مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 13-06-2011, 08:36 AM
سامح الديب سامح الديب غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: portsaid-egypt
العمر: 43
المشاركات: 31
معدل تقييم المستوى: 0
سامح الديب is on a distinguished road
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها (أولاً فى القران)

وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها


بقلم الشيخ عبد الآخر حماد

تكرر هذا النص الحكيم في موضعين من كتاب الله عز وجل ، غير أن ختام الآية قد اختلف في كل موضع منهما،ففي سورة إبراهيم يقول تعالى : ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ) [إبراهيم :34 ]، وفي سورة النحل يقول الله عز وجل : ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم ) [النحل : 16] .

ويلاحظ أن الله تعالى أعقب ذكر النعمة في الآية الأولى بذكر المنعَم عليه وهو الإنسان ووصفه بصفتين لازمتين لأكثر البشر وهما الظلم والكفر ،بينما أعقب ذكر النعمة في الآية الثانية بذكر المنعم جل وعلا ،ووصف نفسه بصفتين من أخص صفاته سبحانه وهما المغفرة والرحمة ،بل إن الوصف جاء في الحالتين بصيغة المبالغة الدالة على الكثرة والتكرار ،فالله تعالى ليس فقط غافراً راحماً بل هو غفور رحيم ،وجنس الإنسان ليس فقط ظالماً كافراً بل هو ظلوم كفار ، ففي مقابل كفر الإنسان وظلمه تظهر مغفرة الله ورحمته ،وكأنه تعالى يقول لنا أنا أعلم أن الإنسان ظلوم كفار لكنه إن عاد إليَّ قبلته وغفرت له ما كان منه فأنا الذي سبقت رحمتي غضبي .

وفي هذا القول الحكيم يمتن الله على عباده بنعمه الجليلة التي أنعمها عليهم؛ فقوله : (نعمة الله) هنا اسم جنس يشير إلى كل ما أنعم الله به على عباده من النعم الظاهرة والباطنة ،كما قال تعالى : (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنه ) [ لقمان :20].

وإن القرآن الحكيم حين يذكر بهذه النعم التي لا تعد ولا تحصى فإنه يبين فريضة الله في مقابل هذه النعم العظيمة أن يشكروه فلا يكفروه .

والشكر كما قال الهروي : منزلة من أعلى منازل السائرين ،وهو نصف الإيمان ؛فإن الإيمان نصفه صبر ونصفه شكر ،وقد وعد الله أهله بالمزيد فقال: ((وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )) [إبراهيم 7 ]،وليس من مقام أرفع من الشكر الذي يندرج فيه جميع مقامات الإيمان حتى المحبة والرضا والتوكل وغيرها فإن الشكر لا يصح إلا بعد حصولها .

وقد سمى الله نفسه بالشكور؛ فهو الذي يشكر عباده إن عملوا بطاعته كما قال تعالى : (( إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكوراً )) [ الإنسان :22]، وفي هذا من المعاني العظيمة أنه تعالى أعاد الشاكر مشكوراً ؛فمن سعى في طاعة الله شاكراً له يثيبه الله بأن يشكره ،بل يزيد في شكره فوق ما يستحق ؛وذلك لما تقتضيه صيغة المبالغة في تسمية الله نفسه بالشكور ،هذا مع أن الذي وفقه للشكر هو الله تعالى فسبحان من وفق العبد لشكره ثم شكره على شكره فأجزل له العطاء ،ومن هنا قال بعض السلف : إن شكرك لله يحتاج إلى شكر لأنك لا تشكر الله إلا بتوفيق منه فكلما شكرت الله احتجت لشكره على توفيقه إياك لشكره.

والشاكرون في الناس قليل ،وقد قال تعالى (( وقليل من عبادي الشكور )) [سبأ:13]،وقد قص علينا القرآن الكريم أن اللعين إبليس قد قال لربه عن بني آدم ( ولا تجد أكثرهم شاكرين ) [الأعراف :17]،وقد كان هذا مجرد ظن منه وتوهم ،لكن صدَّقه الواقع ؛كما قال تعالى : ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين ) سبأ 20.

وقد وصف الله بالشكر خواص عباده من أنبيائه ورسله فقد قال عن الخليل عليه السلام ( إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين *شاكرً لأنعمه ) [النحل :120-121 ]، وقال عن آدم عليه السلام : ( إنه كان عبداً شكوراً ) [الإسراء : 3 ]،وكذلك كان رسولنا صلى الله عليه وسلم عبداً شكوراً فإنه صلى الله عليه وسلم قام الليل حتى تورمت قدماه فلما قيل له تفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: (( أفلا أكون عبداً شكوراً ))البخاري 4836 ومسلم 2819 من حديث عائشة .

