زجاجة العطر
وترائت امام ناظريّ طائفة من أثمن زجاجات العطر في ارجاء المعمورة , ولكنني قررت ان لا اتخذ لنفسي اي واحدة منهن .
لاني اريد اخرى مختلفة عنهن , اخرى وددت حقاً لو ان احداً يمنحني ايّاها مقابل ذاك الأسر الذي كبلني به منذ زمان مضى وما زال .
واحدة فقط .. ليس أكثر .. اريد زجاجة من العطر .. فواحدة تكفيني وتكفي ان تحييني اعواماً قادمة حتى يفعل الله امراً كان مقضيا.
زجاجة العطر .. إكسير الحياة .. قل عنها ما تشاء .. المهم ان تمنحني إيّاها!
يا صانع العطر ..!!
ارجوك ... اريد واحدة كتلك التي اتخذتها لنفسك , فوالله لم يعد يرضيني ان تكون واحدة لك ولا تكون اخرى مثلها لي !
يا صانع العطر..!!
ألا يكفيك قيدي مقابل تلك الزجاجة ؟ ألا يكفيك قلبي؟ وهل تراني املك اغلى منه ؟
يا صانع العطر..!!
اريد زجاجة صنعتها أنت بعناية الصانع المتمكّن الذي يوهب كل قوّته مقابل ان يخرج زجاجة واحدة الى النور !
اهي كثيرة عليّ ام أنّ طلبي مستحيل ؟
يا صانع العطر..!!
أتظنني أطلب زجاجة من عطر الياسمين او النرجس.. ام من زهرة اللافندر التي لا تنبت الاّ في مكان واحد في العالم ؟
ام أحسبك نسيت نوع العطر الذي يزكي وجودي والذي أشتهيه ؟
يا صانع العطر..!!
ان ما أريده ليس بغريب عنك ولا ببعيد المنال .. أنه شيء قريب منك .. يكاد يكون خليلك وانا المنسيّة !!
اريد فقط زجاجة صغيرة من عطر صنعته انت بأناملك الرقيقة .. من رائحة الكتب القديمة التي كان لها الفخر وما زال بأن تلمسها ..! ولهذا اريدها .. فرائحة يديك تطغى على رائحة الكتب القديمة بزكائها وجبروتها !
تذكر .. الكتب القديمة تلك التي هي أنيستك في غربتك .. وفي بعدي !!
ارجوك اريدها .. أرسلها مع اليمام .. ولا تبرر عدم إرسالها بأن الحمام لا يقوى على حملها .. فمن حمل حرارة اشواق اليك يقوى ان يحمل زجاجة من عطر يديك !
وما الزجاجة امام نار أشواقي الثائرة ؟
يا صانع العطر.. !!
يا صانع الكلمات .. أيغيب عنك ان زجاجة العطر هذه تكفي ان تكون مهري قبل الزفاف ؟ .. أيغيب عنك ؟!
ولا تنسى ان تبرق معها شيء من حب دفين .. أولا أسحتق هدية عند الزفاف ؟