قال سبحانه وتعالى في محكم تنزيله :
( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ )
[العنكبوت:38]
تفسير علماءنا الأجلاء لقوله تعالى ( وكانوا مستبصرين) فيما يأتي:
تفسير الطبري:
{ وكانوا مستبصرين } يقول : وكانوا مستبصرين في ضلالتهم , معجبين بها , يحسبون أنهم على
هدى وصواب , وهم على الضلال. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
21141 - حدثني محمد بن سعد , قال : ثني أبي , قال : ثني عمي , قال : ثني أبي , عن أبيه ,
عن ابن عباس , قوله { فصدهم عن السبيل , وكانوا مستبصرين } يقول : كانوا مستبصرين في دينهم .
21142 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ,
قال : ثنا الحسن , قال : ثنا ورقاء جميعا , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد { وكانوا مستبصرين }
في الضلالة .
21143 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة { وكانوا مستبصرين } في
ضلالتهم معجبين بها . 21144
- حدثت عن الحسين , قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد , قال :
سمعت الضحاك يقول , في قوله { وكانوا مستبصرين } يقول : في دينهم .
تفسير القرطبي:
فيه قولان : أحدهما وكانوا مستبصرين في الضلالة قاله مجاهد.
والثاني : كانوا مستبصرين قد عرفوا الحق من الباطل بظهور البراهين وهذا القول أشبه ; لأنه
إنما يقال فلان مستبصر إذا عرف الشيء على الحقيقة.
قال الفراء : كانوا عقلاء ذوي بصائر فلم تنفعهم بصائرهم .
وقيل : أتوا ما أتوا وقد تبين لهم أن عاقبتهم العذاب.
تفسير السيوطي:
قال: معجبين بضلالتهم.
تفسير البغوي:
قال مقاتل، والكلبي، وقتادة: كانوا معجبين في دينهم وضلالتهم، يحسبون أنهم على هدى،
وهم على الباطل، والمعنى: أنهم كانوا عند أنفسهم مستبصرين. قال الفراء: كانوا عقلاء ذوي بصائر.
تفسير الميسر:
وكانوا مستبصرين في كفرهم وضلالهم, معجبين به, يحسبون أنهم على هدى وصواب, بينما
هم في الضلال غارقون.