عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 03-04-2005, 01:57 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

من يوقظ صواحب الحجرات؟
شادي الأيوبي






إذا كانت هناك فئات من المجتمع الإسلامي تنال حظاً دائماً من الإهمال والظلم الصامت فلا شك أن في مقدمتها المرأة المسلمة، تلك التي تقتلها رتابة الحياة اليومية بين تربية الأولاد وشؤون البيت وانتظار عودة الزوج من العمل والأشغال لتحظى منه بلحظات قليلة يطلع فيها على مجريات الأمور في غيابه، ويطمئن أن الأوضاع لا زالت تحت السيطرة.

ولا يهمنا هنا الإهمال في مسائل الخروج والنزهات والزيارات، فهي على أهميتها في الترويح عن النفوس وتجديد عهد المودة بين الطرفين لا تعدو أن تكون ضرراً قاصراً على أمور الدنيا المقدور عليها، لكن نقصد إهمال تربية وتوجيه النساء على أمور دينهن وتعليمهن إتقان العبادات وأسرار التوجه إلى الله، والتفقه في أمور الدين، فقلة قليلة من الرجال يهتمون باصطحاب نسائهم إلى المساجد للصلوات والاستماع إلى الدروس والمحاضرات المفيدة والضرورية، وأقل منهم من يهتم شخصياً بتعليم زوجته تلك الأمور ـ إن كان يعرفها أصلاً - وأقل منهم من يضحي بشيء من الوقت وتحمل المسؤوليات المنزلية ليساعد زوجته على التفرغ البسيط لأمور العلم الشرعي وغيره.

وإنك لتعجب أشد العجب عندما تسمع لرجال بلغوا من العمر عتياً، وهم من المواظبين على الصلوات في المساجد واستماع الدروس فيها، لتعجب منهم عندما يسألون أسئلة من البديهية والبساطة بحيث يعرفها المبتدئ في أمور العلم، مثل: موجبات الغسل ونحوه، وعلى الفور يطرح التساؤل التالي نفسه : إذا كان هذا حال الرجال الذين يستمعون للدروس والخطب والمواعظ يومياً، فكيف حال النساء القابعات في البيوت دون تعلم أو تدبر؟

وهل هناك اليوم من يجادل في أهمية العلم للمسلم والمسلمة أم هل هنالك من لا يدري أن الجهل من المصائب القاتلة للمرء في الدين والدنيا؟؟ "ربنا لا تجعل مصيبتنا في ديننا".

والاهتمام بمسائل العلم الشرعي يفتح جرحاً في أعماق النفس لما ترى من الإهمال والإعراض في هذا المجال، وتفضيل أي شيء على العلم والكتاب، أليس من الغريب أنك ترى المهاجرين يزورون بلادهم ويعودون منها محملين بأوزان من الحلويات والأطعمة المختلفة، ولا ترى في هذه المعمعة واحداً منهم يشتري كتاباً واحداً ليتعلم منه أمور دينه ودنياه ؟ أليس هذا تفضيلاً منا للبطون على العقول وللمتاع واللذة الزائلين على الخير والعلم والفهم ؟

والأنكى من ذلك أن الكثيرين منا استمرؤوا حياة الجهل، وألـفوا مصاحبة التراخي، وصاروا يكرهون الحركة والتعب، وطاب لهم النوم والخمول فصاروا كما وصفهم الشاعر :

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

وفي هذه الظروف يعود المرء ليتساءل عن مصير الأسرة المسلمة، وأين يسير بها الرجال الذين جعلوا الدين آخر اهتماماتهم، والنساء اللواتي لا يفقهن من هذا الدين شيئاً؟

إن بلاد الغرب لتزخر اليوم بحالات كارثية نتيجة لإهمال العلم وإهمال الدين، فكم من الأبناء هجرهم آباؤهم وتركوهم لأمهات غير مسلمات أو مسلمات جاهلات، فكانت النتيجة أنك ترى "خالد " السكير و"عبد الله" المقامر و"فاطمة " التي تصحب صديقها إلى بيته والى أماكن اللهو هؤلاء ما كانوا إلا نتيجة طبيعية لإهمال التربية الإيمانية في البيوت وإهمال التوعية الدينية في المساجد وغيرها.

والمرأة المسلمة لا تزال اليوم وسوف تبقى صمام الأمان في البيت المسلم ،وسوف تبقى صاحبة الأثر الأكبر في تربية وتنشئة الأجيال، لذلك كان من الخطأ القاتل أن تهمل بهذا الشكل ،وأن تقصى عن أماكن العلم والتفقه بحجة الاهتمام بالبيوت أو بادعاءات منسوبة للدين تحرم على المرأة الخروج من بيتها ولو كان السبب طلب العلم والتعلم.

إن النبي - عليه الصلاة والسلام - كان أكثر من نادى بمبادئ الرفق والرحمة بالنساء، وقال في ذلك أقوالاً بالغة الحكمة والجمال، وحسبك منها قوله: «ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم» أو قوله: «اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم» أو قوله: «رفقاً بالقوارير»، والناظر في سيرته - عليه الصلاة والسلام - ورفقه بنسائه حتى عند اجترائهن عليه يرى من ذلك العجب الذي لا يكاد أحد يفعل معشاره في أيامنا هذه.

ونحن اليوم نجد أن الكثير من الرجال قد أعمتهم الأثرة ،وقتلهم الإهمال، فلا هم يهتمون بتعليم نسائهم ولا بإشراكهن في وجوه الخير، ويعود المرء ينتظر الرجل المخلص الذي ينتظر أواخر الليل ليوقظ أهله عملاً بقول النبي - عليه الصلاة والسلام:

«من يوقظ صواحب الحجرات، فرب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة».

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس