مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~ المجالس الـخـاصـة ~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس السياسي

المجلس السياسي لمناقشة القضايا السياسية حول القضايا المعاصرة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 05-09-2009, 04:33 AM
ليــه يازمـــن ليــه يازمـــن غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: <<المـــريـــــخ>>
العمر: 40
المشاركات: 7,820
معدل تقييم المستوى: 24
ليــه يازمـــن is on a distinguished road
Exclamation حكايات الغدر والموت والدم (2)





ولد إبراهام لينكولن في 12 فبراير (شباط) من عام 1809، في ولاية هاردين أو كنتاكي راهناً، والده توماس لينكولن كان حطّاباً يتنقل مع أسرته من مكان إلى آخر وكان إبراهام يساعده في تقطيع الأشجار وصيد الحيوانات. في سن مبكرة تُوفيت والدته وتزوج إمرأة أخرى.




لم تتوافر الفرصة أمام إبراهام ليلتحق بالمدارس ويتعلم، إضافة إلى أن والده كان لا يميل إلى تعليم أبنائه، لكن زوجته الجديدة أصرّت على أن ترسل الأولاد إلى المدرسة وكانت تتوسم في إبراهام مستقبلاً رائعاً.



عندما بلغ إبراهام سن الشباب كان فارع الطول وعُرف بأخلاقه المستقيمة، فهو لا يقامر ولا يلعب الورق ولا يدخن، تعلق بالقراءة وكان يقرأ كل ما يتاح له من كتب في المجالات كافة.

عام 1828 سنحت له الفرصة ليرى ما هو أبعد من المكان المغلق الذي يعيش فيه، فقد استأجره أحد المزارعين لنقل محصول مزرعته إلى نيو أورليانز على قارب في نهر أوهايو ثم نهر المسيسبي، وفي نيو أورليانز رأى بعينيه كيف يُستخدم العبيد وكيف يعاملون... شاهد طوابير العبيد المقيّدين بالسلاسل يساقون إلى العمل في المزارع وقرأ على الطرقات وفي الشوارع إعلانات عن مزادات لبيع هذه الكائنات البشرية، ولما عاد إلى أسرته كان مهموماً بما رأى وتمنى لو تتوافر له القدرة على إلغاء هذه التجارة نهائياً.

بعد عودته عمل في محل تجاري وكان حبه للقراءة يدفعه إلى عدم ترك الكتاب من يده حتى في اثناء أدائه لمهامه. بعد انتهاء دوامه في المحلّ كان يعمل كاتباً لجداول التصويت في الانتخابات المحلية، آنذاك بدأ اتصال لينكولن بالمسائل السياسية، إلا أن المحل ما لبث أن أفلس فأصبح لينكولن عاطلاً عن العمل.

بين السياسة والقانون

عام 1833 رشح لينكولن نفسه لمجلس إلينوي، لكنه لم يوفق، ثم افتتح محلاً تجارياً بمشاركة أحد الأشخاص، ففشل المشروع بسبب سوء تصرف الشريك. بعدها عمل لينكولن وكيلاً لمكتب بريد، وكان يقرأ الصحف قبل توزيعها على المشتركين، ثم انتقل إلى وظيفة مساعد مسّاح لأراضي المنطقة، وفي نوفمبر من عام 1834 أعاد لينكولن ترشيح نفسه لمجلس إلينوي المحلي ففاز هذه المرة.

في تلك الفترة درس المحاماة وافتتح مكتباً في عام 1837 مع صديقه جون ستيوارت واستمرا معاً حتى أبريل (نيسان) من عام 1841، حين شارك شخصاً آخر لغاية 1843...

في عام 1838 أعيد انتخاب لينكولن لعضوية المجلس التشريعي لولاية إلينوي، ومرة ثالثة في عام 1840.

ارتبط بماري تود، فتاة من الطبقة الارستقراطية، فدفعته إلى ترشيح نفسه للكونغرس، وفي 3 أغسطس (آب) من عام 1846 انتخب عضواً فيه. في تلك الأثناء نشبت الحرب بين الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك، بسبب غزو المستوطنين الأميركيين للمكسيك للاستيلاء على أراضٍ جديدة، فهاجم لينكولن هذه الحرب وندّد بها.

لينكولن والعبيد

سيطر موضوع تجارة العبيد على تفكير لينكولن، فقدم في الدورة الثانية لمجلس الكونغرس مشروع قانون لإلغاء تجارة العبيد في ولاية كولومبيا، مبرراً ذلك بأنه من العار أن يرى المرء جماعات من البشر مقيدين بالسلاسل والحديد في أيديهم يمرون في شوارع واشنطن في طريقهم للعمل في المزارع، وجاء في مشروع القانون أن تدفع حكومة الولايات المتحدة تعويضاً عن هؤلاء العبيد لملاكهم بعد عتقهم.

كانت الولايات الشمالية من الولايات المتحدة الأميركية تتجه نحو التصنيع منذ تكوين الإتحاد الفيدرالي الأميركي في نهايات القرن الثامن عشر، فلم تكن بحاجة إلى كثرة الأيدي العاملة الرخيصة، بينما كانت الولايات الجنوبية تعتمد في اقتصادها على الزراعة في الدرجة الأولى، بالتالي يحتاج كبار المستوطنين الأوروبيين إلى الأيدي العاملة الرخيصة أي إلى العبيد السود، فكان من الطبيعي أن تتهدد الثروات الضخمة لهؤلاء الملاك إذا تم إلغاء تجارة العبيد، لذا نصّ الدستور الأميركي عام 1775 على مشروعية امتلاك العبيد والاتجار بهم، وصدر في عام 1850 قانون «العبد الهارب» الذي يسمح بتعقب العبد الهارب من سيده والقبض عليه، حتى لو دخل ولاية ممنوع فيها تجارة العبيد.

بلغ عدد المستعبدين في الولايات الأميركية المختلفة أربعة ملايين، يُباعون ويُشترون كقطعان الماشية وحاولت الولايات، التي تبيح تجارة العبيد، أن تفرض نظامها على الولايات الحرّة.

ظهر في تلك الفترة تياران متعارضان، الأول ينادي بالتحريم التام لهذه التجارة، والثاني ينادي بإباحتها على أوسع نطاق، ففي الوقت الذي كانت فيه الولايات الشمالية تتحدث عن تجارة العبيد كعمل مخزي، كانت الولايات الجنوبية تراه أمرا لا غنى عنه.

في سنة 1854 عاود لينكولن الحنين للقضاء على تجارة العبيد، فأعلن أن الشعب الأميركي لا يمكن أن يظلّ منقسماً إلى قسمين، نصفه عبيد والآخر أحرار، وفي تلك الفترة كان حزب الأحرار في طريقه إلى الاندثار وكان لا بد من أن يقوم على أنقاضه حزب قوي آخر لمواجهة الحزب الديموقراطي الذي انتخب ستيفن دوغلاس زعيما له، وكان هذا الحزب الجديد المزمع تكوينه هو «الحزب الجمهوري».

في 17 يونيو 1856 انعقد في ولاية فيلاديفيا المؤتمر التأسيسي الأول للحزب الجمهوري على مستوى الإتحاد الفيدرالي وحاول أنصار لينكولن انتخابه لمنصب نائب الرئيس، لكنه حصل على نسبة أصوات أقل من تلك التي حصل عليها منافسه.

في اجتماع مؤتمر الحزب الجمهوري تمّ الإتفاق على أنه ليس من سلطات الكونغرس أو من سلطات المجالس التشريعية في الولايات المتحدة أن تقنن وجود تجارة العبيد في أي ولاية من ولايات الإتحاد، ولما كان الدستور يمنح الكونغرس السيادة المطلقة لحكم كل أراضي الإتحاد، من حق هذا الأخير أيضاً ومن واجبه أن يمنع تجارة العبيد في كل أراضي الإتحاد، لأنها من بقايا عصور البربرية المتخلفة.

في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 1856 بذل لينكولن جهوداً لمؤازرة المرشح الجمهوري لمنصب الرئيس، امتازت خطبه بالوضوح وقوة المنطق، هاجم في دعايته تجارة العبيد، مع ذلك أسفرت الانتخابات عن فوز المرشح الديموقراطي وتبين أن جميع الولايات التي تمارس تجارة العبيد أعطت أصواتها لمرشح الحزب الديموقراطي، إضافة إلى خمس ولايات من تلك التي لا تمارس تجارة العبيد، وكان مجموع ما حصل عليه الجمهوريون 114 صوتاً مقابل 174 صوتاً حصل عليها الديمقراطيون.

بعد ذلك حقق لينكولن شهرة واسعة وعرف بالمدافع عن حقوق العبيد وأحبه كثر حتى الذين اختلفوا معه وبدأت تنهال عليه الدعوات من ولايات الشمال ليحاضر فيها عن قضيته.

لينكولن رئيس

في شتاء 1859 ألقى لينكولن الخطب في أماكن مختلفة، وفي أوائل 1860 تلقى دعوة ليتحدث في أكبر مكان للاجتماعات في نيويورك في حضور المثقفين والأدباء وأهل الفكر، فشكل خطابه يومها نقطة تحول كبيرة في نظرة الطبقة المثقفة إليه ونشرت الصحف مقتطفات منه واعتبره الحزب الجمهوري وثيقة من وثائقه، وصف لينكولن بعد هذا الخطاب بأنه سياسي قدير وموهوب.

في 19 مايو 1860 عقد الجمهوريون في ولاية إلينوي مؤتمرهم المحلي السنوي، واستقبلوا لينكولن بتكريم كبير، أثناء الاجتماع نادى البعض بأن يكون لينكولن مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة الجمهورية في انتخابات 1860، وفي 17 يونيو 1860 انعقد مؤتمر الحزب الجمهوري في شيكاغو لاختيار مرشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة، وبعد التصويت مرات ثلاث حصل لينكولن على الأغلبية ودخل معترك الانتخابات الرئاسية وسط هجوم لاذع من الديموقراطيين الذين قالوا عنه «حبيب الزنوج» و{الجمهوري الأسود»، لكن محاولات أعدائه باءت بالفشل، وأعلنت نتائج الانتخابات في 6 نوفمبر 1860 بفوز إبراهام لينكولن بمنصب الرئيس الأميركي، ليكون هو الرئيس السادس عشر في قائمة رؤساء الولايات المتحدة الأميركية.

الحرب الأهلية

بعد إعلان فوز لينكولن، بدأت الحركة الانفصالية التي تزعمتها ولاية كارولينا، فأعلنت في 17 نوفمبر 1860 انسحابها من الإتحاد الفيدرالي وأعلن حاكمها أن كارولينا أصبحت دولة مستقلة ذات سيادة وأقيمت في المناسبة احتفالات ضخمة أهان سكان الولاية فيها العلم الفيدرالي وداسوه تحت الأقدام، تبعتها ولاية المسيسبي في 9 يناير 1861، ثم ولاية فلوريدا في اليوم التالي، ثم ولاية ألاباما، ثم ولاية جورجيا في 19 يناير 1861، ثم ولاية تكساس في أول فبراير.

قبل أن يتولى لينكولن مهام منصبه بصفة رسمية (كان الرئيس الأميركي الجديد يتولى مهام منصبه آنذاك في 4 مارس قبل أن يتغير الموعد ويصبح 20 يناير)، أعلنت سبع ولايات أميركية انفصالها عن الإتحاد، ثم اجتمع مندوبون عن تلك الولايات في 4 فبراير 1861 في مدينة مونتغمري عاصمة ولاية ألاباما وأعلنوا قيام اتحاد في ما بينهم ووضعوا له دستوراً وانتخبوا رئيساً مؤقتاً له، وكان لينكولن ما زال مواطناً عاديا في انتظار 4 مارس ليتولى مهام منصبه.

في 11 فبراير 1861 غادر لينكولن وأسرته مدينة سبرنغفيلد متجهاً نحو واشنطن بالقطار في رحلة خطرة، إذ تعالت التهديدات بقتله، ووصل الى واشنطن في 23 فبراير بعد رحلة أحيطت بحراسة قوية، وكانت واشنطن آنذاك مرتبطة بالجنوب ويسيطر على مجتمعها الرأسماليون الجنوبيون ملاّك العبيد، وكان الرأي العام فيها يكره الجمهوريين.

وفي 4 مارس أدى لينكولن يمين الولاء أمام قاضي القضاة وباشر مهام منصبه وألقى خطبة دعا فيها مواطني الولايات المنفصلة إلى تنحية رؤسائهم وإعلان عودتهم إلى حظيرة الإتحاد، وأكدّ في خطبته أن الانفصال غير قانوني لأنه لا يحق لولاية أن تعلن انفصالها عن الإتحاد إلا بموافقة ولايات الإتحاد الباقية. قابل زعماء الولايات الجنوبية الخطاب بالسخرية، في حين لاقى تأييدا كاملا من ولايات الشمال.

دعا زعماء الجنوب علناً إلى إعلان الحرب وأكدوا أنهم لن يقبلوا بأقل من اعتراف الشمال بحكومتهم وبدأوا يستفزون لينكولن ليشن الحرب، لكنه ظل هادئاً متماسكاً ينتظر أن يبدأ الجنوبيون الحرب، في الوقت الذي بدأت فيه صحف الولايات الشمالية تطالب بالقبض على زعماء الجنوب وتوقيع عقوبات عليهم.

أطلق الجنوبيون الرصاصة الأولى في حربهم ضد ولايات الشمال في 13 أبريل، وبعد يومين دعا لينكولن الكونغرس للاجتماع في 15 أبريل وطلب الموافقة على تجهيز 75 ألف جندي للحرب ضد الجنوبيين. قوبل طلبه بحماسة شديدة فاستجابت ولايات الشمال لنداء الرئيس، وبعد أقل من أسبوع جهزت الولايات الشمالية أكثر من خمسمائة ألف مقاتل وتسابقت المؤسسات المالية الى إقراض خزانة الإتحاد وتسابق الأغنياء للتبرع لعائلات المتطوعين في القتال.

في 3 مايو وجه الرئيس نداءً ثانياً طلب فيه قوات أخرى من المشاة والبحرية، وكان يؤكد في كل خطبه وتصريحاته أنه لن يستعمل القوة إلا رداً على استعمال القوة من الجنوبيين، لكن هؤلاء بدأوا الحرب. كانت ولاية فرجينيا المسرح الرئيس للمعارك بين الفريقين وكان عدد سكان الولايات الجنوبية آنذاك حوالي 9 ملايين نسمة، في حين بلغ عدد سكان الشمال 22 مليون نسمة، فساد اعتقاد أن الحرب لن تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر وتحسم لصالح الشماليين.

دارت أول معركة بين الطرفين في 19 يوليو 1861 ومنيت قوات الرئيس لينكولن بهزيمة فادحة وأصبحت واشنطن مهددة بالسقوط في يد الانفصاليين. كان الكونغرس منعقداً أثناء المعركة فوافق على كل ما طلبه الرئيس من مال وتجنيد ما يشاء من الرجال وتقرر صرف خمسمائة مليون دولار وتجنيد نصف مليون شخص، كذلك قرر الكونغرس مصادرة أملاك الانفصاليين ومنها العبيد.

كانت إنكلترا وفرنسا قد اعترفتا بإتحاد الجنوبيين الجدد واعتبرتاه دولة مستقلة، فأثار ذلك الرأي العام في الولايات الشمالية وطلب من الرئيس أن يتّخذ موقفاً ضدهما، لكنه قرر إرجاء ذلك للوقت المناسب.

كان حمل السلاح محرّماً على العبيد بقوة القانون ولم يكن لهم أي حقوق كتلك التي يتمتع بها الرجل الأبيض أيا كانت أصوله، ومنها عدم مشاركتهم في الجيش، كان لينكولن يرى أنه لو سمح للعبيد بحمل السلاح فسيحاربون بإخلاص ليحصلوا على حريتهم، لذا صدر قانون بالموافقة على تجنيد الملوّنين ضمن القوات المسلحة، فكان أول حق يحصل عليه العبيد في الولايات المتحدة.

في هذه الأثناء تُوفي ابن آخر للرئيس ولم يتبق له سوى طفل واحد من بين الثلاثة، أصيبت زوجته بنوع من الهسيتيريا، عانى من تمرد بعض جنرالات جيشه، تحمّل جبالاً من الهموم في سبيل قضيته النبيلة وهي تحرير العبيد ومساواتهم بمواطني الولايات المتحدة في كل الحقوق.

بدأت بشائر النصر تلوح لقوات لينكولن بدءاً من سبتمبر 1862، وفي 23 من الشهر نفسه صدر بيان تاريخي أصبح نافذ المفعول ابتداء من أول يناير 1863، تقرر فيه تحرير جميع العبيد الذين يملكهم من ثاروا على الحكومة الفيدرالية من دون دفع أي تعويض لملاكهم، استثنى القرار العبيد الذين في حوزة سكان الولايات الشمالية تحسباً لأي عواقب غير محمودة، وكان لينكولن يقول: «إن تمكنت من إنقاذ الإتحاد من دون تحرير عبد واحد فسأفعل ذلك، وإن تمكنت من إنقاذ الإتحاد وتحرير جميع العبيد فسأفعل ذلك، وإن تمكنت من إنقاذ الإتحاد مع تحرير جزء من العبيد وترك الباقي في الحالة الموجودين عليها الآن فسأفعل ذلك أيضاً».

تلاحقت هزائم قوات لينكولن، وبدأت الخلافات تدبّ بين أعضاء حكومته وبين أعضاء الكونغرس الذين يعارضون الحرب ويطالبون بإعداد مشروع صلح مع الانفصاليين، وأصبحت واشنطن مهددة بالوقوع في أيدي الثوار الجنوبيين.

في أول يناير 1863 بدأ تنفيذ البيان التاريخي وصادرت السلطات العسكرية ممتلكات الانفصاليين ومن هذه الأملاك العبيد الذين كانوا يعتبرون مثل المتاع ويحسبون ضمن الذمة المالية لهم، وانهالت بعد ذلك التهاني على الرئيس من حكومات الدول الأخرى.

دراما النصر .. والاغتيال

استخدم لينكولن حقوقه الدستورية، فأعلن الأحكام العرفية وطلب تطبيق نظام الخدمة العسكرية الإجبارية وإباحة تجنيد الزنوج، على الرغم من أن البعض كان يرى في ارتداء الزنوج البذلة العسكرية عاراً، ووصل عدد الزنوج الذين جندوا في الحرب إلى 179 ألف زنجي وأصدر الكونغرس ترخيصاً لوزير الخزانة بطرح قرض حرب بمبلغ 900 مليون دولار.

في يوليو 1863 بدأت الأمور تسير لصالح لينكولن، فأحرزت قواته انتصارات على الثوار كانت لها أصداء واسعة لدى سكان ولايات الشمال، وزادت شعبيته بشكل كبير، فقرر مؤتمر الحزب الجمهوري المنعقد في بالتيمور ترشيحه لفترة رئاسة ثانية، وفي نوفمبر 1864 أعيد انتخاب إبراهام لينكولن رئيساً للولايات المتحدة لفترة رئاسية ثانية، وسط عواصف سياسية شديدة من معارضيه ومؤيديه، وفي 31 يناير 1865 وافق مجلس النواب في واشنطن على إدخال التعديل الثالث عشر على دستور الولايات المتحدة الأميركية الذي يحرّم تجارة العبيد على الأراضي الأميركية من دون أي تحفظ .

مع بداية عام 1865 بدأت جولات من المفاوضات بين الانفصاليين وحكومة البلاد الشرعية، وتمسك لينكولن بشرطين هما: العودة إلى حظيرة الإتحاد ومنع تجارة العبيد، وافق الجنوبيون على الشرط الأول ورفضوا الثاني، فعادت الحرب إلى الاشتعال.

شهد هذا العام بداية انهيار جيش الثوار الجنوبيين وفرضت قوات لينكولن حصاراً بحرياً على الولايات المنفصلة وبدأ شبح الجوع يهدد سكانها الذين علت أصواتهم بضرورة عقد صلح، لكن لينكولن كان مصمماً على شرطيه قبل الدخول في أي مفاوضات، فيما هرب ديفز جيفرسون رئيس إتحاد الجنوبيين في 3 أبريل عام 1865 بعدما تأكد أن الموقف العسكري ميؤوس منه وتمكنت السلطات الفيدرالية من القبض عليه وإيداعه السجن.

صباح يوم (الاثنين) 3 أبريل 1865 دخل لينكولن على رأس القوات الحكومية مدينة ريشموند عاصمة إتحاد الانفصاليين واستقبل استقبال الفاتحين العظماء، وكان الزنوج يبكون من الفرح وينحنون على أقدامه لمحاولة تقبيلها ويبكي هو الآخر من شدة فرحه بتحقيق هدفه.

في 9 أبريل 1865 أعلن الجنرال لي قائد القوات الانفصالية استسلامه بشكل رسمي، وعودة الولايات المنفصلة إلى حظيرة الإتحاد وخرج لينكولن يومها إلى شرفة البيت الأبيض لمقابلة الجماهير التي حضرت بالآلاف لتهنئته، وفي ليلة 13 أبريل 1865 أضيئت واشنطن بأكملها وأقيمت فيها احتفالات النصر بشكل رسمي.

في 14 أبريل حضر لينكولن آخر اجتماع له مع أعضاء حكومته وبدا فيه شارد الذهن ولما سئل عن شروده أجاب أنه حلم بأن الجنائز تملأ البلاد ولما سأل عن المتوفى قالوا: إنه الرئيس!

في اليوم ذاته خرج لينكولن مع زوجته للتنزه في شوارع واشنطن غير آبه بالتحذيرات في تنقلاته التي وجهها إليه المقربون منه ولم يصدّق أن أحداً يمكن أن يتعرض له بسوء بعدما حقق لبلاده وللإنسانية ما حقق.

مساءً، قصد لينكولن وزوجته مسرح فورد لمشاهدة أحد العروض، وبعد العاشرة بقليل دلف إلى اللوج الخاص بالرئيس شخص بيده بطاقة وقال للحرس إن لديه أنباء مهمة يريد إبلاغها للرئيس فسمحوا له بالدخول وأغلق الباب خلفه بهدوء، كان يخفي بين طيات ملابسه مسدساً، أطلق منه رصاصة استقرت في رأس لينكولن وفرّ هارباً خارج المسرح، حيث كان ينتظره حصان امتطاه وهرب، لكن قبض عليه بعد وقت قصير وقتله رجال الأمن وكان قاتلاً مأجوراً استأجرته فلول الانفصاليين.

عجز أطباء ذلك الزمن عن إنقاذ حياة لينكولن، وتُوفي في الثانية والثلث بعد منتصف ليل 15 أبريل عام 1865، نقل جثمانه إلى البيت الأبيض حيث سجي ثلاثة أيام، ثم نُقل بالقطار من واشنطن يوم 19 أبريل إلى مسقط رأسه عبر الطريق نفسها التي سلكها قبل خمسة أعوام ليتولى مهام منصبه كرئيس للجمهورية.

ترك لينكولن بصمة عميقة في تاريخ البشرية، فهو أحد أعظم رجال التاريخ الإنساني وأعظم رؤساء أميركا، أقام له الأميركيون بعد وفاته نصباً تذكارياً فخماً، عبارة عن 36 عموداً من الرخام المرمري بعدد ولايات الإتحاد الفيدرالي في فترة حكمه ويزور هذا النصب سنوياً الملايين.










منقول

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-09-2009, 04:44 AM
الغروب الغروب غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 29,452
معدل تقييم المستوى: 10
الغروب is on a distinguished road
رد: حكايات الغدر والموت والدم (2)

ليه يازمن

اشكرك على توالي تقديم هذه السلسلة لحكايات الغدروالموت والدم

تقديري.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-09-2009, 08:37 AM
نطاحت الجيش نطاحت الجيش غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,267
معدل تقييم المستوى: 18
نطاحت الجيش is on a distinguished road
رد: حكايات الغدر والموت والدم (2)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليه يازمن لاهنت علي الفااااااااااااده

 

التوقيع

 

العجمي اللي يحرق كبود عجمان
يبطي عظم ماذاق طعم المعزه
اربع بيارق شافت الشعب ينهان
واثنين منهم بس نقدر نرزه
ياكبرها ياياام ياربع راكان
الغبنه اللي تستطلي كل حزه

 
 
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-09-2009, 03:05 AM
ليــه يازمـــن ليــه يازمـــن غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: <<المـــريـــــخ>>
العمر: 40
المشاركات: 7,820
معدل تقييم المستوى: 24
ليــه يازمـــن is on a distinguished road
رد: حكايات الغدر والموت والدم (2)

مشـــكورين على المرور الرائــع... والله يعــطيكم العافيه...

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-09-2009, 05:34 AM
أحمد هلالي تركي أحمد هلالي تركي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 62
معدل تقييم المستوى: 16
أحمد هلالي تركي is on a distinguished road
رد: حكايات الغدر والموت والدم (2)

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-09-2009, 02:27 AM
ليــه يازمـــن ليــه يازمـــن غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: <<المـــريـــــخ>>
العمر: 40
المشاركات: 7,820
معدل تقييم المستوى: 24
ليــه يازمـــن is on a distinguished road
رد: حكايات الغدر والموت والدم (2)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد هلالي تركي مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
شــكرآ لــك على المرور..
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24-09-2009, 11:53 PM
الصورة الرمزية vip-534
vip-534 vip-534 غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 7,592
معدل تقييم المستوى: 25
vip-534 is on a distinguished road
رد: حكايات الغدر والموت والدم (2)

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

 

التوقيع

 

 
 
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13-10-2009, 02:40 PM
ليــه يازمـــن ليــه يازمـــن غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: <<المـــريـــــخ>>
العمر: 40
المشاركات: 7,820
معدل تقييم المستوى: 24
ليــه يازمـــن is on a distinguished road
رد: حكايات الغدر والموت والدم (2)

مشــكور على المرور... والله يعــطيك العافيــه...

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكايات الغدر والموت والدم(1) ليــه يازمـــن المجلس السياسي 5 06-09-2009 03:07 AM
السمنه والحل ليس ف الرجيم!!! سمو الرووح مجلس الطب والصحـــــة والغذاء 12 26-02-2009 04:03 PM
حكايات رمضانية عائشة بوح المشاعر 8 04-09-2008 05:22 PM
متعب التركي ..والموت هيــن الجنادري مجلس عيون الشعر النبطي 4 23-11-2006 11:15 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 10:46 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع