اليابان بين الدين والتقاليد

[محمود المختار الشنقيطي]

اليابان بين الدين والتقاليد
أعترف أن هذا العنوان لا يخلو من خداع! فالأمر لا يتخطى ومضة"من كتاب! كنت قد غردت أمس بجزء من مقالة للمفكر المسلم علي عزت بيجوفيتش ،وهذا نص التغريدة :
( التقاليد تصحح التأثير السلبي للحضارة،ولذلك يجب صونها. إن الإجرام - وفقا لبعض البيانات - لا يرتفع في اليابان خلال أربعة عقود): بيجوفيتش.
فجاء تعلق من الأستاذة أسماء أحمد،هذا نصه أيضا :
(بالعكس،ما هي إلا أفكار لأدمغة فارغة المحتوى ولا تتمشى مع طبيعة الإنسان).
علقت حينها بـ( وجهة نظر).
ثم وجدت أن مربط الفرس – وعذرا لهذه العبارة التي تعتبر من تقاليد الكلم! – يكمن في نقطتين :
فهمنا لكلمة "تقاليد" .. والظلال التي تختفي تحتها ... وهذا باب يطول الحديث عنه ..
أما النقطة الثانية .. فتتعلق بأن الكلام عن اليابان .. أي عن بلد بلا دين،إن صح التعبير .. وبالتالي فهو يمارس (تقاليد) اليبانية .. إلخ.
وعليه هل يختلف الأمر لو استعرنا القول السابق،وغيرنا فيه .. كأن نقول :
الدين يصحح التأثير السلبي للحضارة،ولذلك يجب صونه؟
إن كان تغيير العبارة،أو استبدال لفظة ( تقاليد) بلفظة ( الدين) يلغى اعتراض أختنا الكريمة "أسماء"فالخلاف إذا لا يتخطى الخلاف الشكلي .. وإن لم يلغ الأمر اعتراض الأستاذة الكريمة .. فالخلاف هنا جوهري،ويتخطى التغريدة واليابان نفسها!
وأختم .. مستغلا فرصة إتاحة مساحة أكبر من (تغريدة) فأكمل العبارة أو أعيد إليها ما بُتر منها :
(( التقاليد تصحح التأثير السلبي للحضارة،ولذلك يجب صونها. إن الإجرام - وفقا لبعض البيانات - لا يرتفع في اليابان خلال أربعة عقود . وسجل عام 1986م الرقم نفسه تقريبا،للمخالفات مثلما كان الأمر قبل ثلاثين عاما. النشل تقريبا غير معروف ومؤسسات الرشوة غير معروفة.وعندما يحصل هجوم إجرامي أو سرقة محفظة نقود،فإن القائمين به يكونون عادة من الأجانب. السرقات أقل بـ"270"مرة عن الولايات المتحدة. بينما بعض الجرائم مثل إخفاء الضرائب وتقديم الرشوة وخدع العمل والمكائد،فإن اليابانيين أيضا ليسوا محصنين منها"البيانات من مقال : اليابان أكثر الدول أمانا في العالم نوفوستي 8 / 12 / 1987م" ){ ص 203 – 204 ( هروبي إلى الحرية ) / علي عزت بيجوفيتش / ترجمة : إسماعيل أبو البندورة / دمشق / دار الفكر العربي / الطبعة الثالثة 1429هـ / 2008}.
ملاحظة .. على الغلاف الخارجي،والداخلي أن المترجم إسماعيل أبو البندورة .. وضمن معلومات الكتاب،في الداخل،أن المترجم : إبراهيم أبوالبندورة!!

استومضها لكم : س/ محمود المختار الشنقيطي المدني
س : سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب