مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > مجلس الدراسات والبحوث العلمية

مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 03-04-2005, 12:22 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road
الابداااااااااااااااااااع

الإبداع في العملية التربوية
وسائله ونتائجه

د. يسري مصطفى السيد
جامعة الإمارات ـ كلية التربية ـ مركز الانتساب الموجه بأبو ظبي

* الهدف القريب:

* تقبُّل التفكير الإبداعي وتعديل الاتجاهات الإبداعية والتسامح مع الاختلاف العقلي وتقبُّله والتعرف على ماهيته ومراحله وأساليب تنميته، ومعوقاته.

* الهدف الوسيط:

* توفير مناخ تعليمي يساعد الطلاب على تفجير طاقاتهم الإبداعية وتنميتها.

* الهدف البعيد:

* ممارسة المعلم والمتعلم العملية الإبداعية ومهارات التفكير الإبداعي.

( المحاضرة تتناول قضايا الإبداع بعامة وكل معلم يستفيد بالتطبيق على قضايا ومفاهيم تخصصه الدقيق بالبحث في المفاهيم والمعارف والمهارات وجوانب الميول .. في تخصصه).

* اهتمام مُبرر:

1 ـ يعتبر الإبداع والتفكير الإبداعي من أهم الأهداف التربوية في التربية.

2 ـ تربية وتعليم التلاميذ المبدعين في الدول المتقدمة كان من العوامل الأساسية التي أدت إلى التقدم العلمي والاقتصادي في العصر الحديث.

3 ـ إذا كان الإبداع والاهتمام بالمبدعين مهماً بالنسبة للمجتمعات المتقدمة صناعياً، فإنه ينبغي أن تتزايد أهميته في الدول النامية، بل وتتفوق عليها في اهتمامها به.

* افتراضات:

1 ـ هل الإبداع صفة جسمية وراثية في المتعلم؟

* إن كانت الإجابة نعم ! فمن الصعب إثارته وتحسينه بالتعليم.

* أدب الإبداع يؤكد الآن إنه شكلاً من أشكال النشاط العقلي يمارسه المتعلم، ويتمتع جميع الطلاب بدرجة معينة من الإبداع، ولو أنهم يختلفون في الكم وليس في النوع في هذه الصفة، وهذا يعني إمكانية تعليم الإبداع والتدريب على ممارسته.

2 ـ هل بيئة التعلم الشائعة تنمي القدرة على الإبداع؟

* تنمية القدرة على الإبداع والتفكير الإبداعي رهن اقتناع المعلمين والمسئولين عن المؤسسة التربوية بأهمية الإبداع والمبدعين وتنمية قدراتهم الإبداعية.

* إخلاص المعلم وحماسه لإفادة الطلاب ورعاية المبدعين لا يقل أهمية في التدريس من أية عوامل أخرى تتعلق بالعملية التدريسية.

3 ـ هل يمكن إكساب المتعلم القدرات الإبداعية بدون توافر الاستعدادات والاتجاهات اللازمة للإبداع؟

* المتعلم بما يملك من قدرات عقلية واتجاهات إيجابية إبداعية، فإنه يمكنه تقبُّل وممارسة العملية الإبداعية من خلال ممارسة النشاطات التدريسية التعلمية التي تُعرّضه لمشكلات تستثير وتتحدى قدراته العقلية، وبدون توافر هذه القدرات تُصبح مشاركة المتعلم وانغماسه في العملية الإبداعية أمراً مشكوكاً فيه.

* ما الإبداع ؟ (Innovation - Creativity)

* تحديد المفهوم الدقيق للإبداع يساعد المعلمين على التعرف إلى الطلاب المبدعين، أو ذوي القدرات والاتجاهات الإبداعية.

* مراجعة البحوث والدراسات التربوية والنفسية أظهرت أن الإبداع متعدد المناحي، ويمكن النظر إليه من خلال أربعة مناحي هي:

1 ـ المنحى الأول: مفهوم الإبداع بناءً على سمات الشخص المبدع Creative Person:

هو المبادأة التي يبديها المتعلم في قدرته على التخلص من السياق العادي للتفكير وإتباع نمط جديد من التفكير، ويذكر جيلفورد Guilford أن المتعلم المبدع يتسم بسمات عقلية أهمها: الطلاقة Fluency والمرونة Flexibility والأصالة Originality .

2 ـ المنحى الثاني: مفهوم الإبداع بناء على أساس الإنتاج Creative Product:

يلخص خير الله الإبداع بأنه "قدرة المتعلم على الإنتاج إنتاجاً يتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية، والمرونة التلقائية والأصالة وبالتداعيات البعيدة وذلك كاستجابة لمشكلة أو موقف مثير".

وهكذا يعبّر التفكير الإبداعي عن نفسه في صورة إنتاج شيء جديد، أو التفكير المغامر، أو الخروج عن المألوف، أو ميلاد شيء جديد سواء كان فكرة أو اكتشافاً أو اختراعاً بحيث يكون أصيلاً Original وحديثاً Novel .

ويؤكد بعض المربين على أن الفائدة شرط أساسي في التفكير والإنتاج الإبداعي. وبالتالي فإن إطلاق مفهوم الإبداع لا يجوز على إنتاج غير مفيد، أو إنتاج لا يحقق رضا مجموعة كبيرة من الناس في فترة معينة من الزمن.

3 ـ المنحى الثالث: مفهوم الإبداع على أنه عملية Creative Process :

يُعرّف تورانس Torrance الإبداع بأنه "عملية يصبح فيها المتعلم حساساً للمشكلات، وبالتالي هو عملية إدراك الثغرات والخلل في المعلومات والعناصر المفقودة وعدم الاتساق بينها، ثم البحث عن دلائل ومؤشرات في الموقف وفيما لدى المتعلم من معلومات، ووضع الفروض حولها، واختبار صحة هذه الفروض والربط بين النتائج، وربما إجراء التعديلات وإعادة اختبار الفروض".

4 ـ المنحى الرابع: مفهوم الإبداع بناءً على الموقف الإبداعي أو البيئة المبدعة Creative Situation:

يُقصد بالبيئة المبدعة المناخ بما يتضمنه من ظروف ومواقف تيسر الإبداع، أو تحول دون إطلاق طاقات المتعلم الإبداعية. وتُقسّم هذه الظروف إلى قسمين هما:

أ ـ ظروف عامة: ترتبط بالمجتمع وثقافته، فالإبداع ينمو ويترعرع في المجتمعات التي تتميز بأنها تهيئ الفرص لأبنائها للتجريب دون خوف أو تردد، وتُقدم نماذج مبدعة من أبنائها من الأجيال السابقة كنماذج يتلمس الجيل الحالي خطاها، وبالتالي تُشجّع على نقد وتطوير الأفكار العلمية والرياضية والأدبية ...

وقد أعد تورانس تقريراً حول زيارته لليابان للمقارنة بين تأثير كل من الثقافتين اليابانية والأمريكية على الإنجاز الإبداعي، وقد ذكر أنه وجد في اليابان 115 مليوناً من فائقي الإنجاز ـ وهم جميع سكان اليابان ـ بعكس أمريكا. ويفسر تورانس ذلك في ضوء ثقافة المجتمع الياباني الميسر للإبداع والتفكير الإبداعي، ومظاهر الجد والدقة والنظام والصرامة والجهد المكثف، والتدريب على حل المشكلات بدءاً من مرحلة رياض الأطفال.

ب ـ ظروف خاصة: وترتبط بالمعلمين والمديرين والمشرفين التربويين وأدوارهم في تهيئة الظروف والبيئة الصفية والمدرسية لتنمية الإبداع لدى الطلاب.

* تعددت وسائل قياس الإبداع والمقاييس المستخدمة للتعرف على الطلاب المبدعين وعليه ظهرت مقاييس لسمات الشخصية مثل قائمة سمات التفكير المبدع (Torance) ومقاييس القدرة على التفكير الإبداعي، وقائمة السمات للشخصية المبدعة (خير الله 1981) ومقاييس الاتجاه نحو الإبداع (زين العابدين درويش 1983) ... الخ.

* مكونات الإبداع والتفكير الإبداعي:

يتضمن الإبداع والتفكير الإبداعي يتضمن مجموعة من القدرات العقلية تحددها غالبية البحوث والدراسات التربوية والنفسية بما يلي:

أولاً : الطلاقة (Fluency)

تتضمن الطلاقة الجانب الكمي في الإبداع، ويُقصد بالطلاقة تعدد الأفكار التي يمكن أن يأتي بها المتعلم المبدع، وتتميز الأفكار المبدعة بملاءمتها لمقتضيات البيئة الواقعية، وبالتالي يجب أن تُستبعد الأفكار العشوائية الصادرة عن عدم معرفة أو جهل كالخرافات.

وعليه كلما كان المتعلم قادراً على إنتاج عدد أكبر من الأفكار أو الإجابات في وحدة الزمن، توفرت فيه الطلاقة أكثر.

وتُقاس الطلاقة بأساليب مختلفة منها على سبيل المثال:

1 ـ سرعة التفكير بإعطاء كلمات في نسق محدد، كأن تبدأ أو تنتهي بحرف أو مقطع معين (هراء، جراء ..) أو التصنيف السريع للكلمات في فئات خاصة. (كرة، ملعب، حكم ..).

2 ـ تصنيف الأفكار وفق متطلبات معينة، كالقدرة على ذكر أكبر عدد ممكن من أسماء الحيوانات الصحراوية أو المائية، أو أكبر قدر من الاستعمالات للجريدة، أو الحجر، أو العلب الفارغة .. الخ.

3 ـ القدرة على إعطاء كلمات ترتبط بكلمة معينة، كأن يذكر المتعلم أكبر عدد ممكن من التداعيات لكلمة نار، أو سمكة، أو سيف، أو مدرسة .. الخ.

4 ـ القدرة على وضع الكلمات في أكبر قدر ممكن من الجمل والعبارات ذات المعنى.

ثانياً : المرونة (Flexibility)

* تتضمن المرونة الجانب النوعي في الإبداع، ويُقصد بالمرونة تنوع الأفكار التي يأتي بها المتعلم المبدع، وبالتالي تشير المرونة إلى درجة السهولة التي يغير بها المتعلم موقفاً ما أو وجهة نظر عقلية معينة.

فالتلميذ على سبيل المثال، الذي يقف عند فكرة معينة أو يتصلب فيها، يُعتبر أقل قدرة على الإبداع من تلميذ مرن التفكير قادر على التغيير حين يكون ذلك ضرورياً.

ومن أمثلة الاختبارات الشائعة للمرونة اختبار إعادة ترتيب إعادة عيدان الكبريت، أو الاستعمالات غير المعتادة لأشياء مألوفة .. الخ.

ثالثاً : الأصالة (Originality)

يُقصد بالأصالة التجديد أو الإنفراد بالأفكار، كأن يأتي المتعلم بأفكار جديدة متجددة بالنسبة لأفكار زملائه. وعليه تشير الأصالة إلى قدرة المتعلم على إنتاج أفكار أصيلة، أي قليلة التكرار بالمفهوم الإحصائي داخل المجموعة التي ينتمي إليها المتعلم. أي كلما قلت درجة شيوع الفكرة زادت درجة أصالتها. ولذلك يوصف المتعلم المبدع بأنه الذي يستطيع أن يبتعد عن المألوف أو الشائع من الأفكار.

* تختلف الأصالة عن عاملي الطلاقة والمرونة فيما يلي:

1 ـ الأصالة لا تشير إلى كمية الأفكار الإبداعية التي يعطيها الفرد، بل تعتمد على قيمة ونوعية وجدة تلك الأفكار، وهذا ما يميز الأصالة عن الطلاقة.

2 ـ الأصالة لا تشير إلى نفور المتعلم من تكرار تصوراته أو أفكاره هو شخصياً كما في المرونة، بل تشير إلى النفور من تكرار ما يفعله الآخرون، وهذا ما يميزها عن المرونة.

وعليه يمكن قياس الأصالة عن طريق:

1 ـ كمية الاستجابات غير المألوفة والتي تُعتبر أفكاراً مقبولة لمشاكل محددة مثيرة.

2 ـ اختيار عناوين لبعض القصص القصيرة المركزة في موقف مكثف قد يكون درامياً أو فكاهياً. ويُطلب من المتعلم أن يذكر لها عناوين طريفة أو غريبة بقدر ما يستطيع في وقت محدد، مع احتمال استبدال القصة بصورة أو شكل.

رابعاً : التفاصيل (الإكمال) (Elaboration)

يُقصد بالتفاصيل (أو الإكمال أو التوسيع) البناء على أساس من المعلومات المعطاة لتكملة (بناء) ما من نواحيه المختلفة حتى يصير أكثر تفصيلاً أو العمل على امتداده في اتجاهات جديدة. أو هو قدرة المتعلم على تقديم إضافات جديدة لفكرة معينة، كما يمكنه أن يتناول فكرة بسيطة أو رسماً أو مخططاً بسيطاً لموضوع ما ثم يقوم بتوسيعه ورسم خطواته التي تؤدي إلى كونه عملياً.

وقد أشارت ملاحظات تورانس في بحوث الإبداع إلى أن التلاميذ الصغار الأكثر إبداعاً يميلون إلى زيادة الكثير من التفصيلات غير الضرورية إلى رسوماتهم وقصصهم.

^ مراحل العملية الإبداعية ( عملية الإبداع Creative Process ):

ما زال فهم عملية الإبداع ومراحلها من أكثر القضايا الخلافية بين التربويين وعلماء النفس وطرائق التدريس، ويذكر والاس وماركسبري Wallas & Marksberry أن عملية الإبداع عبارة عن مراحل متباينة تتولد أثناءها الفكرة الجديدة المبدعة، وتمر بمراحل أربع هي:

1 ـ مرحلة الإعداد أو التحضير Preparation :

في هذه المرحلة تُحدد المشكلة وتُفحص من جميع جوانبها، وتُجمع المعلومات حولها ويُربط بينها بصور مختلفة بطرق تحدد المشكلة. وتشير بعض البحوث إلى أن الطلاب الذين يخصصون جزءاً أكبر من الوقت لتحليل المشكلة وفهم عناصرها قبل البدء في حلها هم أكثر إبداعاً من أولئك الذين يتسرعون في حل لمشكلة.

2 ـ مرحلة الاحتضان (الكمون أو الاختمار Incubation ):

مرحلة ترتيب يتحرر فيها العقل من كثير من الشوائب والأفكار التي لا صلة لها بالمشكلة، وهي تتضمن هضماً عقلياً ـ شعورياً ولا شعورياً ـ وامتصاصاً لكل المعلومات والخبرات المكتسبة الملائمة التي تتعلق بالمشكلة.

كما تتميز هذه المرحلة بالجهد الشديد الذي يبذله المتعلم المبدع في سبيل حل المشكلة. وترجع أهمية هذه المرحلة إلى أنها تعطي العقل فرصة للتخلص من الشوائب والأفكار الخطأ التي يمكن أن تعوق أو ربما تعطل الأجزاء الهامة فيها.

3 ـ مرحلة الإشراق (أو الإلهام Illumination):

وتتضمن انبثاق شرارة الإبداع (Creative Flash) أي اللحظة التي تولد فيها الفكرة الجديدة التي تؤدي بدورها إلى حل المشكلة. ولهذا تعتبر مرحلة العمل الدقيق والحاسم للعقل في عملية الإبداع.

4 ـ مرحلة التحقيق (أو إعادة النظر Verification ):

في هذه المرحلة يتعين على المتعلم المبدع أن يختبر الفكرة المبدعة ويعيد النظر فيها ليرى هل هي فكرة مكتملة ومفيدة أو تتطلب شيئاً من التهذيب والصقل. وبعبارة أخرى هي مرحلة التجريب (الاختبار التجريبي) للفكرة الجديدة (المبدعة).

ويلخص الألوسي (1981) مراحل عملية الإبداع في المراحل الخمس التالية:

1 ـ مرحلة الإحساس بالمشكلة.

2 ـ مرحلة تحديد المشكلة.

3 ـ مرحلة الفرضيات.

4 ـ مرحلة الولادة للإنتاج الأصيل.

5 ـ مرحلة تقويم النتاج الإبداعي.

^ ملاحظات على مراحل عملية الإبداع:

* لا يوجد اتفاق تام بين الباحثين على خطوات العملية الإبداعية أو مراحلها، وبالتالي فإن مراحل عملية الإبداع ليست خطوات جامدة ينبغي إتباعها بالتسلسل الجامد السابق الذكر.

* مراحل عملية الإبداع مراحل متداخلة ومتفاعلة مع بعضها، وبالتالي فإن فكرة المراحل كما يراها بعض الناقدين هي فكرة تحليلية تعمل على تجزئة السلوك الإبداعي.

* يرفض بعض الباحثين استخدام كلمة مراحل أو أطوار، ويفضلون الحديث عن جوانب أو أوجه العملية الإبداعية.

* يرى بعض الباحثين في موضوع الإبداع اختصار مراحل عملية الإبداع إلى مرحلة واحدة هي لحظة الإشراق أو الإلهام (الخلق Moment of Creation) وبالتالي فإن دراسة الإبداع تكون أكثر فائدة في ضوء النتاج الإبداعي بدلاً من عملية الإبداع.

^ خصائص المبدعين:

يتمتع المبدعون بصفات شخصية وعقلية ونفسية متنوعة، لكن أهم السمات العامة المشتركة بينهم تدل ـ بدرجات متفاوتة ـ على أنهم يمتلكون قدرات إبداعية. ومن هذه الخصائص كما يوثقها أدب الإبداع ما يلي:

1 ـ حب الاستطلاع والاستفسار والحماس المستمر والمثابرة في حل المشكلات.

2 ـ الرغبة في التقصي والاكتشاف، وتفضيل المهمات العلمية والرياضية والأدبية والفنية الصعبة.

3 ـ البراعة والدهاء وسعة الحيلة، وسرعة البديهة وتعدد الأفكار والإجابات، وتنوعها بالمقارنة بأقرانهم.

4 ـ إظهار روح الاستقصاء في آرائهم وأفكارهم.

5 ـ القدرة على عرض أفكارهم بصور مبدعة، والتمتع بخيال رحب وقدرة عالية على التصور الذهني، والتمتع بمستويات عقلية عليا في تحليل وتركيب الأفكار والأشياء.

6 ـ تكريس النفس للعمل الجاد بدافعية ذاتية، ويهبون أنفسهم للعمل العلمي أو الأدبي ... لفترات طويلة، ويميلون للمبادأة في أنشطتهم الإبداعية، ويثقون في أنفسهم كثيراً.

7 ـ امتلاك خلفية واسعة وعميقة في حقول علمية وأدبية ولغوية وفنية .. مختلفة ، كما أنهم كثيرو القراءة والإطلاع.

8 ـ المتعلم المبدع يسأل أسئلة إبداعية (مفتوحة النهاية) أعلى في المستوى العقلي وأكثر عدداً من غير المبدع.

9 ـ الاستقلالية في الفكر والعمل، وكثيرون منهم يميلون للانعزالية والانطواء.

10 ـ انخفاض سمات العدوانية، أكثر تلقائية من الأقران، وأكثر استقلالاً في الحكم، معارضون بشدة لرأي الجماعة إذا شعروا أنهم على صواب، أكثر جرأة ومغامرة وتحرراً، وأكثر ضبطاً للذات وسيطرة عليها.

ويتضح من السمات النفسية والعقلية السابقة أن الفرد المبدع يعاني توتراً شديداً للتوفيق بين المتعارضات الكامنة في طبيعته مع محاولة تحمل ذلك التوتر والتكيف معه والحد منه

^ الإبداع والذكاء:

تضاربت آراء علماء التربية وعلم النفس في علاقة الذكاء بالإبداع، وتذكر أدبيات الإبداع أن هناك رأيين في هذا المجال هما:

* الأول: أن الإبداع في مجالاته المختلفة، مظهر من مظاهر الذكاء العام للفرد، أو أن الإبداع عملية عقلية ترتبط بالذكاء، ولذلك يقررون أنه ما لم يكن ذكياً فلا يستطيع أن يُبدع شيئاً، وعليه فليست هناك قدرة خاصة للإبداع.

* الثاني: أن الإبداع ليس هو الذكاء، وبالتالي فإنهما نوعان مختلفان من أنواع النشاط العقلي للإنسان. فقد تجد تلميذاً مُبدعاً ولكنه لا يتمتع بمستوى عالٍ من الذكاء، والعكس وارد أيضاً. أي أن الذكاء والإبداع قدرتان منفصلتان. وبالتالي هناك قدراً من التمايز بينهما وإن لم يكن تاماً بين هذين النوعين من القدرات.

وبناء عليه، يُنظر للذكاء كما تقيسه اختبارات الذكاء بأنه تفكير تقاربي Convergent Thinking يتطلب تقديم إجابات صحيحة معينة. بينما التفكير الإبداعي هو تفكير تباعدي متشعب Divergent Thinking يتطلب تقديم عدة حلول مناسبة ومتنوعة، وبالتالي يتميز بالتعبير الحر غير المُقيد لاستعمال القدرات العقلية.

وفي هذا الصدد، تؤكد بحوث تيلر Taylor وبحوث ماكينون Mackinnon إلى أن مقاييس واختبارات الذكاء تخفق في تمييز التلاميذ المبدعين، وقد يرجع ذلك إلى أن تلك الاختبارات تتضمن بدرجة كبيرة أعمالاً تحتاج إلى التذكر والتفكير المتقارب وتهتم بتقديم إجابة واحدة صحيحة. ونادراً ما تقيس شيئاً من التفكير التباعدي المتشعب، والذي يتميز بالاتجاه إلى عدة حلول مناسبة متنوعة.

هذا، وعلى الرغم أنّ الإبداع والذكاء ليس من الضروري أن يرتبطا بعلاقة عالية، إلا أن خلاصة البحوث تشير إلى أن العلماء المبدعين يمتلكون مستوى عالياً من الذكاء.

وقد أكدت دراسات حديثة وجوب توفر درجة معينة أو حد أدنى من الذكاء (حوالي 120) في المتعلم المبدع، دونه ما أمكن له أن يكون مبدعاً. كما أوضحت معظم الدراسات عدم وجود فروق بين الذكور والإناث بالنسبة للإبداع والذكاء.

^ الإبداع والتحصيل:

أشارت دراسات عديدة إلى وجود علاقة ضعيفة بين الإبداع والتحصيل الدراسي، أو سالبة أحياناً. وهذا يعني أن الكفاءة العالية في التحصيل ليس شرطاً أساسياً لتحقيق الإبداع، وهذا يؤكد ما يقوله تورانس بأن تعلم المعلومات واسترجاعها يعتبر مؤشراً غير كافٍ للإبداع.

وهذا قد يفسر: لماذا لم يتوصل كثير من العلماء المبدعين إلى مكانتهم المرموقة في البيئة المدرسية الشائعة. وفي هذا الصدد نُقل عن إينشتين Einstein قوله: "إنني لا أكدس ذاكرتي بالحقائق التي أستطيع أن أجدها بسهولة في إحدى الموسوعات". وعليه فإن المدارس (والمعلمين) لم تكافئ كثيراً الطلاب المبدعين.

وتؤكد نتائج البحوث أن معظم الطلاب المبدعين حصلوا على تقديرات متوسطة أو ضعيفة في التحصيل الدراسي، وترد ذلك لأحد سببين: إما إن المدارس بمراحلها التعليمية المختلفة لم تستطع تمييز المبدعين وقدراتهم الإبداعية! ، أو لم تستطع مكافأة هؤلاء المبدعين وإشباع حاجاتهم وقدراتهم التفكيرية الإبداعية.

^ الإبداع والمعلم:

ترى الغالبية العظمى من التربويين أن التعلم الإبداعي لن يتم في ظروف صفية أو بيئة تعلم لا يتوفر فيها التدريس الإبداعي. وهذا يطرح سؤالاً حرجاً: كيف يكون المعلم معلماً مبدعاً؟ أو إلى أي درجة نستطيع إدخال وتبني التدريس الإبداعي في مدارسنا بمختلف مراحلها؟

لأغراض تعليم الإبداع والتفكير الإبداعي يُعرّف رومي Romey الإبداع بكلمات بسيطة، بأنه القدرة على تجميع الأفكار والأشياء والأساليب في أسلوب وتقنية جديدة . وبالتالي فالمعلم إذا استخدم أسلوباً أو تقنية جديدة تساهم في تفجير قدرات المتعلمين الإبداعية (حتى لو كان هناك من استخدم هذا الأسلوب ، أو تم وصفه في مرجع ما) يكون المعلم عندئذ معلماً مبدعاً. لذا يُنظر للمعلم باعتباره المفتاح الأساسي في تعليم الإبداع وتربيته.

ويرى المتخصصون في الإبداع أنه ما لم يمتلك المعلم حداً أدنى من معامل الإبداع Creativity Quotient على حد تعبير رومي فإن ذلك قد ينعكس سلبياً على التلاميذ بعامة وعلى المبدعين منهم بخاصة.

ولكي يحدد المعلم معامل الإبداع لديه، فإن عليه أولاً أن يحدد مدى إبداعه في النشاطات التدريسية التالية:

أولاً: الإبداع في ترتيب وتنظيم الموضوعات الدراسية:

* أسهل طرق التدريس إتباع المعلم والتزامه بتدريس الموضوعات كما هي مرتبة في الكتاب المقرر، أو في خطة المنهاج المدرسي.

* ترتيب الموضوعات والنشاطات التدريسية حسب اعتبارات معينة له دور مهم في إبداع المعلم، فمثلاً: حدوث هزة أرضية في المنطقة، أو ثوران بعض البراكين، أو غرق باخرة بالقرب من سواحل الدولة، أو خروج رحلة فضاء، أو نزول المطر .. الخ، يمكن للمعلم المبدع الاستفادة من هذه الأحداث وغيرها في إعادة ترتيب بعض الموضوعات بمرونة إبداعية، وهكذا يخرج عن الروتين التدريسي، ويتحرر من جمود الكتاب، وهذا ينطبق بالطبع بغض النظر عن التخصص الأكاديمي للمعلم (لغة عربية، علوم، رياضيات .. الخ).

* كم تقوم، كمعلم، بذلك؟ وكم يقوم المعلمون في مدارسنا بذلك؟

ثانياً: الإبداع في إثارة المشكلات:

ينبغي أن تُقدم الموضوعات على صورة مشكلات، أو أسئلة تتطلب الإجابة عنها. وكل طالب أو مجموعة من الطلاب يرى المشكلة برؤية قد تختلف عن رؤية الآخرين. وعلى المعلم أن يثير المشكلات بطرق إبداعية بدرجات متفاوتة بحيث تستفز وتلبي قدرات الطلاب وتُفجّر طاقاتهم الإبداعية.

ومن أمثلة المشكلات التي يمكن للمعلم إثارتها في صورة أسئلة إبداعية:

1 ـ كيف ينتقل الماء من التربة إلى قمة الشجرة ضد الجاذبية الأرضية؟

2 ـ لماذا خلق الله البشر بزوج من العيون، لا بعين واحدة؟

3 ـ ماذا يحدث لو دارت الأرض حول نفسها بسرعة تعادل 24 مرة سرعة دورانها الحالية؟

5 ـ كيف يمكنك الاستفادة من الزجاجات الملقاة في صندوق القمامة؟

6 ـ لماذا تتدلى سيقان نبات التين البنغالي وتنغمس في التربة؟

7 ـ اكتب قصة قصيرة لا تزيد كلماتها عن خمس كلمات.

8 ـ عبّر فنياً بالرسم عن علاقة القط بالفأر.

9 ـ كيف يمكنك قياس مساحة دائرة دون استخدام أية قوانين هندسية؟

10 ـ ماذا تتوقع أن يحدث لو انعدمت الجاذبية الأرضية؟

ثالثاً: الإبداع في تخطيط الدروس:

يُنظر إلى التخطيط الدراسي باعتباره خطة مرشدة وموجهة لعمل المعلم، وهذه الخطة ليست قواعد جامدة تُطبق بصورة حرفية، بل هي وسيلة وليست غاية، تتسم بالمرونة والاستعداد للتعديل والتطوير والتحسين في ضوء المتغيرات المستجدة.

وهذا يعني أن إتباع المعلم لخطة دراسية جامدة لعدة حصص دراسية، يعني أنه يبتعد عن الاتجاهات الإبداعية في التدريس. وهذا يعني أن التدريس الإبداعي يتطلب عدة خطط للحصة الواحدة بحيث تلائم حاجات واستعدادات الطلاب العاديين والمبدعين.

* إلى أي درجة يبتعد المعلمون عن الخطط الدراسية التقليدية؟ وإلى أي مدى يخرجون بشكل جذري عن الخطط اليومية؟ وهل يتم هذا الخروج بتقديم نشاطات تدريسية إبداعية للطلاب لحث أفكارهم وطاقاتهم الإبداعية؟

رابعاً: الإبداع في السلوك التدريسي الصفي:

المعلم المبدع يمكن أن يعوض أي نقص أو تقصير مُحتمل في النشاطات التدريسية والإمكانات المادية الأخرى. والسلوك التدريسي الصفي للمعلم يتطلب إبداعاً في إدارة الصف من جهة، ومرونة وحساسية للأنماط التعلمية للطلاب فرادى وجماعات. والمرونة تعني انتقال المعلم من دور الملقن للمعلومات إلى دور المستمع المناقش الموجه للنشاطات الميسر للتعلم المرافق في البحث والاستقصاء، المشجّع لأسئلة ونشاطات وإجابات طلابه على تنوعها وجدتها.

* إلى أي درجة، كمعلم، تعتبر سلوكك التدريسي إبداعياً؟ وإلى أي درجة أنت مرن في إدارة الصف؟ وإلى أي مدى تتصلب في إدارته؟ وكيف هي علاقاتك بطلابك؟

خامساً: الإبداع في النشاطات المخبرية:

يعتبر المعمل وما يصاحبه من نشاطات مخبرية القلب النابض في التدريس الإبداعي وتدريس العلوم بخاصة، وينبغي أن يتضمن التدريس الإبداعي نشاطات مخبرية ومشاكل علمية تتطلب فرض الفروض وطرح الأسئلة والتقصي والتجريب، على أن تُقدم هذه النشاطات بأفكار وأساليب مبدعة.

وتنمو المواهب الإبداعية لدى المتعلم إذا أُعطي الفرص لأن يعمل وينقب بنفسه، ويسجل ملاحظاته، ويقيس، ويصنف، ويستنتج، ويتنبأ، ويضع الفرضيات، ويصمم التجارب، وينفذها، وهكذا ينمو التفكير الإبداعي للمتعلم، ويقوم بدور المكتشف.

وعليه، إلى أية درجة، كمعلم علوم، تُقدم النشاطات المخبرية بطرائق غير تقليدية، وهل تسمح نشاطاتك المخبرية لتطبيق عمليات العلم الأساسية والتكاملية؟

سادساً: الإبداع واستراتيجية توجيه الأسئلة:

لكي يطرح المعلم أسئلة إبداعية، أسئلة تتطلب صياغة للفروض والتفكير والتقصي والتجريب، عليه أن يسأل أسئلة متنوعة المستويات العقلية للطلاب المختلفين، فليس جميع الطلاب يُحث تفكيرهم أو تُفجّر طاقاتهم الإبداعية بنفس النوع والمستوى من الأسئلة، ويتطلب ذلك الاحتفاظ بسجل دراسي يوضح مراحل التطور التي تطرأ على تفكير كل طالب؟

والآن حدد المستويات العقلية التي تخاطبها أسئلتك لدى طلابك؟ ونوعية الأسئلة التي توجهها لطلابك خلال المواقف التدريسية المختلفة؟ وإلى أي مدى تراعي توافق الأسئلة مع المستويات العقلية والإبداعية لطلابك؟



سابعاً: الإبداع في التقويم:

يهدف التقويم الإبداعي إلى مقارنة أداء الطلاب بالأهداف الإبداعية التي يسعى المعلم إلى تحقيقها لدى الطلاب، ولكي يكون التقويم شاملاً ينبغي تقويم تعلم الطلاب من جميع الجوانب، وهذا يشمل تقويم مدى كسبهم للمعارف وعمليات العلم ومهارات التفكير الإبداعي، واستخدام الأسلوب العلمي في حل المشكلات، ومدى كسبهم للميول والاتجاهات الإبداعية الإيجابية.

ثامناً: التقدير العام لإبداع المعلم:

يمكن تقدير إبداع المعلم (مع أخذ المعايير السبعة السابقة) من خلال إبداع طلابه، فالطلاب المبدعون بصورة أو بأخرى يعكسون لحد كبير درجة إبداعية المعلم.

وأخيراً يتسم المعلم المبدع بأنه: لا يرى نفسه المصدر الوحيد لمعارف طلابه، ويقدر الطلاب المبدعين، ويتمتع باتجاهات إيجابية نحو الإبداع والمبدعين، ويسمح لطلابه بالحرية في العمل والتفكير واختيارات نشاطات التعلم، وقادر على توفير بيئة تعلم إبداعية، ويشجع الأفكار الغريبة والجديدة والمبادأة الذاتية لطلابه.

ولضمان المناخ الإبداعي في المدرسة وبالتالي تنمية الإبداع وتفجير الطاقات الإبداعية، فإنه يتطلب من مدير المدرسة ومساعدوه مساعدة المعلمين على ممارسة التدريس الإبداعي وتوفير متطلبات ممارسته في الصفوف، وعليه أن يُشعر معلميه بأنه يقدّر الإبداع وتدريسهم عندما يُبدعون، ويستعد لتقبُّل الأفكار المخالفة لرأيه، ويهيئ جو المدرسة مادياً وعقلياً ووجدانياً للطلاب المبدعين، ويشجّع أعمال الطلاب ومعلميهم التي تتصف بالإبداعية ويفخر بها أمامهم في وجود المسئولين عن المؤسسة التعليمية كلما أمكن.

* معوقات الإبداع والتفكير الإبداعي:

مراجعة البحوث التربوية أوضحت أن من معوقات الإبداع ما يلي:

أولاً : نقص البحوث في مجال الإبداع العلمي:

نقص البحوث التربوية التي تتناول قضايا الإبداع في التخصصات المختلفة، وبخاصة في الماضي، كان له دور في إهمال المعلمين للقدرات الإبداعية لطلابهم والفشل في التعامل معهم. لكن هذا الأمر تغير كثيراً في السنوات الأخيرة عالمياً وإن ظل معلمينا للأسف في دولنا النامية غير واعين لهذه الدراسات ومضامينها التربوية، أو لا تهمهم نتائجها، ولذلك كثرة منهم يتمسكون بأفكار تقليدية أو غير واقعية عن تعليم الإبداع أو تنمية التفكير الإبداعي!! .

ثانياً : التدريس التقليدي :

* التدريس التقليدي في مدارسنا والذي يتمثل في بعض جوانبه الطلب من الطلاب وبإصرار أن يجلسوا متسمرين في مقاعدهم، وأن يمتصوا المعرفة الملقاة لهم كما يمتص الإسفنج الماء يعوق النشاط الإبداعي ونمو القدرات الإبداعية.

* ربما ساهم نمط القيادة التربوية لدى مديري المدارس الإتباعي المُقلد في الحفاظ على هذا النمط الشائع من طرائق التدريس حيث يرون انحصار دورهم في تنفيذ توجيهات رؤسائهم حرفاً بحرف.

* يرى بعض المدرسين وقد يشاركهم في ذلك مديرو المدارس أن تنمية قدرات الطلاب الإبداعية عملاً شاقاً ومضنياً، فالطالب المبدع لا يرغب في السير مع أقرانه في مناهج تفكيرهم، وقد يكون مصدر إزعاج للمعلم والمدير على السواء، وغالباً ما يرفض التسليم بالمعلومات السطحية التي ربما تُعرض عليه، كما يسبب بعض هؤلاء الطلاب حرجاً لبعض المعلمين بأسئلتهم غير المتوقعة، والحلول الغريبة التي يقترحونها لبعض المشكلات، ويعتقد تورانس أن هذا كله ربما يؤثر على الصحة العقلية للمبدع.

* كما أن المدرسة التي يسيطر عليها جو الصرامة والتسلط هي غالباً ما تكون أقل المدارس في استثمار الإبداع وقدرات التفكير الإبداعي لدى طلابها.

ثالثاً : تغطية المادة التعليمية مقابل تعلمها:

تكدس المنهج يعوق غالباً المعلمين عن تنمية القدرات الإبداعية لدى الطلاب، خاصة عندما يشعرون بأنهم مُلزمون بإنهاء المادة من ألفها إلى يائها. وبخاصة أنه لا يوجد في الأدب التربوي ما يؤكد أن تغطية المادة وقطعها بالكامل تعني أن الطلاب قد تعلموها. وعلى المعلم الذكي المبدع أن يدرك هذه الحقيقة. وعلى الرغم أن المعلمين المبدعين قد لا يُغطون مادة علمية كثيرة ، إلا أن طلابهم يحتفظون بالمعلومات والمهارات التي كانوا قد تعلموها، علاوة على نمو مواهبهم وقدراتهم التفكيرية الإبداعية.

رابعاً : المناهج والكتب الدراسية :

تشير الدراسات التقويمية لمناهجنا إلى أنها لم تُصمم على أساس تنمية الإبداع. والأدب التربوي في مجال الإبداع يؤكد على الحاجة إلى مناهج تدريسية وبرامج تعليمية هادفة ومصممة لتنمية التفكير الإبداعي لدى الطلاب.

لذا ينبغي تطوير مناهجنا بحيث تسمح بإعطاء فرص التجريب العلمي والرياضي والأدبي والفني ..، وتتضمن نشاطات مخبرية مفتوحة النهايات، وتشجع أسئلة الطلاب وتقدم لهم الفرص لكي يصوغوا الفرضيات ويختبروها بأنفسهم.

خامساً : الاتجاهات نحو الإبداع

* يعتقد بعض المعلمين أن القدرات الإبداعية لدى الطلاب موروثة وأن بيئة التعلم لها أثر قليل في تنمية هذه القدرات الإبداعية، ويرى البعض الآخر أن الموهبة تكفى دون تدريب للإبداع، وهما معتقدين خطأ.

* كذلك، فإن هناك عدد غير قليل من المعلمين وبخاصة ذوي الاتجاهات السلبية نحو الإبداع لا يعرفون كيفية تديل الطرق التي يتبعونها، والمواد التعليمية التي يستعملونها لتشجيع الإبداع.

* كما إن الامتثال لاتجاهات وضغوط مجموعات الرفاق على الطالب المبدع للمواءمة والتكيف مع زملائه يؤثر على إبداعه.

سادساً : عوامل أُخرى متصلة بالنظام التربوي

1 ـ التدريس الموجه فقط للنجاح والتحصيل المعرفي المبني على الاستظهار.

2 ـ الاختبارات المدرسية وأوجه الضعف المعروفة فيها.

3 ـ النظرة المتدنية للتساؤل والاكتشاف، واللذان يُقابلان بالعقاب أحياناً من قِبل المعلمين.

4 ـ الفلسفة التربوية السائدة في المجتمع ونظرته ومدى تقديره للمبدعين.

نتائج بحثية هامة :

1 ـ جميع الطلاب على اختلاف أعمارهم وعروقهم، مبدعون لحد ما، بمعنى أن قدرات التفكير الإبداعي موجودة عند جميع الطلاب مهما اختلفت أعمارهم وعروقهم وجنسهم.

2 ـ الطلاب متفاوتون في القدرات الإبداعية، بمعنى أن الفروق الموجودة بينهم هي فروق في الدرجة لا في النوع، أو فروق كمية لا كيفية، وعليه، يتوزع الطلاب بالنسبة لصفة الإبداع توزيعاً طبيعياً.

3 ـ للبيئة أهمية كبيرة في تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي، وبالتالي تؤثر على الصحة العقلية والقدرات الإبداعية للطلاب.

4 ـ يتعلم المتعلمون بدرجة أكبر وفاعلية أعلى في البيئات التي تهيئ شروط تنمية الإبداع. فقد تتوفر عند المتعلم القدرات العقلية التي تؤهله للإبداع، إلاّ أن البيئة (البيت، المدرسة، مجموعة الرفاق، المجتمع) قد لا يتوفر فيها التربة الصالحة للإنتاج الإبداعي الخلاق.

مقترحات لإزالة المعوقات التي تواجه تنمية التفكير الإبداعي:

1 ـ تعليم الإبداع والتحريض على ممارسته من خلال برامج تعليمية تُعد لهذا الغرض في جميع مراحل التعليم، وذلك يستند إلى كون الإبداع ظاهرة يمكن تعليمها وتعلمها.

2 ـ تعديل وتطوير المناهج الدراسية لتصاغ بطرق تفجر وتنشط القدرات الإبداعية لدى الطلاب، ولحدوث ذلك لا بد من اقتناع الجهات الرسمية المشرفة على وضع البرامج الدراسية والمناهج التعليمية.

3 ـ توفير مناخ تعليمي تعلمي اجتماعي يشجع على تنمية القدرات الإبداعية بين المعلم وطلابه، وبين المعلم والإدارة التربوية، وبين المدرسة والمنزل.

4 ـ تطوير برامج خاصة لإعداد المعلمين المبدعين والاستمرار في تدريبهم ونموهم المهني، وتطوير وتعديل اتجاهات المعلمين نحو الإبداع والمبدعين.

تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي

ترى غالبية التربويين المختصين بعلم النفس وطرائق التدريس، أنه يمكن تنمية الإبداع داخل المدرسة إما:

1 ـ بطريقة مباشرة: عن طريق تصميم برامج تدريبية خاصة لتنمية الإبداع والتفكير الإبداعي. أو :

2 ـ باستخدام بعض الأساليب والوسائل التربوية مع المناهج المستخدمة بعد تطويرها، ومنها :

أ ـ استخدام النشاطات مفتوحة النهاية.

ب ـ طريقة التقصي والاكتشاف وحل المشكلات.

ج ـ استخدام الأسئلة المتباعدة (المتشعبة)، والتحفيزية؟ (مثل: ماذا تعمل لو نزلت على سطح القمر؟ أو لو قابلت إديسون؟

د ـ الألغاز الصورية: وهي شائعة في اللغة العربية والعلوم والرياضيات ..(كعرض صورتين إحداهما للحمامة، والأخرى للخفاش للمقارنة بينهما).

هـ ـ العصف الذهني: وهذا يتطلب من المعلم إرجاء نقد وانتقاد أفكار الطلاب إلى ما بعد حالة توليد الأفكار، والتأكيد على مبدأ "كم الأفكار يرفع ويزيد كيفها، وإطلاق حرية التفكير، والترحيب بكل الأفكار مهما كانت غرابتها وطرافتها، والمساعدة في تطوير أفكار الطلاب والربط بينها.

و ـ اختلاق العلاقات: باختلاق علاقة بين شيئين أو أكثر (صور، كلمات، أشياء ..) كأن يُسأل الطالب عن ماهية العلاقة بين الورق والقماش مثلاً، أو القمر والبحر.. .

ز ـ تمثيل الأدوار : حيث يقوم الطلاب بتمثيل أدوار شخصيات معينة لدراسة موضوعات أو قضايا اهتموا بها دون الالتزام بحفظ نص معين، بل يُترك المجال لإبداعاتهم وما يفكرون فيه .

مصادر للاستزادة حول قضايا الإبداع والتفكير الإبداعي

1 ـ عناوين لمواقع شبكية تتناول قضايا الإبداع والتفكير الإبداعي

1 ـ الإبداع والابتكار ضرورة حتمية

http://www.qcharity.org/maga/mag_0899/mag_free_page.htm

2 ـ اساليب تنمية التفكير الإبداعي

http://www.edueast.gov.sa/asaleeb.htm

3 ـ التفكير الابداعي

http://www.e-wahat.8m.com/altafkeer%20al%20ebdaey.htm

4 ـ تقنية القبعات الست للتفكير

http://www.e-wahat.8m.com/alqubat%20...20ltafkeer.htm

5 ـ مصادر للإبتكارية والإبداع (E)

http://members.ozemail.com.au/~cavem...ve/index2.html

6 ـ الإبتكارية والإبداع وحل المشكلات

http://www.quantumbooks.com/Creativity.html#0

7 ـ الإبداع والإبتكار

http://www.teamspinnaker.net/creative.htm

8 ـ وصلات للإبتكارية

http://www.j4.com/Psychology/Creativity.htm

9 ـ مصادر للإبتكار والإبداع

http://www.au.af.mil/au/awc/awcgate/awc-thkg.htm

http://www.buffalostate.edu/orgs/cbir/

10 ـ مشروع لمنهج التفكير الإبداعي

http://www.uspto.gov/web/offices/ac/...k/invthink.htm

11 ـ جريدة الإبداع

http://www.innovation.cc/whatsnew.htm

12 ـ مراكز عالمية للتفكير الإبتكاري

http://www.usd.edu/thinking/CreativeThinking.html

13 ـ التعلم الإبتكاري

http://www.creativelearning.com/

14 ـ Creativity and Innovation in Instructional Design and Development: The Individual in the Workplace !!!!

http://www.k12.com.cn/k12etc/article...0Workplace.htm

15 ـ التدريس الإبتكاري !!!

http://www.goshen.edu/~marvinpb/arted/tc.html

16 ـ Interactive Instruction

http://www.sasked.gov.sk.ca/docs/entre36/atien6.html

2 ـ كتب وبحوث

1 ـ عبد الستار إبراهيم. "ثلاثة جوانب من التطور في دراسة الإبداع"، عالم الفكر، المجلد 15، العدد 4 ، 1985 .

2 ـ ـ عبد الستار إبراهيم. "التوجيه التربوي للمبدعين"، مجلة العلوم الاجتماعية . جامعة الكويت، العدد 1 ، 1979.

3 ـ أحمد أبو زيد . "الظاهرة الإبداعية". عالم الفكر ، المجلد 15 "، العدد 4، 1985.

4 ـ صائب أحمد الألوسي. "أساليب التربية المدرسية في تنمية قدرات التفكير الإبتكاري". رسالة الخليج العربي. المجلد 5، العدد 15، 1985.

5 ـ بول أ. تورانس . دروس عن الموهبة والابتكار نتعلمها من أمة ذات 115 مليون فائقي الإنجاز. ترجمة عبد الله محمود سليمان. مجلة العلوم الاجتماعية، جامعة الكويت. المجلد 8، العدد 3، 1980.

6 ـ سيد خير الله، بحوث نفسية وتربوية: اختبار القدرة على التفكير الابتكاري، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1981.

7 ـ سيد خير الله، بحوث نفسية وتربوية: قائمة السمات الشخصية المبتكرة، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1981.

8 ـ زين العابدين درويش. تنمية الإبداع: منهجه وتطبيقه. دار المعارف، القاهرة، 1983.

9 ـ حسين الدريني. الابتكار: تعريفه وتنميته. حولية كلية التربية، جامعة قطر، المجلد 2، العد 1، 1982.

10 ـ عايش محمود زيتون. تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي في تدريس العلوم. عمان: الجامعة الأردنية، 1987.

إعداد

د. يسري مصطفى السيد

جامعة الإمارات العربية المتحدة ـ كلية التربية

http://yousry.Bravepages.com/index.htm

http://yomoal.members.easyspace.com/index.htm

http://khayma.com/yousry/index.htm

E-Mail : yomoal@hotmail.com

Yousry62@emirates.net.ae

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-04-2005, 10:31 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الإبداع كمفهوم ورؤى

