منقول من موقع (( إيلاف )) . :
د. مزاحم مبارك مال الله: السعال من الأعراض الملازمة لأغلب بل كل أمراض الجهاز التنفسي، السعال ربما يكون على شكل نوبات قصيرة أو طويلة، ربما يصاحبه ألم أو يكون سعال غير مؤلم، في بعض الحالات المرضية يكون جاف وفي بعضها مصاحب للبلغم، السعال يزداد صباحاً أو مساءً وحسب الحالة المرضية، أحياناً يتزامن مع الأزرقاق، الشعور بالأختناق، التقيؤ. السعال هو أول أعراض سرطان القصبة الهوائية بينما يكون من الأعراض المتأخرة في التدرن الرئوي.إن السعال في حالة شلل الحنجرة يكون أشبه بصوت البقرة، بينما يصاحبه الصرير(صوت مرتفع حاد في الزفير) في حالتي السعال الديكي وأنسداد الحنجرة أو القصبة الهوائية.
ثانياً ـ البلغم (البصاق)
البلغم المتقيح ينتج عن الألتهاب البكتيري في الجهاز التنفسي وخصوصاً في ألتهاب القصبات الحاد،ألتهابات تنفسية مضافة لألتهاب القصبات المزمن، ذات الرئة(ذات الجنب) البكتيري،التوسعات التنفسية الشُعبية وأيضاً في حالة الخرّاج الرئوي.البلغم يكون غزير وذي رائحة كريهة في حالة الخراج الرئوي وفي التوسعات الشُعبية بينما يكون مخاطي نتيجة للزيادة في أفراز المادة المخاطية من قبل تفرعات القصبة الهوائية. البلغم عادة مايوجد في ألتهاب القصبات المزمن وفي الربو القصبي، وفي المراحل الأولى للتدرن الرئوي ويكون مخاطي بينما في المراحل المتقدمة فعادة مايكون قيحي.
ثالثاً ـ السعال الدموي
أبرز الحالات التي يحصل فيها السعال الدموي هي سرطان الشعب القصبية، الأحتشاء الرئوي،الأنتفاخ(التوسعات) التنفسية الشُعبية والتدرن الرئوي.إن السعال الدموي متفاوت الدرجات، بين خيط دموي بسيط جداً الى وجود دم واضح جداً، إنه أحد الأعراض الشائعة في ألتهاب القصبات الحاد والمزمن، ورغم النزف بسيط وقليل في الجهاز التنفسي السفلي إلاّ إنه يعبر عن حالة خطرة كامنة، لذلك تتوجب الفحوصات التامة.
رابعاً ـ آلام الصدر
هناك أربعة أنواع من آلام الصدر تصاحب أمراض الجهاز التنفسي وهي:ـ
1.ألم مركزي(في وسط) خلف عظم القص ذات طبيعة وكأنه يدعو الى الحك ، ويزداد سوءاً بالسعال وعادة ما يحصل في حالة ألتهاب القصبة الهوائية.
2.عدم الأرتياح المركزي (الوسطي)في الصدر وهو غالباً ما يحصل نتيجة نمو الأورام القصيّة.
3.ألم الصدر أحادي الجانب:وهو إمّا أمامي أو خلفي(جهة الظهر) أو جانبي(جهة الأبط)،ويكون عادة حاد(قاطع بطبيعته، وكأنه طعنات)، يصبح أسوأ حينما يأخذ المريض نَفَساً عميق أو بالسعال. وسبب هذا الألم ألتهاب الغشاء الجنبي وكذلك في حالة الضلع المكسور.
4.الألم الثابت:وليس له علاقة بالتنفس، سببه الأنتقال المباشر لسرطان الرئة الى القفص الصدري، أو إنتشاره الى الفقرات أو الأضلاع. كل ذلك يؤدي الى الضغط على الأعصاب ما بين الأضلاع.
ألم غشاء الجنب
سببه ألتهاب الغشاء الذي يحيط الرئتين ويبطن القفص الصدري والحجاب الحاجز، ويصبح الألم أسوأ في نهاية الزفير، ويحاول المريض أن يقلل الألم بسحب نًفَس سطحي وليس عميق مع محاولته كبح السعال قدر ما يستطيع.الألم يشمل كل المنطقة التي تزود بنفس عصب الجزء الملتهب.الألم في الجزء الأمامي وأعلى الكتفين هو من خواص ألتهاب غشاء الجنب الخاص بالحجاب الحاجز.أحياناً ألم غشاء الجنب ينتقل الى ألم في الجدار البطني الأمامي ويكون من الصعوبة تميزه عن الحالات البطنية الطارئة. وهناك حالة تنتج عن أحتكاك سطحين متقابلين من أوجه الغشاء(الأحتكاك يسببه الناتج الليفي للألتهاب)هذه الحالة تدعى الفرك أو الحك الجنبي وهي من الخصائص المهمة جداً لتشخيص ألتهاب غشاء الجنب ويمكن تمييزها بالسماعة الطبية.
خامساً ـ ضيق النَفَس
يقول العلماء إن التنفس هو الفعل اللاإرادي الوحيد الذي تؤديه العضلات الأرادية، وضيق النفس هو الأحساس بجهد التنفس للوصول لحالة الوعي في الوقت الذي يكون فيه الشخص الأعتيادي غير مهتم أو خائف من التنفس على الأطلاق،(هذا الأحساس ناشئ عن عدم التناسب بين كمية النَفَس الذي يشعر به المريض إنه بحاجة أليه وبين الكمية التي ينجزها). إن ضيق النفس يجب أن يُميّز عن زيادة عملية التهوية وعن زيادة معدل التنفس.ضيق النفس يحصل في العديد من الأمراض ولاتوجد نظرية واحدة لتفسير لماذا يحصل. ففي حالة وجود مقاومة عالية لمرور الهواء كالربو أو ألتهاب القصبات المزمن فهذا يعني زيادة العمل الميكانيكي لتأمين التهوية التنفسية المطلوبة لبقاء الوعي وديمومة الحياة.هذا التفسير يمكن أن ينطبق على حالة ألتهاب الحويصلات الرئوية الليفي، وينطبق أيضاً على حالة قلّة تركيز الأوكسجين في الدم أثناء ممارسة الرياضة وكذلك في حالات أمراض القلب وربما فقر الدم الشديد.
في أمراض القلب أوالرئتين البسيطة فضيق النَفَس يمكن ملاحظته من الجهد المبذول،ولكن وجود ضيق النَفَس أثناء الراحة فهذا دليل على وجود مرض متقدم أو مستعصي.
ضيق النَفَس يحصل في الأنفعال النفسي وفي حالة الحساسية التنفسية وهما وأشباههما لايمكن أيجاد أي علامة مميزة في أشعة الصدر أو غيرها من الفحوصات التحليلية.
سادساً ـ الأزيز(الصفير)
في كل الأمراض والتي تشترك بحالة تضييق المسالك التنفسية وخصوصاً الربو القصبي فأن الأزيز هو العرض الأهم من بين الأعراض. إنه صوت موسيقي يمكن سماعه أثناء الزفير، تصحبه القرقعه(صوت الفقاعات)حين إجراء الفحص بالسماعة الطبية.من جانب أخر فالصرير يحصل جراء إنسداد أو تضيق أحد المسالك التنفسية الرئيسة كالحنجرة، القصبة الهوائية أو أحد الشعب القصبية الرئيسة، هذا الصوت يمكن سماعه أثناء الشهيق وخصوصاً بعد السعال.
سابعاً ـ هبوط تركيز الأوكسجين بالدم
وهي الحالة التي تقل فيها نسبة الأوكسجين في الدم الشرياني وحينما تكون شديدة فأن أزرقاقاً جسمانياً مركزياً سيحصل. إن هذه الحالة تحصل في أمراض القلب الولادية حينما يختلط الدم الفاسد بالدم النقي، وكذلك في تشوهات الأوعية الدموية، ويمكن ملاحظة هبوط تركيز الأوكسجين بالدم في حالة التسمم بأول أوكسيد الكاربون وفي حالة فقر الدم(الأنيميا) الشديد .
ثامناً ـ فرط تركيز الكاربون بالدم
وهي حالة أرتفاع نسبة ثاني أوكسيد الكاربون بالدم وبالتأكيد لها علاقة بالمركز الدماغي المسؤول عن التعامل مع هذا الغاز القاتل. إن مؤشرات زيادة تركيز ثاني أوكسيد الكاربون هي: توسع الأوعية الدموية المحيطية، دفئ الأطراف، نبض سريع، تعرق، تقلص عضلي، أرتعاش جسدي، صداع، غثيان، غيبوبة، توسع الأوردة في شبكية(العين)،كل هذه المؤشرات ليست تشخيصية وإنما قياس نسبة ثاني أوكسيد الكاربون هو الحل الأمثل في التشخيص.
تاسعاً ـ الفشل(العجز) التنفسي
وهي الحالة التي ينعدم عندها معرفة الضغط الطبيعي للأوكسجين وثاني أوكسيد الكاربون في الدم الشرياني .هناك نوعان من العجز التنفسي ، النوع الأول والذي يكون فيه ضغط ثاني أوكسيد الكاربون طبيعي أو هابط بينما ضغط الأوكسجين يكون قليل ، أما النوع الثاني فيكون فيه ضغط ثاني أوكسيد الكاربون مرتفع بينما ضغط الأوكسجين منخفض.إن الأسباب الرئيسة للنوع الأول هي الربو القصبي، ذات الرئة ، الوذمة(تجمع السوائل) الرئوية، التهاب الحويصلات التحسسي وألتهاب الحويصلات التليفي وكذلك في حالة الأنسداد التجلطي الرئوي. أما أسباب النوع الثاني فهي ألتهاب القصبات المزمن وخصوصاً أذا زامنه ألتهاب تنفسي حاد، الشلل التنفسي ، تشوهات القفص الصدري وكذلك تعطل عمل مركز التنفس في الدماغ خصوصاً في حالة تناول أدوية وعلاحات مخدّرة ومهدئّة .
عاشراً ـ تفلطح أصابع اليدين والقدمين
في اليدين أكثر وضوحاً،حيث تصاب نهايات الأصابع بالأستعراض(يزداد عرضها) مع تحدب(تقوس)الأظافر،الآلية التي تحصل بسببها هذه الظاهرة غير مفهومة لحد الأن ولكن الشئ المؤكد إنها موجودة عند المرضى الذين يعانون من الأمراض التنفسية، وتحديداً سرطان القصبات الهوائية، تليف الحويصلات الرئوية، المدخنين ، المصابين بالربو، وكذلك فهذه الحالة نجدها لدى المصابين بألتهاب عضلة القلب، وفي حالات التشوهات القلبية الولادية الأزرقاقية،وكذلك في بعض أمراض الجهاز الهضمي.