مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 25-03-2016, 01:45 PM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 969
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
الرواية : منحدر يؤدي إلى ..(2)

الرواية : منحدر يؤدي إلى ..(2)

نواصل الحديث عن دور الرواية .. وما تسربه من أفكار .. وتصورات ..
وعند الأستاذة ليلى العثمان .. نجد تكرار ما طرحه "يوسف إدريس" عن "الحرام " .. ففي لقاء"عبد الله"بـ"وسمية" :
(أمسك يدها المرتجفة. شدت عليها بقوة.خشيت أن تغير رأيها وتفر مني ثانية. أن تخونها أعصابها فتقتل أمنياتها التي ستحققها.أمنيات تؤطرها أسيجة الخوف .. وشيء اسمه الحرام .. وآخر اسمه فهد){ ص 74 رواية"وسيمة تخرج من البحر" ليلى العثمان }
في إطار "الزعزعة"و"التهديم"كما أشارت "نفيسي"يتم الحديث عن "المشاركة"كما في رواية "وطار"،حيث نجد هذا الحوار :
(أريد أن اتزوج منها.
من المحظوظة هذه؟
العارم.
انتظر حتى نستقل ،ونتزوجها معا. سأعطيك نصيبك منها){ ص 36 "الشمعة والدهاليز" للطاهر وطار}.
ومن"المشاركة"إلى "المحارم"!!
إذا كنا نجد عند "ماركيز"حديثا عن"زواج"الرجل بأمه ..
(وقد تساءل بذهول :
هل يمكن للمرء أن يتزوج عمته؟
فأجاب أحد الجنود :
بل يستطيع ذلك وأكثر. فنحن إنما نخوض هذه الحرب ضد الكهنة ورجال الدين،حتى يستطيع الإنسان أن يتزوج أمه نفسها){ ص 191 (مائة عام من العزلة )/ غابرييل غارسيا ماركيز / ترجمة : د. محمد الحاج خليل.}.
إذا كنا نجد هذا عن"ماركيز"،وبهذه الصورة الملطفة"الزواج"فإننا نجد الأمر أكثر مباشرة لدى الأستاذة "رجاء"حين تقول"عائشة"- في رسالة – لصديقها "الألماني:
(في المرة الأولى التي شعرت بكَ،وأغلقت كفي على جذرك،فاجأتني بالقول : "هذا ما أردت منحه لأمي!" شيء عميق داخلي تصدع لقولك،لكنني كنت غائبة بك،هل تعرف كم عمري الآن؟ في الثلاثينات،وسبق لي الزواج ،ومع ذلك لم أعرف قط هذا التجذير للرجل! هذا القبض على كيان رجل،أدرك الآن أن اليد خلقت لتقبض على جذر الحياة هذا،لتشعر بهذا الانتصاب من الرأس إلى أصبع القدم.){ ص 54 "طوق الحمام" / رجاء عالم.}.
مع أن الأصل أن الحديث عن الرواية العربية،ومع ذلك فلا باس من الإشارة إلى بعض الروايات الغربية،تحديدا إلى روايتين غربيتين.
الأولى : رواية "الأرض" لـ"زولا"وهي راوية تدعو إلى "الشيوعية"أو"الاشتراكية"دون أن ترد فيها لفظة"شيوعية"ولا"اشتراكية"ولكنها تؤكد أن "الملكية"هي التي تدمر العلاقات .. إلخ.
في هذه الرواية نجد التالي :
على مساحة غير قصيرة من الرواية يسعى"بوتو"زوج "ليز"- ابنة عمه – لاغتصاب أختها الصغرى، "فرانسواز"وبعد إحدى المحاولات الفاشلة،وجد الشوربة ساخنة أكثر من اللازم ..( فاندفع خارجا بعد أن طوح بالطبق إلى الحائط،وأثناء خروجه لطم ليز لطمة قوية قادرة على أن تصرع ثورا.
وقامت وهي تبكي وخدها متورم و الدم يسيل منه واندفعت نحو أختها وهي تصرخ :"يا كلبة .. لماذا لا تسمحي له بتحقيق رغبته؟ لقد سئمت كل ذلك (..) وصرخت ليز من جديد :"والله العظيم أنا أفضل أن تقبلي طلبه ..ربما جعلنا هذا نعيش في سلام".(..) إن للناس أفكارا غبية عن هذا الموضوع .. فهو ليس كالخبز مثلا يختفي عندما يأكله الإنسان .. ياه .. ألا يستطيع الناس أن يعيشوا سواسية عيشة أفضل .. ألا يستطيعون أن يحييوا حياة عائلية مع بعضهم البعض .. وقالت:"وعلى أية حال قولي .. لماذا ترفضين؟){ ص 232 رواية "الأرض:لإميل زولا ترجمة : رفعت السعيد }.
من هذه الدعوة التي تؤكد أن "الجسد"ليس مثل"الخبز"الذي ينتهي عندما يُؤكل! إلى رواية "الساحر"والتي قد يكون تأثيرها على القارئ العربي،يختلف عن تأثيرها على القارئ الذي كتبت له أصلا .. سيجد القارئ العربي بساطة الحياة .. وبساطة الدخول في "علاقة" .. أي الحياة البسيطة،كما أشار إليها"وطار"حيث تجاوز الغرب تعقيدات مجتمعاتنا العربية!!
في بداية الرواية نجد هذا الاعتراف من بطلها "نيقولاي":
(لم أركز على عمليات الفتح والغزو . ولكن بحلول الوقت الذي غادرت فيه أكسفورد كنت قد قمت بفض بكارة 12 فتاة){ ص 18 رواية "الساحر"لجون فاولز / ترجمة : عبد الحميد الجمال / روايات الهلال / صفر 1415هـ = يوليو 1994.}
أضيف هنا في الهامش ،وعطفا على تبادل الأدوار بين"أخيلة الفن" وصرامة "الواقع" ما نشرته إحدى المجلات :
(غشاء البكارة هو الشغل الشاغل لكل بنت شرقية (..) ويسمى باللغة الإنجليزية بلفظ لايتيني هو"فلورا"ويعني زهرة رمزا لجمال المرأة وشبابها المزدهر. (..) ورغم هذه التسمية الجميلة فقد سقطت أهمية هذا الغشاء في نظر الغرب منذ مدة وأصبحت الفتاة التي تحتفظ به فتاة متخلفة غير مرغوبة تحتاج للعلاج النفسي للتغلب على نظرتها القاصرة حتى لا يهرب منها الشباب ولا ينصرف عنها الخطاب){ مجلة "طبيبك الخاص" عدد يوليو 1995 / العدد رقم 319}.
نعود إلى الرواية الغربية.
قبل تنبؤات كاتب الرواية ،نشير إلى أن الرواية نشرت في لغتها الأصلية سنة 1966 .وترجمت إلى العربية سنة 1992.وقد ولد كاتب الرواية سنة 1926،وولد "نيقولاي"،بطل الرواية سنة 1927.
نتائج دراسة شخصية،وسلوك بطل الراوية :
( يوجد ملحقان . أحدهما ورد إلينا من البروفيسور سياردي وهذا هو نصه :"إنني أعارض الرأي القائل بأن هذا الشخص الذي أجرينا عليه التجربة هو إنسان بلا دلالة خارج نطاق تجربتنا. في رأيي أنه يمكن للمرء أن يتوقع خلال عشرين سنة فترة ازدهار كبير في الغرب وهو أمر لا يكاد يتصوره أحد في هذه الأيام فإنني أتنبأ بأن الرجال الذين حرموا من ثدي الأم،مثل هذا الرجل سيصبحون هم النموذج أو قاعدة السلوك.
فنحن بصدد الدخول في عهد إباحي يكون فيه إشباع الذات على هيئة أجور مرتفعة ومساحة ممتدة من البضائع الاستهلاكية التي يكون الحصول عليها أمرا متاحا للغالبية العظمى من الناس إن لم تكن متاحة لكافة الناس. وفي مثل هذا العهد فإن نموذج الشخصية سيصبح نموذجا يتسم بالإهاجة الذاتية.){ ص 420 ( السابق).}.
لم يكن بالإمكان عرض عينات من ذلك العثاء الذي تطفح به الروايات من الوصف الدقيق لما يحصل في اللقاء الجسدي بين الرجل والمرأة،ولكن كل من قرأ الرواية الحديثة يعرف ذلك،وبعد سرد تلك التفاصيل،التي تشعل الجسد،حسب تعبير"فاطيما"،والرواية وإن كانت "تشعل"الجسد إلا أنها "تخدر"العقل،وتعطي للرواية فرصة لزرع ما تشاء من أفكار،وحين يتعلق الأمر بمس "الدين"يكون ذلك عبر شحن القارئ،بأن ذلك"الدين"- ورجاله – يقفون وراء تعقيد هذه الحياة البسيطة .. والتي سبق لرجال الدين أن عقدوها في الغرب،ثم وصل الأمر إلى الواقع الذي يعرف القارئ عنه الكثير،عبر الأفلام الغربية .. إلخ.
بطبيعة الحال يتفاوت "مس الدين"من كاتب إلى آخر ،حسب توجهه الفكري،و"استراتيجيته"في مس أو "هدم الدين".
لعل الهدف الأوضح من مهاجمة الدين،أو السخرية منه،هي كسر حاجز التقديس في نفس القارئ،المخدر كما قلنا .. و"المهيج"ضد الدين ورجاله.
من أبرز الصور التي سنأخذها،أحد أبطال الأستاذ خيري شلبي،فبطله شبه "أميٌ" يعمل "لصا"ومع ذلك نقرا على لسانه مثل هذا الكلام:
(قلت وأنا أنخلع من الأرض بسهولة : "عيب الشكوى لله أنها لا تأتي بنتيجة يا أبو الخال! إن الله عادل وعظيم أي نعم ولكن المصيبة أنه يؤجل كل الحسابات إلى يوم القيامة! (..) قلبي يحدثني أن القيامة قامت يا هليل وأننا من أهل جهنم الحمراء !قلبي يحدثني أننا ناس طيبون ولهذا نجونا من الهول ونذهب الآن إلى موضع الموازيين ليعرفوا ماذا بقي علينا لله من ديون فندفعها أو نأخذها مصاريف حبس في أحد السجون الواقعة في المنطقة الفاصلة بين جهنم والجنة الفيحاء){ ص 54 - 55 رواية "وثانينا الكومي" خيري شلبي / روايات الهلال}
وهذا نص آخر لنفس الشخصية :
(أتظن أن الله تدخل عليه هذه الألاعيب !أتظن أنك تضحك عليه وتأكل بعقله حلاوة !يا لك من بارع ! يا لك من ولد مفتح !امش يا جدع ولا تجعله يعاقبك بالعنية ){ ص 102 – 103 (السابق)}.
تعالى الله علوا كبيرا.
أما "الطاهر وطار"فهو يكرر الفكرة التي طرحها من كنت أسميه "محامي إبليس"والذي رأى أن إبليس كان على حق حين رفض السجود لغير الله!!
تقول إحدى شخصيات"وطار":
( إنما رفض إبليس الاعتراف بالتعددية ،فتشبث بألا يسجد لغير الواحد ،وبذلك أعطى للصفر قيمة تضاهي قيمة الواحد ..){ ص 5 "الشمعة والدهاليز" }.
في الرواية نفسها نجد سخرية من عدم جواز مصافحة النساء :
(لم تكن تصافح الرجال ،لكنها مدت يدها له. أكدوا لها أن اللمس ينقض الوضوء ،لكنها فوجئت في الصفحة الرابعة أو الخامسة والعشرين من الثمر الداني لأبي زيد القيرواني ،بكلام مختلف تماما،ثم أنها لم تكن متوضئة){ ص 139 (السابق)}.
وفي نفس الإطار نجد "بركات"يسخر من أحد الأحاديث الشريفة،حين نجد والد"عبد الهادي"يسعى لإقناع ولده بالزواج :
(واستعان الوالد بحديث يقول أن النبي{ صلى الله عليه وسلم - محمود} عندما كان يرى امرأة فاتنة يخاف الإغراء ويسرع إلى البيت وينام مع إحدى زوجاته . لذلك ينصح أنه عندما يرى الرجل امرأة وينجذب إليها عليه أن يسرع إلى زوجته . وسأله إلى أين يسرع هو إذا لم يكن له زوجة ؟){ ص 53 "الرحيل بين السهم والوتر"}.
وولا يختلف الأمر كثيرا لدى "جميل عطية":
(تبارك الخالق،زهية هانم ابنة عزبة عويس تغني بالألمانية في جنيف وتقف لها المستشفى على"رجل"وابنتي خيبها الله تقول لي : صوت المرأة عورة){ ص 188 رواية : "1981" لجميل عطية إبراهيم / روايات الهلال}.