مفهوم الإبداع:لا يوجد تعريف جامع مانع لمفهوم الإبداع واختلاف العلماء في تحديد مفهوم الإبداع وبالتالي عدم اتفاقهم على تعريف واضح محدد له هو في حد ذاته مؤشر على تعقد هذا المفهوم (الإبداع ) فهناك عدد كبير من التعريفات التي اقترحها الباحثون والدارسون للإبداع من تحديد هذا المفهوم لأن له تعريفات مختلفة من جهة ويساعد المربين على التعرف إلى الأفراد التلاميذ المبدعين أو ذوي القدرات والاتجاهات الإبداعية من جهة أخرى ومن استعراض التعريفات المختلفة المنشورة في أدبيات الإبداع نجد أن الباحثين يختلفون في تحديد هذا المفهوم من جهة وإلى مناهج الباحثين واختلافاتهم واهتماماتهم العلمية والثقافية ومدارسهم الفكرية من جهة ثانية وتعدد الجوانب هذه الظاهرة وتعقدها من جهة ثالثة .
يتفق الكثيرون على أن الإبداع هو نوع من التفوق العقلي وقد اختلف العلماء والباحثين في تعريف الإبداع ولعل اختلافهم راجع إلى اختلاف في طبيعة المعايير المستخدمة في تحديد الإبداع وكذلك في الطرق المستخدمة في دراسته ومهما يكن من أمر هذا الاختلاف الذي يعتبر دلالة سوية وصحية ولا يعتبر مؤشرا سلبيا فإن وجود عدد كبير من التعريفات يؤدي في النهاية إلى وضوح وتحديد دقيق لهذه الظاهرة النفسية ومن التعريفات :
- فروم (1959) الإبداع هو إنتاج شيء جديد
- كارل روجرز (1951) : ظهور إنتاج جديد في العمل نتيجة تفاعل الفرد
-جيلفورد (1950 ) قدرة عقلية مركبة من عدد القدرات كالطلاقة والمرونة الأصالة والتأليف .
ومن هذه التعريفات المختلفة يستخلص بعض الملامح المميزة للإبداع :فمن المعايير المستخدمة في تحديد الإبداع وتعريفه:النتاجات غير العادية للفرد المبدع والأصالة والجدة,القبول الاجتماعي للنتاجات الإبداعية الفائدة الاجتماعية .
هناك ثلاث طرق لدراسة الإبداع,أولها تركز على الطريقة,وثانيها تركز على الإنتاج,وثالثها تركز على الشخص نفسه،والإبداع هو إيجاد حل جديد أو أصيل لمشكلة ما في أي مجال؛ سواء العلمي أو الاجتماعي أو الفني .
الإبداع يستهدف إنتاج شيء جديد أو أداة جديدة عادية كانت أم معنوية،فاختراع الميكروسكوب ومقياس بينية للذكاء يعتبر ابتكارات فالهدف الأساسي للإبداع هو خلق أشياء جديدة أو حل مشكلة جديدة أو علاقات جديدة لم تكن موجودة أصلا .
في الإبداع يتحرر الفكر من قيود الماضي ولا يتقيد بالواقع ومتى تحرر الفكر منها يستطيع أن يفرغ على عناصر المشكلة معاني جديدة ووظائف جديدة .
الإبداع القدرة على إدراك الوحدة بين الأشياء التي لم يتوقع احد إن تكون بينها وحدة وكما يقول الفيلسوف (شوبنهاور ) ليس المهم أن نرى شيئا جديدا بل الهم أن نرى في شيء يراه كل الناس .
الذكاء شرط أساسي للإبداع ولكنه غير كاف إذ لابد أن يتوافر لدى الفرد القدرات الإبداعية المتنوعة وبعض الصفات الشخصية الأخرى
يرى بعض المهتمين في مجال الإبداع كأمثال جيلفورد ومالتزمان وميدينيك وتورانس وروجرز … يرى هؤلاء الباحثين وغيرهم أن الإبداع يعتمد على الأصالة والجدة وعلى القبول الاجتماعي والمفيد للنتاجات الإبداعية بمعنى آخر أن الإبداع لا يعتمد على الأصالة فقط إنما يجب أن يكون مفيد لأفراد المجتمع ويقوم على التقبل والاستحسان الاجتماعي لأن الإبداع يعتمد على رضا المجتمع وتقديره للنتاجات الإبداعية.
أبعاد الإبداع الأساسية:تتمثل في الإنسان المبدع,العملية الإبداعية,الإنتاجية المبدعة,الموقف الإبداعي.
الإنسان المبدع (Creative person) :مفهوم الإبداع بناء على سمات الشخصية أو الشخص المبدع وكنموذج لتحديد مفهوم الإبداع وفق هذا المنحى يعرف سيميسون الإبداع بأنه المبادأة التي يبيدها الفرد بما فيه الفرد المتعلم في قدرته على التخلص من السياق العادي للتفكير وإتباع نمط جديد من التفكير ومن هنا ينادي سيمبسون في البحث عن الأفراد المبدعين بما يسميه ( نمط العقول) التي تستقضي وتكتشف وتركب وتؤلف ولهذا اعتبرت بعض المفاهيم ذات الصلة كما في مفاهيم حب الاستطلاع والاكتشاف والاختراع والخيال هي مفاهيم أساسية في مناقشة مفهوم الإبداع أما جيلفورد فيعرف الإبداع بأنه تفكير في نسق مفتوح يتميز الإنتاج فيه بخاصية فريدة هي تنوع الإجابات المنتجة والتي لا تحددها المعلومات المعطاة وعليه يذكر جيلفورد أن الإبداع يتضمن عدة سمات عقلية أهمها الطلاقة والمرونة والصالة كما إن الإبداع وفق هذا المنحى يلاحظ انه يتضمن بعض السمات عقلية أم وجدانية .
عرف ماسلو الإنسان المبدع بأنه من يصل إلى مرحلة تحقيق الذات وأردف البعض على تعريف ماسلو بأن المبدعين الذين يحققون ذواتهم هم الأصحاب عقلينا والمتكيفون بصورة حسنة من جميع الجوانب في الحياة بصورة ابداعية غلا أنهم قد يمتلكون أو لا يمتلكون الموهبة الإبداعية وعلى الرغم من اختلاف المبدعين في أنواع إبداعاتهم واختلاف الظروف البيئية المشكلة لشخصياتهم إلا أن هناك جوانب مشتركة بين المبدعين فهناك خصائص متسمة بالدافعية مع أنها لا تنطبق بشكل دقيق على جميع المبدعين في حين أنها تؤخذ على أنها خصائص يجب العمل على ملاحظتها حيث أنها تساعد في معرفة الأفراد المبدعين وبالتالي يجب العمل على تنميتها .
هناك خصائص شخصية سلوكية وخصائص معرفية وردت في دراسات كل من (ank mackinnon barron Torrance ) مثل الاستقلالية حب المغامرة المخاطرة الطاقة العالية حب الاستطلاع العمل المنفرد استخدام جميع الحواس في الملاحظة الميل للفن والجمال عدم الخوف من النتائج المختلفة الانجذاب للأمور الجديدة والمعقدة والاستعداد الكلامي العالي تحمل الغموض قدرات عالية في التخيل والتحليل والتركيب والتقييم وبعد الرؤيا
والتميز بالتفكير المجازي قدرة على التجول والتوسع في الحدود تركيز على الاتقأن حساسية عالية للمشكلات تنبؤ وحدس كما يتميز المبدعون بأن لديهم اهتمامات كثيرة بشكل خاص ويتميزون بالقدرة على رؤية أكثر من وجهة أشياء وينقذون الأفكار الغبية ويتميزون بروح الفكاهة .
وأكدت فريمان أن التميز اللغوي والمعاناة الاجتماعية من خصائص المبدعين كما اكتشفت أيضا أن هناك تعارض بين النجاح الأكاديمي العالمي والإبداع وان هناك 23% من الطلبة في دراستها يجدون في التحصيل الأكاديمي منتهى السعادة والسرور وهم المنجزون الأكاديمي ونفي حين 7% منهم وجدوا سعادتهم في النشاطات الإبداعية وهم المبدعون .كما وضح ross parker 1980 أن مفهوم الذات الأكاديمي أعلى من مفهوم الذات الاجتماعي عند الطلبة المتميزون أكاديميا وان مفهوم الذات الاجتماعي عامل مهم في حفز الإبداعية
إن الأطفال المبدعين في سن ما قبل المدرسة كما يصفهم rank يظهرون في الغالب ميلا لتشكيل أصدقاء لعب خياليين ويميلون إلى التمثيل إلا أن المبدع بشكل عام لديه شخصية قوية وايجابية ومتكاملة مع نفسه ويعمل بانسجام كامل مع قدراته وأفكاره ولا يقدم إلا الإنتاج القيم مع كل ما سبق من وصف للمبدعين إلا أن torrance1981 smith 1966 يذكرون جملة خصائص سلبية تظهر لدى المبدعين مثل عدم المبالاة بالتقاليد والمجالات العناد حب السيطرة أو الهيمنة اهتمام متدني في التفاصيل شرود الذهن السخرية عدم الرغبة في التواصل مع الآخرين المزاجية مفرطين في العاطفة والشعور والفوضى ويذكر رانك أن المبدعين يمتازون بتناقضات عصابية أحيانا إلا أن آخرين أكدوا بأن المبدعين وأدرجها ضمن 12 بعد هي على التوالي الصالة الحدس الفن تفكير منفتح المغامرة حيوي فضولي مستقل روح الدعابة والمرح والسخرية منجذب نحو التعقيد ويحتاج وقت للانعزال مدرك للإبداعية لعل جميع ما ذكر يلخصه torrance1964 بقوله أن الشخص المبدع الحقيقي هو أول من يعطي للموضوع وينتج به وهو آخر المقلعين والمتراجعين عنه .
العملية الإبداعية (Creative Process :وكنموذج لتحديد مفهوم الإبداع وفق هذا المنحى يعرف ماكينون الإبداع بأنه عملية تمتد عبر الزمان وتتميز بالأصالة وبالقابلية للتحقق ويعرف ميدنك الإبداع بأنه عملية صب عدة عناصر متداعية في قالب جديد يحقق احتياجات معينة أو فائدة ما وتعد هذه العمليات عمليات ابتكارية بمقدار أصالة العناصر التي يشملها هذا التركيب أما بول تورانس فيعرف الإبداع بأنه عملية يصبح فيها الفرد المتعلم حساسا للمشكلات وبالتالي هو عملية إدراك الثغرات والاختلال في المعلومات والعناصر المفقودة وعدم الاتساق الذي لا يوجد له حل متعلم ثم البحث عن دلائل ومؤشرات في الموقف وفيما لدى الفرد من معلومات ووضع الفروض حولها واختيار صحة هذه الفروض والربط بين النتائج وربما إجراء التعديلات وإعادة اختبار الفروض ثم يقدم نتائجه في آخر الأمر
لقد كثرت الأبحاث والتحليلات للعملية الإبداعية رغم غموضها كمحدثات عقلية حيث وصف Torrance 1977 العملية الإبداعية بأنها الشعور بالوحدة والأقلية والشعور بعدم الارتياح وهذا يتطلب الشجاعة ووصفها البعض بخطوات حل المشكلة أو الاختراع عن طريق مطابقة الأفكار والقدرة على ربط وتوصيل الأشياء الغريبة مع الشيء السائد وإنتاج المعاني وتبلور تفسير العملية الإبداعية بأنها الفهم لعلاقتين متبادلتين لعمل ومضة من خلال تجاوز هاتين العلاقتين وما هذه التفسيرات المتشابكة إلا خلاصة لأفكار العلماء التي استعرضها كل من davis 1988 Rothenberg ..
رأى Ehrenberg العملية الإبداعية على أنها شبكة ملتوية معقدة الطرق ومعرفة المسار الأفضل عبرها دون امتلاك جميع المعلومات الكاملة للاختيار وظهرت العملية الإبداعية للآخرين على شكل سلسلة من الخطوات يقوم بها الشخص المبدع وتحدث بمجملها تغيرا ادراكيا سريعا نسبيا وعرفها ديوي بأنها ظهور حالة من الشك والحيرة ينشأ معها التفكير وتتبع الحالة بالبحث لإيجاد مواد تبدد الشك وتهدى الحيرة وتشير إلى مقومات العملية الإبداعية حيث تتطلب البعد المعرفي والتدريب والخبرة والخصائص الشخصية والدافعية والمثابرة وبالتالي فهي قدرة الفرد على الحضور في البيئة الاجتماعية بمستوى من الدافعية يوجه نحو المهمة وبناء التصورات لأداء المهمة إن أكثر الباحثين شهرة في معرفة وتحليل العملية الإبداعية هم Catherine Patrick wallas حيث صنفوها الأربع مراحل هي :
1. مرحلة التحضير أو الإعداد preparationوهي الخلفية المعرفية الشاملة والمتعمقة في الموضوع الذي يبدع فيه الفرد وفسرها Gordon بأنها مرحلة الإعداد المعرفي والتفاعل معه
2. مرحلة الكمون أو الاحتضان incubation وفسرها Gordon بأنها حالة من القلق والخوف اللاشعوري والتردد بالقيام بالعمل والبحث عن الحلول وركز تور انس على عملية الاحتضان كأصعب مراحل العملية الإبداعية وقدم بالتعاون مع سمنتر تدريبيا موجها للتدريب على الإبداع منطلقا من مرحلة الكمون حيث أنها تحتاج لمقومات أساسية وخاصة .
3. مرحلة الإشراف illumination وهي الحالة التي تحدث بها الومضة أو الشرارة التي تؤدي إلى فكرة الحل والخروج من المأزق وهذه الحالة لا يمكن تحديدها مسبقا فهي تحدث في وقت ما في مكان ما لدى الفرد دون سابق إنذار وربما تلعب الظروف المكانية والزمان والبيئة المحيطة بتحريك هذه الحالة ووصفها الكثيرون بلحظة الإلهام وميزOsborn بين الإشراف والإلهام وحيث إن الإشراف يأتي مصادر غير معروفة أما الإلهام فيأتي من مثيرات يمكن تتبعها ونحن بحاجة إلى قادة يملكون الأفكار ويعلمون كيف يستخدمونها ويبدعون فيها .
4. مرحلة التحقيق verification وهي مرحلة الحصول على النتائج الأصلية المفيدة والمرضية وحيازة المنتج الإبداعي على الرضا الاجتماعي .
وبينت freeman أن العملية الإبداعية مبنية على أساس الشعور والسببية حيث إن الشعور يقترح الاتجاه وما نشعر به أنه صحيح وذو قيمة أما السببية فترشد وتوجه القرارات وتختبر ما أملاه الشعور فيما إذا كان مناسبا وفعالا وله نتيجة أم لا لقد ركزت فريمان على القلق الذي يلف الموضوع بأكمله عندما يقوم الإنسان بالعمل الإبداعي حيث يبحث عن المخارج للخلاص من القلق المرغوب باحثا عن إجابات أو حلول والانتهاء بنتائج أصلية مرضية إلا أن الأهمية تكمن في التنسيق بين الشعور والسببية حيث إن التنسيق ينمو ويتطور بالخبرة والحساسية العالية للعمل وبالتالي فان فريمان ترى إن العملية تمثل مرحلة حل الصراعات حيث يرى المبدع متناقضين يضعهما في وحدة عمل اعتمدت فريمان أيضا في تفسيرها للعملية على التفكير الاستبصاري كأساس وشبهة بالومضة أو الشرارة التي ندركها وبشكل كبير غير مباشر حيث تأتي هذه الومضة بسرعة وبشكل مرض وساحر وهي مهمة لكل أبعاد الحياة وربما تشكل خبرة عميقة تساعد في الاندماج نحو الإنجازات المبدعة .
إن مراحل العملية الإبداعية كما يقترحها تشاين تمر بثلاث خطوات هي :
1. مرحلة تكوينات الفرضية hypothesis formation وتبدأ هذه المرحلة بعد مرحلة الاستعداد وتنتهي بفكرة أو خطة جديدة
2. مرحلة اختبار الفرضية hypothesis testion وتتضمن هذه المرحلة فحص واختبار الفكرة الفرضية )بدقة
3. مرحلة توصيل النتائج communication of results وهي المرحلة التي يحدث فيها تبادل المعلومات والخبرات وبالتالي عرض الصورة للآخرين .
كما يرى كالفن تيلر calvin taylor أن عملية الإبداع تمر في فترات تتفق إلى حد كبير مع المراحل (والاس وماركسبري ) الأربع المقترحة وهذه الفترات كما يراها تيلر taylor ووثقها رومي romey هي :
1. فترة العمل العقلي Mental lab our والاستغراق والاندماج العميق في المشكلة
2. فترة الاحتضانincubation period
3. فترة الإشراق illumination period
4. فترة التفاصيل elaborations وتنقية الأفكارrefinement
أما هاريسHarris فيرى إن عملية الإبداع تتكون من ست خطوات ذكرها حلمي المليجي 1968 كما يلي :
أ – وجود الحاجة إلى حل مشكلة
ب- جمع المعلومات
ج- التفكير في المشكلة
د- تمثيل الحلول
هـ- تحقيق الحلول أي إثباتها تجريبيا .
و- تنفيذ الأفكار وعليه يرى ها ريس أن الفرق بين العقول البصيرة الوقادة لبعض العباقرة والعمليات العقلية لدى الأفراد العاديين هو السرعة التي ينتقلون بها من الخطوة إلى الخطوة
وكخلاصة لمراحل العملية الإبداعية وتوفيق المراحل السابقة يلخص صائب الألو سي 1981 خطوات ومراحل عملية الإبداع في المراحل الخمس التالية :
1.مرحلة الإحساس بالمشكلة: شعور أو إحساس عام لدى الفرد المتعلم بوجود مشكلة ما تتطلب حلا .
2.مرحلة تحديد المشكلة : تفرض المشكلة نفسها على الفرد المتعلم للبحث في جوانب المشكلة وعناصرها .
3.مرحلة الفرضيات: وفيها تقترح الحلول المناسبة للمشكلة المبحوثة .
4.مرحلة الولادة: هذه المرحلة يظهر الحل على شكل إنتاج فريد وجديد وذلك من بين الحلول المقترحة في المرحلة السابقة.
5.مرحلة التقويم:وتتضمن هذه المرحلة الإضافات الضرورية إلى الولادة الجديدة لتفي بمتطلبات الحاجة التي جاءت من اجلها العملية الإبداعية.
و بناء على العرض السابق لمراحل وخطوات عملية الإبداع يمكن استنتاج وإبداء
بعض الملاحظات على مراحل عملية الإبداع وهي :
1. لا يوجد اتفاق تام بين الباحثين على خطوات العملية الإبداعية أو مراحلها وبالتالي فان مراحل عملية الإبداع ليست خطوات جامدة ينبغي إتباعها بالتسلسل السابق الذكر وبخاصة أنها أعقد مجالات دراسة الإبداع وأكثرها صعوبة.
2. مراحل عملية الإبداع مراحل متداخلة ومتفاعلة مع بعضها وبالتالي فان فكرة المراحل كما يراها بعض الناقدين ما هي إلا فكرة تحليلية تعمل على تجزئة السلوك الإبداعي.
3. ينتقد كثير من الباحثين فكرة المراحل في عملية الإبداع فيرى جيلفورد على سبيل المثال إن تقسيم الإبداع إلى مراحل هو تقسيم مفتعل لصالح فكرة قياس مراحل أداء الأفراد المبدعين أثناء حلهم لبعض المشكلات كما يرفض بعض العلماء استخدام كلمة مراحل أو أطوار ويفضلون الحديث عن أوجه أو جوانب العملية الإبداعية وبخاصة أن العملية قد تحدث في فترة وجيزة حيث يصعب الفصل فيها إلا نظريا وعليه إن العملية الإبداعية تشير إلى تعقدها وأنها تتألف من مجموعة متشابكة من العمليات المعرفية و المدافعية التي تتضمن كثيرا من عناصر الإدراك والتذكر والتخيل الخ.
4. يرى بعض الباحثين في موضوع الإبداع إلى اختصار مراحل عملية الإبداع إلى مرحلة واحدة هي لحظة الخلق moment of creation وبالتالي فان دراسة الإبداع تكون أكثر فائدة في ضوء النتائج الإبداعي بدلا من عملية الإبداع ونقد ذكر عن فوكس بأنه لا يعترف مطلقا بوجود أي خطوات لعملية الإبداع .
5.يطالب بعض الباحثين أمثال فبناك وهو من أشد المعارضين لفكرة المراحل بإعادة النظر في مراحل عملية الإبداع والتفكير الإبداعي ويقترح تصورها على أنها عمليات لا محل للتسلسل في حدوثها وبالتالي فان التفكير الإبداعي هو نوع من النشاطات العقلية المتضافرة أكثر من مراحل تتفاوت درجة الانفصال والتقطع فيها وان هذه النشاطات تتداخل وتمتزج مع بعضها وأن العمل الإبداعي لا يبزغ فجأة بل يكتمل بالتدرج ويمر بتناول من الاحتضان والإشراق.مما تقدم ونظرا لصعوبة الاتفاق على مراحل عملية الإبداع أو عملياتها لجأ الباحثون وبخاصة الجدد إلى التركيز على دراسة الإنتاج الإبداعي وذلك باعتباره نتاجا ملموسا للعملية الإبداعية والذي يمكن الاتفاق بشأنه إلى حد كبير كما أنه يمثل محكما واضحا للإبداع ومن المحكمات والمعايير التي استخدمت في هذا الصدد وكما يوثقها أدب الإبداع ما يلي :
أ عدد البحوث والتقارير والمنشورات العلمية
ب- العضوية في الجمعيات المهنية
ج- الجوائز العلمية أو الأدبية
د- عدد براءات الاكتشاف والاختراع المسجلة
هـ- تقديرات الكفاية الإنتاجية من المشرفين .
الإنتاج الإبداعي ( المحصلة الإبداعيةCreative Product):وكنموذج لتحديد مفهوم الإبداع وفق هذا المنحى يعرف بيرس الإبداع بقدرة الفرد على تجنب الروتين العادي والطرق التقليدية في التفكير مع إنتاج أصيل جديد أو غير شائع يمكن تنفيذه وتحقيقه كما يعرف روجز الإبداع بأنه ظهور لإنتاج جديد نابع من التفاعل بين الفرد أو التلميذ ومادة الخبرة أما شتاين فيعرف الإبداع بأنه إنتاج جديد مقبول ونافع يحقق رضا مجموعة كبيرة في فترة معينة من الزمن وبناء عليه فان هذه التعريفات وفق هذا المنحى تؤكد على أهمية توافر خصائص وصفات معينة في الإنتاج الإبداعي كالأصالة والجدة والواقعية والقابلية للتعميم وإثارة الدهشة وفي هذا الصدد يلخص سيد خير الله 1981 تعريف الإبداع بأنه قدرة الفرد المتعلم على الإنتاج إنتاجا يتميز بأكبر قدرة من الطلاقة الفكرية والمرونة التلقائية والأصالة وبالتداعيات البعيدة وذلك كاستجابة لمشكلة أو موقف مثير .
وصف كل منfox wallas marry barronكما ورد عن (davis 1986) أن الإنتاج الإبداعي هو الإتيان بالشيء الجديد أو تركيب وتطوير الجديد ذي القيمة أو الأفكار ذات القيمة أو قد يكون الحل الناجح للمشكلة بطريقة مفيدة وأصيلة وركز (renzulli 1985) على أهمية الإنتاج الإبداعي في تقييم الإبداعية على أساس نتائج أدوات تقييم الإنتاج الإبداعي وذكر رينزولي أن الإنتاج يسجل الأشخاص المبدعين والمنتجين في العالم ولا يسجل أولئك الذين يحققون درجات عالية على اختبارات الذكاء أو الذين يحفظون دروسهم جيدا .
العوامل المؤثرة في الإنتاجية الإبداعية :يرى (gordon1995) أن الإبداع هو الموهبة للإنتاج ويحدث التغيير القوي والمفيد في حل أقوى المشكلات.ووضع(stenberg1993) إن الإنتاجية الإبداعية عند الأفراد المبدعين تتطلب وتعتمد على ستة أسس رئيسية هي :
- الذكاء أو العمليات الفكرية وخاصة الاستبصار وأن اختبارات الذكاء التقليدية لا تقيس عمليات المعرفة المتضمنة في الإبداع لذا فهي أدوات ضعيفة للشف على المتميزين المبدعين .
- المعرفة
- أساليب التفكير
- الشخصية
- الدافعية
- البيئة / محتوى البيئة
أما (kogan1996) فقد وجد في دراسة غزيرة أن الإنتاجية الإبداعية في الفنون مرتبطة بالموهبة الوراثية والخصائص الجسمية والشخصية للفرد والحساسية الفنية وحب المشاركة في أنشطة الأدوار التخيلية والاهتمام المسرحي المبكر والتأثر بالأهل والتعرض للأشكال الفنية وتأثيرات البيت .هذا وأكد (0sborn 1991) على أهمية الخيال والمثابرة والاسترخاء في الإنجاز الإبداعي والتطور الإبداعي وأشارت (parnes1981) إلى أهمية تسريع التفكير والحكم المؤجل وكم الأفكار والربط بين الأفكار ورؤية العلاقات ودورها في الإنتاجية المبدعة خاصة فيما يتعلق بحل المشكلة كما قدمت اقتراح ميزان الحكم على سلامة الحلول المناسبة لمشكلة ما إلا أن(delcourl1981) بحثت بالحقائق المرتبطة بالسلوك الإنتاجي المبدع عند الأطفال الملتحقين في برنامج الثالوث لرينزولي وتبين أن العوامل المؤثرة في الإنتاج الإبداعي هي :
o الوعي الأبوي .
o تميز مبكر في القراءة والموسيقى اهتمامات الطفولة المبكرة
o اهتمامات علمية مبكرة
o اهتمامات بالتكنولوجيا
o خلفية الأسرة / الأهالي تعليم متوسط وأعمالهم جيدة
o الاهتمام بالتخيل والمغامرة .
الموقف الإبداعي :مفهوم الإبداع بناء على الموقف الإبداعي أو البيئة المبدعة :وهو الحالة والظروف البيئية التي تلف عملية الإنتاج العقلي المبدع في الكشف عن لغز ما أو بزوغ حل ما أو ولادة فكرة ما أو شعور الشخص في استعداده أو مقدرته على الشروع في الإنتاج المبدع ويقصد بالبيئة المبدعة أو المبتكرة المناخ بما يتضمنه من ظروف ومواقف مختلفة تيسر الإبداع العلمي أو تحول دون إطلاق طاقات الأفراد الإبداعية وتقسم هذه الظروف كما حددها الدريني 1982 إلى قسمين هما :
ظروف عامة ترتبط بالمجتمع وثقافته بصفة عامة فالإبداع العلمي أو الأعمال الإبداعية ينمو ويترعرع في المجتمعات التي تتميز بأنها تهيئ الفرصة والتربية المناسبة لأبنائها للتجريب دون خوف أو تردد وتسمح بمزيد من الاحتكاك الثقافي والخد والعطاء بين الثقافات المختلفة وتقدم نماذج مبدعة من أبنائها من الأجيال السابقة كنماذج يتلمس الجيل الحالي لخطاهم كما يتميز المجتمع بروح العصر أو الطابع الفعلي والثقافي للعصر التي تسمح بتعريض الفرد للعديد من المؤثرات الثقافية والعلمية وبالتالي تشجع على نقد وتطوير الأفكار العلمية وتكافيء الإبداع والمبدعين والعمال الإبداعية وتسمح بالتجريب العلمي وتشجع عليه ولضمان ذلك لابد لأفراد المجتمع إن يمتلكوا اتجاهات ايجابية نحو الإبداع والعملية الإبداعية والمبدعين وفي هذا الصدد يذكر حنورة وعيسى 1984 عن تقرير أعده تور انس 1980 عن زيارة قام بها إلى اليابان يقارن بين تأثير كل من الثقافتين الأمريكية واليا بانية على الإنجاز الإبداعي أن تور انس قد توصل إلى إن هناك 115 مليونا من فائقي الإنجاز وهم جميع سكان اليابان وبعبارة أخرى يرى تور انس إن جميع سكان اليابان منجزون على عكس سكان الولايات المتحدة الأمريكية وعليه أصبحت اليابان الدولة الأولى في عدد كبير من مظاهر الإنجاز الإبداعي ويفسر الباحث تور انس ذلك على أساس الظروف التي ترتبط بالمجتمع الياباني وثقافته والذي يتمثل في المناخ الثقافي وكما يتمثل في مظاهر الجدة والدقة والنظام والصرامة والجهد المكثف وزيادة الكفاءة منذ الصغر وتعميق الانتماء للجماعة واحترام روح الفريق منذ بداية العمر والتدريب على حل المشكلات الذاتي والتركيز على تنمية المهارات الحسية والإنتاج ومهارات التعاون في الجماعة لدى التلاميذ الصغار بدءا من مرحلة رياض الأطفال.
القدرات الإبداعية :لقد لجأ الكثير من الباحثين والتربويين على تسميتها بالمهارات الإبداعية كما يمكن التعامل مع القدرات الإبداعية على أنها سمات شخصية إبداعية مثل الدعابة والسخرية الأصالة والطلاقة والمرونة والاهتمام الفني .إلا أن (Barron 1988) تجنب الخلط بين السمات والقدرات واكتفى بمجموعة خصائص أسماها مقومات الإبداع هي :إدراك النماذج عمل الارتباطات تحدي الافتراضات انتهاز أفضل الفرص النظر بطرق جديدة وفي الخلاصة من المهم أن نؤكد على أهمية النظر إلى الأداء الإبداعي على انه قدرات وليس مهارات وفيما يلي توضيح لبعض هذه القدرات :
أولا: الطلاقة ( Fluency):ويقصد بها تعدد الأفكار التي يمكن أن يأتي بها الفرد أو التلميذ المبدع وتتميز الأفكار والإجابات المناسبة بملاءمتها لمقتضيات البيئة الواقعية .هذا وتقاس الطلاقة بأساليب مختلفة منها على سبيل المثال :سرعة التفكير بإعطاء كلمات في نسق محدد كأن تبدأ أو تنتهي بحرف معين
تصنيف الأفكار وفق متطلبات معينة كالقدرة على ذكر اكبر عدد ممكن من أسماء الحيوانات الصحراوية أو المائية
القدرة على إعطاء كلمات تربط بكلمة معينة كان يذكر التلميذ اكبر عدد ممكن من التداعيات لكلمة نار الخ..
القدرة على وضع الكلمات في اكبر قدر ممكن من الجمل والعبارات ذات المعنى .
وتفسير خلاصة بحوث جيلفورد (Guilford) إلى وجود أربعة عناصر أو عوامل للطلاقة هي :
الطلاقة اللفظية :ويقصد بها قدرة الفرد المبدع على إنتاج اكبر عدد ممكن من الألفاظ أو المعاني
الطلاقة الفكرية وهي قدرة الفرد أو التلميذ المبدع على ذكر عدد ممكن من الأفكار في وقت محدد .
طلاقة التداعي : وهي قدرة الفرد (التلميذ) المبدع على إنتاج اكبر عدد ممكن من الألفاظ.
الطلاقة التعبيرية :وهي القدرة على التفكير السريع في الكلمات المتصلة والملائمة لموقف معين ويمكن تظهر هذه في صور كما ذكرها حسن عيسى 1979في صور أخرى
ثانيا : المرونة(Flexibility:ويقصد بها ( المرونة) تنوع أو اختلاف الأفكار التي يأتي بها الفرد ( التلميذ ) المبدع وفي هذا الصدد تشير البحوث التربوية النفسية إلى وجود عاملين للمرونة هما:
المرونة التكيفية وتشير على قدرة الفرد التلميذ على تغيير الوجهة الذهنية (العقلية ) وبعبارة أخرى تحتاج المرونة التكيفية إلى تعديل مقصود في السلوك يتفق مع الحل السليم
المرونة التلقائية :وتشير إلى سرعة الفرد التلميذ على إنتاج أكبر عدد ممكن من أنواع مختلفة من الاتجاهات الأفكار التي ترتبط بمشكلة أو مواقف مثيرة وتتمثل المرونة التلقائية في قدرة التلميذ على أن يعطي تلقائيا عددا متنوعا من الإجابات كما تتمثل المرونة التلقائية لدى الأدباء والفنانين لا تنتمي إلى إطار أو شكل واحد .
ثالثا :الأصالة (Originality) :يقصد بها التجديد أو الانفراد بالأفكار كأن يأتي الفرد التلميذ بأفكار جديدة متجددة بالنسبة لأفكار زملائه .هذا وتختلف الصالة عن عاملي الطلاقة والمرونة بما يلي :
أ)- الأصالة لا تشير إلى كمية الأفكار الإبداعية التي يعطيها الفرد
ب)- الصالة تشير إلى النفور أو الابتعاد من تكرار ما يفعله الآخرون وهذا ما يميز الأصالة عن المرونة ويمكن قياس الأصالة عن طريق .
1- كمية الاستجابات غير الشائعة
2- اختيار عناوين لبعض القصص القصيرة مع احتمال استبدال القصة بصورة أو بشكل .
رابعا:التفاصيل (الإكمال) (Elaboration):يقصد بالتفاصيل\"البناء على أساس من المعلومات المعطاة لتكملة(بناء ما) من نواحيه المختلفة\"،وتتضمن اقتراحات ومكملات وزيادات قد تقود بدورها إلى تنمية أخرى.والتلميذ المبدع ذو القدرة على التفصيل تتناسب درجته مع مقدار التفصيلات التي يعطيها.
خامسا:التأليف (Synthesis):ويقصد بها القدرة على دمج أجزاء مختلفة في وحدات جديدة .
سادسا:الحساسية للمشكلات (Problem Sensibility):ويقصد بها قدرة الفرد على إدراك الثغرات أو مواطن الضعف في الظاهرة أو الموقف المثير .

ليلى الصم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-04-2005, 10:49 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

قوانين الإبداع

1 - أفضل طريقة للحصول علي أفكارا رائعة هو الحصول علي أفكار كثيرة ثم تلغي الأفكار السيئة منها .

2 - احرص أن تكون أفكارك الإبداعية متقدمة علي زملائك بربع ساعة ساعة وليس بسنوات ضوئية .

3 - ابحث دوما عن الجواب الصحيح الآخر .

4 - إذا لم تنجح في البداية .. خذ فترة راحة .

5 - اكتب أفكارك قبل أن تنساها .

6 - إذا قال الجميع بأنك مخطيء فأنت خطوت خطوة إلي الأمام وإذا ضحك عليك الجميع فقد خطوت خطوتين إلي الأمام .

7 - الحل لأي مشكلة موجود مسبقا كل ما علينا أن نسأل الأسئلة الصحيحة التي تكشف الإجابة .

8 - عندما تسأل سؤالا غبيا تحصل علي إجابة زكيه .

9 - لإيجاد الحل للمشكلة لا تنظر إليها من نفس الزاوية التقليدية .

10 - حاول أن تتخيل الوضع عند حل المشكلة قبل أن تبدأ بحلها .

صفات الشخص المبدع :

‎ 1- لديه خيال واسع
‎ 2- غزارة أفكار
‎ 3- قدرة عالية علي التركيز
‎ 4- قوة ملاحظة
‎ 5- خروج عن المألوف
‎ 6- الدقة
‎ 7- الثقة
‎ 8- نظرة متعمقة
‎ 9- ينظر للمشكلة بنظرة خارجية
‎ 10- المثابرة
‎ 11- المرونة

إعداد
اشرف أنور جرجس
هيئة كير الدولية- مصر
برنامج المدارس الجديدة – مكتب بني سويف

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-04-2005, 10:52 AM
البركان الثائر البركان الثائر غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 709
معدل تقييم المستوى: 20
البركان الثائر is on a distinguished road

لا هنت يا فالح وبيض الله وجهك

 

التوقيع

 

الطيب مثل البذر في كف زراع=الأرض يعرف طينها من صبخها
والمرجله ماهيب تشري وتنباع=كم واحد(ن)تعبت ذلوله وأنخها
ونفسي معودها علي خوة أسباع=صفوة مطانيخ(ن)ينومس طنخها
مثل الذي ذكره مع الناس قد شاع=ماهوب قربه كل من جاء نفخها
شروي فهد حر(ن)فتون(ن)وطلاع=هاذيك صايدها وهاذي كفخها
والطيب عند أهله مع الناس ما ضاع=والحق بذن الصمخ يبري صمخها
 
 
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-04-2005, 11:46 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

ارحب يا البركان الثائر ولا هنت على الحضور يا السنافي

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-04-2005, 02:24 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

في بيتنا مبدع

نعم الله سبحانه وتعالى على عباده لا تعد ولا تحصى ، ونعمة الأبناء من النعم الجليلة فهم زينة الحياة الدنيا . وأن يتوج الله سبحانه وتعالى هذه النعمة بأن يكون منهم الذكي ، أو المبدع ، أو العبقري ،أو الموهوب فأكيد أن الوالدين لان تسعهما الدنيا على ما فيها لفرحتهما .
فأي شيء يعنيه الإبداع ؟
قد يزج البعض بالإبداع في تعريفات كثيرة ، وقد يظن البعض أنه الإتقان في كل علم من العلوم الإنسانية أو فن أو أحدهما .
ولكن يصعب تحديد معنى ثابت ودقيقاً للإبداع كما يصعب وضع معيار ثابت لهذه الكلمة وذلك لارتباط معناها بخصوصية الحقل المعرفي الذي تستخدم فيه ارتباطاً أساسياً .حيث تعد انعكاساً للأسس والمفاهيم التي يقوم عليها هذا الحقل ، ولكن في الحقيقة أن مفهوم كلمة الإبداع تولد الكثير من الغموض والحيرة لمن أراد ربطها بحقل واحد من حقول المعرفة ، أو الفلسفة.
فكيف تعرف أن في بيتك مبدع ترقبه ستعرف أنه هو الذي يرى مالا يراه الآخرين ، أو أن يرى المألوف بطريقة غير مألوفة ، أو أن ينظم الأفكار فتظهر بصورة جديدة ، أو الذي لديه القدرة على حل المشكلات بأساليب جديدة .
وقال : ( الكسندر روشكا ) عن الإبداع بأنه القدرة على تكوين وإنشاء شيء جديد ، أو دمج الآراء القديمة أو الجديدة في صورة جديدة أو استعمال الخيال لتطوير وتكييف الآراء حتى تشبع الحاجيات بطريقة جديدة أو عمل شيء جديد ملموس أو غير ملموس ، بطريقة ، أو بأخرى .فالإبداع عبارة عن الوحدة المتكاملة لمجموعة العوامل الذاتية والموضوعية التي تقود إلى تحقيق إنتاج جديد وأصيل ذو قيمة من الفرد والجماعة ، والإبداع بمعناه الواسع يعني إيجاد الحلول الجديدة للأفكار والمشكلات والمناهج .
فما صفات أبنك المبدع ، هو المثقف ولديه معرفة واسعة ، ويمتلك ذاكرة قوية في بعض الأمور ، ويعتمد على الملاحظة ، و يفضل التعامل مع الأشياء المعقدة ، ولديه قدرة على تلخيص الأشياء ، ويحب البحث والتفكير والتأمل ، و يركز على النقد البناء، ودائم التساؤل ، ومتعدد الميول ، والاهتمامات ، و يقترح أفكار غير معقولة أحياناً ، ويتمتع باستقلالية في التفكير والرأي ، ويحب الأمور الغربية والجديدة ، ويفكر بشكل أفضل في فترات الهدوء والفراغ ، بطئ في تحليل المعلومات سريع في الوصول إلى الحل .
إذاً ماذا يحتاج أبنك منك ؟ يحتاج إلى الكثير من الدعم والتشجيع بل يحتاج إلى توفير بيئة إبداعية .
فلابد أن يهيئ له الجو المناسب ، والظروف الجيدة حتى يكون مبدعاً ، وذلك باحترامه واحترام أراءه والتقدير له ، و القبول بمبدأ المجازفة لتجريب أفكاره الجديدة ، وتقديم الحوافز المادية والمعنوية ، وبناء شخصيته على احترام النفس والتقدير للآخرين ، والأيمان بقدرة الله ، وأنه من أودع فيه هذا الإبداع ، وتوفير كل جو يهيئ له التفكير والتجربة والتأمل والمناقشة والحوار والقراءة والإطلاع والمشاهدة والاستماع التي تنمي فيه هذه القدرات . الاستعانة بعد الله بذوي الخبرة والدراية من تربويين ، ومراكز لرعاية الموهوبين .
وحذاري من التقريع في أن أفكاره غير مسموعة أو أن لا رأي له لأنه صغير ، وهناك من يبدي رأيه فلا مانع من الاستماع وطرح باب المناقشة ، ولا تضعه في دائرة الخجل .
وعود أبناءك أن هناك يوم تجتمع فيه الأسرة لطرح موضوع معين وعليهم البحث فيه لإيجاد حل لمشكلة ما. ودربهم على العصف الذهني .وعودهم على الجرأة الأدبية حتى يشقوا غمار التفوق والتميز .
همسة :
أيها الأب وآيتها الأم إذا كان في بيتكم مبدع فبالتأكيد هو فرع منكما وأنتما الأصل فإذاً أنتما مبدعان فحافظا على ما منحه لكم الله .
وقفة :
المبدع درة غالية في جبين الوطن . تحتاج إلى يد بانية ، حانية حتى ينتشر ضيائها في أرجاء الكون .

إعداد / شيماء شاكر

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-04-2005, 02:25 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

إنماء الكفاءات الإبداعية

العقل العربي يعاني الكثير من الإحباطات في العصر الراهن وخاصة بسبب أصحاب الأقلام والأفكار التشاؤمية والرؤية الضبابية للمستقبل . لذا كانت ضرورة غرس الثقة بالعقل العربي حتى يمكن أن نملك زمام إرادتنا أولاً والقدرة على خوض غمار المعرفة بثقة مبدعة ثانياً ، وبالتالي امتلاك ناصية التقدم العلمي والحضاري .
العملية الإبداعية هي التي خلقت الحضارة الإنسانية والانتصارات العلمية، وتسعى المجتمعات المتقدمة إلى العناية بإنماء الكفاءات الإبتكارية . فكانت الحاجة في تنمية السمات الإبداعية وتشجيعها في مجتمعنا الناهض أن نراعي الجوانب التطبيقية في مثل هذه الدراسات أو الكتابات المقالية ، لتنشئة جيل ابتكاري مسهم في بناء مجتمعه والنهوض به . ويأتي دور الأسرة والمدرسة في إنتاج المبدعين : بأن يسود الأسرة مناخ من الحرية والحوار والديمقراطية. وأن يضفي على الجو العائلي روح التسامح مع الحوارات الناقدة ، والأفكار غير المألوفة ، وإتاحة الفرصة للتحرر المنضبط . فالمبدعون لا ينحدرون من أسر تعاني من الضغوط والصراعات والمشاكل العائلية. أما المدرسة فقد تعمل على خنق القدرة الإبداعية ، يشير تورانس إلى \\\\\\\" أن المدرسين والزملاء قد يعاملون الطفل المبدع على أنه يملك أفكار ساذجة وغير مألوفة \\\\\\\" ويميل المعلمون إلى الإعلاء من قيمة الناتج الجاهز التقليدي والاستهانة بالنواتج المستجدة المبدعة .
خصائص صاحب القدرة الإبداعية:
التفكير الإبداعي ويعني \\\\\\\" كشف علاقات جديدة في تنظيمه للموقف المشكل وحله ولا يقوم على المحاكاة والتقليد \\\\\\\" وبصورة أكثر تفصيلاً يمكن التعرف على الشخص صاحب القدرة الإبداعية من جملة خصائص نذكر منها :
1- عدم النظرة الجامدة للحياة : فأحكامه ليست بصورة حادة على الأشخاص والمواقف ، ولا يعمل على التمييزات الحاسمة ، فالحكم لا ينطلق من نظرة جزئية وذاتية بل النظر إلى الأشياء من عدة زوايا وبمنظور الآخر، إلى جانب الاستقلالية في الأحكام أكثر من كونها أنماط مكتسبة .
2- التفكير المنطلق : حيث يستطيع الفرد أن يغير في طريقة تفكيره حسب ما تمليه الظروف ، ومعالجة الموقف المشكل من عدة جهات ، وعرض حلول كثيرة ، لقدرته على توجيه فكره على اتجاهات متشعبة لما يتمتع به من مرونة فكرية .
3- كثير المحاولة والخطأ : المبدع ليس شخصية إسفنجية بل يبحث ويحاول فيصيب أو يخطأ ، ولا يتوقف عن الممارسات ، فأي جهاز أو آلة يحاول العبث بها حتى يستطيع فهم استخدامها ، والطفل يفكك ألعابه .. يصلحها .. يكتشفها . \\\\\\\" فالتخريب ربما طبيعة في الطفل المبدع !! \\\\\\\" .
4- العناد في مواجهة الإحباطات : فهو لا يتأثر بالذي يوجه إليه من نقد وتثبيط للهمة ، بل لا يعبأ بالتعليقات الساخرة المحبطة ، لأن الإبداع في ذاته يعني الإتيان بالجديد على المجتمع .
5- إنجاز العمل المبدوء وإتمامه : بحيث لا ينقطع عن عمل ثم ينتقل إلى عمل آخر بل يكثف جهده في عمل معين ويستمر في إتمام العمل وإكماله.
6- الرغبة في تحدي المجهول والكشف عن الأشياء الجديدة : لذا تدفعه في كثير من الأحيان للبحث والتنقيب وبذل الجهد إلى جانب الإرادة الثابتة والعزيمة القوية .
7- العصيان الاكتشافي : في الأسرة الطفل المبدع لا ينصاع لجميع الأوامر فلا يسير على ما يرسم أمامه من خطوات ، بل يدأب على الكشف عن أساليب جديدة في تنفيذه الأوامر ويتخلص من الأنماط التقليدية في التفكير والتنفيذ ، فهو يتمكن من الأداء وبدقة ويبدع في أداءه غير أنه لا يتقيد بالقوالب التقليدية في الأداء بل يغير في الوسائل القديمة ويسقط بعضها ، ويضيف عليها .
تحديد العلاقة بين الذكاء والإبداع:
نقف أولاً عند تعاريف الذكاء : \\\\\\\" فهو القدرة على تحقيق التكيف مع المواقف الجديدة التي يوضع فيها الفرد\\\\\\\" وأيضاً \\\\\\\" هو القدرة على القيام بالعمليات العقلية العليا ولاسيما التفكير المعنوي المجرد أو الرمزي\\\\\\\". كما يعرفه سبيرمان \\\\\\\" أنه القدرة على إدراك العلاقات واستنباط المتعلقات\\\\\\\". ومن ناحية إجرائية هو ما تقيسه اختبارات الذكاء ، وقد أثبتت الدراسات أن اختبارات الذكاء لا تحدد المبدع من غيره ، لأنها تتطلب القدرة على الاستدلال وليس فيها ما يتطلب الإتيان بالجديد . فالفرد الذكي ربما لا تتكون لديه مهارة القدرة على الإبداع والابتكار، إلا أنه يشترط في المبدع توفر حد أدنى من الذكاء العام . فالذكاء في علم النفس قدرة يولد بها الفرد ولا يكتسبها من بيئته،ومن خصائص الفرد الذكي القدرة على الفهم والتعلم..وأقدر على الإبداع. إلا أن الإبداع لا يتطلب درجة عالية من الذكاء بل يكفيه أن يتمتع بدرجة أعلى من الذكاء المتوسط حتى يمكنه أن يكون مبدعاً .
تنمية التفكير الإبداعي :
كغيره من ضروب التفكير يتأثر بالدوافع والمؤثرات المحيطة إلى جانب التشجيع والتدريب عليه ، وفي تنميته نذكر بعض التطبيقات المساعدة في إنمائه ، منها ما يلي :
1-دعوة الناشئة أن يقتحموا مسالك المعرفة: والتخلص من عادة تقديم الغذاء العلمي بالمعلقة، وتشريب المعرفة، واعتبار ذلك هو الغاية التربوية . فممارسة المعرفة سلوكياً شئ يختلف عن تشريبها ، والمهارة العلمية يستحيل حقنها . لذا كانت ضرورة دعوته لتحرير المضامين المعرفية لا أن تقدم إليه كبيضة مقشرة دون عناء تقشيرها ! .
2- توجيه الطالب إلى القراءة والإطلاع : حيث تتاح له الفرصة للبحث في المكتبة مع تعويده على أن يبحث في موضوعات الدراسة من كتب يختارها من المكتبة في البيت والمدرسة حتى تتكون لديه ثقافة الإطلاع والبحث والوصول إلى المصادر الموثوقة بنفسه .
3- تشجيع الإيجابية والدور الفاعل : الطالب في المدرسة يستمع دون أن يقاطع .. ويتلقى دون أن يحاور ، حتى إذا ما نضج متلقياً أصبح في أحسن أحواله قارئ غير منتج ، متأثر بالإعلام والغزو الفضائي دون أن تكون لديه المناعة ضد الأوبئة الإعلامية !
4- تطبيقات مبادئ العلم : التربية الحديثة عليها أن تعي التطبيقات العلمية في تلقينها النظريات ، بأن تربطها بالحياة اليومية والاجتماعية والنفسية للطلاب ، لا أن تقدم على شكل حقائق جافة . فمثلاً قواعد اللغة العربية تقدم للطالب لمجرد الإجابة على أسئلة الامتحان . وفي ممارسته اللغوية في الحياة العادية يتشبت باللهجة العامية الصرفة ، وإن كان من الصعب على الطفل أن يتخلص من اللهجة المحلية إلى أنه يمكن النهوض بأسلوبه في الحديث إلى مستوى قريب من الفصحة على الأقل .
5- العناية بإعداد المعلم الواعي : على المعلم أن يوزع دوره بين الشرح النظري التلقيني إلى جانب التوجيه على الاستكشاف والعمل والإطلاع . والموجهون غالباً ما يحوز رضاهم ذلك المعلم الذي يبذل الجهد المخلص في تلقين الطلاب ، ويعيبون على المعلم الصامت الذي يكتفي بتوجيه الطلاب للتفكير والمشاركة . بينما الحاجة لتطوير الكفاءات الإبداعية تدعو للموازنة في العملية التعليمية بين دور الإلقاء والشرح والتفصيل ، وبين التشجيع على الأداء الفاعل والمشاركة في الشرح والتعليق ؛ لاستنهاض العبقريات الكامنة ، وصهر المعرفة الادائية في بوتقة الشخصية الإبداعية . يبدأ المعلم الفاعل في تشجيع الفكر الاكتشافي ، و إثارة الأسئلة المتشعبة لدى الطلاب لما فيه تحرير طاقاتهم الإبتكارية الإبداعية .

