كتب:مرزوق فليج الحربي
لماذا تثار الشبه على حدس وتهمل الحقائق؟ لماذا يتعرض نواب حدس للاتهامات بذممهم المالية مع انهم قدموا تقارير عنها وغيرهم توضع على رأسه علامات استفهام بذمته المالية ومن ذلك ما يتعلق بالمدينة الاعلامية والفحم المكلسن وقرض البنك العقاري والاستفادة من أراضي املاك الدولة ومناقصاتها وغيرها من الشبه؟ ولماذا تتهم حدس بأنها لم تخدم القضايا الوطنية والشعبية وغيرهم كالتكتل الشعبي استغل القضايا الوطنية والشعبية من اجل التكسب الشخصي وذلك باثارة الاستجوابات والصراخ وعلو الصوت والناتج صفر أو التجمع السلفي الذي وقف رمزه أحمد باقر ضد قضايا مصيرية كالبدون وزيادة الخمسين دينارا وتعليقه ضد زيادة الرواتب بأن الشعب ليس محتاجاً وغيرها أو التحالف الوطني الذي تفجرت دماؤه الزرقاء على وطنيته وبرز ذلك في موقفهم من استجواب الجراح ومن استجواب الصبيح الذي انبنى على العنصرية؟ ويستمر السؤال لماذا حدس دون غيرها؟
الاجابة عن كل هذا أن الحركة الدستورية حدس سبقت جميع التكتلات السياسية في البلد وتفوقت عليها وقدمت مشاريعها ورؤيتها داخل المجلس ومن خلال ادبياتها ومن خلال مؤتمراتها السياسية بشكل واضح ومنطقي وكل متابع لما جرى في المجلس المنحل يعرف من تكون حدس فكل قرار تتخذه نابع من رؤية واضحة وأبرز مثال على ذلك قضية القروض استطاعت حدس ان تنظر للموضوع بجميع الزوايا ولم تنجرف خلف التيار المطالب باسقاط القروض لمجرد اسقاط القروض وكسب الشارع مع علمها بأن هذا القرار كان دعائياً من الدرجة الأولى لانه يخالف مبدأ من مبادئ الدستور وسقوطه اسهل ما يكون وتبنوا مقترح عبدالله راعي الفحماء ووضعوا تعديلاتهم عليه وهو شراء المديونيات واعادة جدولة القروض والنظر في الفوائد وانشاء صندوق المعسرين مما يخفف عن كاهل المواطن.
ومثال اخر يثار اليوم وهو اتهام حدس بموقفها في تأييد وزيرة التربية نورية الصبيح وهو موقف يحسب لها لا عليها فمحاور الاستجواب كانت لا ترقى الى مستوى طرح الثقة واخذ على حدس موقفها في عدم طرح الثقة بالوزيرة ولكن الكتل الثانية كالتجمع السلفي والتحالف الوطني والكتلة الشعبية كانت مواقفهم مقاربة لموقف حدس ولكن «المطلوب رأس حدس» وليس غيرهم.
سبب اخر يدعو الى ان تكون حدس فاكهة المجلس السياسي في البلد ويجعل البعض يشهر قلمه عليها وآخرين يرفعون وتيرة مكروفوناتهم وهم يتحدثون ضد حدس في مهرجاناتهم وملتقياتهم وهذا السبب هو القوة التنظيمية لحدس بحيث ينظر لها الكثيرون على انها منافس قوي وان تفكيرها لا ينحصر في فوز مرشحها في الانتخابات فقط بل ان بعض مرشحيها هم مشاريع سياسية قادمة وان سقوط مرشحيها ليس النهاية مع حدس بل هو مرحلة من مراحل العمل السياسي وهدفها ليس مجلس الأمة بل ان المجلس وسيلة من اقوى الوسائل بل هدفها الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي أينما كان.
ولعل من الاسباب في هذا الهجوم على حدس هو عدم اتخاذ حدس لسياسة الجدال السياسي والرد على كل صغيرة وكبيرة وعدم الاهتمام بتتبع الشبه والاغراق في الصغائر وهذا جعل منافسيها أكثر جرأة ضدها.
ولكن هل تستمر الحركة الدستورية في سياستها في عدم الرد وأنها تتخذ موقف تقديم الخدمات مع عدم الالتفات للاصوات العالية والمزعجة أعتقد أن حدس لا تستحق كل هذا الهجوم الذي تتعرض له وعليها أن تكون أعلى صوتا فالمسؤولية الوطنية تتطلب منها ان تكون أكثر ظهورا وردا.. وذلك احقاقا للحق.