وفي الرواية نفسها :
(يا باشا هذه نعمة لقد وقعت ابنتي في علاقة مع واحد من الأصوليين غسل مخها وعاد بها إلى حياة القرن الأول الهجري){ ص 190 (السابق)}.
وفي إحدى روايات نجيب محفوظ،نجد أنه قد استعمل عبارة"المعبودة"88 مرة،بدلا من لفظة"المحبوبة" :
(كانت معبودتك إلها قاسيا ساخرا){ ص 330 رواية "قصر الشوق " نجيب محفوظ}
ومثال آخر :
(احتقرت قمر ونرجس فذق هجر اآلهة){ ص 331 (السابق).}.
نعود إلى"سلام"إحدى بطلات "بركات"والتي تحدث "عبد الهادي" :
( يجب أن أخبرك ماذا فعلت مرة (..) مجيئ شيخ أزهري إلى بيتنا ليعطي أخواتي دروسا خاصة،فكتبت على دفتر فروضه بخط أحمر : النساء قوامات على الرجال ،وللنساء عليهم درجة .. وانحكن ما طاب لكن من الرجال .
وضحك عبد الهادي .. وصرخ : لا أصدق .لا أصدق أعجب أنه لم يخطر لأية امرأة أن تفعل ذلك من قبل وطيلة هذه الأجيال ){ ص 142 "الرحيل بين السهم والوتر"}.
أما "رجاء عالم"فهي تسخر من "الملك الرقيب"فتكتب لصديقها الألماني :
( ظهورك غير المتوقع هكذا،لطرف كتفي الأيسر حين التفتُ،وتماما حين همست أسلم على الملاك رقيب الرابض هناك،هذا الملاك المتخصص في تسجيل الذنوب،والذي هو التجسيد للإبداع،والمُهيأ دائما لمحو صفحات وصفحات وإعطائنا 21 فرصة لتجديد الكتابة (..) في الأيام الأخيرة لم أعد واثقة إذا ما كنت أصلي أم أكتب .. اندغم الكل في ركن أسكنُه فيك.(..) قلتَ "لكنني لا أريد لك أن تفتقدي الاستيقاظ مع أبوالرووس،أو مع الله،والآن،هل صرنا أربعة أم أربعين،نستيقظ في سرير واحد){ ص 254 "طوق الحمام"}.

هنا تجدر الإشارة إلى النقطة الأكثر تأثيرا في ما تقوم به الرواية من تغيير الأفكار،عبر التلميح أو السخرية،دون طرح الأمر طرحا جديا يناقش ويحاور .
في وراية "طوق الحمام"نجد إشارة إلى رد الروح إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،يوم الجمعة ليرد على من سلم عليه .. في غير الرواية كان لمن أشكل عليه الأمر أن يطرحه الأمر عبر سؤال محدد :
كيف يتم رد الروح .. مع تكرار السلام من المسلمين يوم الجمعية .. إلى آخر ما قد يخطر على البال من إشكالات نبعت أصلا من قياس الحياة الأخرى على حياتنا الفانية.
تلك الأسئلة ستكون في غير الرواية،لأنها تبحث عن الحقيقة .. أما الرواية فستكتفي بالسخرية :
(تنهد الأغا الشاب مسلما وتبعه ناصر مصليا ومسلما على الراقد وصاحبيه،مستشعرا للمصطفى الذي ردت عليه الروح ليُجيبه،كما بفعل كلما صلى وسلم عليه ذاكر بأقصى الأرض،مليون ألف ألف ألف ألف ردة روح تجري في هذا القبر كل ثانية .. بما لا يدع لعين المصطفى أن تغمض بموت في هذا القبر!){ ص 449 (السابق).}.
وتسخر الرواية نفسها من "إسرافيل":
فتقول عن المحقق"ناصر" :
( إن لم يكن ناصر نفسه هو إسرافيل الذي ينفخ البوق لقيام القيامة،إنه يستعين بإسرافيل كمساعد يتخفى في جهاز التكييف المستهلك سوني،ليجلد وجوه المتهمين){ ص 17 (السابق).}.
قلت من قبل أن كل روائي سيمس الدين حسب توجهه الفكري .. ومن هنا نجد هذه الإشارة المباشرة لاختراع الدين من قبل البشر لدى"بركات":
فيقول"نائل" :
(رأى الإنسان العالم متناقضا .. واحتار تجاه ظواهر غامضة .. فأحس أنه مهدد بالموت والتعاسة .. فقال نصنع الله على صورتنا ومثالنا .. ولما فرغ الإنسان من صناعة الله .. استراح من القلق .. ولكنه تحول على مخلوق .. وعاش التعاسة والتناقض والموت){ ص 96 – 97 "الرحيل بين السهم والوتر"}.
في هذه البحر الهادر،والذي يقذف أمواجا من الحديث عن اللذة،والسخرية من الدين،والتحريض ضده،لابد أن يكون ثمة موطئ قدم للحديث عن"داروين"وعن الخطيئة الأولى،وإن كان عبر أسطورة "التفاحة"التي لا نعتقد أن الأستاذة "رجاء عالم"ستجد لها سندا من تراثها الإسلامي.
تكتب "عائشة"- ودائما لصديقها الألماني،أخصائي العلاج الطبعي،الذي "زوجته نفسها" - :
(هل قلتَ بأن غولي هو قصة الهبوط من الجنة؟ما الذي ترفضه في حقيقة أن حدثا واحدا سببّ هبوطنا من الجنة؟حين اكتشف الجسد مذاقه،وأسراره صار أثقل من أن تحمله طبقات السماوات،وصار لزاما ارتطامه بالأرض .. لنقضي أعمارنا نبحث عن وجه ضيعناه في الفردوس وراءنا (..) لقد جعلتني أتساءل : هل تتلخص الحياة في الندم؟وعن ماذا؟عن التفاحة؟عن السقوط الأرضي؟ (..) هل حقا وافقتني على أن أقدارنا مكتوبة سلفا ،نحن كتبناها،حين أخذنا الله من ظهر آدم،وكنا ذرية بقبضته وأخذ علينا العهد،يومها رسم كل منا أقداره وأكد أن بوسعه الخوض بها للحقيقة .. ونحن على الأرض كاختبار لقدرتنا على الخوض للحقيقة ..
يا لي من كاتبة غريبة الأطوار حين اخترت لاختباري هذه الحبكة : التمزق بين أبوالرووس وبون بألمانيا){ ص 304 – 305 "طوق الحمام".}.
أما "كمال"أحد أبطال نجيب محفوظ :
(ولكنه كان كأنما يود أن ينعي إلى الناس عقيدته يا له من رجل طيب { والده السيد أحمد عبد الجواد. - محمود} إنه يطمع في أن يحمله على مهاجمة العلم { نظرية داروين - محمود} في سبيل الدفاع عن أسطورة { خلق الله سبحانه وتعالى لآدم - محمود} ..){ ص 347 "قصر الشوق". }.
ويقول أيضا :
القول لكمال : ( إذا سمعت غدا أن الأرض مسطحة أو أن أصل الإنسان هو آدم فلا تدهش){ ص 374 (السابق).}.
ومن "أسطورة خلق آدم"إلى الخالق نفسه سبحانه وتعالى :
( الله نفسه لم يعد الله الذي عبدته قديما،إني أغربل صفات ذاته لأنقيها من الجبروت والاستبداد والقهر والدكتاتورية وسائر الغرائز البشرية){ ص 385 (السابق)}.
هذا الكلام يبدو صدى لأفكار عبد الله القصيمي،وفي إطار تلك "الغربلة"سنجد ببساطة :
(فقال حسين ضاحكا :"أنت تجد دائما وراء الأمور إما الله وإما سعد زغلول){ ص 184 (السابق)}.
في الحلقة القادمة أكمل .. إن شاء الله

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرواية : منحدر يؤدي إلى ..(1) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 23-03-2016 10:35 AM
نصيحة العتبان للمري يوم معركة الصريف ( نقد الرواية ) ابومحمد الشامري مجلس تاريخ قبائل يـام الــعـريـضـة 28 16-01-2014 03:42 PM
لقاء شبكة مجالس العجمان مع الشيخ خميس بن عجمي بن منيخر امير ال سفران ووجهاء ال منيخر مجالس العجمان مجلس اللقاءات والانجازات 128 12-04-2011 05:39 AM
بطلة الرواية انفاس الورد بوح المشاعر 4 12-01-2007 03:09 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 08:23 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع