عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-12-2010, 02:58 PM
منصف منصف غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 74
معدل تقييم المستوى: 14
منصف is on a distinguished road
رد على مقالة سعد العجمي

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواني الأعزاء .. وأخص الكاتب سعد العجمي ..

قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [الشورى: 10 ].

هناك سمة من سمات المنافقين؛ هي: الفجور في الخصومة الذي هو: المَيْلُ وتجاوز الحد والحق. الفاجرُ في الخصومة يسبِق لسانُه عقلَه، وطيشُه حلمَه، وظلمُه عدلَه، لسانُه بذيءٌ، وقلبُه دنيءٌ، يتلذَّذُ بالتُّهَم والتطاول والخروج عن المقصود.

الفاجر في الخصومة يزيد على الحق مائة كذبة، وترونه كالذباب لا يقع إلا على المساوئ، ينظر بعين عداوة لو أنها عين الرضا لاستحسن ما استقبح، لا يعد محاسن الناس إلا ذنوبًا، ترونه آكَّالًا للأعراض، همَّازًا مشاءً بنميم مُعتديًا أثيمًا، له طبعٌ كطبع الدود لا يقع على شيء إلا أفسده أو قذره.

الفاجر في الخصومة - يا أخ سعد - لا أمان له، ولا ستر لديه، فيه طبعُ اللئام، فإن اختلفت معه في شيءٍ حقير كشف أسرارك، وهَتَكَ أستارك، وأظهر الماضي والحاضر.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «وأنت إذا تأمَّلتَ ما يقع من الاختلاف بين هذه الأمة – علمائها، وعُبَّادها، وأُمَرائها، ورؤسائها - وَجدتَ أكثَره من هذا الضرب الذي هو البغي بتأويلٍ أو بغير تأويلٍ، والأصل أن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمة من بعضهم على بعض لا تحل إلا بإذن الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -».

ولذا - يا أخ سعد - فإن الفاجر في الخصومة ليس لديه حدٌّ ولا ضابط فيها، غايتُه تُبرِّر وسيلته، سواء أكان هذا الفاجر في الخصومة في باب الحقوق، أو العقائد، أو الأخلاق.

ومن نظر إلى واقع المسلمين اليوم وما يكون فيها من التراشُق المقروء والمرئي والمسموع لَيجد لذلك أشكالًا وألوانًا، ويسمع رجع صدى لهذه المعرَّة؛ لتصبح ثقافة طالب العلم، أو الصحفي، أو الإعلامي أن الخصومة تُبيح التطاول ليصل إلى النوايا، ولينشر المستور، ويُصبِح الحاكم الوحيد على مثل هذه القلوب المريضة هو عين الرضا التي تستر القبيح، أو عين العداوة التي تستقبح الإحسان:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11 ].


وإنَّ خِيَارَ النَّاسِ مَنْ كانَ مُنْصِفًا = صَدُوقًا لبِيْبًا صَانَهُ الدِّيْنُ فَانْزَجَرْ
وَإِنْ شِرَارَ النَّاسِ مَنْ كَانَ مَائِلًا = عَن الحقِّ إنَّ خَاصَمْتهُ مرَّةً فَجَرْ


وبالنسبة لما تقدم .. فنحن نحترم جميع النواب الأفاضل ولكل جهد وافر يشكر عليه مع إختلافنا مع البعض في بعض المواقف وبعض الأمور وهذه تحددها صناديق الإقتراع وليس أنت في هجومك السافر على أبناء عمومتنا لإختلافك معهم في موقف أو رأي. ولا نقبل منك الوصية والإرشاد فديننا وعاداتنا وتقاليدنا ومحبتنا لإخواننا تمنعنا من الفجور في الخصومة مثلك ..

من ذا الذي ترضـــي سجاياه كلها ... كفي المرء نبلاً أن تعد معايبه

وهل أنت يا أخي العزيز أو التكتل الذي تنتمي إليه خالي من العيوب؟؟؟؟

وفي النهاية نختلف مع إخواننا ولا كن كما أوصانا الله سبحانه ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام من غير فجور وبالنصح المحمود.

رد مع اقتباس