زاوية / وحي القلم
الموضوع/التجمع السلفي ونظرة المواطن البسيط
استبشر الكثير من الناخبين بعد فوز اعضاء التجمع السلفي في اربعة مقاعد , وكانوا يتأملون الكثير من التجمع السلفي لانها الكتلة الاكبر في المجلس , ولان الكثير من الناس يحسن الظن في اعضاء التجمع , ويعرف انهم لا يحابون احدا على المصالح الشرعية والشعبية , وان التجمع كذلك يترجم وعوده على الواقع , والتجمع السلفي في نظر الناس لا يجامل لا يداهن لا يحابي لا يقدم مصالحه الشخصية على مصالح الامة , ولكن الناس الذين كانوا يقولون هذا الكلام بدأوا يغيرون وجهات نظرهم عن التجمع , وكان السبب في ذلك عدة قضايا قريبة من بعضها وفي وقتها الزمني مما جعل عند الناس ردة فعل , لان اعضاء التجمع السلفي ليسوا ممثلين لدوائرهم او انفسهم فقط بل انهم يمثلون الامة , فإذا كانوا كذلك فعليهم ان يتلمسوا حاجات وقضايا الناس جميعا ليتخذوا القرارالصائب في كل قضية تطرح , فمثلا قضية البدون اثارت ضجة في الايام الاخيرة , وذلك بسبب تحفظ التجمع من نقطتين اساسيتين , وهذه وجهة نظر للتجمع لا غبار عليها , ولكن يجب ان يكون مع هذا الاعتراض على هذه النقطتين حل آخر يطرحه التجمع السلفي كبديل , وسماع وجهة نظر البدون وليس فقط الاعتراض, والقضية الثانية هي قضية القانون الذي قدمته الحكومة لضمان ودائع البنوك , ومعروف لدى الجميع ان اكثر هذه البنوك ربوية , ومع ذلك وافق التجمع السلفي بالاجماع على هذا القانون , ولم يعطوا انفسهم الفرصة لدراسة هذا القانون , مع علمهم بان هذا الدعم محرم شرعا لانه دعم لبنوك ربوية , ومع ذلك نعرف الامر الذي من اجله وافق التجمع السلفي على هذا القانون , ولعل ذلك يرجع الى السياسة الشرعية التي تتطلب هذا الامر , وارتكاب اخف الضررين لان انهيار هذه البنوك قد يسبب انهيار الاقتصاد في البلد , ويكلف الدولة الكثير اذا لم يتم الموافقة على هذا القانون , مع العلم ان ضمان الودائع يكلف المليارات , وهذه وجهة نظر نقدرها ولكن !! , اقول ويقول غيري الكثير لماذا لم تخرج السياسة الشرعية مع اسقاط قروض المواطنين التي هددت بإنهيار وتفكك الكثير من الاسر الكويتية ومازالت تهدد الكثير , لماذا لم يرتكب اعضاء التجمع اخف الضررين في اسقاط قروض المواطنين ؟ , اين هم من القواعد والاصول الفقهية والسياسة الشرعية في هذه القضية الخطيرة التي تهدد امن الاسرة الكويتية , مع العلم ان هذه البنوك الربوية التي تم ضمان ودائعها هي التي تسببت للمواطنين بهذه الكارثة الخطيرة , ولقد تم مكافأة هذه البنوك ومعاقبة المواطن الغلبان , عندما اخطأ المواطن البسيط في اخذه القروض الربوية قيل له عسى عليك من طقك على ايدك وتاخذ قروض ربوية !! , وعندما اخطأ بعض البنوك الربوية وكادت ان تنهار , تم اسعاف هذه البنوك بالمليارات , ولم تعامل هذه البنوك بمثل معاملة المواطن البسيط , فهل الخوف على التاجر اكثر من الخوف على المواطن البسيط ؟ , تم انقاذ التاجر في قضية المديونيات الصعبة وتم انقاذه في ضمان الودائع وهو الابن المدلل للحكومة , ولا عزاء للمواطن البسيط فهل تصرف اعضاء التجمع السلفي حول هذه القضايا سليم ؟ اما صندوق المعسرين فليس حلا للمواطن البسيط بل هدية لكل البنوك والتجار .
قضية ثالثة وهو قانون تنظيم الدواوين , بعد الحرب التي اعلنتها لجنة الازالات على الأسر الكويتية , واقتلعت الاخضر واليابس بلا رحمة ولا هوادة , سحقت هذه اللجنة ممتلكات المواطن البسيط وقهرته وهو ينظر مقهورا يضرب الكف بالآخر وهو حسير , وذنبه انه بنى ديوانيته امام مساحة بيته الخالية , واصبح مجرما ومستوليا على املاك الدولة , سبحانك يا رب , التجار والمتنفذين سيطروا وسرقوا اراضي الدولة على مرءأ من الجميع ولم يعاقبهم احد او يقتلعهم من الارض , والمواطن الذي اضطر لبناء ديوانيته الكيربي مقابل بيته لضيق مساحة بيته سحق سحقا , ومع ذلك القهر والظلم الذي وقع على المواطن البسيط وهو يرى المعاملة والمكيالين التي تم التعامل بها مع هذه المخالفات , صبرهذا المواطن ولم يعترض ولم يقاوم ويخرب بل رضخ للامر الواقع , لان لجنة الإزالات تضرب بسوط القانون , وبعدها قدم بعض اعضاء مجلس الامة اقتراحا لتنظيم هذه الدواوين لكي تصبح قانونية وفق الشروط الصحيحة التي لا تضر احدا ولا يساء استخدام هذه الدوانية لاغراض اخرى , مع مراعاة الكثير من الضوابط , ومع ذلك رفضت اللجنة المالية هذا الاقتراح , وهذا شأن اللجنة ورأيها ولكن ننظر الى اسباب الرفض من تصريخ الاخ الفاضل عضو مجلس الامه خالد السلطان حيث قال (( عدم موافقة اللجنة المالية على قانون تنظيم الدواوين المقدم من قبل عدد من النواب إلى سوء استخدام الدواوين من قبل بعض المواطنين الذين يعتبرونها جزءا من حرمة المنزل منوها إلى ان هناك موظفين من قبل الدولة منعوا من تحسين الخدمات في المنطقة بداعي ان الدواوين من حرمة البيت، ولا يجوز الاقتراب منها)). وأقول هل هذا السبب يدعوا لمعارضة هذا الاقتراح ام ان هناك بدائل اخرى ووضع شروط تلزم صاحب الديوانية بالضوابط لإقامة الدواوين ؟ مع العلم ان من ضمن الضوابط التي كانت في الاقتراح انه لا يحق للمواطن ان يبني ديوانيته على ارض يوجد تحتها خدمات او تمنع الخدمات عن المواطنين فانتفى هنا سبب رفض اللجنة الماليه !! وقال السلطان ((إن اصحاب القسائم الصغيرة الذي يتحججون بصغر المساحة، سمحت لهم البلدية ببناء سرداب تصل مساحته إلى 400 متر، وربما تصل مساحة القسيمة إلى 1300 متر، ولا ريب ان هذا التعديل سيقلل من التذمر بخصوص تقليص مساحة القسائم)) وماذا لو قلت لك يا بو وليد ان هناك لا يقل عن 15منطقة سكنية في الكويت مساحة بيوتها ما بين 250 متر مربع الى 350 وليس بها سراديب ؟! ماذا يصنع هؤلاء ؟ هل هذه المعلومة كانت حاضرة لدى اعضاء اللجنة المالية عندما اتخذوا قرارهم ؟ ماذنب الكوتييين الذي تقل مساحة منازلهم عن ال 300 متر مربع ؟ وما ذنب الكويتيين البسطاء الذين لا يملكون مزارع ولا شاليهات ولا جواخير ولا شركات ولا اسهم ولا ولا , ويريدون التوسع والتنفس بهذه المساحة المقابلة امام منازلهم, لماذا لم تنظر اللجنة المالية عن الاسباب التي دعت هؤلاء المواطنين لإقامة هذه الدواوين امام منازلهم ؟ وهل تعتقد اللجنة المالية ان هذا الاقتراح الذي قدمته او وافقت عليه وهو بناء الدويوانيات النموذجية وهو عبارة عن ديوانيتين في كل منطقه هو حل او بديل ؟ لا اظن ان من قدم هذا الاقتراح يعرف وضع الكويتيين !! , وبعد عرض هذه القضايا الثلاث ارجو من اعضاء التجمع السلفي ان يعيدوا النظر في حل مثل هذه القضايا الشائكة التي تهم المواطن البسيط , وانا اعلم علم اليقين ان اعضاء التجمع السلفي نواياهم طيبة وحسنه تجاه المواطن البسيط , ولكن هل تكفي النوايا الحسنة في السياسة ؟ الشعب الكويتي يريد افعالا حسنة لا نوايا او اقوال .
اعتذار
اعتذر هذا الاسبوع عن التواصل مع القراء لوجودي خارج البلاد للمشاركة في الاسبوع الثقافي الكويتي في المملكة الاردنية الهاشمية , والعودة بإذن الله في الاسبوع القادم حول الجهود الطيبه للمكتب الثقافي الكويتي في الاردن.
د. فالح محمد العمره
alamrah75@gmail.com