بقلم / فؤاد احمد البراهيم

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-04-2005, 02:27 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

قصة وأسئلة إبداعية

يمكن أن نقدم للطفل قصة بسيطة ولكن تلك القصة يمكن أن تثير بعض جوانب الإبداع من خلال بعض الأسئلة التي تلي القصة وفيما يلي نموذج لقصة يمكن أن تقدم لطفل الصف الرابع الابتدائي
اقرأ القصة التالية بعناية وتركيز ، ثم أجب عن الأسئلة التي تليها :
جزاء الإحسان
في بيت من البيوت تظهر عليه البساطة والفقر ، جلس رجل اسمه حسان مع زوجته إحسان يتحدثان ، وقد ظهر على وجهيهما الحزن .
قالت إحسان : لم يعد معنا شيء بعد أن أنفقنا كل شيء أثناء فترة مرضك يا حسان . قال لها حسان : لا تحزني يا زوجتي سيجعل الله بعد عسر يسرا .
أدى حسان وزوجته إحسان صلاة العشاء معا .. بعدها نظرت إحسان إلى مغزلها وفكرت .. ثم قامت إليه وجهزته وجلست تغزل .
انبرت قائلة : سوف أغزل ثوبا وفي الصباح خذه وبعه في السوق . قال حسان : فكرة صائبة من الصباح الباكر سأذهب بالثوب إلى السوق .
في الصباح أخذ حسان الثوب إلى السوق .. وكان ثوبا جميلا فتمكن من بيعه بثمن طيب .
أثناء عودته قابل في الطريق امرأة فقيرة جدا معها ابنها المريض ، فرق قلبه وأعطاها النقود التي باع بها الثوب حتى تعالج ابنها .
ما أن وصل إلى البيت حتى سألته إحسان : ماذا فعلت ؟ فحكى لها ما حدث .
قالت له : خيرا فعلت لا شيء يضيع عند الله .. ولكن ماذا نفعل ؟
ليس عندي ما تبيعه سوى هذا الثوب القديم البالي فخذه وبعه لنأكل بثمنه . قال حسان : هذا ثوب بال من يشتريه بحالته هذه ، قالت إحسان : توكل على الله وسوف يرزقك .
وفي السوق جلس حسان يعرض الثوب البالي ، ولكن اليوم أوشك على الانتهاء ولا أحد يريد أن يشتريه .
وفي نهاية اليوم .. مر رجل يحمل في يده سمكة كبيرة . وقال له : أراك من الصباح تعض الثوب الذي معك ولا يشتريه منك أحد ، وكذلك حدث معي .. فأنا من الصباح حتى الآن لا أستطيع بيع سمكتي فما رأيك هل تقبل المبادلة تأخذ سمكتي وآخذ ثوبك ؟
نظر حسان إليه بدهشة وقال له : هل تريد حقا أن آخذ سمكتك وتأخذ هذا الثوب ؟ قال الرجل : نعم .
أخذ حسان السمكة وهو فرح وانطلق بسرعة إلى البيت .
أمسكت إحسان بالسكين ، وشقت بطن السمكة لتنظيفها وتجهيزها . وفجأة وجدت إحسان شيئا يلمع داخل السمكة .
فلما أخرجته وجدته لؤلؤة جميلة . أخذ حسان اللؤلؤة وقال : أهذه لؤلؤة حقا .. قالت إحسان : ولم لا ؟ إن فضل الله عظيم .
ذهب حسان إلى بائع الذهب وعرضها عليه ، فأعجب بها الصائغ واشتراها منه بمبلغ كبير .
عاد حسان إلى البيت .. وأعطى المال لإحسان ، ففرحت به وسجدت هي وهو شكرا لله – عز وجل - ، ورفعا أيديهما بالحمد والدعاء لله .
قالت إحسان : ألم أقل لك إنه لا شيء يضيع عند الله – عز وجل – ؟ قال لها حسان : صدق رسولنا الحبيب -صلي الله عليه وسلم -الذي قال : \" ما نقص مال من صدقه \" .
أسئلة
س1 : هات أكبر عدد من الكلمات المكونة من أربعة حروف وتبدأ بحرف \" ط \" .
الإجابة : الكلمات المكونة من أربعة حروف وتبدأ بحرف \" ط \" هي :

س2 : أعطِ أكبر عدد ممكن من العناوين المناسبة لموضوع القصة .
الإجابة : العناوين المناسبة لموضوع القصة ما يلي :

س3 : هات أكبر عدد ممكن من النتائج المترتبة على الكرم .
الإجابة : النتائج المترتبة على الكرم ما يلي :

س4 : ابتكر نهاية للقصة غير النهاية التي قرأتها في القصة .
الإجابة : النهاية التي أقترحها للقصة هي :

س5 : لو كنت مكان إحسان وحسان ، ماذا تفعل للتغلب على مشكلة عدم وجود المال ؟
الإجابة : لو كنت مكان إحسان وحسان لتغلبت على مشكلة عدم وجود المال ما يلي :

المصدر
د/عبدالرلزق مختار محمود
القدح الدهني والقراءة الإبداعية
بحث منشور

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-04-2005, 02:28 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

نظرية القدرات المتعددة
Multiple Intelligences Theory

إن نظرية القدرات المتعددة طورها د. هاورد جارويز عالم النفس وبرفيسور- علم الأعصاب في جامعة هارفرد. و لاقت هذه النظرية ترحيباً كبيراً من علماء النفس التربويين في جميع أنحاء العالم. وبنيت هذه النظرية على أساس الاعتقاد بأننا جميعاً نملك على الأقل تسعة قدرات مميزة والتي من خلالها نكون قادرين على تعليم وتعلم معلومات جديدة. وبالرغم من أن كل منا يملك التسعة قدرات، لا يوجد اثنان يملكانها بنفس القدر وذلك مثل بصمات أصابعنا تماما.
وفيما يتعلق بتعليم الطلاب، يجب علينا (كمعلمين) تعديل أنماط تدريسنا حتى نلبي حاجات طلابنا بشكل أفضل. إن دور المعلمين في برنامج M I Smart هو مساعدة كل التلاميذ في تحديد وتقوية مواهبهم و نماذج تعلمهم.
على المعلم على مدار عمله الصفي اليومي أن يتعاون مع الزملاء الآخرين في موائمة المنهاج الذي يتيح الفرصة للتلاميذ في تعلم المفاهيم من خلال استراتيجيات مختلفة متنوعة. وهكذا يمكن لتلاميذك التعبير عن معرفتهم بطرق عده : عمل دُمى، نماذج العروض الصفية، أغاني منهجية، مسرحيات ...الخ.
إن التعلم من خلال خبرات متميزة ومختلفة يتيح فهماً أفضل للتلاميذ أنفسهم كمتعلمين مدى الحياة ولرؤية كيف يكتسب الآخرون المعرفة وتطبيق مهاراتهم.
إن برنامج القدرات المتعددة يعزز احترام الذات حيث يدرك التلاميذ بطريقة أفضل قدراتهم ومواهبهم المميزة تماماً مثل إدراكهم لتلك التي يمتلكها أقرانهم.

تعليم التلاميذ نظرية القدرات المتعددة
إن عقل الطالب مثل النجفة (الثريا) حيث يوجد عشرة مصابيح بقوى مختلفة ويستطيع التلاميذ فهم فكرة ما حيث إنهم يمتلكون قدرات كثيرة متنوعة بطرق عدة إذا أنت (المعلم) استخدمت ما اسميه (تمثيل الثريا). اطلب من تلاميذك رفع أياديهم وأصابعهم إلى أعلى وأن يتصوروا بأن أصابعهم هي مصابيح الثريا فهنا كل مصباح يمثل قدرة:
• البارع بالفن - القدرة الفنية
• البارع بالكلمات - القدرة اللغوية
• البارع في الرياضيات- القدرة الرياضية (المنطقي)
• البارع جسمياً - القدرة الرياضية
• البارع بالموسيقى - القدرة الموسيقية
• الميال للطبيعة - المحب للطبيعة
• الذاتي - القدرة الذاتية
• الاجتماعي - الميل الاجتماعي
• الوجودي - المتسائل/المتعجب
• العاطفي - التعبير عن المشاعر

وهكذا يستطيع التلاميذ تصور قدرة / قدراتهم القوية مثل أسطع مصباح في قنديلهم (عقولهم) ، دعنا نقول بأن تلميذاً ميال للرياضيات، عليك أن تشرح لذلك التلميذ بأن الضوء الغامر في نجفته يكون حين التعامل مع درس الرياضيات.
أنا شخصياً (الكاتب) ضعيف في الرياضيات فيجب علي أن أخبر طلابي أن مصباح الرياضيات عندي مثل النواسة (الضوء الخفيف ليلاً).

إننا جميعاً نمتلك مواطن قوة وضعف في قدراتنا ، فعليه فان( نجفاتنا) تضيء/تسطع بمصابيح مختلفة. إن هذا التمثيل يساعد التلاميذ في تصور كيف يكونوا هم أذكياء وبارعون وأن يدركوا بأنهم لا يسطعون في ناحية معينة ، ولكنهم يسطعون في نواحٍ أخرى ومن خلال ذلك يمكنهم أن يتعلموا كيفية رؤية وتقبل الفروق الفردية عند أقرانهم ويدركون أنه لا يوجد شخص أفضل من الآخر وأن قدرات كل واحد منا تحدد من هو وتمكننا من إلقاء الضوء على حياة أصدقائنا وزملائنا في الفصل.

ترجمة وبتصرف/ د. محمد يوسف ابو ملوح
مركز القطان للبحث والتطوير التربوي
غزه - فلسطين

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 04-04-2005, 03:07 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

طقوس الإبداع

يحتاج المبدع في سيّاق صناعته للفكرة المتألقة والقصيدة المتألقة والرواية اللامعة والقصة البناءة إلى حافز روحاني يدفعه باتجاه صقل إبداعه بكثير من السمو والرفعة الأدبيّة، وربّما المنفى هو ذروة هذا الحافز وقمتّه، فالمنفى يجعل النفس مهيأة للحديث ويجعل الروح مستعدة للبوح على الدوام ويجعل القلب قادرا على تحويل المخزون الداخلي إلى كمّ رائع من الكلمات العذبة الجميلة.
ومثلما يحتاج العارف بالله إلى ما يفعّل العشق الإلهي داخله، كذلك يحتاج المبدع إلى ومضات المنفى، قسوة المنفى، حنين المنفى، عزلة المنفى، الابتعاد عن المكان المغروس في الشعور و اللاشعور، عن الأشياء التي نشأت معنا وترعرعت في ذاكرتنا، كل ذلك يفعّل الإبداع ويهيئ المناخ المناسب له، فيأتي هذا الإبداع صادقا، صافيّا ورومانسيا أو دراميّا لا فرق، وقد يكون هذا الإبداع مصبوغا بدموع المآقي لا فرق أيضا.
وخلال تجوالي في الأرصفة وفي القارات الخمس من وطن إلى وطن بحثا عن وطن، اكتشفت أنّ لكل محطة ميزة ولكل رصيف رونق خاص، حتى أنني كتبت مجموعة من الخواطر من وحي الأرصفة ومن وحي المطارات التي كانت تشددّ الرقابة علينا بشكل يدعو إلى ازدياد مضطرد في نبضات القلب.
والمنفى السويدي حيث أقيم فيه خصوصيّة تختلف عن خصوصيات المنافي التي ولجت بحارها، فهذا المنفى مفتوح للغاية لا قيود فيه،و لا حدود، بإمكانك أن تذهب بعيدا مع الكلمة التي تطلق لها العنان. والمفارقة التي يكتشفها المرء وهو في خضمّ المنفي السويدي أنّه يمارس لعبة الإبداع وهو يعيش في ذروة جمال المنفى لكن بنفس حزينة، وفي أوج الحرية والانطلاق يعيش المبدع بنفس مقيدة و مصفدّة.
يحاول المبدع في المنفى السويدي أن يستكشف نكهة الوطن ولذة الوطن، خصوصا من عاش ردحا من العمر بلا وطن، بلا أمان وبلا سلام داخلي أو خارجي.
عشنا سنوات نبحث عن المرفأ، عن الشاطئ، غرقنا مرّات ومرّات وفي كل مرة بعد الغرق كنّا نحاول السباحة عسانا ندرك الشاطئ أو هو يدركنا.
سنوات انقرضت ولم يتحقق الحلم، وكلما كنّا نكبر كان حلمنا يصغر، وكلما كنّا نقطع مسافة كانت طموحاتنا تتراجع، وبدون ميعاد أبصرنا شاطئا مخضوضرا رائع الحسن والجمال، ظاهره كباطنه، وقد أدهشنا جماله. وفي غمرة السباحة، تسألنا أهذا هو الوطن الذي نبحث عنه منذ زمن ولم نعثر عليه! وصلنا مشدوهين إلى هذا المنفى الوطن.
ومن علامات الوطن أنّه يحتضن ولا يرمي بنيه في الأرصفة، لقد احتضننا هذا الوطن السويدي من أول لحظة، وهبنا أوراقا وهويات وراية دولة تحمينا بل لقد وضعت قوانين لحمايتنا. وقد تنفسنّا نحن السابحون الصعداء، وربمّا حتى هذا الوطن تنفسّ الصعداء باعتبار أنّه مدّ يد العون لملهوف قضى نصف عمره مطاردا من قبل بعض الأنظمة العربية، لقد أرخى هذا المنفي السويدي العنان لأفكاري وجعلها تحلّق في فضاءات جديدة ومناخات جديدة، جعلني أجمع بين سحر الشرق وروحانيته وحضارية الغرب وتقنيته في محاولة لرسم رؤية جديدة، أطروحة جديدة، منهج جديد !!

يحي أبوزكريا


------------
عن موقع إيلاف .

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 09:02 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع