ود.الشحرور: "الداروينية" حين تتحزم بالقرآن (6)
في هذه الحلقة نذهب إلى لب اللب أي خلق أبينا آدم،فهو الـ"الجوهرة"في الفرق بين الفكر المادي والفكر الديني .. إن كان الله – سبحانه وتعالى – قد خلق آدم مباشرة ،فذلك مسار الدين والوحي،وأما طريقة المادية وتطور داروين فطريق آخر مختلف كل الاختلاق كما سبق أن قلنا ... حيث يبدأ الإنسان في الدين من السماء من خلق الله - سبحانه وتعالى - لآدم – عليه وعلى بينا السلام - وكلامه معه .. ثم يأتي الهبوط .. وأمواج تعلو بالبشر حين يستنيرون بنور الوحي .. وقد يهبطون إلى مستوى البهائم حين يضيعون البوصلة المتصلة بالخالق سبحانه وتعالى .. إلى أن تقوم اساعة على أشباه البهائم .. لا يعرفون معروفا .. ,لا ينكورن منكرا .. أما طريق "التطور الدارويني"فيبدأ من أميبا .. ورحلة تطور طويلة .. يبدأ فيها الأمر من الصفر .. إلى أن يعتدل الإنسان واقفا .. ثم يصبح "الإنسان الكامل"ضمن الاحتمالات الواردة.
أراد مفكرنا الأستاذ ابو القاسم محمد حاج حمد أن يتخذ طريقا وسطا .. فهو الذي تحزم بالقرآن،وبالتالي لابد أن يربط فلسفته بالقرآن الكريم. يقول عن داروين :
(ثم نفست الفكرة الكونية الآلية التي افترضت عنصر الثبات في الحركة وجاءت الفكرة التطورية الداروينية لتقدم مفهوما عن أصل الإنسان مختلفا عن مفهوم الكنيسة المفهوم التطوري){ص 254 (جدلية الغيب والإنسان والطبيعة : العالمية الإسلامية الثانية) / محمد أبو القاسم حاج حمد / دار الهدى + مركز دراسات فلسفة الدين في بغداد / الطبعة الأولى 1425هـ = 2004م)}.
ولا أدري لماذا قال مفكرنا "مفهوم الكنيسة"تحديدا وهو ينطلق من القرآن الكريم؟
كما قلت يأخذ مفكرنا طريقا وسطا بين التطور الدارويني،وأقول "الدارويني"وليس تطور داروين .. لأن الدراسات تقول أن داروين لم يذكر التطور أصلا في كتابه!!
يقول بيجوفيتش :
(العالم"الباليونتولوجي الأمريكي الدكتور ستيفن جاي مؤلف الكتاب المشهور عالميا"the mismeasure of man" يبرهن على أنه توجد إشكالية فيما يخص داروين. فلم يبرهن داروين في أي مكان بأن التطور يعني التقدم الملزم،وتهرب حتى من كلمة تطور. وكل ما أكده داروين أن الجسم يتأقلم،وهذا يعني أن تغيير المحيط الطبيعي هو سبب لتغير الجسم. وهذا ما يسمى بنظرية التكيف المحيطي ويقول جاي"فكرة التطور هو تقدم شامل،وبأن هذا التطور من الأميبا إلى الكائن البشري،هي من الأفكار الثقافية السابقة"){ ص 291 – 292 ( هروبي إلى الحربة ) : علي عزت بيجوفيتش / ترجمة : إسماعيل أبو البندورة / دمشق / دار الفكر / الطبعة الثالثة 1429هـ = 2008م}.
أما "حاج حمد"فإنه يقول :
(قد أدى نفخ الروح الإلهي في آدم إلى ضرورة تميزه العقلي والسلوكي عن البهيمية البشرية لألئك الذين احتجت الملائكة على سلوكهم .. (..) وقتها لم يكن آدم قد خلق بعد،فوجوده لاحقا كان بغيب يعلم الله ميقاته،فلما انكشف الغيب عن هذا الميقات "ولد"آدم من أبوين بشريين حيث نفخ الله فيه الروح وعلمه الأسماء ){ص 84 – 85 ( جدلية ..)}.
