قال صلى الله عليه وسلم: (بدأ الدين غريبا وسيعود كما بدأ) هنا نحن وديننا الهوية المجردة نحن والآخر حديث يستلزم ان نعرف الانا المجردة لكل فرد من نحن؟ وكل انا من الآخر الاستغراق في عيش عوالم الذات الانسانية يجرنا نحو انعزال فئوي من بعض الأنا عن كل آخر حوادث فردية تدل على عمق تجذر فقد اهلية وصف الانا بصورة صحيحة فهل هؤلاء مؤهلون لتوصيف الآخر والتعامل معه وفق قواعد سليمة منضبطة وهؤلاء عندما نتحدث معهم وعنهم يتبادر الى كل انا ايها الآخر من انت؟
سؤال منطقي يتحدث حول فلسفة مشروطة برد جواب مفعم بالاستغراق في عوالم من ايضاح الذات. القدرة على توصيف الذات يعجز الكثير من جهابذة الوصف عن الاحاطة بها فكيف بانا ذات الضمير الواحد لعاجز عن التعبير عن وجع بطنه او الم رأسه هل يقدر على التعبير عن بقية الانا الخاصة به فكيف ان يعبر عنا نحن كلنا في مقابل الاخر بكل تركيباته وتكويناته؟.
مهارة عرض الانا تستلزم الكثير من الموهبة المصقولة بالمعرفة والتدريب الممزوج بالاحتراف لفن قل او ندر العاملون في مجاله ان لم يعدم فكيف نطالب من لا يمتلك الموهبة ليكون مناديا لآخر وهو ليس انا فلنكن منصفين لانفسنا حول الحديث عن نحن اذ نحن لا نثبت على حال واحدة لو كنا ذات الانا الواحدة فكيف بنا نحن الجمع الكثير كل انا شخصية تختلف احوالها حسب الاوقات والازمان تارة نكون مرتاحين واخرى منفعلين ومتوترين واخرى حكماء واخرى غاضبين. قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه) تعريف الذات الانسانية باعتبار التكوين الانا والآخر يحدد نوع هذه الانا في التغيير نحو التصنيف الآخر. النفوس الانسانية كما في نصوص الشريعة النفس المطمئنة والنفس الامارة بالسوء او بالخير والنفس اللوامة على ترك فعل الخير او فعل الشر والنفوس الانسانية لا تثبت على حال واحد لنتمكن من التفاهم حولها بل هي مضطربة كالمرجل الذي يغلي هذا بخصوص نفس انسانية واحدة هي انا فقط دون نحن والتي كل انا في نحن لها احوالها الخاصة بها فكل من ليس انا هو آخر بالنسبة لي وكل انا لغيري اكون بالنسبة له آخر تنوعت الانا المتفردة وتنوع كل آخر بانا واحدة او ممتزجة. استيعاب الآخر والتعامل معه يجرنا للحديث حول انا كيف اكون وهل استطيع وصف نفسي كما انا في جميع احوالي وايجاز هل استطيع وصف كل آخر من الآخر القريب او البعيد فالقريب مثلا: الزوجة، الام، البنت، الابن، والاخر البعيد نسبا او مكانا او دينا او ثقافة او حضارة وغيرها مما لا يعد ولا يحصى بوصف صحيح مناسب ان كنت ابتداء عاجزا عن وصف نفسي كيف انا في التكوين الفكري والوظيفي. لكن ابتسار ومضات واجزاء من انواع وتركيب قاعدة عامة للتعامل معه يوقعنا في خلل عام في كل التكوينات المفترض ان تقوم بصورة صحيحة مع علاقتنا مع الآخر ايا كان تصنيفه او وجوده وتاثيره. والى متى سنبقى بلا ادلة تعنى ابتداء بتوصيف انا ثم توصيف نحن ثم تحديد من هو الآخر الذي نرغب بالتعامل معه لنستوعبه او يستوعبنا حتى لا يلتهمنا الآخر او نلتهم الاخر فيكون سما زعافا فنكون الى الهلاك اقرب منه الى الحياة الصحيحة والسليمة المفترض ان نحياها يعاني اغلب من ينظر للعلاقات مع الاخر الى التخبط والعشوائية حين النظر لوصف الآخر وتعميم قواعد ملفقة او مرقعة بحسب انها بطرحها ستكون انموذجا عاما صالحا للحياة ولا يدري انه يهلك نفسه ويهلك غيره بتبنيه لنظرة مبتورة الاطراف للتعايش مع الآخر وفق توصيف لبعض اجزائنا الخاصة به او الآخر الخاصة بغيره بل ويتحمس لاقحام الناس ليتابعوه فيما يرى يريد. الحديث حول الانا الشخصية يحتاج للكثير من الوقت والجهد لاعانة الناس على فهم ذواتهم فكيف بالتعامل مع كل آخر حولهم وهذا ان لم يتقن العمل عليه فهم منطق اكون اولا اكون فعندما اكون دعني اعبر عن انا الخاصة بي كوجود بكل مكونات الحياة وعندما لا اكون اخشى عليك وعلى نفسي. فمن يفقد الامل قد ينتحر حقيقيا اوينتحر فعليا فجرعة سم فكرية كافية لقتل الملايين ودسهم في التراب وهي فلسفة يتقنها جيدا من ينادي بالخراب غالبا بينما من ينادي بالاصلح تجده يغرد خارج السرب او يفكر خارج الصندوق بطريقة مغلوطة ولا يتقن فن التعبير ولا فن التغير الموضوع هنا غاية في السهولة للتنظير حول كيف نتناول نحن والاخر بصورته البسيطة دون تعقيدات ولكن بضوابط منطقية تريح المتلقي والمتعامل لاطائل من وراء التعقيد الفلسفي بل وهي تنهج ذات النهج الذي يسلكه غالب من يتوقع ان التنظير للانا هو عين التنظير للآخر المجرد دون ايضاح فكري منظم يعاني ويتساءل الجمع تلو الجمع من الآخر الذي تتحدثون عنه اصبح الرعب والخوف والذعر يسيطر على علاقتنا بالآخر كل آخر وحش سيفترسنا فلذا يجب ان نفترسه قبل ان يفترسنا فلسفة مقيتة. ليس من المعقول ايضا ان يستغل الآخر ظرف الانشغال بالانا ليرقص على الجرح المؤلم ويبتزنا بحجة انه الآخر الذي يجب ان تبذل له كل التسهيلات الممكنة ويجعجع بحقوق الانسان وفق مثاليات مزيفة ليجعل من نفسه الانسان الذي فقد حقوقه وهو يمارس ابسط حق منح له. شرذمة من المتقوقعين يحسبون كل آخر هم وكل نحن من ظلمهم فيتراقص بين يديه جني او عفريت ليقول يا انت الانا نحن اعطني حقي فانا كل الآخر وبعض الجهلة يمنحونه كل حقوق الآخر المختفي بكل اصنافه وصاية حتى في اخذ حقوق كل آخر سوى نحن وانا لو عقل بعض من يتراقص في وجهه ضوء الشمعة ان الضوء ليس كله في القنديل بل ستشرق الشمس سيعلم ان كل آخر ليس هو عين كل انا ونحن وما دام الأمل طريقا فسنحياه.
المصدر هنا