حكاية: رأيت في الغنية للشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه أن عليا رضي الله عنه سمع رجلا يقول حول الكعبة: شعر:
يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم ... يا كاشف الضر والبلوى مع السقم.
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا ... وأنت يا حي ويا قيوم لم تنم
هب لي بجودك ما أخطأت من جرم ... يا من إليه أشار القوم بالكرم
إن كان عفوك لم يسبق لمجترم ... فمن يجود على العاصين بالنعم
فقال يا حسن أدركه فإذا هو رجل حسن الوجه إلا أنه قد شل جانبه الأيمن فقال أجب أمير المؤمنين فجاء يجر شقه فقال من أنت قال من العرب وكان والدي ينهاني عن المعاصي فلطمته على وجهه فركب ناقته وأتى الكعبة وقال: شعر:
يا من إليه أتى الحجاج من بعد ... يرجون لطف عزيز واحد صمد
هذي منازل ما قد خاب قاصدها ... فخذ بحقي يا رحمن من ولدي
فشل منه بجود منك جانبه ... يا من تقدس لم يولد ولم يلد
قال فما فرغ حتى أصابني ما ترى فلما رجع ورآني في هذه الحالة سألته أن يدعو لي في الموضع الذي دعا علي فيه بعد أن رضي عني فخرج على ناقته فسقط عنها فمات فقال علي رضي الله عنه أفلا أعلمك دعاء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم وسمعته يقول ما دعا به مهموم إلا فرج الله عنه وهو هذا:
اللهم إني أسألك يا عالم الخفية يا من السماء بقدرته مبنية. ويا من الأرض بقدرته مدحية. ويا من الشمس والقمر بنور جلاله مشرقة مضيئة، ويا مقبلا على كل نفس زكية. ويا مسكن رعب الخائفين وأهل البلية ويا من حوائج الخلق عنده مقضية ويا من نجى يوسف من العبودية. ويا من ليس له بواب ينادي ولا صاحب يغشى، ولا وزير يؤتى ولا غيره رب يدعى. ولا يزداد على الحوائج إلا كرما وجودا صل على محمد وآله وأعطني سؤلي إنك على كل شيء قدير يا حي يا قيوم يا أرحم الراحمين
ثم قال رضي الله عنه تمسك بهذا الدعاء فإنه كنز من كنوز العرش فدعا به الرجل فعافاه الله تعالى ثم رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسأله عن هذا الدعاء فقال { هو اسم الله الأعظم.}
أ ، ثم قام فصلي أربع ركعات ، فقال : اللهم ، إنك تعلم على إساءتي وظلمي وإسرافي أني لم أجعل لك ولدا ، ولا ندا ، ولا صاحبة ، ولا كفؤا ، فإن تعذب فعبدك ، وإن تغفر فإنك انت العزيز الحكيم ، اللهم ، إني أسألك يا من لا تغلطه المسائل ، ويا من لا يشغله سمع عن سمع ، ويا من لا يبرمه إلحاح الملحين أن تجعل لي في ساعتي هذه فرجا ومخرجا ، من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب ، ومن حيث أعلم ومن حيث لا أعلم ، ومن حيث أرجو ومن حيث لا أرجو ، وخذ لي بقلب عبدك( فلان )وسمعه وبصره ولسانه ويده ورجله ، حتى تخرجني في ساعتي هذه ، فإن قلبه وناصيته في يدك ، أي رب ، أي رب ، أي رب ،
قال : كان يكثر ،أن يقول : يا من يكفي كل خلقه جميعا ولا يكتفي منه أحد من خلقه ، يا أحد من لا أحد له ، انقطع الرجاء إلا منك ، أغثني أغثني
« يا عزيز ، يا حميد ، يا ذا العرش المجيد ، اصرف عني شر كل جبار عنيد
اشهد أن كل معبود ما دون عرشك إلى قرار الأرضين باطل غير وجهك الكريم ، قد تري ما أنا فيه ففرج عني
أمر خلا فيه ، قال : فأدنني إلى الباب حتى أسمع كلام أمير المؤمنين ، قال : فسمعته يقول : يا كهيعص ، يا نور ، يا قدوس ، يا حي ، يا الله ، يا رحمن ، رددها ثلاثا ، اغفر لي الذنوب التي تحل النقم ، واغفر لي الذنوب التي تغير النعم ، واغفر لي الذنوب التي تورث الندم ، واغفر لي الذنوب التي تهتك العصم ، واغفر لي الذنوب التي تحبس القسم ، واغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء ، واغفر لي الذنوب التي تعجل الفناء ، واغفر لي الذنوب التي تدبل الأعداء ، واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء ، واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء ، واغفر لي الذنوب التي تمسك غيث (2) السماء ، واغفر لي الذنوب التي تظلم الهواء ، واغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء
لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين
: عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، فقيرك بفنائك ، سائلك بفنائك
دعاء آخر للفرج
وأعطاني دعاء آخر للفرج، وقال لي: إن أهله بصعدة، يتوارثونه عن أهل البيت عليهم السلام: لا إله إلا الله حقاً حقاً، لا إله إلا الله تعبداً ورقاً، لا إله إلا الله إيماناً وصدقاً، يا منزل الرحمة من معادنها، ومنشئ البركة من أماكنها، أسألك أن تصلي على محمد، عبدك ونبيك، وخيرتك من خلقك وصفيك، وعلى آله مصابيح الدجى، وأئمة الهدى، وأن تفرج عنّأ فرجاً عاجلاً، وتنيلنا صلاحاً لجميع أمورنا شاملاً، وتفعل بنا ، في ديننا ودنيانا وآخرتنا ، ما أنت أهله، يا كاشف الكرب، يا غافر الذنب، يا الله، يا رب.
قال: فأين أنت عن السبع ؟ قلت: وأي سبع ؟ قال: تقول: سبحان الله الإله الواحد، الذي ليس غيره أحد، سبحان الدائم الذي ليس يعادله شيء، سبحان الدائم القديم، الذي لا ند له ولا عديل، سبحان الذي يحيي ويميت، سبحان الذي هو كل يوم في شأن، سبحان الذي خلق ما يرى، وما لا يرى، سبحان الذي علم كل شيء بغير تعليم، أللهم إني أسألت بحق هذه الكلمات وحرمتهن، أن تفعل بي كذا وكذا، وأعادهن علي، فحفظتهن.