إذا فـ"آدم"قد وُلد من أبوين بشريين .. ثم نفخت فيه الروح .. لم يقدم مفكرنا دليلا واحدا على وجود أبوين لـ"آدم"من القرآن الكريم الذي تحزم به .. وهنا تجدر الإشارة إلى أن أحد أسباب نفور "الداروينيين" من السنة المشرفة – كما سبقت الإشارة - لأنها تدحض فلسفاتهم التي تستغل أن القرآن الكريم "حمال أوجه" ، مثل حديث الترمذي ،والذي صححه الألباني :
(إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض،فجاء بنوا آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك ..).
هذا فقط للفت للتذكير بدوافع نفور "الداروينيين"من السنة المطهرة .
يركز الفكر"حاج حمد"كثيرا على التفريق بين "الخلق"و"الجعل"فبعد أن يشن حملة على المفسرين القدامى مثل فوله :

( سرعان ما يفسر خلق الإنسان كاملا في هيئته الأولى ضمن أحسن تقويم ثم يسارع إلى ربطها بأيات أخرى : "وما أمرنا إلى واحدة كلمح بالبصر"القمر : 50،وكذلك "هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون "غافر : 68 حيث يستقبل الذهن هذه المعاني بخلفية العقلية ويصل بها إلى النتائج المعروفة لدى التفسيرات التقليدية){ص 641 (جدلية ..)}
ويقول أيضا :
( فالطور هنا – بالمعنى السلفي – ما يتعلق بحالة الطفولة والرجولة والكهولة أو بمختلف مراحل نمو الجنين في بطن أمه. وحين نستمر في مقارنة إسقاط التركيب الذهني (..) ويستمر الإسقاط الذهني المفارق إلى عبارات لم يقف لديها الأقدمون إلا في حدود الانسياب الجمالي للفظيات القرآن : "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون"البقرة 30. وليس"إني خالق"والملائكة في"عتبهم"على الإرادة الإلهية لم يصدروا عن علم بغيب الإنسان الذي لم يخلق بعد ،فمن أين لهم التساؤل؟ ){ ص 642 (جدلية ..)}
يبدو لي أن في القرآن الكريم آية تقول : "والجن خلقناه من قبل من نار السموم"الحجر 27 .. فالجن خُلقوا قبل البشر،فلماذا لم يناقش "حاج حمد"احتمال – مجرد احتمال – أن يكون "الجن"هم الذين احتجت الملائكة على سلوكهم .. وخشيت أن يكرر البشر أفعالهم؟ أي بعيدا عن علم الغيب .
أما يتعلق بـ"خلق"و"جعل"فيقول :
( فالجعل صيرورة ضمن خلق كائن،أما الخلق فهو إنشاء من جديد وعلى غير مثال سابق (..) لم يكن بحثنا انتصارا للتطورية الداروينية التي يأتي القرآن بما هو أعمق منها تفصيلا في مسالة الخلق والنشأة وتصوير الكائنات ){ص 80 ( جدلية ..)}
ويعود فيكرر الفكرة :
( ويوضح الله في آيات السجدة علاقة التفاعل بين عالمي الغيب والشهادة بالفارق الدقيق بين استخدام عبارتي "خلقنا"و"جعلنا"،فالخلق من الغيب كما يقتضي الأمر الإلهي في إبداع الشيء من غير أصل أو احتذاء،أما الجعل فهو من عالم الشهادة حيث مجرى الصيرورة وتحول الشيء من شيء وتصيره على حالة دون أخرى){ص 238 ( جدلية ..)}.
العجيب أن مفكرنا بعد كل هذا الوضوح في الحديث عن"الخلق"الذي هو "إنشاء من جديد وعلى غير مثال سابق"حسب نص كلامه في الصفحة 80 من كتابه،نجده يقول - وقد نقلناه سابقا -
(قد أدى نفخ الروح الإلهي في آدم إلى ضرورة تميزه العقلي والسلوكي عن البهيمية البشرية لألئك الذين احتجت الملائكة على سلوكهم .. (..) وقتها لم يكن آدم قد خلق بعد،فوجوده لاحقا كان بغيب يعلم الله ميقاته،فلما انكشف الغيب عن هذا الميقات "ولد"آدم من أبوين بشريين حيث نفخ الله فيه الروح وعلمه الأسماء ){ص 84 – 85 ( جدلية ..)}.
إذا فآدم وقتها لم يكن قد"خلق"!!!مع أن "حاج حمد"قال لنا من قبل أنه ولد لأبوين بشريين ... وهذا يعني أن لا يقع تحت "الخلق"الذي هو فعل مفاجئ على غير مثال سابق !!
ليس هذا فقط .. بل مفكرنا يؤكد – كما رأينا – على أن الحق سبحانه وتعالى قال للملائكة "إني جاعل"ولم يقل لهم "إني خالق"ويتجاهل "حاج حمد"أن "الخلق"في "الجنة"و"الجعل"في الأرض :"إني جاعل في الأرض خليفة"
إن الإنسان ليعجب من الذهول الذي أصاب مفكرنا وهو متحزم بالقرآن الكريم ..كيف ذهل عن تسلسل الآيات في سورة الحجر :
"وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) الحجر 29.
وقد تحدث مفكرنا – في موضوع آخر - عن الفرق بين العطف بالواو والعطف بثم ... وهنا نجد العطف بالواو :"فإذا سويته ونفخت فيه من روحي" ... فنفخ الروح عطف على التسوية بالواو ... إضافة إلى أن الآية الكريمة ذكرت أن نفخ الروح تم للبشر .. الذين يصفهن مفكرنا بالبهيمة البشرية ... كما يقرر أن نفخ الروح هو الذي ميز "آدم"عن البهيمية !!
أما الذي يحرك البشر فهو"النفس"،أما "الروح" فقد بدأت بنفخها في آدم .. عليه وعلى نبينا السلام .. ويتحدث مفكرنا عن الفرق بين "النفس"و"الروح"
كما أن قول الحق سبحانه وتعالى"خالق بشرا" أي فعل مكتمل مفاجئ على غير مثال سابق،ينقض النظرية الداورينية التي يحوم حولها مفكرنا ويتحدث عن الرحم الكوني و"لأرض ذات الصدع"وتشبيه ما حصل في ذلك التفاعل الكوني ... بتكوين الجنين في رحم الأم!!
يقول "حاج حمد" :
(بالنسبة للرحم الكوني الذي أبدع فيه الإنسان حتى أصبح تكاثره عن بعضه لا بطريقة الانقسام العددي ولكن بموجب نطفة تجد في رحم المرأة ما وجده الإنسان من قبل في رحم البيئة الكونية : "وقد خلقكم أطوارا" نوح 14 ){ ص 456 ( جدلية ...)}
ويقول مفكرنا في إطار شرح فلسفته الكونية :
( وبمعنى آخر معاودة الاندماج في الرحم الكوني بالوعي بعد أن تم الانفصال عنه بالخلق وكما تم الانفصال بالخلق أطوارا يعود الاندماج بالوعي أطوارا. والأطوار التاريخية ثلاثة "العائلة،والقومية،والعالمية،تماثل الخلق الكوني للإنسان في الرحم في ظلمات ثلاث وتماثل النسيج الكوني تتحول إلى كائن عضوي ويتحول إلى إنسان"){ص 282 – 283 ( جدلية ..)}
هنا نجد مفكرنا يتحدث عن "الانفصال بالخلق" مناقضا مرة أخر تأكيداته على أن "الخلق" أمر فجائي على غير مثال سابق .. وكان عليه أن يسمي ذلك الفصل بأي اسم آخر .. خير"الخلق"
ثم إن "النسيج الكوني الذي تحول إلى إنسان" .. قفز فوق "البشر" – أشباه البهائم – وقفز كذلك فوق .. نظرية "داروين"وتبني نظرية أحفاد "داروين"الذين تجاوزوه .. وتحدثوا عن"التطور"الذي تهرب منه "داروين"نفسه .. كما يؤكد العالم" الأمريكي الدكتور ستيفن جاي .. والذي نقلنا كلامه في مستهل هذه الحلقة.
فيما يتعلق بخلق أبينا آدم – عليه وعلى نبينا السلام - يركز مفكرنا الكريم على أن الخطيئة التي وقع فيها أبونا آدم – عليه وعلى نبينا السلام – كانت على المستوى الروح،فيقول :
( وهبط آدم حين غوى من مستوى خصائص الروح المتعالية على مؤثرات الطبيعة إلى مستوى خصائص النفس المنفعلة بها،فأحس الجوع والبرد و والظمأ والحر،فتحول الجسد المتعالي بقوة الروح إلى"سوءة"متأثرة بالمحيط الطبيعي،والسوأة غير العورة،في دلالات ألفاظ القرآن فأصبحت هذه السوأة الجسدية عارية أمام مؤثرات الطبيعة ،بعد أن نزع عنها "لباسها"الروحي ،واللباس غير الثوب في القرآن. فقد نزع إبليس بغوايته لهما عنهما لباسهما الروحي فتدنيا إلى خصائص الجسد والنفس){ص 83 ( جدلية ..)}.
ويكرر الأمر كالعادة .. فيقول :
(فالزلة الآدمية ليست معصية ضمن عالم النفس والحواس،ولكنها معصية ضمن عالم الروح والأمر الإلهي المطلق ،أي معصية فوق عالم الإرادة وفوق عالم المشيئة ،ويتضح ذلك بالترابط المنهي في هذه الآيات :"ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما. وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى.فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى. إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى.وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى.فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى .فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى.ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) : طه : 115 – 122){ ص 609 (جدلية ..)}
ولم يكلف "حاج حمد"نفسه الوقوف عند سؤال صغير :
هل تقع الروح في المعصية؟ وهي يتم تكليفها؟ وهل يتم تكليف روحين بأمر واحد؟ علما أن فرعون والنمرود وهتلر وستالين وماركس .. إلخ في عالم الذر أو الروح قالوا جميع "بلى"ردا على "ألست بربكم"؟
و رغم ان مفكرنا أورد الآية الكريمة التي فيها :
"وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة"إلا انه لم يكلف نفسه الوقوف ليسال :
هل الأرواح تخصف على نفسها من ورق الجنة؟!!!
الله !!
من أين أتت "حواء" هذه – أو حواء الطيبة كما يصفها – هل ولدت لأبوين بشريين .. ثم نفخ الله – سبحانه وتعالى – فيها الروح؟
إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المفكران : "حاج حمد" ود.الشحرور: "الداروينية" حين تتحزم بالقرآن (5) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 12-09-2015 01:57 PM
المفكران : "حاج حمد" ود.الشحرور: "الداروينية" حين تتحزم بالقرآن (4) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 11-09-2015 01:56 PM
المفكران : "حاج حمد" ود.الشحرور: "الداروينية" حين تتحزم بالقرآن (3) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 10-09-2015 01:39 PM
المفكران : "حاج حمد" ود.الشحرور: "الداروينية" حين تتحزم بالقرآن (2) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 09-09-2015 01:11 PM
المفكران : "حاج حمد" ود.الشحرور:"الداروينية" حين تتحزم بالقرآن (1 – 7 ) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 08-09-2015 01:38 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 08:56 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع