لكي يرتاح قلبك تأمل الدنيا من حولك
تأمل الناس
ولا يكن تأملك إلا لأخذ العبرة والعظة من كل ما هو حولك
تأمل هل ترى في هذه الدنيا راضياً عن ذاته ؟ أو عن عمله الذي يُزاوله ؟ أو عن رزقه الذي كتبه الله له ؟
إن أغلبية الأشقياء إنما يكون شقاؤهم لأنهم لا يعرفون الرضا
ولنتأمل الحديث الذي رواه ثوبان خادم النبي صلى الله عليه وسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحينِ يمسي ثلاث مرات رضيت بالله ربا وبالِإسلام ديناَ وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ، إلا كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة ) رواه الِإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة بإسناد حسن ، وهذا لفظ أحمد .
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من رضي بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً وجبت له الجنة ).
إن هدوء النفس وسكينتها يكون برضاها بالله رباً فيثمر ذلك علماً ويقيناً بأن ربك الرحيم الرحمن هو أعلم بك من نفسك وبيده حياتك وموتك وصحتك وسقمك وغناك وفقرك فترضى بما كتب لك ، فهو سبحانه أعلم بما يُصلح عباده
وترضى بالإسلام ديناً ، فتُسلم وجهك لله حنيفاً مخلصاً طائعاً مختاراً ، فالإسلام هو الدين الذي لا يقبل الله غيره قال تعالى : {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85
وترضى بخاتم رسل الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتتبع سنته وهديه ، وقد ارشد عليه الصلاة والسلام إلى كل ما فيه خيرك وصلاح دنياك وآخرتك
فيكون عاقبة ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أن يُرضيك الله يوم القيامة وأن تجب لك الجنة ، فما أعظم فضل ربنا ونعمه
فيا إخوة الدين
ليكن الرضا بما كتب الله ، وتذكر نعم الله ، والعمل على شكرها ، والثناء عليه سبحانه بما هو أهله ، ليكن ذلك دأبنا
والثناء والحمد غاية الرضا قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها )
فاللهم لك الحمد على نعمة الإسلام ، ولك الحمد على نعمة القرآن ، ولكن الحمد أن جعلتنا من أتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولك الحمد على فضلك وإحسانك وعلى لطفك بنا صغاراً ورحمتك بنا كباراً ، وعلى سترك عيوبنا ، و حلمك علينا رغم ذنوبنا ، نعصيك وتمهلنا ، ونرجوك أن تغفر لنا ، ورغم شرنا الصاعد إليك فخيرك نازلٌ إلينا برحمةٍ منك ولطف ، تمن علينا بالصحة والعافية والأمن والإيمان ، سبحانك وبحمدك نستغفرك اللهم ونتوب إليك
هناك مشكلة يعاني منها الكثيرون وهي عدم الرضا بواقعهم
ولا يعني عدم رضاهم عن واقعهم أنه واقعٌ سئ
فقد يكون واقع أحد الأشخاص حلماً لغيره ، ولكن نظرته إلى واقعه تكون بعينٍ ساخطة
من الأمثلة على ذلك نظرة الناس إلى أعمالهم
فقد تجد طبيباً ناجحاً لكنه يتمنى لو أنه كان مهندساً أو طياراً ، وقد تجد طياراً ناجحاً يتمنى لو كان طبيباً ، أو معلماً يتمنى لو كان عسكرياً ، وضابطاً يتمنى لو كان مدنياً ، ويتحسر كل واحدٍ منهم على وضعه الحالي
ليست أعمال هؤلاء سيئة و لكن لديهم إحساس بأن لديهم مواهب معينة لم يستثمروها
بل يوجد أحياناً من الناس من يحاول مضايقة الآخرين ، فيأتي للموظف المدني فيقول له لو أنك اتجهت للعسكرية لكنت ضابطاً تتلألأ النجوم على كتفك ، ويذهب للضابط فيقول له لو أن وظيفتك مدنية لما تأمَّرَ أحدٌ عليك
عندما يأتيك مثل هذا لا تأبه له ، ومن الخطأ أن تتأثر بكلامه ، بل عليك أن تعلم علم يقين أن ما كتبه الله لك هو الخير بعينه
ومن الممكن أن تمارس هواياتك وتعمل على تطوير ذاتك في أوقات فراغك
بل يرى أحد المؤلفين الأجانب وقد قرأت ذلك في كتاب مترجم أن : العمل يختار صاحبه وليس العكس
منــــــــــــــــــــــــــــــــــقــــــــــــو ل