وليس الشكر مجرد نطق باللسان بل لابد معه من شكر القلب وهو أن يقر العبد بنعم الله عليه ويعترف دوماً بفضل الله عليه وأنه مهما فعل فلن يؤدي ما يجب عليه من شكر لله تعالى ،ولابد أيضاً من الشكر العملي وهو تصريف هذه النعم في طاعة الله وعدم استعمالها في معصيته ،ولا يتم الشكر إلا بهذا الجانب العملي الذي هو متسق مع المعنى اللغوي للشكر ؛فالشكر في لسان العرب مأخوذ من قولهم شكِرَت الدابة تشكَر شكَراً (كفرِح يفرَح فرَحاً ) إذا سمنت وظهر عليها أثر ما تأكل ،والدابة الشكور هي التي تأكل قليلاً وتسمن كثيراً ،وهكذا معنى الشكر في الشريعة لابد فيه من ظهور أثر نعمة الله على العبد تحدثاًَ بها لقوله تعالى : (وأما بنعمة ربك فحدث )[ الضحى: 11]،وعملاً بطاعة الله فيها كما قال تعالى : ( اعملوا آل داود شكراً ) [سبأ:13 ] .

وأكبر نعمة يمتن الله بها على عباده هي نعمة الإيمان والإسلام كما قال تعالى : ( بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) الحجرات : 17،وفي سورة البقرة يذكرنا الله تعالى بنعمة إرساله الرسول صلى الله عليه وسلم ،ويبين أن الواجب في مقابل تلك النعمة أن نذكره تعالى فلا ننساه وأن نشكره فلا نكفره فيقول تعالى : ( كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ). [البقرة :151-152].

وإذا كان إرسال الرسول  بالشريعة الخاتمة هو النعمة العظمى ،فإن شكر هذه النعمة لا يتم إلا باتباع هذا الرسول وتحكيم شرعته ،ونبذ ما سواها من أهواء الذين لا يعلمون ،وإنه لمن أعجب العجب أن يكون في أيدينا الدواء الناجع لكل أمراضنا ومع ذلك نتغاضى عنه ونلتمس الشفاء في سواه كما قال أبو الطيب:

ومن العجائب والعجائب جمة قرب الدواء وما إليه وصول

كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول

إن من أسوأ مظاهر كفران النعمة أن يتحول الكفران إلى ظاهرة عامة بمعنى أن تتواطأ أمة أو جماعة من الناس على كفر نعمة الله عز وجل، وإن هؤلاء لجديرون بأن تحل بهم سنة الله التي خلت في عباده فيأخذهم بذنوبهم ويزيل عنهم ما هم فيه من النعم كما قال تعالى : ( وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) [ النحل:112]،وقد قص علينا القرآن نبأ سبأ وما كانوا فيه من النعم الوفيرة وأنهم لما كفروا بنعمة الله وأعرضوا عن شريعته أهلكهم ومزقهم كل ممزق ؛كما قال تعالى : ( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور* فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ) .[سبأ :15-17]

وإن في ذلك ما يبين لنا سنة من سنن الله في خلقه وهي أن معصية الله تعالى والبعد عن شريعة من أهم عوامل خراب المجتمعات وفسادها كما قال تعالى : ( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً ) [ الكهف :59].

بل إن الخراب يحل ولو كان في الأمة أخيار إذا ما كان أهل الفساد هم الظاهرون الغالبون ،وقد جاء في الحديث عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعاً وهو يقول ويل للعرب من شر قد اقترب ،فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها ،قالت زينب : أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث )) .[ أخرجه مسلم (2880) والترمذي (2187) وابن ماجه(3953) ].

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13-06-2011, 03:23 PM
الصورة الرمزية مليحة العجمان
مليحة العجمان مليحة العجمان غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الكويت
المشاركات: 3,343
معدل تقييم المستوى: 18
مليحة العجمان is on a distinguished road
رد: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها (أولاً فى القران)

جزاك الله خير

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-06-2011, 12:19 PM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
رد: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها (أولاً فى القران)


جزاك الله خير وأثابك الله

وبميزاااان حسناتك .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-07-2011, 05:37 PM
الصورة الرمزية ڠـٍڜـٍڨ پـٍڋۋۑۓ
ڠـٍڜـٍڨ پـٍڋۋۑۓ ڠـٍڜـٍڨ پـٍڋۋۑۓ غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
الدولة: [|[ بديآر مآدري وش نهايتهآ ^_^]|[
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 19
ڠـٍڜـٍڨ پـٍڋۋۑۓ is on a distinguished road
رد: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها (أولاً فى القران)

الله يــجــزاك خــيــر

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار أبو مسعود المجلس الإســــلامي 10 17-12-2010 12:52 AM
لوخيرتـ ماذا تختار نعمة الذكرى ام نعمة النسيان؟؟ باشة الغيد المجلس العــــــام 7 06-03-2010 03:50 AM
بوش اراد ان يسب القران فعقد الله السانه نطاحت الجيش مجلس الصور والفيديو والغرائب 14 25-10-2008 10:09 PM
في أي زمان وأي مكان واذ قام الصراع أولاً ؟ الجنادري المجلس السياسي 7 07-03-2007 09:24 PM
الله يعين عيالنا اللي بعدنا هداج تيما مجلس الشعر النبطي 8 01-05-2005 02:16 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 06:31 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع